منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الحديث الشريف و أصوله (https://hwazen.com/vb/f10.html)
-   -   ~::[شرح حديث رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ]::~ (https://hwazen.com/vb/t3722.html)

عطر الجنة 04-02-2014 07:18 PM

~::[شرح حديث رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ]::~
 





شرح حديث # رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ #

http://www.al-wed.com/pic-vb/344.gif



عن عبد الله بن عباس كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدعو بِهَذا الدُّعاءِ
(رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ،
وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا،
لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي،
وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي).



المفردات


رهَّاباً : الرهبة، الخوف، والفزع .

مُخْبِتًا: الخاشع، والمخلص في خشوعه.

أَوَّاهاً: المتضرّع، والبكّاء، وقيل كثير الدعاء .

مُنِيبًا: التائب، والراجع إلى اللَّه في أموره .

حَوْبَتِي: الحوْبةُ، والحوبُ: الإثم، والذنب.

حُجَّتِي : الحجة: الدليل، والبيِّنة.

سَخِيمَةَ قَلْبِي: غلّ القلب، وحقده .
http://www.al-wed.com/pic-vb/344.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/344.gif

الشرح

هذا الدعاء العظيم اشتمل على اثنين وعشرين سؤالاً، ومطلباً هي من أهم مطالب العبد، وأسباب صلاحه،
وسعادته في الدنيا والآخرة

1 – قوله (رَبِّ أَعِنِّي) أي أطلب منك العون؛ والتوفيق لطاعتك وعبادتك على الوجه الأكمل الذي يُرضيك عنِّي,
وأطلب منك العون على جميع الأمور الدينية والدُّنيوية والأخروية؛ وفي مقابلة الأعداء أمدّني بمعونتك وتوفيقك .

2 – قوله (ولا تُعن عليَّ) ولا تمدّ العون لمن يمنعني عن طاعتك:: من النفس الأمّارة بالسوء،
ومن شياطين الإنس والجن .

3 – قوله (وَانْصُرْنِي) وهو طلب النصرة، وهي الغلبة، أي في كل أحوالي، (وَانْصُرْنِي) على الكفار أعدائي،
وأعداء دينك، وقيل انصرني على نفسي الأمّارة بالسوء؛ فإنها أعدى أعدائي
﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ ولا مانع من إرادة الجميع؛ لأنه صل الله عليه وسلم لم
يُخصِّص نوعاً معيناً، والأصل إبقاء العموم على عمومه .

فتضمّن هذا الدعاء سؤال اللَّه تعالى النصر والظفر على كل الأعداء، سواء كان العدوُّ خارجيَّاً، أو داخليَّاً.

4 – قوله (وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ) ولا تجعلني مغلوباً، فتسلّط عليَّ أحداً من خلقك,
ولا تنصر النفس الأمارة بالسوء عليَّ، فأتّبع الهوى وأترك الهدى .
5 – قوله (وَامْكُرْ لِي) المكر هو الخداع، وهو من اللَّه إيقاع بلائه بأعدائه من حيث لا يشعرون
أي أنزل مكرك بمن أراد بي شرّاً
وسوءاً وارزقني الحيلة السليمة، والطريقة المثلى في دفع كيد عدوي، فأسلم من كيدهم وشرّهم .

6 – قوله (وَلَا تَمْكُرْ) عَلَيَّأي و لا تهدِ عدويّ إلى طريق دفعه إياي عن نفسه,
ولا تعاملني بسوء نيتي، فأغترّ وأتجاوز الحد من حيث لا أشعر فأهلك.
7 – قوله (وَاهْدِنِي) الهداية نوعان:

أ – هداية دلالة وإرشاد .

ب – وهداية توفيق وتثبيت، والعبد حينما يسأل اللَّه تعالى الهداية ينبغي أن يستحضر هذه المعاني،
فيقول: دلّني، ووفّقني لطرق الهداية والمعرفة، ووفّقني لها، ولا أزيغ عنها حتى ألقاك، فتضمّن هذا السؤال التوفيق
إلى فعل الخيرات من الأعمال الصالحات والعلم النافع، واجتناب المحرّمات .

8 – قوله ( وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ) أي سهّل لي اتِّباع الهداية، وسلوك طريقها،
وهيّئ لي أسباب الخير، حتى لا أستثقل الطاعة، ولا أنشغل عن العبادة.

9 - قوله (وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ) وانصرني على من ظلمني وتعدّى عليَّ, وهذا تخصيص بعد العموم
وفي قوله (وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه اللَّه ــ
(دعاء عادل، لا دعاء معتدٍ يقول : انصرني على عدوّي مطلقاً؛ وهو يدلّ على
أهمية النصرة والظفر على من اعتدى وبغى بغير حقّ؛ لما في ذلك من سرور القلب،
وطمأنينة النفس، وراحة البال من وقاية الأعداء، والثقة بقدرة اللَّه تعالى ونصره .

10 – قوله (رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا) بعد أن توسَّل إليه تعالى فيما ينفعه في تعامله وسيره مع خلقه،
شرع في التوسل إلى اللَّه تعالى
فيما ينفعه ويقرّبه، ويصلح أحواله مع عبادته لربه تعالى، وأن هذه المطالب هي الأعظم والأهمّ عنده،
كما دلّ على ذلك صيغ المبالغة وتقديم الجار والمجرور، فقال (اللَّهم اجعلني لك شكَّاراً)
أي كثير الشكر، كما تفيده صيغة المبالغة في قوله (شكَّاراً)
أي اجعلني كثير الشكر في السرّاء والضرّاء في القول، والعمل وفي السرّ، وفي العلن على النعماء والآلاء،
وفي تقديم الجار والمجرور ((لك)) للدلالة على الاختصاص، أي أخصّك بالشكر لأنك خالق النعم، ومعطيها،
سأل اللَّه التوفيق إلى الشكر؛ لأن به تدوم النعم.

