منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   منهج الأسرة في الإسلام و دورها االتربوي (https://hwazen.com/vb/t23273.html)

عطر الجنة 09-07-2023 10:39 PM

منهج الأسرة في الإسلام و دورها االتربوي
 


منهج الأسرة في الإسلام و دورها االتربوي

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى، المسئولة عن تنشئة الأفراد
على احترام القيم السائدة فيها، واحترام الأنظمة الاجتماعية ومعايير السلوك، والحفاظ على حقوق الآخرين، ونبذ السلوكيات الخاطئة.

ولا يخفى على أحد أن موضوع الأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث عنها مؤخرًا، على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية، وكل منها يحاول إيجاد صبغة جديدة مبتكرة للأسرة،
بعضها دعا إلى نبذ الأسر التقليدية وتطوير بنائها، والآخر دعا إلى تحريرها من القيود القانونية، وإطلاق العنان لكل شراكة،
حتى وإن قامت على علاقة شاذة محرمة، واعتبارها، مجازًا، نمطًا جديدًا من الأسر، وبالمقابل يظهر المنهج الإسلامي المتوازن لتكوين الأسرة ورعايتها والحفاظ على أفرادها، هذا مع التأكيد
على أن الأسرة هي أهم مؤسسة تربوية لتعليم النشء،
وهي الحاضنة الأولى لتعزيز القيم الأخلاقية.

فالأسرة هي رابطة اجتماعية، تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب، على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة، ويتم فيها تنشئة الفرد اجتماعيًا، واكتساب معارفه ومهاراته واتجاهاته في الحياة.

منهج الأسرة في الإسلام:

يعتبر نظام الأسرة في الإسلام من أهم الأنظمة الاجتماعية،
الذي ما زال محافظًا على تماسكه، بفضل تعاليم الإسلام السمحة، الصادرة عن العقيدة الصحيحة المنسجمة مع الفطرة السليمة، وما نراه من تردي أخلاق بعض الأمم ليس إلا بسبب ضبابية مفهوم الأسرة لديها وعدم تماسكها.

وعندما جاء الإسلام لم يكن للأسرة كيان واضح
أو أسس متينة من الزواج الصحيح، ليس للأنثى فيها،
مهما كان موقعها، مكانةً
أو حظًا من العيش الكريم؛ توأد البنت، وتظلم الزوجة، وتقهر الأم، وتصادر حقوق الأخت، فوضع الإسلام منهجًا للأسرة
يقوم على ميثاق غليظ لا يخضع للأهواء، بيَّن فيه حقوق وواجبات جميع أفرادها، وحث على الترابط الأسري وحسن المعاشرة،
وألزمها بوظائف عدة جعلها جزءًا من العبادة، يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، وما كانت هذه الوظائف إلا لتوفير الجو الملائم
لتنشئة الأفراد على منظومة عالية من القيم المستمدة
من الأخلاق الإسلامية.

فالأسرة المتماسكة تؤدي غرضها الشرعي والاجتماعي؛
ذلك أن الأمومة والأبوة ليست واجبًا فحسب، وليست كذلك وظيفةً آلية؛ وإنما هي علاقة إنسانية حميمة، تحيط بالفرد لينشأ متوازنًا، توفر الراحة والسعادة لكل من انطوى تحتها.

وتتجلى هذه الوظائف فيما يلي:

1- وظيفة التنظيم الجنسي {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:3]، وعن علقمة قال: «كنت مع عبد الله، فلقيه عثمان بمنى، فقال: (يا أبا عبد الرحمن، إن لي إليك حاجة)،
فَخَلَوا، فقال عثمان: (هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرًا، تذكرك ما كنت تعهد؟)، فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة
إلى هذا أشار إليَّ، فقال: (يا علقمة)، فانتهيت إليه وهو يقول: أما لئن قلت ذلك، لقد قال لنا النبي صل الله عليه وسلم:
يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»،
ولذلك دار حكم الزواج مع الأحكام الفقهية الخمسة.

2- وظيفة التناسل والإنجاب.

3- وظيفة الحماية والوقاية من الأمراض والانحلال الخلقي.

4- الوظيفة العاطفية والروحية والسكينة.

5- الوظيفة الاقتصادية.

6- الوظيفة التربوية والتنشئة الاجتماعية، والتي تعتبر أهم وظائف الأسرة، وتتمثل بالتربية الجسدية والنفسية والاجتماعية والخلقية والدينية والترفيهية.

