منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   ماذا بعد رمضان وعيدالفطر (https://hwazen.com/vb/t23542.html)

عطر الجنة 04-16-2024 01:07 AM

ماذا بعد رمضان وعيدالفطر
 


ماذا بعد رمضان وعيدالفطر ؟

لقدِ انتهى رمضان بِأَجْوائه الرُّوحيَّة ذات الألوان الجميلة المختلفة، وذات الصور المُضيئة المُشْرِقة.

وأيام العيد مضت بِمباهجها، ومظاهر اللَّهو واللعب فيها.

وتُقبل أيام، مرحلة جديدة من مراحل عُمر المسلم، فماذا يجب عليه بعد رمضان والعيد؟

بعد دخول مدرسة رمضان النَّفسيَّة القلبيَّة، واجتياز الدَّورة التدريبيَّة التَّربويَّة، ذات المستوى الرَّاقي، ينبغي للمسلم أن يستمرَّ على الحالة الحَسَنة الفاضلة، التي اكْتَسَبها في شهر رمضان المبارَك.

فالدَّورات التَّدريبيَّة التي مِن هذا القبيل، إنما يُقْصَد منها إعداد النَّفس، والجَسَد؛ للعمل الصالح المُستمر، إذ هي وسيلة إصلاح، وتهذيب، بِهَدف دوامهما.

إجراء الجَرْد السَّنَوي:
إنَّ المُؤسسات التجاريَّة والصِّناعيَّة، تُجري جَرْدًا سَنَويًّا لِمَعْرفة أربحاها وخسائرها، وإعداد ما يلزم لِتَلافي الأخطاء في العام القادم.

فهل ذات الإنسان أهون عليه مِن أمواله، وتجارته، وصِناعته، حتى يكون اهتمامُه بِعَوَارض ما يملك أكثر مِن اهتمامه بِحَياته كلها، وبِسعادته في دار الفناء، ثم في دار الخُلُود والبقاء؟

إنَّ منَ الواجبات التي تَجِبُ على المسلمين أفرادًا وجماعات، بعد اجتيازهمُ المدة الفاصلة بين عام انْصَرَم، وعام قادم، أن يستفيدوا منَ الدروس العمليَّة التي مَرَّت بهم خلال العام المُنْصَرم، وأن يضعوا نصب أعينهم عظاتها وخبراتها التجريبيَّة، فمَن لم يستفِد من عظات الماضي، لم يظفر بِثَمرات المستقبل، ولم يأمن مخاطره ومَهَالكه.

والعاقل الرَّشيد هو الذي يعلم أنَّ الحياة كلها دُرُوس وعظات، فهو شديد الانتباه إلى الاستفادة منها.

على المسلمينَ أن يفتحوا صفحة الواقع المؤلم، الذي يعانون منه من قِبَل أنفسهم، ومن قِبَل أعدائهم، ويجتمعوا على عمل مشترك عام، يدفعون به عن أنفسهم وبلادهم ما هو جاثم على صُدُورهم مِن بلاء لا صارف له إلاَّ العودة إلى طريق الإسلام الحق، والاستمساك بِتَعاليمه القَويمة، في كل أمر مِن أمور الدِّين وأمور الدُّنيا، قائم على مفاهيم الوَحدة الإسلاميَّة، ومعاني الجسديَّة الواحدة بين المسلمين.

على المسلمينَ إجراء جَرْدٍ شاملٍ لأعمال السنة الماضية، يقوم به أفرادهم وعامتهم وقادتهم، على مختلف المستويات.

وبعد هذا الجَرْد تأتي مُحَاسبة النَّفس على أعمالها، ثم بعد ذلك يكون تقدير الأرباح والخسائر، ثم يكون إعداد الخطط الحكيمة لتدارك النَّقص، وتلافِي الخطأ، والسَّير في طريق الطاعة لله - عَزَّ وجَلَّ - والكمال والمجد.

ثم يأتي الاستعداد لِتَنفيذ المخطَّط المشتمل على إصلاح الأوضاع العامَّة الفرديَّة والاجتماعيَّة.

ثم تأتي مُتابعة التَّنفيذ بِدِقَّة كامِلة.

