منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي (1) (https://hwazen.com/vb/t23375.html)

إسمهان الجادوي 10-25-2023 01:24 PM

فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي (1)
 
فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي (1)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فمن أفضل تفاسير العلماء المتأخرين: تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، رحمه الله، الموسوم بــ: "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "، وقد أثنى عليه العلماء؛ قال العلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من أحسن التفاسير؛ حيث كان له ميزات كثيرة منها: سهولة العبارة ووضوحها...تجنب الحشو والتطويل...تجنب ذكر الخلاف...السير على منهج السلف في آيات الصفات...دقة الاستنباط...ومنها أنه كتاب تفسير وتربية على الأخلاق الفاضلة، وقال: أفضل التفاسير...كتاب جيد وسهل ومأمون، وقال: أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير ألَّا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم، وقال: أنصح بالقراءة فيه، وقال: تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله جيد وخصوصًا في استنباط الفوائد من الآيات.


وتفسير الشيخ رحمه الله يوجد به الكثير من الفوائد، وقد يسَّر الله الكريم فانتقيت بعضًا منها، ورتبتها على الموضوعات، والتزمتُ أن تكون فوائد مختصرة، فلا تزيد أي فائد عن ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.


وهذا الجزء الأول من الفوائد عن: محبة الله عز وجل، التوكُّل على الله والاعتماد عليه، معية الله جل وعلا لعبده، الإحسان، الإيمان.


محبة الله عز وجل:
﴿ الْوَدُودُ [البروج: 14] الذي يحبه أحبابه محبة لا يشبهها شيء، فكما أنه لا يشابهه شيء في صفات الجلال والجمال والمعاني والأفعال، فمحبته في قلوب خواصِّ خلقه التابعة لذلك لا يشبهها شيء من أنواع المحابِّ.


محبته أصل العبودية، وهي المحبة التي تتقدم جميع المحاب وتغلبها، وإن لم يكن غيرها تبعًا لها كانت عذابًا على أهلها.


محبة الله للعبد، هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدًا يسَّر له الأسباب، وهوَّن عليه كل عسير، ووفَّقه لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه، بالمحبة والوداد.


من لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا، في أقواله وأعماله، وجميع أحواله؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 31].


من لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل.


من لوازم محبة الله معرفته تعالى، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدًّا؛ بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره.


إذا أحبَّ الله عبده قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل.


لا شيء ألذ للقلوب ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له يكون ذكرها له.


كل فعل مدح الله فاعله، دلَّ ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه.


علامة المحبة ما ذكره الله؛ أن يجتهد العبد في كل محل يقربه إلى الله، وينافس في قربه بإخلاص الأعمال كلها لله، والنصح فيها، وإيقاعها في أكمل الوجوه المقدور عليها، فمن زعم أنه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب.


التوكُّل على الله والاعتماد عليه:
النفس أمَّارة بالسوء؛ ولكن مَنْ توكَّل على الله كَفاهُ ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه.


﴿ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2]؛ أي: يعتمدون في قلوبهم على ربهم في جلب مصالحهم، ودفع مضارِّهم الدينية والدنيوية، ويثقون بأن الله تعالى سيفعل ذلك.


لا خاب من توكَّل عليه، وأمَّا من توكَّل على غيره فإنه مخذول، غير مدرك لما أمل.


بالتوكل يحصل كل مطلوب، ويندفع كل مرهوب.


* العبد ينبغي له ألَّا يتَّكِل على نفسه طرفة عين؛ بل لا يزال مستعينًا بربِّه، متوكلًا عليه، سائلًا له التوفيق، وإذا حصل له شيء من التوفيق، فلينسبه لموليه ومُسديه، ولا يعجب بنفسه؛ لقوله: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [هود: 88].


يدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه شرَّ الشيطان، ولا يبقى له عليهم سبيل.


ما فات أحدًا شيءٌ من الخير إلا لعدم صبره، وبذل جهده فيما أريد منه، أو لعدم توكُّله واعتماده على الله.


أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به، الاعتماد على ربه، والاستعانة بمولاه، على توفيقه للقيام بالمأمور؛ فلذلك أمر الله تعالى بالتوكُّل عليه، فقال: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [الشعراء: 217].


كل عمل لا يصحبه التوكُّل فغير تام، وهو أي: التوكل: الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد، ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى.


معية الله جل وعلا لعبده:
من كان الله معه فهو المنصور، وإن كان ضعيفًا قليلًا عدده.


من كان الله مولاه وناصره، فلا خوف عليه، ومن كان الله عليه، فلا عزَّ له، ولا قائمة تقوم له.


الله مع المتقين المحسنين بعونه، وتوفيقه، وتسديده، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي، وأحسنوا في عبادة الله بأن عبدوا الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم، والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه.


الإحسان:
الإحسان في كل عبادة: بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه.


كلما كان العبد أكثر إحسانًا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبًا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.


﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا [النحل: 30] في عبادة الله تعالى، وأحسنوا إلى عباد الله، فلهم ﴿ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ [النحل: 30] رزق واسع، وعيشة هنية، وطمأنينة قلب، وأمن، وسرور.


استحضار العبد رؤية الله له في جميع أحواله، وسمعه لكل ما ينطق به، وعلمه بما ينطوي عليه قلبه من الهم والعزم والنيات، يعينه على مرتبة الإحسان.


﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الأنعام: 84] في عبادة الله، المحسنين لخلق الله، يعطيهم علمًا وحكمًا.


﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات: 80] في عبادة الله، ومعاملة خلقه، أن نفرج عنهم الشدائد، ونجعل لهم العاقبة، والثناء الحسن.


الإيمان:
كلما قوي إيمان العبد تولَّاه الله بلطفه، ويَسَّره لليُسْرى وجنَّبَه العُسْرى.


الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم.


كل ثواب عاجل وآجل فمن ثمرات الإيمان، فالنصر والهدى والعلم والعمل الصالح والسرور، والأفراح، والجنة وما اشتملت عليه من النعيم، كل ذلك سبب عن الإيمان.


الإيمان إذا خلطت بشاشته القلوب لم يعدل به صاحبه غيره ولم يَبْغِ به بدلًا.


عدم الإيمان هو الموجب لعقد الولاية بين الإنسان والشيطان.


من نقصت طاعته لله ورسوله...نقص إيمانه.


ليس الإيمان بالتمني والتحلي؛ ولكنه ما وقر في القلوب وصدَّقَتْه الأعمال.


الله يعطي الدنيا مَنْ يُحِبُّ ومَنْ لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين إلا مَنْ يُحِبُّ.


الإيمان يزيد وينقص، وينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده، فيجدده ويُنمِّيه، ليكون دائمًا في صعود.


الإيمان الصادق يمنع صاحبه من الإقدام على المُحرَّمات.


الإيمان، واحتساب الأجر والثواب، يُسهِّل على العبد كل عسير، ويُقلِّل لديه كل كثير، ويُوجِب له الاقتداء بعباد الله الصالحين، والأنبياء والمرسلين.


المؤمن مهتدٍ بالقرآن متبعٌ له، سعيدٌ في دُنْياه وأُخْراه.


ينبغي للعبد أن يتعاهد إيمانه ويُنمِّيه، وإن أولى ما يحصل به ذلك تدبُّر كتاب الله تعالى والتأمُّل لمعانيه.


المؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم يشاهده، وسواء فهمه وعقله، أو لم يهتدِ إليه عقلُه وفهمُه.


العبد لا ينبغي له أن يكون آمنًا، على ما معه من الإيمان، بل لا يزال خائفًا وجلًا، أن يبتلى ببلية، تسلب ما معه من الإيمان، وألَّا يزال داعيًا بقوله: ((يا مُقلِّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك))، وأن يعمل ويسعى في كل سبب يُخلِّصه من الشر.


ينبغي للمؤمن أن يؤدي ما عليه من الحقوق، منشرح الصدر، مطمئن النفس، ويحرص أن تكون مغنمًا، ولا تكون مغرمًا.


المؤمنون يحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله؛ لما في قلوبهم من الإيمان، ولما يرجون من فضل الله وإحسانه، وبِرِّه وامتنانه.


الله يدافع عن الذين آمنوا، فإنه بحسب ما مع العبد من الإيمان، تحصل له النجاة من المكاره.


ينبغي للعبد أن يتملَّق إلى الله دائمًا، في تثبيت إيمانه، ويعمل الأسباب الموجبة لذلك، ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة.


من كان مؤمنًا به، تقيًّا، كان له وليًّا، فأكرمه بأنواع الكرامات، ودفع عنه الشرور والمثلات.


من دخل الإيمان في قلبه، وكان مخلصًا لله في جميع أموره، فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه، وصدق إخلاصه، من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي، ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه.
العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت، ازداد بذلك إيمانه، ودل ذلك على أن استمرار الجزع مع العبد دليل على ضعف إيمانه.
آيات الله وعبره وأيامه في الأمم السابقة، يستفيد بها ويستنير المؤمنون، فعلى حسب إيمان العبد تكون عبرته.


كل من سلك طريقًا في العلم والإيمان، والعمل الصالح، زاده الله منه وسهَّله عليه، ويسَّره له، ووهب له أمورًا أُخَر لا تدخل تحت كسبه، وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه، كما قاله السلف الصالح.


الذين آمنوا...الله يدفع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم بسبب إيمانهم كل شر من شرور الكفار، وشرور وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحملونه، فيُخفِّف عنهم غاية التخفيف.


حكمتُه لا تقتضي أن كل من قال: "إنه مؤمن" وادَّعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميَّز الصادق من الكاذب، والمُحِقُّ من المبطل.


الذين آمنوا وعملوا الصالحات...إذا أصابهم الخير والنعمة والمحابُّ، شكروا الله تعالى، وخافوا أن تكون نِعَم الله عليهم استدراجًا وإمهالًا، وإن أصابتهم مصيبة في أنفسهم وأموالهم وأولادهم صبروا، ورجوا فضل ربهم، فلم ييأسوا.


من يزعم أنه مؤمن بالله واليوم الآخر، وهو مع ذلك مُوادٌّ لأعداء الله، مُحبٌّ لمن نبذ الإيمان وراء ظهره، فإن هذا إيمان زعمي، لا حقيقة له، فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه، فمجرد الدعوى لا تفيد شيئًا، ولا يصدق صاحبها.


مما يدعو المؤمن أيضًا إلى معاداة الكفار، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة.


أهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمُقْلِقات؛ وذلك لما معهم من الإيمان.


السعداء هم: المؤمنون المتقون.






فهد بن عبد العزيز عبدالله الشويرخ

م ق الألوكة




عطر الجنة 10-31-2023 09:32 PM

رد: فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي (1)
 
يسلمووو حببتي

على النقل المفيد

ربي يعطيك العافيه

ولا ننحرم من جديدك الدائم


الساعة الآن 11:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)