منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مواضيع تخص رمضان (https://hwazen.com/vb/f118.html)
-   -   وسائل تعينك علي تدبر آيات القرآن الكريم ..خلال شهر رمضان (https://hwazen.com/vb/t23059.html)

عطر الجنة 04-11-2023 06:02 PM

وسائل تعينك علي تدبر آيات القرآن الكريم ..خلال شهر رمضان
 


وسائل تعينك علي تدبر آيات القرآن الكريم ..خلال شهر رمضان

"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"

يجمع الفقهاء وعلماء التفسير وعلوم القرآن أن مَعْنَى تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ هو: أن تعلم أنك مخاطَب بكلام الله تعالى، فتُصْغِي له بأذن قلبك، وتتأمله بعين فؤادك، فإذا وعيت عن الله تعالى قوله، وفهمت من كلامِهِ مرادَهُ، وتَشَرَّبَ قلبُكَ معانيه، فانهض لامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، حتى يُرى القرآن في سمتك، وتصطبغ به أخلاقك، ويظهر أَثَرُه على قولِكَ وفعلِكَ.

وروي كذلك عن سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ".

معني تدبر آيات القرآن الكريم
وفي هذا السياق قال ابن القيم رحمه الله: وَأَمَّا التَّأَمُّلُ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ تَحْدِيقُ نَاظِرِ الْقَلْبِ إِلَى مَعَانِيهِ، وَجَمْعُ الْفِكْرِ عَلَى تَدَبُّرِهِ وَتَعَقُّلِهِ، وَهُوَ الْمَقْصُودُ بِإِنْزَالِهِ، لَا مُجَرَّدُ تِلَاوَتِهِ بِلَا فَهْمٍ وَلَا تَدَبُّرٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ""

وَليس أدل علي أهمية تدبر القرآن للحصول علي ثواب قراءته كاملا من قوله تعالي " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " وَقَالَ تَعَالَى "أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ" وَقَالَ تَعَالَى " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " "

وكذلك عبر ابن القيم رحمه الله: فَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، وَأَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِهِ مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَإِطَالَةِ التَّأَمُّلِ فِيهِ، وَجَمْعِ الْفِكْرِ عَلَى مَعَانِي آيَاتِهِ، فَإِنَّهَا تُطْلِعُ الْعَبْدَ عَلَى مَعَالِمِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ بِحَذَافِيرِهِمَا، وَعَلَى طُرُقَاتِهِمَا وَأَسْبَابِهِمَا وَغَايَاتِهِمَا وَثَمَرَاتِهِمَا، وَمَآلِ أَهْلِهِمَا، وَتَتُلُّ فِي يَدِهِ مَفَاتِيحَ كُنُوزِ السَّعَادَةِ وَالْعُلُومِ النَّافِعَةِ، وَتُثَبِّتُ قَوَاعِدَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ، وَتُشَيِّدُ بُنْيَانَهُ وَتُوَطِّدُ أَرْكَانَهُ، وَتُرِيهِ صُورَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

وكذلك رأي بعض أهل العلم أن تدبر القرآن الكريم هو التأمل في نصّه وكلامه، وفهم دلالاته وأحكامه، والتفكر في كل ما جاء فيه، وتدبر القرآن هو الغاية من قراءته، وسبيل طاعة أوامره، واجتناب نواهيه، وهو عبادة يثاب عليها قارئ القرآن الكريم؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

وسائل تعين علي تدبر آيات القرآن الكريم

## من الأمور المعينة على تدبر القرآن الكريم في مقدمتهاالتزام القارئ بآداب تلاوة القرآن من استحضار النية، والوضوء، والجلوس في مكان طاهر، والبعد عن المُلهيات، واستقبال القبلة ما أمكن، والبدء بالاستعاذة والبسملة، ومراعاة أحكام التجويد والأداء، والوقف والابتداء

##ومن الوسائل المعينة علي تدبر القرآن الكريم اغتنام أوقات حضور القلب، وهدوء النفس والجوارح في قراءة وتدبر القرآن الكريم؛ مثل وقت الفجر، والثلث الأخير من الليل فضلا عن استشعارُ عَظَمَةِ القرآنِ الكريم، وأنه شفاءٌ من أمراض الشهوات والشبها.

## من الوسائل المعينة علي تدبر آيات القرآن الكريم تتمثل يقين القارئ أنه هو المخاطب بالقرآن الكريم، حتى يَتَلَقَّى رسائلَهُ ومواعظَهُ، وأوامرَهُ ونواهيه بالإضافة إلي تحسين الصوت بالقرآن الكريم من المعينات على استشعار عظمته، وفهم معانيه؛ رسول الله عليه الصلاة والسلام: «زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم». [أخرجه الحاكم.

من الوسائل المعينة علي تدبر القرآن فتسير في إطار حرصه على نقاء قلبه، بالابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فكلما كان عنها أبعد كلما استطاع الفهم، ورُزِق من الله الفتح، قال سبحانه: {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ..} [البقرة: 282]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا..}. [الأنفال: 29]

ولا يغيب عن الوسائل المعينة علي تدبر القرآن أن يتفاعل مع ما يقرأه ويسمعه من آيات القرآن الكريم، فإذا وقف عند آية بشارة سأل الله إياها، أو آية عذاب تعوّذ بالله منهااضف إلي ذلك تكْرارُ الآيةِ المؤثرة في القلب وتَرديدُها باللسان، فذلك أقرب لاستحضا

معناها والتأثُّرِ بها، وقد ورد عن أَبي ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنهُ أن النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام قَامَ بِآيَةٍ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. [أخرجه النسائي وابن ماجه.

ومن ضمن الوسائل المعينة علي تدبرايات الذكر الحكيم البحث في معنى الآيات ودَلالاتها، والاطلاع على ما ورد في تفسيرها وأسباب نزولها، وإعْمالُ الفِكْرَ والنَّظَرَ فيما تَدُلُّ عليه مع الاجتهاد في تذكير غيره بكلام ربه سبحانه، فذلك من أسباب فهم القرآن وتدبره، يقول سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام : «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً». [أخرجه البخاري.




الساعة الآن 01:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)