منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   البيان في تفسير أية لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (https://hwazen.com/vb/t23244.html)

عطر الجنة 09-01-2023 04:23 PM

البيان في تفسير أية لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا
 


البيان في تفسير أية لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا


أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾

ما إن رأى إبليس ذاك التكريم الإلهي للمخلوق الجديد، حتى أخرج ما بنفسه من مشاعر وصفات وأخلاق.
أظهر الكبر والحسد والغيرة ونكران الجميل.
أخلاق تجمعت سريعاً فكانت كفيلة بطرده مما كان فيه، وتنزيل رتبته من الملائكية الرفيعة إلى الشيطانية الدونية، وهذا ما حدث في الملأ الأعلى في زمن من الأزمان.

لكن هل انتهى مشهد طرد إبليس من المقام الملائكي الرفيع إلى الشيطاني الوضيع بالسرعة التي يمكن تخيلها؟ لا، لم ينته سريعاً، بل استمر في الخصام والجدال العقيم، ورأى أن يطلب من الله العلي القدير، الطلب الأخير قبل الرحيل.
طلب الخلود في الحياة الدنيا، ليس للتوبة والإنابة بالطبع ، بل لبدء مرحلة جديدة مع هذا المخلوق وذريته، والعمل على تأسيس صناعة العداوة لهذا الذي كرّمه الله عليه وذريته إلى يوم القيامة، فاستجاب الله له. فهل رحل سريعاً؟
بالطبع لم يرحل إلا بعد أن أخرج ما بنفسه التعيسة من حقد تكوّن سريعاً، وأعلنه صريحاً أمام القدير..


تفسير الآية 62

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن إبليس اللعين قال له {أَرَأَيْتَكَ} أي أخبرني: هذا الذي كرمته علي فأمرتني بالسجود له وهو آدم.
أي لم كرمته علي وأنا خير منه! والكاف في {أَرَأَيْتَكَ} حرف خطاب، وهذا مفعول به لأرأيت.
والمعنى: أخبرني.
وقيل: إن الكاف مفعول به، وهذا مبتدأ، وهو قول ضعيف.
وقوله {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} قال ابن عباس: لأستولين عليهم، وقاله الفراء.
وقال مجاهد: لأحتوينهم.
وقال ابن زيد: لأضلنهم.
قال القرطبي: والمعنى متقارب.
أي لأستأصلنهم بالإغواء والإضلال، ولأجتاحنهم.

قال مقيدة عفا الله عنه: الذي يظهر لي في معنى الآية - أن المراد بقوله {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} أي لأقودنهم إلى ما أشاء.
من قول العرب: احتنكت الفرس: إذا جعلت الرسن في حنكه لتقوده حيث شئت.
تقول العرب: حنكت الفرس أحنكه (من باب ضرب ونصر) واحتنكته: إذا جعلت فيه الرسن.
لأن الرسن يكون على حنكه.
وقول العرب: احتنك الجراد الأرض: أي أكل ما عليها من هذا القبيل.
لأنه يأكل بأفواهه، والحنك حول الفم.
هذا هو أصل الاستعمال في الظاهر.
فالاشتقاق في المادة من الحنك، وإن كان يستعمل في الإهلاك مطلقاً والاستئصال.
كقول الراجز:

أشكو إليك سنة قد أجحفت ** جهداً إلى جهد بنا وأضعفت

واحتنكت أموالنا واجتلفت

وهذا الذي ذكر جل وعلا عن إبليس في هذه الآية من قوله {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} الآية، بينه أيضاً في مواضع أخر من كتابه.
كقوله
{لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
[الأعراف:16-17]، وقوله:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
[ص:82]، إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه في سورة النساء وغيرها.

وقوله في هذه الآية {إَلاَّ قَلِيلا} بين المراد بهذا القليل في مواضع أخر.
كقوله:
{وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ}
[الحجر:39-40]، وقوله:
{لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِين}
[الحجر:39-40] كما تقدم إيضاحه.

وقول إبليس في هذه الآية.
{لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} الآية.
قاله ظناً منه أنه سيقع وقد تحقق له هذا الظن.
كما قال تعالى:
{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}
[سبأ:20].


إسمهان الجادوي 02-12-2024 05:26 PM

رد: البيان في تفسير أية لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا
 
لك منـــــــي أجمل تحية
موضوع في قمة الروعــــــــة
جزاك الله خيرا حبيبتي
و نفعك و نفع بك جميع المسلمين


الساعة الآن 03:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)