وأول مبادئ هذه التربية تربية الأبناء على الالتزام بالمبادئ الدينية، والتأدب بمكارم الأخلاق، وهذا الأمر أمانة يشترك بها الوالدان
بمساعدة كافة أفراد الأسرة، كل حسب موقعه؛ إذ يكتسب عن طريق الأسرة ما يؤهله لممارسة حياته المستقبلية،
وتتأثر هذه العملية التربوية بالجو الأسري، وما يسوده من تعاون واستقرار أو تشاحن واضطراب، وكلما قامت العلاقة على المحبة والتفاهم كانت التنشئة سليمة وصحيحة،
وكلما كانت الأسرة متماسكة ومتمسكة بقيم دينها انعكس
ذلك على تربية الأبناء، وتمسكهم بالقيم والمنظومة الأخلاقية

.

وترى نظريات التعلم، وعلى الخصوص النظريات السلوكية،
بأن الثواب والعقاب لا يقتصر أثرهما على الاستجابات المعززة
أو المعاقبة عليها فحسب؛ بل إن أثرها يشمل الشخصية ككل،
فتتكون السمات العامة والاتجاهات والقيم.

ويؤكد المنهج التربوي الإسلامي على ضرورة التوازن بين الثواب والعقاب في تربية الطفل؛ حيث أكدت الروايات الكثيرة على الاعتدال في التعامل مع الطفل، فلا إفراط ولا تفريط.

ويعتبر المنهج التربوي الإسلامي أن العقوبة العاطفية هي عقوبة مؤثرة وفاعلة، ومن الممكن أن تؤدي إلى تغيير السلوك الخاطئ للطفل، فإقناع الطفل بأن سلوكه السلوك الخاطئ سوف يؤدي إلى فقدانه لهذا الحب، وإلى إضعاف تلك المحبة والمقبولة التي يحوزها من والديه؛ ومن ثم يمكن أن يأتي دور التأنيب والزجر.

4- التدريب المستمر والصبر وبذل الجهد.

5- رعاية الأبناء وإحاطتهم بالحب والحنان، فالحب شرط أساسي في التربية، ولقد أوصى بعض التربويين بأن أهم العوامل التي تساعد الطفل على الطاعة والالتزام بالقيم هو الحب والحنان، الذي يشعر الطفل بقيمته وكيانه، وبأنه فرد هام في الأسرة؛ بل إن هذا الحب هو ما يساعده على استيعاب القيم.

6- توفير المناخ والجو الملائم للنمو الأخلاقي، من خلال قيام الوالدين بمسئوليتهما في التربية، التي تتجلى بالمسئولية الأخلاقية والجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية والجنسية.

- التحدث عن القيم من خلال طبيعة الحياة التي عاشها الوالدان عندما كانوا أطفالًا، فيتناقش الوالدان معهم في الصعوبات والنجاحات التي حققوها في حياتهم.

8- استغلال النشاطات اليومية:

اقرأ لأطفالك الكتب التي تناقش القيم والأخلاق، عن طريق قصص مشوقة، أو قدِّم لهم كتبًا تعلمهم القيم التي تحاول غرسها فيهم.

9- تشجيع الطفل على خوض التحديات، التحديات جزء لا يتجزأ من الحياة، يمكن أن يؤدي تشجيع الطفل إلى خوض تحديات مفيدة؛ مثل زراعة حديقة مع أطفالك؛ حتى يتعلموا قيمة الحفاظ على الزرع وعدم تقطيعه.

10- المناقشة وتجنب أسلوب النصيحة الصريحة:

معظم الأشخاص، وخاصة الأطفال، يكونون أكثر تقبلًا للمعلومات التي يتم مشاركتها خلال النقاش، عوضًا عن المعلومات التي توجه إليهم بصيغة الأمر.

ومما يؤسف له اهتمام الإعلام، بكافة أنواعه، بنماذج
وأنماط تربوية سلوكية بعيدة عن ثقافة مجتمعاتنا
ومنهجها القويم، واعتمدت ثقافات مستوردة تبعث على العنف
والتفلت والاسترخاء والاعتماد على الغير؛ مما يعني
نذير خطر على الأجيال القادمة،
فلقد اهتزت أركان الأمة بغياب منظومة القيم،
ووهنت كافة مؤسساتها، وعانى الكثير من اختلاط الأوراق،
وظهرت أنواع من الفساد في كل مكان، ووقع أبناؤنا
فريسة إما للعنف والتشدد أو للتسيب والإباحية.


