منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   الغيبة و البهتان و النميمة (https://hwazen.com/vb/t3970.html)

حمامة الاسلام 04-14-2014 09:13 PM

الغيبة و البهتان و النميمة
 

ا
لغيبة: ما يقال في غياب الشخص، غاية الأمر أنَّه بقوله هذا يكشف عيباً من عيوب الناس، سواء كان عيباً جسدياً أو أخلاقياً، أو في الأعمال أو في المقال، بل حتى في الأمور المتعلقة به كاللباس والبيت والزوج والأبناء وما إلى ذلك.

فبناء على هذا ما يقال عن الصفات الظاهرة للشخص الآخر لا يُعد اغتياباً، إلا أن يراد منه الذم والعيب فهو في هذه الصورة حرام، كما لو قيل في مقام الذم أن فلاناً أعمى أو أعور أو قصير القامة وما إلى ذلك.

فيتضح من هذا أنَّ ذكر العيوب الخفية بأي قصد كان يعد غيبة، وذكر العيوب الظاهرة إذا كان بقصد الذم أو كان فيه أذية فهو حرام سواء أدخلناه في مفهوم الغيبة أم لا.

كلُّ هذا في ما لو كانت هذه العيوب في الطرف الآخر واقعية،

البهتان .أما إذا لم تكن صحيحة أصلاً فتدخل تحت عنوان البهتان، وإثمه أشد من الغيبة بمراتب.

ففي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا ما هو ظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أن تقول ما ليس فيه"1.

أما النميمة: فهو أن ينقل شخص كلاماً سمعه من شخص واقعاً أو اخترعه من نفسه إلى شخص آخر بقصد الفتنة بين شخصين.

التحذير من الغيبة والبهتان والنميمة

المستقرئ لآيات القرآن الكريم والروايات يلاحظ أنَّ الغيبة والنميمة من الكبائر، فقد أوعد الله عليهما بالنار فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾(النور:19).

ويقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾(الحجرات:12).


في هذه الآية الشريفة احتمالان:

أحدهما: أنَّها في مقام بيان كيفية العذاب الأخروي للمغتاب، حيث تتجسّم الغيبة في الآخرة بصورة أكل ميتة الشخص المستغاب، والشاهد على هذا الاحتمال رواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف فقال يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس2.

والاحتمال الآخر: هو أنَّ المراد أنَّ الغيبة هي بمنزلة أكل لحم المستغاب ميتاً من ناحية الحكم، فكما أنَّ أكل الميتة من الذنوب الكبيرة فكذلك الغيبة.


وقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾(الهمزة:1).

وهذا وعيد من الله سبحانه لكل مغتاب مشّاء بالنميمة مفرِّق بين الأحبة.

وأما "وَيْلٌ": فهو اسم لدركة من دركات جهنم، أو اسم لواد فيها، وتستعمل للتعبير عن شدّة العذاب
.

ويقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(الرعد:25).

فالمستغيب والنمّام يقطعون ما أمر الله بوصله، ومفسدون في الأرض، إذ أنه بدل أن يوجد العلاقة والإلفة والمحبة بين المسلمين ويقوِّي وحدتهم، يوجد الفرقة والنفرة والعداوة بينهم.

ويقول تعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾(البقرة:191).

وفي آية أخرى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾(البقرة:217).

وظاهر أنَّ الشخص النمَّام والمستغيب يشعلان نار الفتنة.


بناء على هذا فإنَّ الغيبة والبهتان والنميمة من الذنوب الكبيرة، التي جاء الوعيد عليها، فلا ينبغي استصغار هذه الذنوب.

بعض حكم تحريم الغيبة والبهتان والنميمة


(1) أن كلاً منهم يؤدى إلى إزالة أى مودة وإماتة لكل محبة.
(2) أن كلاً منهم يؤدى إلى الإفساد بين الناس والعداوة والتنافر والخصام.
(3) أن فى كل منهم تعويد للفرد على الغدر والكذب والخيانه والحسد.
(4) أن كلاً منهم ينطوى على خِسة وجُبن وضعف ودناءة وعدم مروءة وطعن
من الخلف.
(5) أن كلاً منهم يتناول أعراض الناس وكرامتهم وحرماتهم وهم غائبون.
(6) أن كلاً منهم يفضى إلى السب والشتم.
(7) أن كل منهم يؤدى إلى غفلة الفرد عن عيوبه وانشغاله بعيوب الآخرين.