11 – قوله (لَكَ ذَكَّارًا) أي كثير الذكر لك في كل الأوقات والأحوال قائماً، وقاعداً، وعلى جنب في الصباح،
والمساء، وفي السر والعلن، وفي سؤاله تعالى التوفيق إلى الذكر؛ لأنه هو أفضل الأعمال.

12 – قوله (لَكَ رَهَّابًا) أي خائفاً منك في كل أحوالي في ليلي ونهاري، في سفري
وفي حضري، وفي الغيب والشهادة .

13 – قوله (لَكَ مِطْوَاعًا) أي كثير الطوع، وهو الانقياد والامتثال والطاعة لأوامرك، والبعد عن نواهيك .

14 – قوله ( إِلَيْكَ مُخْبِتًا) أي كثير الإخبات، وعلامته: أن يذلّ القلب بين يدي اللَّه تعالى إجلالاً وتذلّلاً،
أي لك خاشعاً متواضعاً خاضعاً.

15 – قوله (أَوَّاهاً مُنِيبًا) :: والأوَّاه: هو:: كثير التضرّع والدعاء والبكاء للَّه عز وجل كثير الرجوع إليك من الذنوب والخطايا.
وتقديم الجار والمجرور في هذا، والذي قبله للاهتمام والاختصاص، وتحقيق الإخلاص،
أي أخصّك وأخلص لك وحدك.
سأل اللَّه تعالى التوفيق إلى روح العبادات، وأزكاها، وأسماها، وأهمّها، للقيام بها على الوجه الأكمل،
والأمثل، والأتمّ، وكما دلّت الصيغ ( شكاراً، ذكاراً، رهاباً، مطواعاً ...) على كمال الذُّل والعبودية لله تعالى،
وأنه ينبغي للعبد أن يتوسّل إليه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاه العلا؛ ويسأله التوفيق
إلى أفضل الأعمال من العبادات الخالصة له تعالى، فإن ذلك يرجع إليه بعظيم الثواب، ورفع الدرجات .

16 – قوله (رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي) أي اجعلها صحيحة بشرائطها واستجماع آدابها، وتقبّلها مني .

17 – قوله (وَاغْسِلْ حَوْبَتِي) أي امسح ذنبي وإثمي، وذكر الغسل ليفيد إزالته بالكلية .

18 – قوله (وَأَجِبْ دَعْوَتِي) أي أجب كل دعواتي، واجعلها مقبولة عندك مستجابة نافعة لي.

19 – قوله (وَثَبِّتْ حُجَّتِي) كسابقه يفيد العموم، أي ثبت حُججي
في الدنيا على أعدائك بالحجة الدامغة، والدعوة والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
بالأدلة البينات الساطعة، وثبّت قولي في الآخرة عند سؤال الملكين في القبر، والحجج هي البيِّنات والدلائل.

20– قوله (وَاهْدِ قَلْبِي) إلى معرفتك، ومعرفة الحق والهدى والصراط المستقيم،
وإلى كل خير ترضاه، فبهدايته تهتدي كل الجوارح، والأركان في البدن.

21 – قوله (وَسَدِّدْ لِسَانِي) أي صوّب لساني حتى لا ينطق إلا بالحق، ولا يقول إلا الصدق .

22 – قوله (وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي)أي أخرج من قلبي: الحقد، والغلّ، والحسد، والغشّ،
والبغضاء للمؤمنين؛ وغير ذلك من ظلمات القلب. فالزم هذا الدعاء المبارك الذي فيه
جميع المنافع التي يحتاجها العبد في دينه، ومعاشه،ومعاده،
فقد ذكر الحافظ عمر بن علي البزّار في ترجمته
لشيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الدعاء كان غالب دعائه رحمه اللَّه).





أم يعقوب 04-02-2014 08:20 PM

http://up.3dlat.com/uploads/13468741761.gif

ماشاء الله تنسقيك للموضوع جميل

ساجرب تلوين النص ان شاء الله

منكم نستفيد

عطر الجنة 04-04-2014 05:04 AM

http://up.3dlat.com/uploads/13457579738.gif

أم هاجر 04-04-2014 09:45 AM


عطر الجنة 04-07-2014 10:02 AM

http://im9.gulfup.com/2011-08-09/1312845036871.gif

هوازن الشريف 04-07-2014 02:51 PM

ترتيب رائع وتنسيق مميز ومضمون مبهر
جزاك الله خيرا مبدعتنا
http://im38.gulfup.com/RRvCi.gif

عطر الجنة 04-07-2014 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوازن الشريف (المشاركة 25532)
ترتيب رائع وتنسيق مميز ومضمون مبهر
جزاك الله خيرا مبدعتنا
http://im38.gulfup.com/RRvCi.gif

http://img64.imageshack.us/img64/6757/98355985.gif

بإطلالتك العطرة ...أ// هــــــــــوازن


http://www.ii1i.com/uploads5/d98101ebff.gif


http://store2.up-00.com/Sep12/XE180049.gif

إسمهان الجادوي 04-18-2014 12:12 AM

جزاكِ الله خيراً و بارك الله فيكِ أختي

عطر الجنة 04-22-2014 02:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسمهان (المشاركة 27724)
جزاكِ الله خيراً و بارك الله فيكِ أختي

http://www.rofof.com/img5/7kimuy15.gif

ناجية عثمان 04-24-2014 09:59 PM

رد: ~::[شرح حديث رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ]::~
 
ماشاء الله عليك امولة


الساعة الآن 12:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)