|
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ (حَمْقَاءِ قُرَيْشٍ) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ (حَمْقَاءِ قُرَيْشٍ) : إنَّها امْرَأَةٌ حَمْقَاءُ منْ مَكَّةَ .. تُدْعى رَيْطَةَ بِنْتَ عَمْرٍو وقد اشتُهرتْ في كتب التَّفسير باسْم: (رَيْطَةَ الحَمْقاء) وإذا أَتَاكَ خبرُها، وعرفتَ قصَّتها، أيقنتَ أنه اسمٌ على مُسمًّى، وتأكدتَّ أنَّها تُجَسَّدُ قولَ أبي الطيب المُتنبِّي –للهِ دَرُّهُ-: لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتطَبُّ به *** إلَّا الحَمَاقَةَ أعْيَتْ مَنْ يُداوِيهَا لقدْ كانَ أمرُها عَجَبًا كانتْ إذا أصبحَ الصباحُ .. أَرْسَلَتْ إلى بناتِ الحيِّ .. وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِغْزلًا وصُوفًا (وهو ما يُعرف في زمانِنَا بأعْمالِ التّريكو) لتبدأَ كلُّ فتاة عملَها بجدٍّ ونشاط يومًا كاملًا حتى إذا انتهى اليومُ .. أقبلتِ الفتياتُ على هذه (الرَّيْطة) .. تعرضُ عليها ما صنعته .. منتظرةً أجرَهَا على عملها وما أجملَها من أعمالٍ .. بجمالِ ألُوانِها .. وحلاوةِ أشكالِها وبالفعل تفي المرأةُ بما وعدت .. فتكونُ قد جهَّزت أجورَهن كاملةً غيرَ منقوصة ولكنَّها .. تشترطُ عليهنَّ قبل أخذ الأجرة شَرطًا غريبًا: تشترطُ أن تنقض كل فتاة ما عملته .. فتفكّ كلُّ واحدةٍ ما صنعتْه طِوالَ يومِها تخيَّلْ: أعمال التريكو معروفةٌ بأنَّها تحتاج إلى دقةٍ وصبرٍ .. وفنٍّ وإتقانٍ ومهارةٍ حتى يخرج العملُ في أطيب صورة ومعروفٌ أيضًا: أنه يُفكُّ بكل سهولة .. فما عليك إلا أن تشُدَّ أول الخيط ليجرَّ معه الخيوط َكلَّها وتستجيبُ الفتياتُ لشرط العجوزِ الحمقاءِ .. ليحصُلن على أجورهنَّ وقد خلَّد القرآنُ ذكرَ هذه (الرَّيْطة الحمقاء) فَضَرَبَ بها المثلَ، فقال (سبحانه): "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا" (النحل/ 92( : أنتَ في رمضانَ نسجتَ أثوابًا رائعةَ الشكل .. فائقةَ الجمال فهذا ثوبُ الصيام .. ما أجملَه وما أبهاه! وهذا ثوبُ التهجُّد والقيام .. ما أروعَ شكله وما أحلاه! وثوبُ الصَّلاة .. وثوبُ قراءة القرآن .. وثوبُ الصَّدقات .. وثوبُ الدُّعاء والذكر والاستغفار ثيابٌ تَعِبْنا في غزلها شهرًا كاملًا نَغزلُها ونُؤنِّقُها ونُتقنُها .. نُجمِّلُها ونُشكِّلُها .. حتَّى تخرجَ في أحسنِ صورةٍ يرضاها الله فهل يُعقل بعد تعبِ شهرٍ كاملٍ: صائمين قائمين مُصلِّين مُرتِّلين مُستغفرين داعين مُتصدِّقين هل يُعقل أن نكون مثل هذه الحمقاء .. ننقُضُ ونهدمُ ما فعلناهُ بعد رمضان؟ إنَّ شيطانَك المُقيَّد طوال شهرٍ كاملٍ .. ونفسَك الأمَّارة بالسوء .. وكلَّ الفتن والمُغريات تنطلق بكل ضراوة بعد الشَّهر الكريم .. تُريدُ أن تهدم ما فعلْتَهُ في أسرع وقت : هل يُعقلُ أن تكون العينُ التي تلذَّذتْ واستمتعتْ بكتاب الله شهرًا كاملًا تعكُفُ الآن على الأفلامِ الإباحيَّةِ .. والمواقعِ الجنسيَّةِ هل القدمُ التي وقفتْ للهِ (تعالى) شهرًا كاملًا في القيام والتهجُّد .. تخطُو الآن إلى الفواحش والمنكرات يقولُ بعض الصالحين: علامةُ قبول الحسنة .. الحسنةُ بعدها يعني: إذا أردتَّ أن تعرف قبولَ رمضانَ من عدمه ... انظر إلى حالك بعد رمضان ولذلك .. كنتُ أستغربُ من حديث رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" وأقول: لماذا تقييدُ الستِّ لتكون في شوال؟ لماذا لا تكونُ الفرصةُ مُتاحةً السنةَ كلَّها فيكونُ المجالُ مفتوحًا؟ حتَّى رأيتُ أن ذلك نوعًا من المداومة على الطاعة بعد رمضان مباشرةً نوعًا من إتباع الحسنة الحسنة بعدها نوعًا من إظهار المسلم لربه أنه على العهد معه بعد رمضان لا ينقضُهُ ولذلك كانت الآيةُ التي تسبق الحديث عن (ريطة الحمقاء) هي قوله سبحانه: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" (النحل/ 91) وَكَتَبَهُ: رَاجِي عفوَ ذِي الجَلَال: محمدُ بنُ عبْدِالعال م ق |
| الساعة الآن 08:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)