منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مواضيع تخص رمضان (https://hwazen.com/vb/f118.html)
-   -   وعدت يارمضان (https://hwazen.com/vb/t22420.html)

عطر الجنة 04-02-2022 11:23 PM

وعدت يارمضان
 


وعدت يا رمضان بالخير والبشر والفرح ،
تنشر مع مقدمك نفحات التقوى في الأجواء ، وتعم بطلتك المودة والرحمة والإخاء.

وعدت يا رمضان، والناس في لهفة واشتياق،
يستبشرون بمقدمك، ويترقبون هلالك، فهلالك ليس كبقية الأهلة ،
هلال خير وبركة ، عم ببركته أرجاء العالم ،
ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة ،
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رأى الهلال قال:
(( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِاليمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه )) .

وعدت يا رمضان، وعادت أيامك ولياليك ، أيام مشرقة بطاعة الله،
وليالي معطرة بذكر الله، أيامك ليست كبقية الأيام،
ولياليك ليست كبقية الليالي، كيف لا وقد شرُف يومك بالصيام،
وشرُفت لياليك بالصلاة والتهجد والقيام ، أنفس زكية، وأنفاس طاهرة،
وقلوب متراحمة،
سُئِل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :
" كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان ؟
قال :
ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم " .

وعدت يا رمضان، وتجددت مع قدومك مواسم الطاعات، وفتحت معك أبواب الجنان،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
((إِإذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح
منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي
الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))

وعدت يا رمضان، وبدأت أنوارك تعم أرجاء الزمان والمكان،
نستشعر من خلالها نفحات ربانية، ومنح فياضة، فاز من تعرض لها،
وغنمها، وأعظم فيها العمل، وأري الله منه خيرا، قال عليه الصلاة والسلام:
((كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله عز وجل :
إلا الصوم . فإنه لي وأنا أجزي به . يدع شهوته وطعامه من أجلي . للصائم فرحتان : فرحة
عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك " )).

وعدت يا رمضان، فما أشبه الليلـة بالبارحة ، وما أسرع مرور الأيام والليالي ،
كنا نعتصر ألماً لوداع أيامك ولياليك ، وها هي الأيام والليالي قد مرت بنا
ونحن في استقبالك من جديد ، بفرحة العازمين على نيل الأجر والفضل .

وعدت يا رمضان، فهل من توبة نصوح نفتح بها صفحة جديدة مع أنفسنا،
نتأمل فيها حالنا، نغير فيها من أنفسنا .

وعدت يا رمضان، أيام وتمضي، فهل نجعلك حجة لنا،
ندخرك في صحائف أعمالنا ، أم تمضي كما مضى غيرك،
ونتحسر على مضيك ، فلا يعيد البكاء من مات.

فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه ، لاغتنام فرصه ، وجني ثماره،
وليرى الله فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا ،
ولنتسابق للخيرات من أول أيامه .



فلهذه الأيام منزلة عظيمة في قلب كلِّ تائب، حيث كان قلبه معلقًا بربِّه، مقبلاً عليه بالكلية، ناظرًا إلى الآخرة بعين فؤاده، قد طهَّرته التوبة من ذنوبه السالفة، فكأنه ولد ولادةً جديدة، ومع ذلك فهو لم يمرض بعدُ بأمراض الطاعات من عجب وكبر ورياء، إنه حديث عهد بالرجوع إلى ربِّه، وليس عنده ما يُعجب به أو يرائي به، بل همُّه أن تقبل توبته وتغسل حوبته، أمله قصير وبكاؤه غزير، قلبه خاشع، وطرفه خاضع، لا يلتفت إلى الدنيا، ولا يهتم بها ولا يركن إليها، إنما مناه أن يَرضى عنه ربه، وأن يَغفر له ذنبه، ويقيَه شرَّ حوبه.




فكم هو جميل أن نمعن في الغاية التي خُلقنا لأجلها؛ عبادة الله تعالى، مَن يقدِّر قدر السعادة النفسية، والراحة القلبية، والسلام الداخلي الذي يحل بقلب المؤمن، حين يقوم بهذه العبادة على وجه الاجتهاد والإتقان والإخلاص؟!
كم هو جميل أن نخضع لخالقنا وحده في هذا الشهر، ونفرغ أنفسنا لعبادته، والقيام بما أوجبه علينا أو ندبنا إليه، فقد تعبنا من خضوعنا لأهوائنا وأهواء الناس من حولنا.
كم هو جميل أن نصرف كلَّ اهتمامنا لإرضاء ربِّنا - سبحانه وتعالى - فحسب، بعد ما بذلنا كثيرًا من ذلك للفوز بكلمة ثناء من هنا أو عبارة مدح من هناك، على ما نقدِّمه من أعمال ظاهرها أنها لله.
إن حظ النفس في العبادة قليل جدًّا قياسًا بغيرها من الأعمال، كتعليم العلم، أو إلقاء المحاضرات، أو تصنيف الكتب، والذين تصفو نياتهم تمامًا لله - تعالى - في مثل هذه الأشياء قليل، بعكس العبادة - خصوصًا في رمضان - حيث يشترك فيها الجميع، فيقلُّ العجب والرياء.
وإذا أردت أن تعرف حظ النفس ودوره فيما يفعله الإنسان، فانظر كيف يسهل على الكثيرين السهر في تصنيف كتاب، أو إعداد محاضرة، وكيف يصعب عليهم قيام الليل.
إن رمضان يجرِّدنا من أنفسنا، وشهواتنا الظاهرة والخفية، ويأخذ بأيدينا إلى تصحيح النية وتذكر الآخرة، والتوبة إلى الله من الذنوب السابقة، والنيات الفاسدة والأهواء السافلة.
فعلينا أن نغتنمَ هذه الفرصة العظيمة في إصلاح قلوبنا ونياتنا، وإعطاء أرواحنا حقَّها من التلذذ بمناجاة خالقها، والاتصال به ودوام ذكره وشكره، ففي هذا وحدَه حياتها وفوزها ونعيمها وجنتها.

. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif
وفقنا الله لحسن استقباله ، وأعاننا الله فيه على طاعته وحسن عبادته.





. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif. https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(6).gif

إسمهان الجادوي 04-03-2022 08:57 AM

رد: وعدت يارمضان
 

أمين يارب العالمين
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك حبيبتي


الساعة الآن 05:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)