منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأمومة والطفولة (https://hwazen.com/vb/f107.html)
-   -   ابني يسألني في العقيدة (5) (https://hwazen.com/vb/t22586.html)

إسمهان الجادوي 07-25-2022 04:19 PM

ابني يسألني في العقيدة (5)
 
ابني يسألني في العقيدة (5)


ها نحن بحمد الله نبحر في المقال الخامس والذي سأتناول فيه سؤالين من أسئلة الطفل في العقيدة وهما:
من خلق الله؟
وكيف أدرك أن الله حقيقي وليس خيالًا؟


وسأضع لهم بإذن الله المبادئ ثم أقوم بشرحها بشيء من التبسيط إن شاء الله، فلنبدأ ونتوكل علي الله!.

السؤال الأول: من خلق الله؟
في بداية الأمر أريد أن اقول إن الطفل لا يتحمل الإجابات المطولة والشرح المفصل، هو فقط يحتاج إجابه مختصرة ترسخ في ذهنه؛ لذلك سأدخل في المبادئ مباشرةً.


أولًا: إن الله عز وجل له صفاته الخاصة واللائقة به جل في علاه، وإن من صفاته أنه الخالق وليس بمخلوق.


بمعنى أخر: المخلوقية ليست من صفات الله عز وجل.

ثانيًا: إذا كان هناك خالق آخر فأين هو... ؟!
ثالثًا: تفسير بسيط لسورة الإخلاص...

نأتي لشرح المبدأ الأول وهو بفضل الله مبدأ يسير، ليس من الصعب أن يدركه الطفل، ‏فلفت انتباه الطفل أن لكل شيء صفاته الخاصة به وأن الله عز وجل له صفاته الخاصة اللائقة بجلاله وعظمته قد تحدثنا عليه سابقًا.


فمن صفاته تعالى أنَّه « الأول »: الذي ليس قبله شيء، فهو الأول بلا ابتداءٍ، فكان الله ولم يكن شيء غيره بل هو سبحانه أوجد كل شيءٍ بعده، وأنه جل وعلا الخالق الذي أوجد المخلوقات من عدم، وقدر وجودها، فخلقها بأجمل وأكمل صوره، فلا يوجد خالق سواه.


ولإيضاح هذا المبدأ وتيسيره للطفل بموقف بسيط مثلا:
١- عندما يأكل الطفل فاكهة نسأله: هل أحد يأكلك مثل الفاكهة؟
٢- عندما نصنع طعام نسأله: هل أحد يصنعك مثل الطعام؟
بالطبع الإجابة: لا.


بل نحن القادرون على فعل ذلك - أكل الفاكهة، وصنع الطعام - وليس من صفاتنا أننا نؤكل مثل الفاكهة أو نُصنع مثل الطعام ... ولله المثل الأعلى، سبحانه جل في علاه، الأول الذي ليس قبله شيء، الأول بلا ابتداء، والخالق الذي خلق كل شيء من عدم، وقدره وأوجده ولديه سبحانه القدرة التامة لفعل ذلك بأكمل صورة؛ إذًا فليس من صفاته المخلوقية (أنه مخلوق) أصلًا، حتى نسأل: مَنْ خلقه؟! فسبحانه هو الخالق، أما نحن فالمخلوقية هي أحد صفاتنا، فنحن مخلوقين أوجدنا الله وقدر وجودنا بقدرته الكاملة على الخلق جل في علاه،


لذلك هذا السؤال ليس سؤلًا منطقيًّا..
بأسلوب بسيط ويسير تصل هذه النتيجة إلى الطفل إن شاء الله.

المبدأ الثاني: أين هو ذلك الخالق ...؟
ثم لماذا هذا الخالق المجهول لم يخبرنا عن نفسه عن صفاته عن أي شيء يخصه ويتركنا نتوجه بالعبادة والشكر والثناء والحمد لله وحده.. وهو لا يذكر شيئًا عن نفسه، فصاحب الفضل يغضب إن شكرت غيره.

المبدأ الثالث: تفسير بسيط لسورة الصمد وشرح معانيها فبرغم أنها سورة صغيرة إلا أنها حوت معلومات كبيرة وصفات لله عز وجل جليلة وعظيمة ودالة على وحدانيته جل في علاه.

السؤال الثاني: كيف أدرك أن الله حقيقيّ وليس خيالًا؟
هذا سؤال صدر من طفل وكانت المبادئ التي أردت ترسيخها هي:
أولًا: دلالة الأثر على المؤثر.
ثانيًا: آثار خلق الله عز وجل.

المبدأ الأول: هو مبدأ فطري عقلي بسيط، فالطفل سويّ الفطرة سليم العقل يستطيع استيعابه بكل سهولة ويسر ويراه منطقيًّا جدًّا مع تفكيره، فكيف يمكنني إيصال هذا المبدأ؟
بكل بساطة: يحدث الوالدان أي تغيير دون أن يراهما الطفل ولكن يستطيع الطفل ملاحظته، فمثلًا:
يضعان فاكهة وقد أكل أحدهما بعضًا منها.


يبعثرون لعب الطفل في الأرض بعد أن كانت في الصندوق أو العكس... أي تغيير المهم أن يلاحظه الطفل
ثم يسألان الطفل: هل رأيت من أكل الفاكهة أو بعثر الألعاب - أيًّا كان التغيير أو الحدث؟
فيقول الطفل: ( لا ) لأنه لم يره فعلًا..


ثم يسأل الوالدان: هل من الممكن أن يكون هذا الفعل قد حدث بمفرده أم هناك من قام بهذا الفعل؟
فالطفل سوي الفطرة، ستكون إجابته: هناك بالتأكيد من بعثر الألعاب أو أكل من الفاكهة، لابد أن يكون هناك فاعل.


نأتي إلى المبدأ الثاني:
يحدث الوالدان الطفل عن آثار خلق الله بدايةً من نفسه، فهو ذاته لم يكن موجودًا من قبل ثم أوجده الله وخلقه. وهذه الشمس بحرارتها وأشعلتها الساطعة خلقها الله، وهي تشرق وتغرب يوميًّا بأمر من الله. وتلك الأنهار ذات الماء العذب ليس من المعقول أن تكون قد وضعت بمفردها هنا، وهذه المحيطات والبحار وما فيها من أسماك وكائنات. وتلك الجبال والتلال، وتلك السماء التي رفعت بدون أعمدة..


ليس من الممكن أن تكون فعلت ذلك بنفسها بل لا بد أن يكون هناك من رفعها وهو الله عز وجل.


هذه الدواب والحيوانات التي سخرها الله لنا وجعل فيها منافع كثيره، هل هي من أوجدت نفسها في هذا الكون العظيم والكواكب السيارة والنجوم المضيئة..


ألا تدل كل هذه الآيات على وجود من فعلها وخلقها وسواها؟
بلى تدل على الفاعل، والفاعل هو الله عز وجل لأنه أخبرنا بذلك في القرآن، وأخبرنا أن كل هذه الأشياء كانت عدمًا فأوجدها الله عز وجل.

ولا يخفى علي أحد ابدًا كثرة الآيات التي تتحدث عن أثار نعم الله وخلقه العظيم، فيسرد الوالدان أحد هذه الآيات مع شرح مبسط لها.


انتهى بفضل الله..



داليا رفيق بركات
م ق الألوكة

هوازن الشريف 08-03-2022 08:58 PM

رد: ابني يسألني في العقيدة (5)
 
مجموعة تستحق النشر


الساعة الآن 06:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)