**قصة طالب** **قصة طالب** (محمد) طالب عمره تسعة عشر ربيعًا ، كان يدرس مادة اسمها: " مهارات التفكير "، وكان من ضمن موضوعاتها : " مهارات حل المشكلات ". كان من ضمن تلك المهارات: السعي لحل المشكلة ، اذ لابد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل ، ومن هنا تبدأ قصة محمد. يحكي محمد قصته فيقول: أبي و أمي شبه منفصلين رغم انهما يعيشان في بيت واحد ، فالشجار شديد بينهما: يدخل أبي البيت بعد عمله مجهدًا ، فيجد امي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو بنظافة البيت، فليس الوضع مهيأ لراحته كما يريد، فينزعج جدًا، فيرفع الصوت بالمساءلة والعتاب، فتغضب أمي ، ثم يبدأان بالصخب والسباب! نحن في البيت عددنا كبير: أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، لي إخوة في المتوسط والابتدائي ، و جميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألـمًـا في نفوسنا وبكاءً في عيوننا. تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين، ولم يبق سوى الطلقةالأخيرة ، 😳 تطور الشقاق بينهما، و أصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت، واصبحت امي معظم الوقت متضايقة و متوترة. يقول محمد: لـمّـا درست مهارات التفكير وأهميتها، و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي، أحسست بأني كنت مهملاً لنفسي وحياتي ، وان السلبية التي اعيشها ادت إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت، فقط كنت أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخواني ، ولي طلعات مع أصدقائي! أختي مثلي كذلك ، وكلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا! يقول محمد : لَمّا مررنا على إستراتيجيات حل المشكلات، وطبقت ومارست مهاراتها، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي و أبي و أمي. كنت أتصور أن المهمات والمسؤوليات تقع على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا . ولكن ما غير قناعتي وحركني تجاههما أمران درستهما: اذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءٌ من المشكلة و الحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل . هنا فكرت: لماذا أنتقد والدي و والدتي ولا أنتقد نفسي ! أين دوري ؟ ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها أن هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على ابي وامي، فأبي يعمل منذ الصباح وحتى العصر ؛ ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت و متطلباته ، ويتابعنا تعليمياً و تربوياً ، إضافة إلى مهامه نحو الأسرة و الأقارب ..الخ. لاحظت أن أبي لديه 14 مهمة ، وأمي لديها مثلها في البيت ، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقًا في اية مهمة، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي: المشتريات- متابعة دروس أخي الصغير - القيام بمشاوير الوالدة- إضافة الى إحداث جلسة للأسرة في بعض الأمسيات، أديرها أنا وفيها قصص وفوائد وطرائف . أيضا أختي ناقشتها فاقتنعت بإعانة أمي، وقررت ان تقوم بأربع مسؤوليات: بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا وتنظيفًا- وتعين في تنظيف البيت- وتُشرف على نظافة أختي الصغيرة- وتدرس أختي الصغيرة الأخرى . بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر ، فلاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، وأمي هدأت أكثر ، ونحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب 60 ٪ من المشكلة‼ بعد ذلك طلب محمد واخته من أبيه وامه طلبا غريبا: طلبا منهما ان يأخذا اجازة ويذهبا بمفردهما إلى مكان ما في بلدهما أو خارجها لمدة ثلاثة أيام، وينسيا هموم البيت و الأسرة والأولاد ليستجمّا ويرتاحا، ثم ليعودا أكثر نشاطًا. في أول الأمر رفض الوالدان الفكرة واستغرباها، ولكنهما اقتنعا بها وقررا تجربتها. وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ، وكان بينهما وأولادهما الهاتف ، وعندما رجعا كانا كعروسين ، 💌 ووجه الأم ينضح بالبُشرى والارتواء وكأنها عروسة اللحظة ، أما الأب فكان سعيدًا مطمئنًا: غاب حزنه وترك الحبوب النفسية ، وعند دخوله الى البيت ضمّ ابنه محمدا وقبله ثم بكى ، وقال : يا حبيبي يا محمد ، كان حقًا عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني . كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد . يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا ، علمتني بذكائك ولباقتك أن المشاركة للكل راحة للكل، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا و الناس معه متعبون، لكنكم الان شاركتم وبادرتم وريّحتم . لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ،وهذه المرة الاولى التي أدرس العلم فيها دراسة تطبيقية في حياتي. اﻷبناء عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة❗ كم من أولاد في بيوت أبائهم كضيوف‼ |
رد: **قصة طالب** قصة معبرة و لها دلالة مفيدة و مهمة جزاك الله خيرا و بارك الله فيك غالية مع شكري و حبي لك |
الساعة الآن 11:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)