منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   عقوبة قتل النفس المعصومة (https://hwazen.com/vb/t22963.html)

عطر الجنة 02-18-2023 11:37 PM

عقوبة قتل النفس المعصومة
 

عقوبة قتل النفس المعصومة
إن من أعظم الموبقات، وأكبر الكبائر، أن يتجرأ إنسان فيقتل نفسا معصومة لا يحل قتلها.. قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(النساء:93).
إنها موبقة من الموبقات، وورطة من الورطات التي لا مخرج منها: فهي من السبع الموبقات التي توبق صاحبها في النار، كما قال عليه الصلاة والسلام: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"(رواه البخاري.
ومعناهُ: أنَّ المؤمنَ في أيِّ ذنبٍ وقَعَ كانَ له في الدِّينِ والشَّرعِ مَخْرَجٌ، إلَّا قَتْلَ النفس التي حرَّمَ اللهُ قَتْلَها، فإنَّه إذا ارتكَبَه يُضيِّقُ على نفْسِه في دِينِه؛ وذلك لِأنَّه أوقَعَ نفسَه في العملِ الَّذي توَعَّد عليه اللهُ سبحانَه وتعالى بأشدِّ العذابِ.
قال ابن عمر وهو راوي الحديث: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفكَ الدم الحرام بغير حله".

وقد روى الإمام الترمذي بسند حسن عن ابن عباس: أنه سأله سائل:
يا أبا العباس هل للقاتل من توبة، فقال كالمعجب، ماذا تقول مرتين أو ثلاثة، فقال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي المقتول بدمه متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى يشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله للقاتل تعست ويذهب به إلى النار).

ليس نفس المؤمن فقط
وهذا الحفظ للنفوس لا يتوقف على نفوس المسلمين، وإنما كل نفس آمنة مسالمة تعيش بين المسلمين.
في صحيح البخاري قال صل الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما"

وعن رفاعة بن شداد قال: كنت أقوم على رأس المختار بن عبيد الكذاب فلما تبينت كذبه هممت والله أن أسل سيفي فأضرب به عنقه، حتى ذكرت حديثا حدثنا به عمرو بن الحَمِق قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أمن رجلا على نفسه فقتله أُعطي لواء الغدر يوم القيامة)(رواه أحمد والنسائي)..
وفي لفظ عند أحمد والطحاوي بسند صحيح: "من ائتمن رجلا على دمه فقتله فأنا منه بريء، وإن كان المقتول كافرا".

ليس في القتل إكراه
وتعظيما لحق الحياة، وصيانة النفوس وحمايتها، وعدم التجرؤ على استباحتها، لم يقبل الشارع التعذر بالإكراه في قتل النفوس المعصومة، بل أجمعت الأمة على أن الإكراه لا يعتبر عذرا في قتل أي نفس بغير حق، وأن من أكره على قتل أحد فلا يقتله؛ لأن نفس المكره ليست بأولى من نفس من أكره على قتله.

جاء في "أحكام القرآن" للقاضي ابن العربي المالكي: "إن القادر الظالم إذا قال لرجل: إن لم تفعل كذا وإلا قتلتك، أو ضربتك، أو أخذت مالك، أو سجنتك، ولم يكن له من يحميه إلا الله، فله أن يقدم على الفعل، ويسقط عنه الإثم في الجملة، إلا في القتل، فلا خلاف بين الأمة أنه إذا أكره عليه بالقتل أنه لا يحل له أن يفدي نفسه بقتل غيره؛ ويلزمه أن يصبر على البلاء الذي ينزل به"(3/ 160).

ومن فعل ذلك كان عليه إثم قتل النفس، ويجب القصاص على المكرَه والمكرِه عند الجمهور.
قال الإمام ابن قدامة: "أن يكره رجلا على قتل آخر، فيقتله، فيجب القصاص على المكرَه والمكرِه جميعًا، وبهذا قال مالك"..(انظر المغني: 8/ 266-267).

فعلى كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويخشى على نفسه عقوبة الله والخلود في النار، ورغب في النجاة يوم الفزع، أن يحفظ يده ويعصم نفسه من الوقوع في هذه الورطة وتلك البلية.. وأن يعمل على حماية النفوس وصونها من العبث حتى يعم الأمن ربوع الأوطان ويعيش الناس في أمان.. والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




الساعة الآن 11:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)