عطر الجنة 09-07-2023 10:40 PM

رد: منهج الأسرة في الإسلام و دورها االتربوي
 
المبادئ الأساسية في الأخلاق:

ومن أهم المبادئ الأساسية في الأخلاق، التي ينبغي تسليط الضوء عليها، وتعليمها للأطفال وتعويدهم عليها، هي:

الاحترام:

يعد الاحترام من أهم الخصال التي ينبغي على الآباء تعليمها لأبنائهم؛ لأنها سر نجاح أي علاقة في الحياة، بحيث يقدم الآباء لأنفسهم وللمجتمع ولأطفالهم خدمة تصب في المصلحة العامة، بحيث تحثهم على التعامل بكل احترام، مع مختلف الفئات والبيئات.

الطاعة:

تعتبر من الأمور التي لا تأتي بشكل طبيعي، فهي صفة مكتسبة، بحيث يرغب الأشخاص بطبعهم إلى التمرد، وكسر القوانين والقواعد في أغلب الأحيان، فلا أحد يحب أن يتم تقييده أو إلزامه بأمور لا يرغب بها؛ لذلك يجب على الآباء تربية أطفالهم بحزم، أو الترغيب في حال كانوا مطيعين، وكان سلوكهم إيجابيًا.

الأدب:

ينبغي على الآباء القيام بتذكير أبناءهم بضرورة التصرف بلباقة وأدب في كل مواقف الحياة، كطريقة لتهذيب أنفسهم، وترسيخ هذه القيم في أذهانهم لتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيتهم؛ كاستعمال بعض الكلمات التي تدل على ذلك؛ مثل: شكرًا، ومن فضلك.

المسئولية:

يمكن تعليم الأطفال المسئولية في سن مبكر، وذلك عن طريق إعطائهم أعمالًا سهلة يمكن القيام بها؛ كالتقاط ألعابهم من الأرض، أو وضع ملابسهم النظيفة في مكانها الصحيح، أو تنظيف أسنانهم، كل ذلك يغرس في أنفسهم الانضباط وحب المسئولية.

التواضع:

يعد التواضع من أهم جوانب الحياة التي ينبغي للآباء التركيز عليها، وتنميتها في نفوس أطفالهم؛ من أجل إبعادهم عن الشعور بالفخر والتباهي في كل مواضع حياتهم، خاصة إذا أخطئوا بحق أحدهم، فإنه من التواضع المبادرة بالاعتذار والتأسف، وهذا ما يجب على الآباء تعليمه لأطفالهم.

الصداقة:

لا بد من تشجيع الود والانخراط الاجتماعي بين الأطفال، مع ضرورة مراقبتهم وتوجيههم لمخاطر التحدث مع الغرباء، وفتح المجال أمامهم لتكوين صداقات جيدة، مبنية على الثقة، تساعدهم في صقل شخصياتهم مستقبلًا.

الصدق:

كما يقال دائمًا الصدق منجاة من الكذب؛ لذلك لا بد من تعليم هذه الخصلة وصقلها في شخصية الطفل منذ الصغر؛ لتنشئتهم تنشئة سليمة بعيدة عن الغش والخداع.

وأخيرًا، لا بد من التنبيه إلى أهم الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الأسر:

1- الشدة والصرامة، خلافًا للحزم.

2- الدلال الزائد والتسامح الدائم، خلافًا للرحمة، قال عليه الصلاة والسلام: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»(8).

3- التذبذب في التربية، وعدم الثبات في المعاملة؛ فيقع الطفل بصعوبة التفريق بين الصواب والخطأ.

4- عدم العدل بين الإخوة والتمييز بينهم؛ مما يجعل الطفل فريسة السلوك الخاطئ بهدف الانتقام والانتصار للذات، قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»(9).

5- الغفلة عن الأبناء، وعدم متابعتهم في ترسيخ المنظومة القيمية، والانشغال عنهم؛ مما يؤدي إلى انهيار المنظومة القيمية(10).

وعليه، فإن إعادة بناء منظومة القيم وتعزيزها لن يتحقق بعقد الندوات واللقاءات والمؤتمرات فقط؛ فلا بد من إرادة حقيقية من الجميع، وتضافر جهود الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام وجميع المؤسسات التربوية، وأؤكد على دور الأسرة المستمر والمتواصل، فإذا صح حال الأسرة صح حال المجتمع بأسره.

***************

_________________


الساعة الآن 11:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)