منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   أسباب سوء الخاتمة مخالفة الظاهر للباطن (https://hwazen.com/vb/t22696.html)

إسمهان الجادوي 09-21-2022 11:44 AM

أسباب سوء الخاتمة مخالفة الظاهر للباطن
 
أسباب سوء الخاتمة
مخالفة الظاهر للباطن


قال ابن رجب - رحمه الله -: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطَّلِع عليها الناس، إما من جهة عمل سيئ... ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت"؛ اهـ.



فقد يكون العبد بظاهرِه يعمل بطاعة الله - عز وجل - ولكنه يُبطِن النفاق أو الرياء، أو في قلبه مرضٌ؛ كالكِبر أو العُجب، فيظهر ذلك عليه في آخر عمره، ويُختَم له بذلك، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال كما عند البخاري: ((إن الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار)).



فقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فيما يبدو للناس))، يدل على أن باطنه خلاف ظاهره، ولا يمكن أن تسوء خاتمةُ مَن صَلَح ظاهره وباطنه.



قال أبو محمد عبدالحق الإشبيلي:

"اعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا تكون لمَن استقام ظاهرُه وصَلَح باطنه، وما سُمِع بهذا ولا عُلِم به - والحمد لله - وإنما تكون لمن كان له فسادٌ في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غَلَب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيَصْطَلِمه الشيطان[1] عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، أو يكون ممَّن كان مستقيمًا، ثم يتغيَّر عن حاله، ويخرج عن سننه، فيكون ذلك سببًا لسوء خاتمته، وشؤم عاقبته:

• كإبليس الذي عبَدَ الله - فيما يُروَى - ثمانين ألف سنة.



• وبلعام بن باعوراء، الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض واتَّبع هواه.



• وبرصيصا العابد، الذي قال الله في حقه: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ﴾ [الحشر: 16].



قال أحد السلف: "إذا استوى ظاهر المسلم وباطنه، فهذا هو الإنصاف والعدل، وإذا كان الباطن خيرًا من الظاهر فهذا هو الفضل، وإذا كان الظاهر خيرًا من الباطن فهذا هو الجور".



وكان الصحابة ومَن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه.



• فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يسأل صاحب سرِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتن والمنافقين - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - فيقول: "أسألك بالله، هل سمَّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين؟ فيقول حذيفة: لا، ولا أؤمِّنُ أحدًا بعدك".



وفي "مسند البزار" - بسند صحيح - عن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - "أنه دخل على أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - فقال: إني أكثر قريشٍ مالاً، وإني أخشى أن يُهلِكَني مالي، فقالت: تصدَّق؛ فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن من أصحابي مَن لا يراني بعد أن أفارقه))، فخرج عبدالرحمن وهو منقطع قلبه من الخوف، فالتقى بعمر - رضي الله عنه - وأخبره بالأمر، فدخل على أم سلمة فقال: أسألك بالله، هل أنا منهم؟ فقالت: لا، ولا أُبَرِّئُ أحدًا بعدك".



وقفة:

يقول ابن رجب - رحمه الله -: "ما عُلِمَ على الإطلاق أن رجلاً خُتِم له بسوء الخاتمة، وقد استقام ظاهره مع باطنه".



وذكر ابن الجوزي - رحمه الله - كما في "فتح الباري": "أن رجلاً يدعى قزمان، وكان قد تخلَّف عن المسلمين يوم أُحُد، فعيَّره النساء، فخرج حتى صار في الصف الأول، فكان أول مَن رَمَى بسهم، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه، وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، فمر به قتادة بن النعمان، فقال له: هنيئًا لك بالشهادة، فقال: والله ما قاتلتُ على دينٍ، وإنما قاتلت على حسب قومي، ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه"؛ اهـ.



فهو في الظاهر جاهد في سبيل الله، ولكن الباطن خلاف ذلك، وهذا يذكِّرنا بأولئك النفر الثلاثة الذين هم أول مَن ستُسعَّر بهم النار؛ فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أوَّل الناس يُقضَى يوم القيامة عليه، رجلٌ استُشْهِد، فأُتِي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدتُ، قال: كذبت، ولكنك قاتلتَ لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نِعَمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلَّمتَ العلمَ ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ؛ فقد قيل، ثم أُمر به فسُحِب على وجهه حتى أُلقِي في النار، ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن يُنفَق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِر به، فسُحِب على وجهه، ثم أُلقِي في النار)).



وفي رواية في "غير الصحيح"، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رُكْبتِي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك أولُ خلقِ الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة)).


[1] يصطلمه الشيطان؛ أي: يستأصله عن دينه ويقطعه عنه.


الشيخ ندا أبو أحمد

الألوكة


عطر الجنة 09-21-2022 07:54 PM

رد: أسباب سوء الخاتمة مخالفة الظاهر للباطن
 
اللهم احسن خاتمتنا واسترتا فوق الأرض وتحت الأرض
ويوم العرض عليك..

بوركت يالحبيبة
سكب طيب

جزاك الله كل خير



الساعة الآن 04:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)