منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأمومة والطفولة (https://hwazen.com/vb/f107.html)
-   -   أين نحن من نهر الحب الأبوي؟! (https://hwazen.com/vb/t22930.html)

عطر الجنة 02-05-2023 09:05 AM

أين نحن من نهر الحب الأبوي؟!
 


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، إن نعمة الولد من النعم العظيمة التي امْتَنَّ الله بها علينا، فأسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الذريةَ الصالحة، وهذه النعمة لتنشئتها التنشئة الطيبة المباركة النافعة في حياتهم وحياتنا، تحتاج إلى عناية واهتمام ووسائل تربوية مناسبة، في زمن أصبحت المادة تسيطر على الكثير منا، حتى في تعامل الآباء مع أبنائهم وبناتهم، فانحرف بعض الناشئة وابتعد عن مصدر الحب والحنان والعاطفة الأبوية، بسبب جفاف تلك العاطفة من مصدريها الحقيقي الفطري الأبوي - الأب والأم - وجف أو كاد أن يجف ذلك النهر المتدفق، بسبب ذلك التشاغل من قبل الأبوين، اللذين هما مصدر الحب والحنان بدون شرط ومقابل!


أيها الوالدان؛ إن من أهم وسائل التربية في منازلنا، في كل وقت وبالذات هذا الزمن المنفتح على مصراعيه!

أن نزرع الحب والحنان في منازلنا، ونتعهدهما بالسقي والري وإزالة كل شائبة نابتة حولهما، ولذا فلا يكون أحد في بيته، مُكفهرَّ الوجه، مُقطب الجبين والحواجب، لا يُحسن إلا الصراخ، والشتم والتهديد والوعيد، والدعاء، وتوزيع الأوامر.

إن هذا الأسلوب لا يمكن أن يخرج لنا أولادًا صالحين، ولا يمكن أن يلبي ما لدى أولادنا من حاجة فطرية ونفسية وأساسية في تركيبتهم العضوية لحاجة الحب والحنان والعاطفة.


ولذا يذهب الأولاد بنينَ وبناتٍ إلى مصادر أخرى غير مأمونة؛ لتلبية
هذه الحاجة من قرناء السوء - مباشرة أو غير مباشرة، عبر وسائل التقنية المنتشرة في بيوتنا بدون استثناء - فيخرج الأولاد محطمين نفسيًّا، أو أشرارًا متنمرين على أُسرهم ومجتمعاتهم، أو ضعيفي العاطفة إذا لم يكن عديمي العاطفة، وذلك لفِقدانها في ذواتهم، نتيجة لتعرُّضهم لتلك التربية التي وُجِّهت لهم من آبائهم وأمهاتهم في منازلهم.


لقد أودَع الله عز وجل في قلب الوالدين عاطفة فياضة نحو أولادهم؛ ليقوموا بتربيتهم وتوجيههم، والاهتمام بشؤونهم ومصالحهم، ولولا ذلك لما صبر الأبوان على رعاية أولادهما، ولما قاما بواجبيهما نحو تربيتهم، يصور القرآن الكريم هذه المشاعر الأبوية الصادقة، بأجمل تصوير، فيجعل من الأولاد زينة الحياة الدنيا، وأخرى نعمة عظيمة تستحق شكر الواهب المنعم، وتارة قرة أعين،
قال تعالى: ï´؟ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ï´¾ [الكهف46]،
وقال تعالى: ï´؟ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ï´¾ [الإسراء 6]،
وقال تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ï´¾ [الفرقان:74]،
إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي تصور حنان وعاطفة الأبوين
نحو الأولاد، وتكشف عن صدق مشاعرهما، ومحبتهما تجاه أفلاذ أكبادهما وثمرات فؤادهما.