وعلى الله قصد السبيل، ومنه التَّوفيق والمَعُونة.


عطر الجنة 04-16-2024 01:11 AM

رد: ماذا بعد رمضان وعيدالفطر
 


سعدنا في أيام عيدنا وأنِسْنا بها بعد أن ودعنا شهرًا معظمًا مباركًا؛ وجميل أن نقف بعدها وقفات تهمنا في حياتنا الدنيوية والأخروية؛ نخرج مع كل واحدة منها بعبرة وموعظة.

## أولها:
وقفة اعتبار لسرعة تقضِّي الليالي والأيام، فبعدما كنا نرجو الله وندعوه بلوغ الشهر وإتمامه والسعادة بالعيد، فإذ بنا نفرح بإدراكهما، ثم ينصرفان عنا مودعين شاهدين، فهنيئًا لمن أودعهما الخير.

وهكذا الأيام! سريعة في التقضِّي:

إنَّا لَنَفْرَحُ بالأيامِ نقطعُها *** وكُلُّ يومٍ مضى نقصٌ من الأجلِ

يقول الحسن -رحمه الله-: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم: أنا خَلْقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة". ويقول: "يا ابن آدم: إنما أنت أيامٌ، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك".

ويقول الآخر:

ومـا المرءُ إلا راكبٌ ظهْرَ عُمْرِهِ *** علَى سَفَرٍ يفنِيهِ بـاليومِ والشَّهْرِ
يبيتُ ويضـحى كـُل يومٍ وليلةٍ *** بعيدًا عَنِ الدُّنْيا قريبـًا من القبر

## ثانيها:
اعلموا أن أبواب الخير مشرعة، ووسائله متاحة، لم ولن تغلق ما لم تغرغر منا الروح، أو تخرج الشمس من مغربها، فاجتهدوا -وفقني الله وإياكم- باستثمارها؛ فالعمر قصير.

## الثالثة:
ونحن نودع شهر الصيام والقيام الذي حافظ فيه كثير منا على صلاة الوتر مع صلاة التراويح أو القيام، وهذا توفيق من الله تعالى، جدير بنا أن لا نترك الوتر بعده، وأقله ركعة، وهو سنة مؤكدة جدًّا.

فعَنْ عَلِيّ بن أبي طالب قَالَ: "الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاتِكُمْ الْمَكْتُوبَةِ؛ وَلَكِنْ سَنَّه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، وَقَالَ -صل الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ". رواه أبو داود، والترمذي واللفظ له، وصححه الألباني.

ومَن فاته الوتر لنسيان أو انشغال سُنَّ له أن يقضيه من الغد؛ ولكن شفعًا.

## الرابعة:
يجب أن يكون التواصل الذي تم في أيام العيد، وتلك اللقاءات الحميمية التي تمَّتْ، مُنْسِيَةً لما قد يكون بيننا من الخلافات،
وأن نستمر بالتواصل؛ فأمر صلة الرحم عظيم، فقد عظَّمَهُ اللهُ ورسولُهُ بما رتبوا على الصلة من الأجر، وعلى القطيعة من الإثم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَصِلْ رَحِمَه". رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة، عن رسول الله، قال: "مَن أحب أن يُبْسَطَ له في رزقه، ويُنَسَّأَ له في أثره، فلْيصِلْ رحمه". متفق عليه. ينسأ له في أثره: يؤخر له في أجله.

وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صل الله عليه وسلم- قال: "الرحمُ متعلقةٌ بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله". رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة أن النبي -صل الله عليه وسلم- قال: "ما من ذنبٌ أجدرُ أن يجعل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره لهُ في الآخرةِ، من قطيعة الرحم، والخيانةِ، والكذب؛ وإنَّ أعجلَ الطاعةِ ثوابًا لَصِلَةُ الرحم". أخرجه الطبراني
مادام هذا هو فضل الصلة وأثرها ومكانتها عند الله، ومكانتها من الدين، فالواجب المحافظة على ما تم من تواصل في هذا العيد، ومعاهدة أنفسنا على الاستمرار عليه،
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد:22-23].



الساعة الآن 05:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)