ولذا، فإن كل منهم يجلب سخط الله وغضبه وعقابه فى الدنيا والآخرة مالم يتب مرتكبها.


أ
سباب ودوافع الغِيبة والبُهتان والنَّميمة

هناك العديد من الأسباب التى قد تدفع الفرد إلى الغِيبة والبُهتان والنَّميمة، ولذا كان لا بد من التعرف على هذه الأسباب لتجنبها، وأهم هذه الأسباب ما يلى:

(1) الحسد، إذ قد يكون فى ثناء البعض ومدحهم لفرد معين ما يدفع آخراً إلى القدح فى هذا الفرد ورشقه بكلمات قد تكون أو لا تكون فيه، أو نقل كلام عنه رغبةً منه فى إثنائهم عن هذا المدح والثناء، وطمعاً فى زوال تلك النعمة عن أخيه وتشويهاً لسمعته.

(2) الحقد، فإن من أسباب الغِيبة والبُهتان والنَّميمة حقد الفرد على الآخر لما فيه من فضل أو شرف أو غنى، ولا يجد هذا الحقد مُتنفساً عند أصحاب النفوس الضعيفة والهمم الصغيرة إلا فى تناول المحقود عليه بحق أو بغير حق غيبهً وبهتاناً أو نقلاً لما قاله إلى الغير نمّاً.

(3) الغيظ، ويكون ذلك عادةً نتيجة لسوء تصرف من أخ لأخيه، فلا يجد الأخير ما يُشفى غيظه إلا غيبة الأول أو نقل الكلام عنه بحق أو بغير حق.

(4) الغضب، فعندما يغضب الفرد قد يفقد سيطرته على لسانه فيتناول من يغضب منه فى دينه أو خُلقه أو ماله أو علمه أو ولده أو زوجه أو ثوبه أو غير ذلك، أو ينقل كلام سبق أن قاله.

(5) الإستعلاء على الغير، بتنقيصهم وبذكر عيوبهم وإشعار الجلساء بأنه على خلاف من يغتابهم فيتهم الغائب تارة بأنه بخيل إيهاماً للجلساء بأنه كريم، ويتهم آخر بأنه لا يعرف شيئاً أيهاماً للجلساء بأنه يعرف كل شئ وبأنه عالم، وهكذا.

وهذا الباعث كثيراً ما نجده عند طلاب العلم فنجدهم ينتقدون الأساتذة والخطباء، تارة بأنهم لا يحسنون عرض الموضوع، وتارة بأنهم لا يطَّلعون على ما هو حديث، وتارة بأن أسلوبهم ركيك، والهدف هو إيهام الغير بأنهم الأعلم.

(6) الدفاع عن النفس، إذ قد يتهم فرد ما بفعل معين وبدلاً من أن يُدافع عن نفسه فقط فإنه يقول إن فلاناً وفلاناً يفعلان هذا الفعل أيضاً، بل أنهما يفعلان أكثر من ذلك معتقداً أن هذا من باب " إن البلاء إذا عم خف".
(7) مجاملة الجلساء ومجاراتهم وإرضائهم، ويتحقق ذلك بأن يجلس الفرد فى مجلس فيه غِيبة أو بهتان فيكره أن ينصحهم لكى لا ينفروا منه فيجاريهم فى الغِيبة والبهتان بل والنميمة أيضاً.

(8) الصحبة السيئة، فالفرد يتأثر بمن حوله فإذا كان الأصدقاء كثيري الغِيبة والبهتان والنميمة، فإن هذا قد يدفع الفرد إلى الدخول معهم واعتياد ذلك واعتباره شيئاً مألوفاً بل ومحبباً.

(9) السخرية والإستهزاء بالغير، ويقع ذلك عادةً بذكر موقف للغير أو تقليده فى حركاته طمعاً فى إضحاك الغير.

