منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

في قصر الأميرة

سوسن:

دعتني صديقتي في المدرسة لبنى إلى بيتها مع بعض الصديقات لنمرح معاً في عطلة نهاية الأسبوع .

لبنى فتاة ثريّة، كل من زارها أخبرنا أنها تعيش حياة كالأميرات، في بيت كالقصر، ولديها من الألعاب والمجوهرات الشيء الكثير ..

فكرت في أن أرتدي ثياباً لائقة، واستشرتُ أمي في ذلك، واتجهنا صوب الخزانة، لأجد كل ثيابي قديمة، وليست لائقة كثيراً بقصر الأميرة لبنى ..

لما رأت أمي سحابة الحزن على عينيّ ابتسمت وقالت :

- لا تقلقي، سأتدبر الأمر بنفسي ..

أخرجت من الخزانة فستاناً قديماً لم ألبسه منذ زمن، ووضعته على الطاولة، وأخرجت حقيبة الخياطة الخاصة بها، وخاطت عليه زهوراً وفراشات قماشية قديمة، كانت تحتفظ بها، وبعد ساعة من الوقت انتهت، لأرى الثوب غاية في الروعة وكأنه جديد ..

طبعتُ قبلة شكر على جبينها وارتديته بفخر واعتزاز، وقامت هي بتصفيف شعري بشكل أنيق، وقبل أن أودعها همست في أذني :

- لا تهتمي يا صغيرتي كثيراً بالشكل، فقيمة الإنسان الحقيقية في قلبه وحبه للآخرين وأخلاقه العالية، اذهبي وامرحي مع صديقتكِ وكوني واثقة من نفسك .

نرجس :

ساعات طويلة قضيتها اليوم وأنا واقفة أتزيّنُ أمامَ المرآة، لأصنع تسريحة جميلة ومبتكرة لشعري .. ولكن .. دون جدوى !

استعملتُ أشكالاً مختلفةً منَ الزّينةِ، ووضعتُ مستحضراتٍ كثيرةٍ فأفسدتُ شعري، لتنقذني أمي في النهاية . كما أنني أغضبتُ والدي منّي كثيراً وأنا أتجولُ معه من سوقٍ إلى سوقٍ، ومن متجرٍ إلى متجر، لأجدَ لنفسي ثوباً فخماً يشبه ثوب سندريلا في القصة، يميّزني عن كل الصديقات في الحفلة، فكلّ همّي كان في أن أبدو أجمل منهن.

وفي النهاية رضيتُ بأغلى فستانٍ على الواجهة، اشتراهُ أبي ليُرضي غروري، ورغم ذلكَ لم أشكره، ولم أبتسم، بل استعرتُ أدوات التجميل التي تخص أمي، وبدأت ألون وجهي بالأزرق والوردي والأحمر والأصفر، ولما تأكدت بأني أصبحتُ في أحسن حلة، أسرعت إلى القصر، وكانت المفاجأة رهيبة !

لقد استقبلتني لبنى مع كل الصديقات، وقد ارتدت ثوباً عادياً بسيطاً، وجمعت شعرها إلى الخلف على شكل ذيل حصان، كما تفعل حين تذهب إلى المدرسة، ورغم ذلك بدت جميلة ومرتبة .. وكذلك بدت سوسن، رغم أنها فتاة فقيرة، لكنها كانت رائعة بثوبها الوردي الأنيق.. بينما شعرتُ بأنني أبدو مختلفة وغريبة عن الجميع ..

مضى الوقت علي صديقاتي بسرعة كبيرة، وهنَّ يتضاحكن ويلعبنَ ويمرحن في أرجاء حديقة البيت الجميلة، ولكنه مرَّ عليَّ بطيئاً وثقيلاً، وقد جلستُ أراقبهن على كرسي بعيد وكلّي حسرة وندم، فثوبي المنفوش لم يساعدني على القفز واللعب، والمصيبة فوق كل هذا أن أخ لبنى الصغير واسمه يمان قد ضحك كثيراً لما رآني وقالَ بصوتٍ عالٍ ومسموع :

- انظروا لقد جاء المهرج!