منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الثقافة العامة والتغير للافضل (https://hwazen.com/vb/f124.html)
-   -   التربية العصرية قاتلة للإسلام! (https://hwazen.com/vb/t23295.html)

إسمهان الجادوي 09-14-2023 04:32 PM

التربية العصرية قاتلة للإسلام!
 

التربية العصرية قاتلة للإسلام!



رأيت بمناسبة السفور العصري اللاديني أن أنقل في هذا المقام كلمةً للسيد الإمام، منشئ المنار وتفسيره، يصف فيها مدارسَ مصر، وهي في الحقيقة وصف عام لمدارس العصر إلا قليلاً، فما على أهل الإسلام إلا أن يتدبروا أمرَهم، وينقذوا مدارسَهم من هذه المهالك، قبل أن تطغَى عليهم فتهلكهم جميعًا، قال رحمه الله تعالى: "وأما تربية المدارس، فروحُها تَفَرْنجٌ يقتل الإسلام قتلاً؛ بتفضيل كلِّ ما هو إفرنجي على ما يخالفه من عقائد الإسلام، وشعائره وعباداته، وأخلاقه وآدابه، ومشخصاته، وحسبك أن الصلاة التي هي عمودُ الإسلام وعنوانه، ومغذية الإيمان، غير واجبة على أساتذة هذه المدارس، ولا على تلاميذها؛ فلا يطالب بها أحد، كما أنها غير محرَّمة عليهم، فلا يُمنع من أرادها في غير وقت الدرس.

وقد أجمع المسلمون - سلَفُهم وخلَفُهم - على أن من استحلَّ تركَ الصلاة يكون مرتدًّا عن الإسلام، لا يشارك المسلمين في شيء من أحكامهم؛ من إرثٍ وزواج، ولا يُدفن في مقابرهم، وإن كان متزوجًا انفسخ عقدُ زواجه، بل يجب على الحكومة استتابته، فإن لم يتب قتل كفرًا، وأما من ترك الصلاة وهو مؤمن غير مستحل، فأهون ما قاله الفقهاءُ أنه يحبس حتى يتوب، كذلك الصيام اختياري في مدارس الحكومة المصرية، وهو من أركان الإسلام، من استحل تركه كفَر.

ثم قال رحمه الله: جميع المدارس التي تسمَّى إسلامية في مصر، تسير وراء وزارة المعارف في تربيتها وتعليمها، سَير القذَّة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، حتى مدارس الأوقاف الملكيَّة وكذا مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان غرضُها الوحيد على عهد رئيسها الأستاذ الإمام ومديرها حسن باشا عاصم، تغمدهما الله برحمته، تربيةَ أولاد الفقراء من المسلمين تربيةً إسلامية خالصة، وتعليمهم ما لا بدَّ منه لكل مسلم؛ من عقائد دينه وأحكامه وآدابه، مع مبادئ لغته، وسائر ما يلقن في المدارس الابتدائية من حساب وغيره، وغاية ذلك كله أن يكون أولادُ الطبقة الفقيرة من المسلمين كما يجب أن يكون المسلم في أدبه وصدقِه وكرامته وأمانته، وموضع الثقة في عمله أيًّا كان.

أتدرك أيها القارئُ المسلم ما أصاب هذه المدارس من الانتكاس والارتكاس بعد ذَينك الرجلين المصلحين، اللذين لم تُنبت طينةُ مصر مثلَهما منذ قرون؟ حسبُك أن الجمعية أَنشأَت مدرسة للبنات لتمرينهن على الرقص دون تمرينهن على الصلاة، وأما الثمرة العامة لتربية البنات وتعليمهن، فإنك ترى النساء بعينك في الأسواق والشوارع، والمحافل والمجامع، والملاعب والمراقص والمسارحِ، وفي الحمَّامات البحرية والجمعيات النسائية، فقد بلغن من الخلاعة والرقاعة بل الإباحة دركًا، صار يستقذره الكتَّاب الإباحيون الذين دعوا إليه مِن قبل، وإذا كان هذا شأن من يتعلمن ويتربَّين في المدارس التي تسمى إسلامية، فما رأيك فيمَن يتعلمن في مدارس جمعيات التنصير وراهبات الكاثوليك؟ إن هؤلاء يحتقِرْن الإسلامَ وكلَّ من ينتمي إليه، ويحتقِرْن لغته أيضًا، روَت طالبةٌ سورية في مدرسة أمريكانية أن زميلتين لها من بنات باشوات مصر قالتا لها - وقد كلمتهن باللغة العربية -: كيف ترضَيْن أن تتكلمي اللغةَ القذرة؟ م 34 ص 548 من المنار.

