منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح (https://hwazen.com/vb/f35.html)
-   -   الماشطةُ المحتسبة (https://hwazen.com/vb/t3044.html)

أم عبد الرحمن السلفيه 02-15-2014 03:24 PM

الماشطةُ المحتسبة
 
الماشطةُ المحتسبة

هذه المرأة التي ضربت لنا مثلًا رائعًا في التمسك بالدين، وصبرها وتضحيتها، من أجل دينها، فهي التي شم النبي-صلى الله عليه وسلم- ريح قبرها.

فعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَالَ «يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ قَالَ هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا»(1).

ذكر الموقف الاحتسابي لتلك المرأة العظيمة:

لما انتشر أمر موسى -عليه السلام- وكثر أتباعه، وأصبح المؤمنون برسالته خطرًا مستمرّا، يهدد فرعون ومُلكه، وظل فرعون في قصره في حالة غليان مستمر يمشى ذهابًا وإيابًا، يفكر في أمر موسى، وماذا يفعل بشأنه وشأن أتباعه، فأرسل في طلب رئيس وزرائه هامان؛ ليبحثا معًا ذلك الأمر، وقررا أن يقبض على كل من يؤمن بدعوة موسى، وأن يعذب حتى يرجع عن دينه، فسخَّر فرعون جنوده في البحث عن المؤمنين بدعوة موسى، وأصبح قصر فرعون مقبرة للأحياء من المؤمنين باللَّه الموحدين له، وكانت صيحات المؤمنين وصرخاتهم ترتفع من شدة الألم، ووطأة التعذيب تلعن الظالمين وتشكو إلى ربها صنيعهم.

وشمل التعذيب جميع المؤمنين، حتى الطفل الرضيع لم ترحمه يد التعذيب، فزاد البلاء، واشتد الكرب على المؤمنين، فاضطر كثير منهم إلى كتمان إيمانه؛ خوفًا من فرعون وجبروته واستعلائه في الأرض، ولجأ الآخرون إلى الفرار بدينهم بعيدًا عن أعين فرعون.

وكان في قصر فرعون امرأة تقوم بتمشيط شعر ابنته وتجميلها، وكانت من الذين آمنوا، وكتموا الإيمان في قلوبهم، وذات مرة كانت المرأة تمشط ابنة فرعون كعادتها كل يوم، فسقط المشط من يدها على الأرض، ولما همَّت بأخذه من الأرض، قالت: بسم اللَّه. فقالت لها ابنة فرعون: أتقصدين أبي؟ قالت:لا. ولكن ربى ورب أبيك اللَّه، فغضبَتْ ابنة فرعون من الماشطة وهددتها بإخبار أبيها بذلك، ولكن الماشطة لم تخف، فأسرعت البنت لتخبر أباها بأن هناك في القصر من يكْفُر به، فلما سمع فرعون ذلك؛ اشتعل غضبه، وأعلن أنه سينتقم منها ومن أولادها، فدعاها، وقال لها: أَوَ لكِ ربٌّ غيري؟! قالت: نعم، ربى وربك اللَّه. وهنا جُنَّ جنونه، فأمر بإحضار وعاء ضخم من نحاس وإيقاد النار فيه، وإلقائها هي وأولادها فيه، فما كان من المرأة إلاَّ أن قالت لفرعون: إن لي إليك حاجة، فقال لها: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدى في ثوب واحد وتدفننا، فقال: ذلك علينا. ثم أمر بإلقاء أولادها واحدًا تِلْوَ الآخر، والأم ترى ما يحدث لفلذات كبدها، وهى صابرة محتسبة، فالأولاد يصرخون أمامها، ثم يموتون حرقًا، وهى لا تستطيع أن تفعل لهم شيئًا، وأوشك الوهن أن يدب في قلبها لما تراه وتسمعه، حتى أنطق اللَّه -عز وجل- آخر أولادها -وهو طفل رضيع- حيث قال لها: يا أماه، اصبري، إنك على الحق.(2)