(10) الإيقاع بالمنقول عنه، وإرادة السوء به وإظهار الحب للمنقول إليه أو إيقاع العداوة والقطيعة بين الأطراف ذات العلاقة بالحديث المنقول، وعادة ما يكون ذلك فى العمل بين الرؤساء والمرؤوسين، كما قد يقع بين الأخوه فى حالة وجود نزاعات بينهم.
(11) كثرة الفراغ، إذ أن كثرة الفراغ والشعور بالملل والرغبة فى تضييع الوقت والتسلية كثيراً ما تقود إلى الغيبة والبهتان والنميمة.

(12) جهل البعض بحرمة الغيبة والبهتان والنميمة، إذ قد يجهل بعض من يغتابون الناس أو ينقلون الكلام من طرفٍ لآخر بأن هذه الأفعال من كبائر الذنوب وبأنها من موجبات عذاب القبر ودخول النار.

ويتضح مما سبق أن هناك مجموعة من الأسباب التى تدفع إلى الغيبة والبهتان والنميمة، وأهمها الحسد والحقد والغيظ والغضب والدفاع عن النفس والإستعلاء على الغير ومجاراة الجلساء وملازمة أصدقاء السوء بالإضافة إلى كثرة الفراغ وكذلك جهل البعض بتحريم الغيبة والبهتان والنميمة.

ولا شك أن جميع هذه الأسباب والدوافع ترجع وبصفه أساسية إلى ضعف الإيمان وغياب العقيدة وعدم الإكثرات بالذنوب وعدم استشعار مراقبة الله عز وجل.
يتبع

أم يعقوب 04-14-2014 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام لميس (المشاركة 27177)



ا

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "الغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في جوفه"4.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه كلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها، أولئك لا خلاق لهم"6.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى في غيبة أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم"
7.


تنبيه هذه الاحاديث غير صحيحة والله اعلم



حمامة الاسلام 04-15-2014 11:55 AM

: وسائل علاج الغِيبة والبُهتان والنَّميمة

تبين لنا مما سبق الآثار الخطيرة للغِيبة والبُهتان والنَّميمة سواء ما كان منها على مستوى الفرد أم على مستوى المجتمع، وسواء أكان ذلك فى الدنيا أم فى الآخرة. ولذا فمن الأهمية بمكان تناول الوسائل والأساليب والأدوات المساعدة للتخلص من هذه الكبائر ومن أهم هذه الوسائل فى نظرنا ما يلى:

(1) أن ينشغل الفرد بعيوبه عن عيوب الآخرين، وذلك بالبحث عن عيوبه، ودراسة أسبابها، والعمل على معالجتها، إذ ربما يعيب الفرد منا آخر وهو أكثر عيباً منه، وفى ذلك يقول ابن عباس t : "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك". كما يقول أبو هريرة t : " يبصر أحدكم القذاة فى عين أخيه ولا يبصر الجذع فى نفسه"، والقذاة هو الخفيف من العيب أما الجذع فهو بهيمة الأنعام وقد ورد فى الأثر " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".

كما يقول ابن المبارك :

لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عوراتٌ وللناس ألســن
وعينك إن أبدت إليك معايبـاً فصُنها وقل ياعين للناس أعين


(2) تعويد الفرد على كظم غيظه طمعاً فى مغفرة الرب وجنته، وأساس ذلك قول الحق
تبارك وتعالى: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْوَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ "، (آل عمران:133 – 134). وعن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ:" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ"، رواه الترمذى.

(3) على الفرد إن دخل إلى مجلس فيه غيبة أن يدافع عن أخيه الغائب فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ t عَنْ النَّبِيِّ
r قَالَ: " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"،


4 )القناعة والرضا بما وهبه الله سبحانه وتعالى للغير مع استشعار بأن الإيمان بالله والحسد لا يجتمعان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ: "... وَلا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالْحَسَدُ". رواه النسائى. أى ليس من شأن المؤمن أن يجمعهما، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :" إ ِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ أَوْ قَالَ الْعُشْبَ"، رواه أبو داود.



(6) شغل الوقت بالطاعات والعبادات والتعلم وقراءة سير الصالحين والنظر فى سلوكهم ومعرفة كيفية مجاهدتهم لأنفسهم بدلاً من الطعن فى أعراض الناس وتتبع عيوبهم.

