منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العـــام (https://hwazen.com/vb/f24.html)
-   -   **حسن الخلق** (https://hwazen.com/vb/t22980.html)

كريمة عبدالله 02-24-2023 10:58 AM

**حسن الخلق**
 
✿•▣🌹▣•✿


*📝دخلت مدرسة في الأخلاق!📝*

حين اصطدمت سيارتي بأخرى كنت أعلم أنني مخطيء بحسابات شرطة المرور، فقد كانت السيارة التي صدمتها تقف على جانب الطريق، وقد صدمتها من الخلف.

حينها استرجعت، وحمدت الله أن سلمني في جسمي، وأن السيارة الأخرى لم يكن بها أحد، وهبطت لأجد جمهرة من الناس قد تجمعت حول السيارتين، وسارع بعضهم ليطمئن على حالي، ونظرت فإذا بسيارتي قد تضررت من جراء الحادث، لكن الضرر الذي لحق بالسيارة الأخرى كان أكبر!

ثم التفت يمنة ويسرة بحثاً عن صاحب السيارة التي صدمتها، إلى أن ظهر شاب في منتصف الثلاثينيات من العمر، فتفحص السيارة ثم قال بهدوء:
- أنا صاحب السيارة.
وظل يقف إلى جانب سيارته هادئاً كأن شيئاً لم يحدث، مما جعلني أسأله:

- هل أنت صاحب السيارة؟!
فقال بذات الهدوء:
- نعم.

فقلت في نفسي: لعله مخطيء، أو لعلها سيارة أحد إخوته أو أصدقائه؛ لأن المعتاد في مثل هذه المواقف أن يستشيط صاحب السيارة المتضرر غضباً، وأن يفرغ كل احتقاناته من مشاكله الخاصة والعامة في الطرف الآخر المخطيء، وأن يسمعه من الكلمات ما الله به عليم:
- إنت اتعلمت السواقة وين؟!
- ما شايف ولا عميان؟!
- ما بتعرف تسوق ولا جديد في السواقة؟
- كنت نايم ولا بتتكلم بالتلفون؟!

ولكن العجيب في الأمر أن ذلك الشاب ظل محتفظاً بهدوئه طيلة الوقت، مما خفف عليّ وقع الحادث، فأخذت أعتذر له من الضرر الذي ألحقته بسيارته، لكنه قال لي ببساطة:
- لا عليك، ولو كنت أعلم الغيب لما خرجت من بيتي، ولكنه القضاء والقدر.
ثم سألني مطمئناً على حالي:
- لعلك لم تصب بأذى.
فقلت له وقد تنفست الصعداء:
- لا، أنا بخير والحمد لله!
هذا إذا لم تتحول الكلمات إلى لكمات وركلات!

وأخذت أقارن بين هذا الشاب وعشرات الذين رأيتهم في شوارعنا، يغضبون من أقل هفوة تبدر من الآخرين، ويكيلون السباب والشتائم عندما يخطيء أحدهم في حقهم!

بل تذكرت حين صدم أحدهم سيارتي فألحق بها ضرراً خفيفاً، كيف صرخت مفرغاً غضبي فيه:
- ألا ترى؟! لماذا جُعلت المرآة في السيارة؟!د

حينها، أدركت قيمة حسن الخلق، ولماذا هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يحتاج لمجاهدة شديدة للنفس، وعرفت لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن القوي ليس هو الذي يصرع الناس، بل هو الذي يملك نفسه عند الغضب.

وأيقنت أن كثيرين قد يتحدثون عن مكانة حسن الخلق وأهميته نظرياً، ولكن كثيراً منهم يسقط في أول محك عملي، حتى وإن كان من المحسوبين على أهل الدعوة والصلاح للأسف الشديد!
مع أن سوء الخلق لن يغير من الواقع شيئاً، بل قد يزيده سوءاً على سوء!

وعندها شكرت ذلك الشاب الذي أدخلني مدرسة عملية عليا في الأخلاق، وتذكرت قوله تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) [البقرة: 216]؛ فقد كان ما تعلمته من ذلك الحادث يفوق أضعاف ما خسرته فيه، والحمد لله من قبل ومن بعد.

ولعلها رسالة وتذكير لي وللآخرين بأن نراجع أخلاقنا، موقنين بإمكانية إصلاحها وتهذيبها لما جاء في الحديث الشريف: (وإنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ) (صحيح الجامع: 2328)، ومقتدين بحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي وصفه ربه جل وعلا بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

عليه أفضل الصلاة والسلام

منقول


✿ •▣🌹▣•✿

عطر الجنة 02-25-2023 01:09 AM

رد: **حسن الخلق**
 
بوركت جهودك حببتي
سكب جدا مفيد بمضمونه الهادف
سلمت اناملك ع النقل الحسن
جزاك الله كل خير
دمت بخير وراحة بال


الساعة الآن 12:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)