إن حب الأولاد يجري في القلوب كما يجري الدم في العروق، ومع هذا فالوالدان في هذا الحب فريقان:

الفريق الأول: هو من يحسن التعبير عن هذا الحب، ويترجمه في سلوكه وحياته إلى واقع عملي ملموس، فيشعر به من حوله من أهل بيته أولادًا - بنينَ وبناتٍ - وزوجة وأهلًا، فتراهما مع أولادهما رحيمين، عطوفين، حبيبين، رقيقين، عادلين، مشجعين، ناصحين، معتنيين، بهذا النهر المتدفق – نهر الحب والعاطفة والحنان الأبوي - متمثلًان في حياتهما نهج رسول الله صل الله عليه وسلم الذي كان يضع الصبي في حجره، ويضمه، ويشمه، ويقبله، ويلاعبه ويداعبه، حتى ولو لم يكن من ولده، وإليكما بعض أحاديثه في هذا الجانب:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي صل الله عليه وسلم في طائفة النهار، لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: "أثم لُكع؟ أثم لُكع؟ (يقصد الحسن رضي الله عنه)، فحبسته شيئًا، فظننت أنها تلبسه سخايا، أو تُغسله، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله"؛ متفق عليه.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صل الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد، ما قبلت أحدًا، فنظر إليه رسول الله صل الله عليه وسلم ثم قال: "من لا يرحم لا يُرحم"؛ متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء أعرابي إلى النبي صل الله عليه وسلم، فقال: تقبِّلون الصبيان؟! فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة"؛ متفق عليه.



وعن أنس رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها، فأعطتها عائشة ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما، فعمَدت الأم إلى التمرة فشقتها، فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صل الله عليه وسلم فقال، فأخبرته عائشة فقال: "وما يعجبك من ذلك؟ لقد رحمها الله برحمتها صبييها".


وكذلك حاله صل الله عليه وسلم مع أمامة بنت زينب؛ حيث كان يحملها على عاتقه في الصلاة، فإذا سجد وضعها.



هذا حال الفريق الأول من الآباء والأمهات، فيمتلئ البيت سرورًا وسعادة وحبًّا وعاطفة وحنانًا، فيكون الأولاد أقرب ما يكون إليهما.



أما الفريق الثاني من الوالدين، فهما لا يُشعران أولادهما بهذا الجانب المهم في تربيتهما "الحب والحنان والعاطفة الأبوية" التي تملأ أركان قلبيهما الأبوي بالفطرة، ولا يعبران لهما عن هذه العاطفة الأبوية التي تجرى في عروقهما، فتراهما مكفهرِّي الوجه، صاخبين دائمًا، فتفلت من لسانهما ما ينافي هذه المشاعر الأبوية، فينضب النهر المتدفق من الحب والعاطفة والحنان في ذلك البيت، رويدًا رويدًا حتى يجف، ويكون سببًا وراء انجراف وانحراف أولادهما عن الفطرة السوية، بسبب تجاهلهما أو أحدهما عن هذه القضية المهمة في تنشئتهم وتربيتهم، وهما - أي الوالدان - مكبان مقبلان على تشاغلهما ببريق الحياة الزائفة، ظانين أنهما إذا وفرا احتياجات أولادهما المادية من أكل وشرب ومتطلبات كمالية للأسرة، أنهما قاما بدورهما الرئيس في التربية والتنشئة والمحافظة على فلذات أكبادهما، فالثروة الحقيقية للوطن والمجتمعات، تكمُن في صلاح فلذات الأكباد وسلامتهم من الانحراف الفكري والسلوكي معًا.



،،،أخيرًا،،،
أيها الوالدان، فليجب كل منا بصدق وشفافية مع أنفسنا،

على عنوان المقال: أين نحن من نهر الحب الأبوي؟!

اللهم أصلح أنفسنا وزوجاتنا وذريتنا، وأن يَحفَظ الجميع بحفظه، ويُديم أمننا وإيماننا.



إسمهان الجادوي 02-05-2023 09:25 PM

رد: أين نحن من نهر الحب الأبوي؟!
 
كلام صحيح و معبر
للحب و الحنان مهمان برشااااااااااااااااااا بو لهما تأثير قوي سوى إيجابي أو سلبي

سلمت يداك غالية موضوع رائع برشااا
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك


الساعة الآن 03:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)