أقول: لا شك أن روحَ التربية في هذه المدارس التي وصفها السيدُ الإمام: "تفرنُجٌ قاتلٌ للإسلام"، ولكن أليس في وسع الأمة أن تقِي أبناءَها وبناتها ضررَ هذه المدارس؟ بلى، إنها إذا شاءت قدرت على التنفيذ، وإليك البيان:
1 - تتخذ أقوى الأسباب لحمل الحكومة على جعل الدروس الدينيَّة رسميةً في مدارسها، التي لا حياة لها إلا بأموال الأمة وأبنائها.

2 - يكون الآباء والأمهات قدوةً للبنين والبنات؛ في المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، والتلميذ الذي يواظب على صلاة الفجر والمغرب والعشاء مع أهله، يصعُب عليه ترك الظهر والعصر في المدرسة أو خارجها، لا سيَّما المدارس التي لا تنهى عبدًا إلى صلَّى.

3 - تَمنع الأمة بناتها من إبداء ما خفِي من زينتها في الشوارع، وأمام غير ذوي المحارم، وتأمرهنَّ بالستر، وإذا اضطرت للخروج كان خروجًا شرعيًّا، وبالتعبير العصري: مسلحًا محميًّا، وهو الذي لا أمنَ من الفساد ولا راحة للعباد بدونه، وهذه أهم مواده:
(1) أن يكون خروج المرأة بإذن الرجل وعلمِه؛ ليكون على بصيرة من أمره، ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].

(2) أن تكون في خروجها محافظةً على حجابها وآدابها؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]، وقال تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31].

(3) أن يكون غضُّ الطَّرْف وحفظ الفَرْج من الجانبين؛ ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31] الآية.

(4، 5) ألا تخلو امرأة بأجنبي إلا ومعها ذو مَحرم، وألا تسافرَ إلا ومعها ذو محرم، وقد تقدَّم.

هذه هي أهم مواد الخروج المسلح المانع، الذي أرشَدَنا إليه الشارعُ، على أن التربيةَ الدينية هي الداعية إلى ذلك كلِّه، الحاسمة لفساد المجتمع وعلله، والله الموفق والمعين.

(ما يسمى النهضة النسائية في هذا العصر)
هذه كلمة لامرأة أروبية، مجتزأة من سلسلة مقالات كانت تنشرها تلك الفاضلة بعد أن اهتدَت إلى الإسلام، في جريدة السياسية الغراء، وقد وصفَت فيها المرأةَ المصرية بعد الاختبار، وصفًا ينطبق على المرأة الحديثة في سائر الأقطار، فليعتبر المسلمون بما تكتبه مسلمةٌ غربيَّة ساءَها أن ترى أختها في الشرق بهذا الوصف المزرِي، قالت لا فُضَّ فوها: لا أُنكر على الفتاة الراقية في مصر ما أحرزته من العلم والتهذيب، ولا كيف تستطيع أن تنقل أناملها الرقيقة فوقَ (بلابل) البيانو وأوتار العود، ولا يستطيع بصري أن يأخذَ به بريقُ لآلئها البحرية، التي تخشع أمام درِّ ثناياها اللؤلؤية، ولا يمكنني أن أنكر عليها رشاقتَها وخفة حركاتها، ولا رطانتها بالفرنسية والطليانية كأنها إحدى بنات روما والسين، ولا أقوى على مباراتها في تموُّجاتها فوق مراقص (هليو بوليس) و(جروبي) على نغمات (التانجو والشارلستون).

