شعاع القصص الوعظية قصص تربوية هادفة للتائبين العائدين الى الله |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
لا تضع أحلامك في شخص لا تضع أحلامك في شخص جاء شاب إلى حكيم يطلب النصح والتوجيه. أذن له الشيخ بالجلوس والحديث عن مشكلته، فشرع يشكو جور الزمان وقسوة الظروف ويئن من صعوبة الحياة . وكان الشيخ يصغي إليه باهتمام دون أن يقاطعه، وبعد أن انتهى الشاب من سرد قصته، وبدون أن يعلق الحكيم على كلام الشاب أخبره بهذه القصة قائلا: ذات مرة كان هناك شاب طموح يسير في طريق صحراوي. وكانت السيارات التي تمر على ذلك الطريق قليلة ومسرعة جدا. انتاب الشاب يأس وإحباط.، و بلغ به الإعياء مبلغا خطيرا واشتد عليه العطش. وكان كلما مرت سيارة مسرعة يصرخ ويستنجد. ولكن السيارات لم تكن تقف لأن وجوده في ذلك الطريق الصحراوي كان يبعث على الريبة، وكأن الناس يتساءلون: ما الذي قذف به إلى هذه الصحراء الموحشة المترامية الأطراف؟!. و كانت ظنونهم تذهب بهم بعيدا فلا يستجيبون لاستغاثته. وبينما هو على تلك الحالة المزرية، أقبلت سيارة مرسيدس فاخرة يركبها شخص ثمل يترنح بها يمينا وشمالا حتى كاد أن يصدم ذلك الشاب الذي قفز بعيدا عن مساره، و استمرت السيارة تتعقبه، و ما إن انحرفت عن مسارها حتى ساخت عجلاتها في الرمل، واستمر الثمل يضغط بكل جنونه على دواسة الوقود فيئز المحرك بصوت جنوني. نزل الرجل الثمل وهو يشتم ويتوعد الشاب المسكين. لكن الشاب أدرك أن الرجل لم يكن طبيعيا فلم يرد عليه، و تصرف بذكاء و قال مخاطبا الرجل: تفضل.. تفضل..و أجلسه على مقعد الراكب وعالج الموقف بسرعة وتولى بنفسه قيادة السيارة والرجل الثمل بجواره يهذي ويشتم، دون أن تلقى شتائمه ردا. وبعد أن قطعا مسافة طويلة أسترد الرجل عقله، وبدأ يفرك عينيه في خجل، وصار يسأل أسئلة عاقلة قائلا: أين أنا؟ ومن أنت؟ ما الذي جمعني بك؟ وجم الرجل وانتابه حرج شديد عندما أخبره الشاب بالقصة. لكنه تدارك الموقف وشكر الشاب، وأخرج بطاقة ذهبية تحمل اسمه وبياناته وتفاصيل عمله. وخاطب الشاب بامتنان قائلا: أتمنى أن أسدي لك خدمة. لقد أنقذت حياتي، أرجوك زرني في مكتبي. ركن الشاب السيارة الفارهة بجوار فيللا محاطة بسور مرتفع، حيث عاد الرجل إلى مقعد القيادة مودعا الشاب بعد أن شكره. بعد فترة طويلة تعرض ذلك الشاب إلى عوز شديد بعد أن ساءت أموره وعاش فترة طويلة بدون عمل، فتذكر ذلك الرجل وقرر أن يزوره لعله يلقى منه مساعدة أو توجيها. استرشد بالعنوان الموضح في بطاقة الأعمال، وانطلق يسأل عن المكان، ولم يجد صعوبة في العثور على تلك العمارة الشاهقة بطوابقها السبعة وبلوحات واجهاتها التي تتضمن مجموعة شركات الرجل. ساعدته موظفة الاستقبال حتى دخل من باب يشي بالفخامة و الثراء، وعندما فتح الباب، استلمه سجاد أحمر عبر ممر طويل تطل عليه مكاتب كثيرة يتصدرها باب مكتب رئيس المجموعة، حيث استقبلته سكرتيرة حسناء، ابتسمت له ودعته إلى الجلوس قليلا حتى تبلغ سيدها، وبعد انتظار لم يطل؛ دعي الشاب إلى الدخول، لكن الرجل استقبله بفتور كأي زائر لا يعرفه. وسأله بفتور: تفضل.. ماذا تريد؟! فتلعثم الشاب قليلا لكنه ما لبث أن ابتسم وقال: ألا تذكرني يا سيدي؟! فرد عليه: لا! قل ماذا تريد؟! لكن الشاب تسمر ولم يحر جوابا، واندست يده في جيبه وأخرج بطاقة الأعمال التي سبق أن حصل عليها من الرجل، ودفع بها إليه و هو يقول: أنا الذي التقيتك في الطريق الصحراوي عندما كنت ثملا وساعدتك حتى أوصلتك إلى بيتك وطلبت مني أن أزورك لكي تساعدني، لكن الرجل تناول البطاقة بكل برود ومزقها أمام الشاب وقذف بها في سلة المهملات. سكت الشاب وكأنه اكتفى بما سمع وشكر الحكيم وهو يقول: لن أضع أحلامي في شخص و لن أحصر رحلة عمري في جهة أقصدها، بل يمكنني أن أسعى دائما لكي أجعل الظروف تعمل لصالحي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|