(7 تجنب أصدقاء السوء، والاقتصار على مصاحبة الأتقياء والرفقة الصالحة التى تُعين على الخير، وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً "، (الكهف:28).



(8) مجاهدة النفس ومحاسبتها وتوبيخها على ما قد تكون قد وقعت فيه من الغِيبة والبُهتان والنَّميمية فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ t عَنْ النَّبِيّ ِr أنه قَالَ: " الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ"، رواه الترمذى. وَمَعْنَى قَوْلِهِ دَانَ نَفْسَهُ: حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t أنه قَالَ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا". وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ.

(9) رفض الإنصات إلى من يغتاب أو ينم ومحاولة وقفه بأدب أو العمل على تغيير الحديث أو طلب ذكر الجوانب الإيجابية فى الشخص المغتاب أو المنقول عنه. وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالى: "وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ " (القصص:55).

[SIZE="6"]وفى هذا الصدد يقول الشاعر:
سمعك صُن عن سماع القبيح كصون اللسان عن القول به
فإنك عند استماع القبيـــح شـريك لقـائله فـانتبــه[
/SIZE]



(10) أن يستحضر أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو فى جوف بيته،

(11) استشعار الفرد الدائم بأن هناك ملائكة تقوم بتسجيل كل كلمة، وأن الفرد محاسب على هذه الكلمات، وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالى: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "، (ق:18).


(12) على الفرد إن أراد الكلام أن يفكر فيما سوف يقول، فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم. وليتذكر حديث رسول الله r عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ..."، رواه البخارى. وهذا الحديث صريح فى أنه لا ينبغى أن يتكلم المسلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذى ظهرت مصلحته، وفى حالة الشك فى ظهور المصلحة فلا يتكلم.

[SIZE="6"]وفى ذلك يقول إبن المبارك:
وإذا هممت بالنطق فى الباطل فاجعـــل مكانــه تسبيحـــاً
فاغتنام السكـوت أفضل مـن خوض وإن كنت فى الحديث فصيحاً[
/SIZE]


(13) على مرتكب هذه الكبائر أن يتذكر أن الغيبة صناعة الجبناء وضعاف الشخصية من الناس، فالمُغتاب يطعن من الوراء، ولو كان شجاعاً لتكلم وأظهر ما فى نفسه فى حال وجود من اغتاب. كما أن النميمة بضاعة شرار الخلق

(14) أن يستحضر المسلم حديث الرسول :r " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، رواه البخارى ومسلم والنسائى. فسلامة المسلمين من لسان المسلم من كمال إسلامة.

(15) أن يستشعر المسلم دائماً بأن سلامة اللسان من كمال الإيمان، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
t قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ولا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، رواه أحمد.

(16) على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فعَنْ أَنَسٍ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، رواه البخارى. وطالما أن الفرد لا يحب أن يغتابه أحد أو ينم عليه فيجب عليه أن لا يغتاب أحداً أو ينم عليه.
(17) أن يتذكر الفرد بأن الغِيبة والبُهتان والنميمة تأكل من حسناته وأن من يغتابهم أو يبهتهم أو ينم عليهم سوف يكونون خصومه يوم القيامة، وأنه سوف يؤخذ من حسناته، فإن انتهت أُخذ من سيئاتهم إلى سيئاته، ثم يُقذف به فى النار. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ
: " تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟". قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لا لَهُ دِرْهَمَ وَلا دِينَارَ وَلا مَتَاعَ قَالَ:" الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "، رواه أحمد.

(18) من حقوق الأخوة أن من وجد عيباً فى أخيه أن لا يغتابه وإنما ينصحه بلطف ولين، وفى الوقت المناسب وعلى إنفراد، فعَنْ سُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ "، رواه مسلم. وبالنصيحة – بضوابطها – تظهر المحبة وتسود الألفة وتتآلف القلوب.
(19 ) تعويد اللسان على القول الحسن والكلمة الطيبة وذلك مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى:
" وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ "ً(الإسراء:53). وقوله عز وجل: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة:83). وعن أَبُى هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ َr قَالَ: "الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ"، رواه البخارى. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ قال رَسُولُ اللَّهِ َr :" مَثَلُ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، قَالَ هِيَ النَّخْلَة،ُ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ"، رواه الترمذى.

