شعاع القصص الوعظية قصص تربوية هادفة للتائبين العائدين الى الله |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ بعد عَقد قرانها مُباشرةً أصابها الألم والمرض، واصفرَّ وجهُها وَذَبُلت ، فذهبت إلى الطَبيبة لتطمئن فكانت المُفاجئة أَن قالت لَها " أنَّ الرّحم يكاد يكون مشقوق نِصفين - الوصف الذي قالتهُ لي - ، وَلن تستطيع الحَمل " خرجت مِن المُستشفى وكُل ما يجول في خاطرها تُرى كيف سأقول هذا لزوجي ، وهل سيترُكني !؟ أنا أُحبّه بشدَّة فماذا أفعل ! أمسكت بهاتِفها وحاولت الإتصال بهِ ، وبعد أكثر مِن مُحاولة أجابها وأخبرتهُ بكُل شيء ، فكان ردّه صادمًا بالنِّسبة لها ، قال لَها : وأنا لَن أستطيع أن أُكمل معكِ. انعقد لسانها ، حتّى كلمات الغَزل التي اعتادت أن تقولها لَهُ في كُل مكالمة ؛ لَم تستطع البوح بِها فَصمتت ، وانتظرت مِنهُ أن يُخبرها أنّه يَمزح ، وأن يُخبرها بموعد الزفاف ، ويَطلُب مِنها أن تُرسل لهُ صورتها بالفستان ، ويُخبرها أيّهم أجملُ عليها ، لكنّها فوجئت بالطّلاق ، لم تَتحمّل الصمود كثيرًا ووقعت مغشيًا عليها. عندما أفاقت وجدت نفسها في المَنزل ، وأُمّها تُربّت على يدها ، وَ تُقبّل رأسها ، أخذت الفتاة تبكي بشدّة وتقول : تَركني يا أُمي وأنا في أمسّ الحاجة إليه. - لا بأس يا حَبيبتي ، كُلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل، نظَر هو إلى أسباب الدُّنيا والطّب، ولم يَنظُر إلى قوّة الرّب. - هَل كان عليَّ فعلُ شيءٍ يا أُمي ؟ - لا بُنيَّتي ، يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ؟ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، عليكِ فقط أن تعودي كَما كُنتِ. - وَلكنّي أُحبّهُ. - واللّٰه يَعلم مَن هو الأصلحُ بِحُبّك. - والزفاف ! - اصبري واحتسبي، فَمَن للصبرِ غيرك ؟ مرّت الأيام والشهور ، وتحسَّنت صِحتها قليلًا ، ولكنَّ الحَمل كان مُستحيلًا - كما كانوا يَقولون -. وبعد عام تَقدَّم لَها شاب ذو خُلقٍ ودين ، رفضتهُ خوفًا مِن أن يُترك قَلبها ثانيةً ، ولكّنهُ تقدّم مرة أُخرى فوافقت على الجلوس مَعهُ، حدّد والدها الموعد، وفي الرؤية الشرعية قالت لَهُ: لَن أستطيع الإنجاب. قال لَها : ما ضيرُ لو أنَّنا توكّلنا على الله الذي يَمنح ويَمنع! - لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ صَمتَ.. - كيف لعاقلٍ أن يَتزوّج مِن عاقر وهو يعلم أنها لَن تُنجب ! - تقصدين كيف لعاقل أن يأخُذ بأسباب البشر ويغضُّ الطرفَ عَن المُسبِّب ؟ إن كُنتِ تقصدين هذا فالذي أعطي زكريا سيُعطيني. وافقت عليه، وتمَّت الخطبة والزفاف، وبعد أكثر مِن ثلاثة أعوام حَملت في الطفل الأول، شعُرت وكأنَّ الدُّنيا قد أشرقت بالربيعُ في عُمرها ، كانت تذهب لتُحضر مع زوجها ملابس للطفل وتقول لَهُ " أيُّهم أجمل ؛ هذا أم ذاك " هل سيكون صبي أم فتاة. يُشبِهُني أم يُشبِهُك ؟ وتأتي المُصيبة الأولى لَها ولم يَستمر الطفل في رَحمها أكثر مِن ستة أشهُر ثُم توفى، فقالت لَزوجها بعد أن أفاقت مِن المرض : ألم أقُل لَك ؟ ابتسم وقال - ألم يَقُل لكِ " وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ". - هَل ستَترُكني ؟ - نَعم سأترُكك ، وَلكِن عند المَوت، وسأعود لألتقي بِكِ ثانيةً في الجنَّة. مرَّ عام وحَملت مرَّة أُخرى ، كانت هذهِ المرَّة خائفة كثيرًا ، فقرَّرت عَدم تَرك الفراش، كانت تُصلي وتنام، وتولّى زوجها خدمتها في هذهِ الفترة ، فقد كان يذهب إلى العَمل ويأتي هو ليُعدّ الطعام، ويُنظّف المَنزل. يرى في عينها مدى اشتياقها للطفلِ، وحُبّها الشديد لرؤيته، فيزداد تحمُّلًا لأجلها، وَيزداد قوّة بصبرها ، ولكِن ماشاء اللّٰه كان ، وتوفى الطفل في الرّحم مرّة أُخرى. أُصيبت هذهِ المرّة بنوبة مِن الحُزن ، فبدأ زوجها يجلس معها ليُصبّرها ، مرًّة يقول لَها : وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ.. وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ.. ومرًّة يقول لَها : وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ، فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا.. ثُم يتسلَّل في الَّليل ويبكي لله عزّ وجلّ ويطلب مِنهُ أن يُراضيها ، قلّ نومه بسبب كثرة قيام الليل لأجلها ، وضعف جَسدهِ مِن كثرة البُكاء وتضرُّعه، وذات يوم وبعد أن قامت مِن فراشها وتحسّنت صحتها ، رأت الضعف الذي حلّ بزوجها ، فقالت لَهُ بصوتٍ مُتحشرج : ماذا أصابك ؟ - كُسر عُكّازي. - أي عُكاز ؟ - أنتِ عُكّازي في الدُّنيا، وعندما أصابك الألم لَم أجد مَن أستندُ عليهِ فَكُسرتُ ، قُلتِ لي ذات يوم لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ أتتذكّرين هذا السؤال ؟ - نَعم. - لأنَّني أردتُّك، جئتُ لَك أنتِ، لَم أتزوّجك لأجل الإنجاب، أنا تزوّجتك لتشُدِّ أزري، تزوّجتك لأنّي أُحبّك، لو جعلتي الله يَرى صَبرك فقط، لمنّ عليكِ. - أنا أصبُر. - وكيفَ للصبرِ أن يكونَ صبرًا وهو مُقترنٌّ بسوءِ ظنّ. - وماذا أفعل ! - أُصبري بيقينٍ وبثقةٍ ودُعاء مُضطر، لَقد كان في قَصصهم عِبرة فلِمَ لا تَعتبري ؟ اللّٰه لَم يُخبركِ بكل تلك القصص إلا مِن أجل أن تَصبُري. - ولكّن الحَلقُ قد جَف مِن الدُّعاء، ولا أدري ماذا أفعل. - اللّٰه لا يُريد مِنكِ أي شيء تقومين بفعله، الله يُريد مِنكِ اليقين فقط ، فَإِذَا فَرَغْتِ فَانصَبِ ، وَإِلَى رَبِّك فَارْغَب كي يسوق إليك سحائب الخيرِ تصُّب عليكِ الغيثُ صبًا ، ولَن تكُن في قُرب رَبِّك شَقِيًّا أبدًا ، قولي اللّٰهم أجرني في مُصيبتي وأخلف لي خيرًا مِنها. - هَل سيجبُرني ؟ - كان حقٌ عليه ذلك، فلا تيأسي مِن روح اللّٰه. مَرّ عامين وَحملت بالطّفل الثالث، وَلكِن هذهِ المرّة شاء اللّٰه أن يَمحي أسباب الدُّنيا لأجل صَبرها، وَضعت طفلها الأول ، وخرجت الطبيبة مِن غُرفة العَمليات ، فأراد الزوج أن يطمئنّ على صِحة زوجته وطفله، فسأل الطَبيبة فكان جوابها : لا أعلمُ كيف حدثَ ذلك، وكَيف حَملت واستمر حَملها، وَكيف أنجبت طفل بصحة جيدة، وَلَم تُنجب طفلٍ واحد ، بل أنجبت طفلين ، لا أدري كَيف حَملت ، تصدّع القَدر لأجلها ولأجل صَبرها ودُعائها. - هل هي بخير ؟ - أتظنُّ أنَّ معيّة اللّٰه ستَهجُرها بَعد أن جَبر قَلبها ؟ زوجتك بخير. وبعد أن أفاقت مِن البنج ، رأت أُمها فابتسمت وقالت لَها : ألم أقُل لَكِ أن اللّٰه أعلم مَن هو الأصلحُ بِحُبّك ! وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَنحنُ لَا نَعلم. وها أنتِ أُم لإثنين ، فإِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ.. - القصة حقيقية علق بالصلاة على النبي المختار ولاتنسى مشاركة القصة مع جميع مجموعاتك لي يستفيد غيرك وتكون صدقة جارية عنك وعن اهلك دال على الخير كفاعله ❤ |
03-04-2022 | #2 |
|
رد: لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قصة جميله جدا شكرا لك |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
03-04-2022 | #3 |
|
رد: لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ شكرا لمرروك الذي عطر المكان ونشر بشذاه أركان موضوعي فبارك الله فيك معلمتي |
|
03-20-2022 | #4 |
|
رد: لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ راااائعة. تأثرت بها كثيرا و استفدت منها الكثير لن امل من قراءتها مرة اخرى لما فيها من عبر. اسعدك الله في الدارين |
|
03-20-2022 | #5 |
|
رد: لِمَ لا تتزوّج غيري وَتُنجب ؟ شكرا لمرروك الذي عطر المكان ونشر بشذاه أركان موضوعي فبارك الله فيك غالية |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
, , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
غيري يومك بسماع هذا المقطع | هوازن الشريف | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 4 | 04-09-2016 12:47 PM |
غيري ماكنت تستعملين وهاك البديل | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 10-30-2013 04:17 AM |