فاقتحمتْ المرأة مع أولادها النار، وهى تدعو اللَّه أن يتقبل منها إسلامها، فضَربتْ بذلك مثالاً طيبًا للمرأة المسلمة المحتسبة التي تعرف اللَّه حق معرفته، وتتمسك بدينها، وتصبر في سبيله، وتمُتَحن بالإرهاب، فلا تخاف، وتبتلى بالعذاب فلا تهن أو تلين، وماتت ماشطة ابنة فرعون وأبناؤها شهداء في سبيل الله، بعدما ضربوا أروع مثال في التضحية والصبر والفداء.

ففي ذلك الموقف العظيم لعدة فوائد للمرأة المحتسبة، ومن أهمها:

1- الثبات على الحق، حيث إن الثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمنين الصادقين
، قال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم:27] وقدوتنا في ذلك هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد لاقى ما لاقى ومع ذلك كان أشد ثباتًا حتى بلغ رسالة ربه على أتم وجه.

فإن جاء الابتلاء في سبيل الله فما عليك أيتها المحتسبة إلا الصبر والثبات على الحق، وعدم المساومة في دين الله إلى أن يأتي نصر الله.

2-الصبر والتضحية على البلاء من أجل هذا الدين:

فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فلا بد للمرأة المحتسبة من الصبر على الحسبة؛ ولهذا أمر الإسلام بالصبر قال الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200] وقال الله: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [هود:115].

إذا فالصبر هو خلق مهم بالنسبة للمرأة المحتسبة، وهي بحاجة إلى هذا الخلق الرفيع ومخاطبة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والصبر على أذاهم وتحمل الاستخفاف منهم فعن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم إذا كان يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»(3).

وعلى المرأة المحتسبة أن تعلم انه لا بقاء للحق إلا بالصبر و أن النصر مع الصبر، وبالصبر يتوقع الفرج، ومن يدمن قرع باب يلج، والصبر ثوابه الجنة وكذلك فلتعلمي أيتها المحتسبة أن طريق الحسبة طريق شائك قد يقل فيه المناصرين والمستأنسين.

____________________________________

(1) سنن ابن ماجه - كتاب الفتن باب الصبر على البلاء - حديث:‏4028‏، وقال الشيخ الألباني: له شاهد من حديث ابن عباس يتقوى به.

(2) صحيح ابن حبان-كتاب الجنائز باب ما جاء في الصبر وثواب الأمراض والأعراض حديث: ‏2955‏، مسند أبي يعلى الموصلي- أول مسند ابن عباس حديث: ‏2461‏ على المرء من الثبات على الدين عند تواتر حديث: ‏2955‏.

(3) سنن الترمذي -الذبائح أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه- باب حديث: ‏2491‏، سنن ابن ماجه -كتاب الفتن باب الصبر على البلاء- حديث: ‏4030‏، والحديث صححه الشيخ الألباني في: المشكاة (5087)، الصحيحة (936).


هوازن الشريف 02-15-2014 09:14 PM

الله اكبر

ربي لاتبتلينا في ديننا
فوالله قمت الاتبلاء في الدين

جزاك الله خيرا غاليتي

دمتي بتميز

أم حواء 02-15-2014 11:45 PM

صدقت أختي

وحتى في وقتنا الحالي

نظلم و نبتلى لتمسكنا بقيمنا السمحة و بديننا الحنيف

ولكن يجب علينا أن نصبر و لا نستسلم

بل ندافع على معتقداتنا وديننا

فالمؤمنة منا تدرك أنها في امتحان و عليها الثبات

عطر الجنة 04-29-2014 12:26 AM

رد: الماشطةُ المحتسبة
 
http://www.hwaml.com/up/uploads/1368636998923.gif

حمامة الاسلام 05-16-2014 11:32 AM

رد: الماشطةُ المحتسبة
 


الساعة الآن 03:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)