ويتضح مما سبق أن هناك مجموعة من الوسائل والأدوات التى تُسهم فى علاج الغيبة والبهتان والنميمة، وأهمها إنشغال الفرد بعيوب نفسه، وشغله وقته بالطاعات والعبادات، وتعويده على كظم الغيظ ومجاهدة نفسه ومحاسبتها وتوبيخها، وتعويد لسانه على القول الحسن والكلمة الطيبة، مع تجنب مجاراة الجلساء والإبتعاد عن أصدقاء السوء وعدم تتبع عورات الناس بالإضافة إلى الإلتزام بدعاء الخروج من المنزل، وكفارة المجلس، وكذلك إستشعار مراقبة الله عز وجل فى كل وقت وحين، وبأن عرض المسلم حرام كدمه وماله، وبأن سلامة لسانه من كمال إسلامه وإيمانه.
والله اعلم

يتبع

عطر الجنة 04-15-2014 09:35 PM

اقتباس:

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء المعايب"5.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه كلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها، أولئك لا خلاق لهم"6.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى في غيبة أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم"7.
************************************************** ***********************************

مضمون الموضوع مهم لما به من ذكر الآيات الكريمة و نصائح عدم الخوض في الغيبة والنميمة
وقد بحثت عن مصدر الأحاديث في الدرر السنية التي أشارت إليها أختي أم يعقوب
فتبين ليس لها من الصحة هذا والله أعلم
*********************
بوركت جهودك المثمرة وانتقائك لمواضيعك المفيدة ...غاليتي

**جزاك الله خير الجزاء**

ام بشري 04-15-2014 09:43 PM


هوازن الشريف 04-15-2014 10:29 PM

جزاكم الله خيرا

ونفع الله بك ام لميس

موضوع جدا مهم

بالنسبه للحاديث الي نوهت لها ام يعقوب جزاها الله خيرا هي من كتب الشيعه لااصل لها في كتب السنه

http://im38.gulfup.com/RRvCi.gif

حمامة الاسلام 04-15-2014 11:21 PM

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/73.gif


اعتدر عن الاحاديث الغير صحيحة وارجومنكم نزعها من موضوعي ان استطعتملانني لم استطع حدفها
واشكركم جزيل الشكر

أم هاجر 04-16-2014 01:19 AM


حمامة الاسلام 04-23-2014 02:12 PM

هل هناك ما يعرف بالغيبة المباحة
 
بعدما ان تعرفنا عن الغيبة و البهتان والنميمة فيما سبق هده تتمة للموضوع
:
أنواع الغِيبة والبُهتان والنميمة

سبق أن أوضحنا أن الغِيبة تتفق مع البُهتان فى أن كلاً منهما فيه ذكر للغير بما يكره فى غيبته. كما أشرنا إلى أن النميمة تتعلق بنقل ما قد يُقال على الفرد إليه.

ولذا، فإن نطاق الغيبة والبهتان والنميمة يتسع ليشمل ذكر أو نقل كل ما يكرهه الفرد من قول أو فعل أو إشارة أو كتابة أو تلميح أو تقليد أو غير ذلك، ويتضح ذلك من تناول أنواع الغيبة والبهتان والنميمة، وأهمها ما يلى:


(أ) الغِيبة والبُهتان بالقول، وهى أكثر أنواع الغِيبة والبُهتان إنتشاراً، وأهمها:
(1) الغِيبــة والبُهتـان بالقول فى الديـن، كقولـه: "لا يُحسن الصلاة" أو
"غير مُلتزمة بالحجاب".
(2) الغِيبة والبُهتان بالقول فى النسب، كقوله: " قليل الأصل" أو "لا أصل له".
(3) الغِيبة والبُهتان بالقول فى البدن، كقوله: " إنه قصير" أو "بدين" أو "أسود".
(4) الغِيبة والبُهتان بالقول فى الخُلق، كقوله: " رجل بخيل " أو " مُتكبر".
(5) الغِيبة والبُهتان بالقول فى اللسان، كقوله: " كثير الكلام" أو "لا يحسن الكلام" .
(6) الغِيبة والبُهتان بالقول فى الفعل، كقوله: " لا يحترم الناس " أو " كثير النوم".
(7) الغِيبة والبُهتان بالقول فى العلم، كقوله عن أحد العلماء: " أنه صاحب بدعة".
وقد حذر الإمام أحمد بن حنْبل من غِيبة العلماء بصفة خاصة بقوله: " إن
لحوم العلماء مَسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات".
(8) الغِيبة والبُهتان بالقول فى المال، كقوله: "ماله حرام" أو " "ماله مشبوه".
(9) الغِيبة والبُهتان بالقول فى الولد، كقوله: " ولده فاشل " أو " قليل التربية".
(10) الغِيبـة والبُهتـان بالقـول فى الثوب، كقوله: " ثوبه طويل" أو " ثوبه غير
نظيف ".

(ب) الغِيبـة والبُهتان بالإشارة، كالهمز والغمز بحركة معينة يُفهم منها الاستهزاء
بفرد.

(ج) الغِيبـة والبهـتان بالمحـاكاة والتقليد، كأن يُقلد إنسان آخر فى مشيته أو فى
طريقة كلامه أو أكله.

(د) الغيبة والبهتان بالتلميح، كالقول عند ذكر شخص أو السؤال عنه "ربنا يهدى"
أو "ربنا يتوب عليه" أو "نسأل الله العافية" أو "نسأل الله السلامة".

(هـ) الغِيبة والبهتان بالاستماع، فالمُستمع للمُغتاب – وإن لم يقل شيئاً –
كالمُغتاب، فهما شريكان فى الإثم، ومما يدل على ذلك قول الرسول r :
" مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، رواه
الترمذى.

(و) الغِيبة والبهتان بالكتابة، كأن يكتب عن أخيه ما يكرهه، وهذا النوع من الغيبة
يكثر إنتشاره فى عالم الصحافة والمجلات ولا سيما الفنية منها.

(ز) الغِيبة بالمجاراة والتعجب، وفيها يُجارى المُستمع المُغتاب عن طريق إظهار
التعجب بما يقول، كقوله "مش معقول" أو "هو عمل كده صحيح"، فهو يُظهر
التعجب ليستخرج ما عند المُغتاب ويُشجعه على المزيد من الغِيبة والبهتان.

(ح) غيبة وبهتان العامة، وهى أن يغتاب أهل قرية بأكملها، أو أهل بلد معين، كقوله: " أن أهل هذه القرية بخلاء " أو قوله "إنهم جهلة"، وغير ذلك مما يتهاون فيه الكثير من الناس.

وفى ضوء ما سبق، يمكن القول بأن أنواع الغِيبة والبُهتان تتعدد لتشمل " كل ما يُفهم منه الإساءة إلى المسلم أو التشجيع على ذلك أياً كانت الأداة أو الوسيلة فى ذلك.

وقد استثنى العلماء من ذلك أنواع من الغيبة وأطلقوا عليها "الغِيبة المباحة"، وهو ما سوف نتناوله بع تناولنا لحكم الغيبة والبهتان والنميمة.

:
حُكم الغِيبة والبُهتان والنَّميمة

الأصل فى الغيبة والبهتان والنَّميمة التحريم للأدلة الثابتة فى كتاب الله عز وجل وسنة الرسول r وإجماع فقهاء المسلمين، بل أن الكثير من الفقهاء اعتبروا الغِيبة من الكبائر (أى من كبائر الذنوب). وهناك من الفقهاء من إعتبر الغِيبة من الكبائر إن كانت فى طلبة العلم وحملة القرآن ومن الصغائر إن كانت فى غيرهما. وسواء أكانت الغِيبة من الكبائر أو الصغائر فهى حرام بالإجماع، كما سبقت الإشارة، ونورد فيما يلى الدليل على تحريم الغِيبة والبُهتان والنَّميمة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله r:



(1) قول الحق تبارك وتعالى: "وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "،(الحجرات: 12). وفى الآية نهى صريح من الله لعباده عن الوقوع فى الغِيبة وتنفير منها بتشبيه من يقع فيها كمن يأكل لحم أخيه الميت وهو مما تنفر منه بل وتستقذره طباع بنو آدم.