كل ذلك يا سيدتي العظيمة، لا قِبل لي على إنكاره والمكابرة فيه، فأنت قد أصبحتِ أوربية، أوربية قلبًا وقالبًا، عادة ولسانًا، رشاقة وفتنة، ولكن اسمحي - كمسلمةٍ - أن أسألك بالله: أين إلى جانب هذا كلِّه التمسك بالدين وتعاليمه؟ ثم قالت: هأنذا قد استعرضتُ أمامك يا سيدتي المصرية صورتَك في طبقاتك الثلاث؛ "أي: الطبقة العامة، الطبقة المتوسطة، والطبقة الراقية"، فلم أرَ للدين ولا لآدابه في أخلاقكن أثرًا، وكأنه الكابوس على النفوس، وكأني بكنَّ تتمثَّلنه شبحًا مخيفًا مزعجًا يريد أن يهوي بكنَّ إلى الظلمات، أو يرجع بكن إلى عهد البرابرة والوحوش.

وإلا، فأين تلك المرأة التي كانت لا تخرج مِن خِدرها إلا نادرًا، ولا تزور غيرَها إلا غِبًّا، وإن برزَت في الأسواق فعلى صورة وفي زيٍّ يخشع له نظر الفاجر، ويرقُّ له قلب العابد، ويكبره ويجِلُّه شباب الرجال قبل شيبهم؟!


أين ذلك العصر الذي كانت فيه المساجد عامرةً زاخرة بالمصليات الخاشعات في مقاصيرَ أُفردَت لهن خاصة في بيوت الله؟

إلى أن قالت: وأسمع أن هناك جمعيات نسائية، غير أني لم أرَ - مع الأسف - أثرًا جديًّا في سبيل نهضة المرأة المصرية، والرجوع بها إلى حظيرة الفضيلة والدين، وصونها عن التبذُّل والخلاعة، وإلا فمَن مِن الرجال لا يشكو اليوم إسراف زوجه وبناته في الملبس والمسكن واقتناء الحشم، ومَن منهم لا يشكو كثرةَ الخروج والزيارات وإنفاق الأموال في الملاهي والسباحات؟

وأين الفتاة أو والد الفتاة اللذان لا يشكوان إعراض الشبان عن الزواج، ورغبتهم عن البنات؟ وأين الكتَّاب والأدباء والشعراء الذين يحضُّون بكتابتهم وخيالهم وأشعارهم على حبِّ الفضيلة والعفَّة والتمسك بآداب الدين؟ ثم أين المجتمع والخطباء الذين يبيِّنون مواضعَ الضعف الأخلاقي وعلاجه ويرشدون إلى مَواطن الفضيلة والشرف؟ إني لأرى الغرب يكتسحُ بمدنيَّته الخدَّاعة كلَّ ما بقي في هذه الديار مِن آثار التقى وأدب القرآن، وأرى النفوسَ تستعذب هذا الطريق وتستمرئه، وتصبو إلى المزيد منه والتمادي فيه؛ اهـ، ص 384م 28 مجلة المنار.

أقول: لو اقتصرنا في النقل على كلام السيد الإمام - رحمه الله - لا سيما قوله:
"وأما تربية المدارس، فروحها تفرنُجٌ يقتل الإسلام قتلاً؛ بتفضيل كل ما هو إفرنجي على ما يخالفه من عقائد الإسلام وشعائره وعباداته، وأخلاقه وآدابه ومشخصاته"، لو اقتصرنا عليه لقال المتفرنجون: إن في هذا تعصبًا ذميمًا أو غلوًّا ومبالغة، ولكن جاء قول هذه السيدة الأوربية الفاضلة: "إني لأرى الغرب يكتسح بمدنيَّته الخداعة كلَّ ما بقي في هذه الديار من آثار التُّقى وأدب القرآن، وأرى النفوس تستعذب هذا الطريق وتستمرئه، وتصبو إلى المزيد منه والتمادي فيه"، مصدقًا لكلام السيد الإمام، ومؤيدًا له، فماذا استفدنا نحن إذًا من هذه الطرق الشاذَّة والفئة الضالة غيرَ فقدان العفَّة والعزة والثروة والصحة، وخسران الدنيا والآخرة؟!

اللهم اهدنا فيمَن هديتَ، وعافِنا فيمن عافيت يا أرحم الراحمين، وقد أجملنا في مقالة: "نساء السلف والخلف"، والتربية العصرية - ما يجب أن تكون عليه المسلمات في هذا العصر من الاهتداء بهَدْي الدين، والاقتداء بجدَّاتهن الصالحات.

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الثالثة

ستة وثلاثون

15ذي الحجة سنة 1358 هـ



الشيخ محمد بهجة البيطار


م ق الألوكة



الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)