منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   خيمة الحج والعمرة (https://hwazen.com/vb/f22.html)
-   -   الحج المبرور (https://hwazen.com/vb/t23135.html)

عطر الجنة 06-24-2023 06:41 PM

الحج المبرور
 


الحج فريضة .. من فرائض الدين، وقاعدة من قواعد الإسلام،
والأساس في أداء هذه الفرائض هو الإخلاص، حتى تكون مقبولة
عند الله تبارك وتعالى، مَرْضِيّة لديه، جديرة بثوابها الجزيل العميم،
“الحج المبرور” معناه: الحجّ المقبول الذي يقابله الله سبحانه بالبرّ
وهو الثواب، وإنما يكون الحج كذلك إذا لم يخالطه شيء من المآثم.
ولكي يكون الحج مبرورًا يجب أن يخلص الإنسان حجه لوجه ربه؛ لأن الله ـ تعالى ـ حينما فرض الحج على الناس، في كتابه،
أشار إلى أن هذه الفريضة له دون سواه، فقال ( وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ (آل عمران: 97).
ولذلك على من يريد أن يجعل حجَّه مبرورًا أن يخرج إليه بنية الطاعة
إلى الله تعالى، والتقرب منه، لا بنية أمر آخر من أمور الدنيا أو شهوة من شهوات النفس .

ولكي يكون الحج مبرورًا ينبغي للحاج أن يتوجه إلى ربّه صادقًا مخلصًا بالدعاء والرجاء، والتوبة والاستغفار.
فيردد مثل هذا الدعاء: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده،
اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل". ويكثر من أمثال هذه الدعوات في مختلف الأماكن والمناسبات لأن الدعاء الطاهر الصادق المخلص هو مخّ العبادة كما ورد عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

ولكي يكون الحج مبرورًا يجب على القائم به أن يحج من مال حلال
طيب ليس بحرام ولا خبيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
” إن الله طيّب لا يقبل إلا طيِّبًا”.
قال صل الله عليه وسلم: ” إذا خرج الحاج حاجًا بنفقة طيبة، ووضع
رجله في الغرز ( الركاب ) فنادَى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء : لبيك وسعدَيك ( أي أجاب الله حجك إجابة بعد إجابة )، زادك حلال، وراحتك ( مركبك ) حلال، وحجُّك مبرور غير مأزور. وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء، لا لبيكَ ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور”.

حتى يكون الحج مبرورا لا بد أن يلتزم الحاج بما يلي:
أولاً: ن يبادر بتوبة خالصة من جميع المعاصي والمكروهات، ويسترشد بالحديث الشريف:(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجه.
ثانياً: أن يكون حجه -وجميع ما يتزود به- من المال الحلال الخالص من أية شبهة.
ثالثاً: أن يخلص حجه لله تبارك وتعالى، والتقرب به إليه سبحانه، ثم يقضي ما عليه من دين حال، ويرد الودائع إلى أصحابها، ويتحلل كل من كان بينه وبينه معاملة في شيء، ولا ينسى أن يكتب وصيته بحقوق المولى عز وجل، وبحقوق الآدميين والإشهاد عليها.
رابعاً: أن يجتهد في إرضاء أصوله ومشايخه وأرحامه، وأن يعد المؤنة الواجبة عليه لمن لهم النفقة حتى يعود.
خامساً: أن يترك الرفث والفسوق والجدال في الحج، وعليه أن يترك المعاكسة والمشاغبة فيما يشتريه. قيل: "المروءة في السفر: بذل الزاد، وقلة الخلاف بين الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله، والصبر على الأذى".
سادساً: أن يودع أهله وجيرانه وقرابته ومعارفه، ويتحلل منهم، ويطيب قلوبهم، ويلتمس منهم الدعاء، وأن يتصدق عند خروجه.
سابعاً: كثرة ذِكْرِ الله تبارك وتعالى في الحج؛ لأن الله تعالى أمر بكثرة الذكر في إقامة المناسك مرة بعد أخرى، وخصوصاً أثناء الإحرام، ويكون بالتلبية والتكبير والتهليل. سئل صلى الله عليه وسلم: أي الحاج أفضل؟ قال:(أكثرهم لله ذِكْراً) رواه أحمد. وقال صل الله عليه وسلم:(أفضل الحج: العج والثج) رواه الترمذي.
والعج: رفع الصوت بالتلبية. والثج: نحر البدن.

وللحج المبرور فضائل كثيرة منها:

أولاً: غفران الذنوب والآثام، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك. فبسط، فقبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو؟) قلت: أشترط، قال: (تشترط ماذا؟) قلت :أ ن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله رواه مسلم.

ثانياً: ألا يفرط صاحبه في واجب من واجباته، وألا يهمل آدابه وسننه، وأن يكثر فيه من الطاعة والتعبد والإنفاق، وأن يكون مثلا طيبا لمكارم الأخلاق، وأن يطعم فيه الطعام قدر استطاعته، وأن يتحدث بلين الكلام، وأن يتحمل ما قد يقع من غيره من هفوات،
ثالثاً: أن يعفو ويصفح وأن يعود من الحج زاهدا في شهوات الدنيا
راغبا في طاعات الآخرة، عاقدا النية على دوام الإنابة والاستقامة،
قال الله جل جلاله ( الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعلومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ ولاَ فُسوقَ ولاَ جِدالَ فِي الحَجِّ، ومَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ، وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِي يَا أُولِي الأَلْبابِ ) (البقرة: 197) وقال الرسول صلّ الله عليه وسلم” مَنْ حَجَّ فَلم يَرفثْ ولم يفسُق رجَع كيومَ ولدتْه أمُّه”.
نسأل الله تعالى إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعملاً متقبلاً وحجاً مبروراً... ءامين.



الساعة الآن 07:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)