(2) قول الحق تبارك وتعالى: " وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ " (الهمزة:1). والهمزة اللمزة : هو المشاء بالنميمة المفرق بين الإخوان.

(3) قول الحق تبارك وتعالى: " وَلا ُتطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ"، (القلم:10 - 11). والهماز: الوقَّاع بين الناس المُْغتاب لهم
.
الغيبة المباحة

سبق أن أوضحنا أن الأصل فى الغيبة التحريم، وقد أوردنا الأدلة على ذلك من كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الفقهاء.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أورد الفقهاء أموراً تُباح فيها الغيبة - أى ذكر عيوب الغير - لما فى هذه الأمور من المصلحة المشروعة والتى لا يمكن الوصول إليها إلا بذكر عيوب الغير، وهذه الأمور هى :

(1) التظلم، إذ يجوز للمظلوم أن يذكر لمن له القدرة على إنصافه، كأن يكون قاضياً أو من له قدرة على إعطائه حقه من ظالمه، أن فلاناً ظلمه وفعل به كذا وكذا، كأن يكون طلب منه رشوة لإعطائه حقه. وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالىّ
: " لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً "، (النساء:148).
(2) الإستعانة على تغيير المنكر ورد العاصى إلى منهج الصلاح، إذ يجوز لمن رأى منكراً بأن يقول – لمن يعتقد أن فى قدرته تغيير المنكر – فلان يفعل كذا وكذا. وأساس ذلك قول الرسول r: " مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ"، رواه الترمذى.

[](3 الإستفتاء، وذلك بأن يقول للمفتى فلان فعل معي كذا وكذا، فما هو طريقي فى الخلاص ؟

وعلى الرغم من ذلك فالأحوط عدم التصريح وإنما التعريض كأن يقول ما قولك فى من فعل كذا وكذا مع عدم ذكر الإسم.

(4) المجاهرة بالفسق أو البدعة، إذ يجوز ذكر المجاهر بالفسق أو البدعة - بما يجاهر به دون غيره - حتى لا ينخدع الناس به وحتى يبتعدون عن شره.

(5) طلب المشورة والنصيحة، كمن يستشير غيره بالسؤال عن رجل ليزوجه إبنته أو عن إمرأه ليزوجها إبنه أو عن تاجر يشاركه فى تجارته أو أمين يودع عنده ماله أو غير ذلك.

ففى هذه الحالة يتعارض واجب النصيحة فى الدين مع واجب صيانة عرض الغائب، والمحافظه على الواجب الأول أولى، وأساس ذلك، مارواه أبو هُرَيْرَةَ t حيث قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
r :" الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ "، رواه الترمذى، وكذلك قولَ رَسُولَ اللَّهِ r :" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ"، رواه مسلم،

(6) التعريف، أى أن يكون الأخ معروفاً ومشهوراً بلقب ولا يكاد يُعرف بغيره، فيجوز فى هذه الحالة ذكر الصفة للتعريف لا للتنقيص، كأن يكون إنسان معروف بالأعرج أو بالقصير فلا إثم على من يقول قابلت الأعرج أو القصير لأن صاحبه لا يكره أن يذكر به لتعوده على ذلك وشهرته به.

وعلى الرغم من ذلك فالأولى والأفضل التعبير عن هذه الصفة بعبارة أخرى يمكن أن يُعرف بها صاحبها.

(7) الدفاع عن أحاديث رسول الله r، أى من المجروحين الذين يختلقون أحاديث من عندهم وينسبونها ظلماً وزوراً إلى رسول الله r، إذ يلزم فى هذه الحالة ذكر صفات الرواة : حسنة أو سيئة حفظاً لأحاديث رسول الله r، وهو ما يُعرف بعلم الجرح والتعديل.
وفى ضوء ما سبق يمكن القول بأن الغِيبة تُباح عند التظلم، وعند الإستفتاء، وعند تغيير المنكر، وعند المجاهرة بالمعاصى، وكذلك عند طلب المشورة، وأيضاً إذا كان الفرد لا يُعرف إلا بهذا الإسم، فضلاً عن الدفاع عن أحاديث رسول الله r.

وتجدر الاشارة إلى أن هذه المواطن تقتصر على الغيبة ولا تمتد لتشمل البهتان والنميمة، ومن ثم فلا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه "البهتان المباح" أو "النميمة المباحة".

وبعد أن إستعرضنا المواضع التى أجاز فيها العلماء الغيبة يلزم الإشارة إلى أن هذه المواضع إنما شُرعت للضرورة، والضرورة تُقدر بالحاجة. ولذا، فإن هناك ضوابط رئيسية فى الغيبة المباحة، وأهمها ما يلي:

الأول : الحاجة
فما لم تكن الحاجة ماسة إلى ذكر الغائب بما يكره فليس لفرد أن يذكره، وإذا كانت الحاجة تزول بالتلميح فلا يتم اللجوء إلى التصريح وما يمكن التعميم فيه فلا يجوز تخصيصه، فالمستفتى على سبيل المثال إذا أمكن أن يقول ما قولك فى من يصنع كذا وكذا فلا ينبغى أن يقول ما قولك فى ما فعل فلان ابن فلان من كذا وكذا.

وكذلك الحال إذا علم أن السائل يترك الفعل بالتلميح، كما لو قيل له عند المشورة بالزواج من امرأة بعينها: لا تصلح لك، فهو الواجب وفيه الكفاية وإن علم أنه لا ينزجر إلا بالتصريح بالعيب فله أن يصرح به.

الثانى : النية
فالنية الصالحة تنقل الفعل أو القول من دائرة الحرام الى دائرة الحلال، والنية الخبيثة تنقله من دائرة الحلال إلى دائرة الحرام. فعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ َr يَقُولُ:" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"، رواه البخارى. وكل فرد أدرى بنيته وأدرى بالباعث الحقيقى من الغيبة هل هى التظلم أم التشفى؟ وهل هى الإستفتاء أم التشنيع؟ وهل هى النصيحة أم التشهير؟.

الثالث: المصلحة الشرعية.
إذ لابد من غلبة الظن من وجود مصلحة شرعية فى الغِيبة المباحة، وعلى ذلك إذا تأكد من عدم وقوع المصلحة الشرعية فلا حاجة له إلى الغِيبة.

وبناءً على ما سبق، يمكن القول بأن للغيبة المباحة ضوابط، وهى الحاجة والنية والمصلحة الشرعية وعدم توافر هذه الضوابط من شأنه أن ينقل الغيبة من دائرة المباح إلى دائرة التحريم.

كفارة الغيبة والبهتان والنميمة

سبق أن أكدنا على إجماع الفقهاء على حُرمة الغِيبة والبهتان والنميمة فيما ليس مباحاً، وأشرنا إلى أن جمهور الفقهاء يعتبرون ذلك من الكبائر فى حين يرى البعض أنهم من الصغائر، وحيث ثبت ذلك، وهم من حقوق الآدميين، فإن كفارتهم هى التوبة النصوح، بشروطها الأربع، وهى:
(1) الإقلاع عن الغِيبة والبهتان والنميمة فى الحال لأن التوبة لا معنى لها مع مباشرة الذنب.
(2) الندم على ما مضى من الغِيبة والبهتان والنميمة .
(3) العزم على عدم العودة للغِيبة والبهتان والنميمة .
(4) استحلال المغتاب ومن نقل عنه أى استسماحه،


( اللهم الف بين قلوبنا .واصلح دات بيننا .واهدناسبل السلام ,ونجنا من الظلمات الى النور.وجنبنا الفواحش ما ظهر منهاو ما بطن.و بارك لنافي اسماعنا.وابصارنا,وقلوبنا.وازواجنا,ودريتنا.وتب علينا انك انت التواب الرحيم.واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بهاعليك.قابلين لها.واتممها علينا )
( اللهم جنبني منكرات الاخلاق.والاهواء.والاعمال.و الادواء )

عطر الجنة 04-23-2014 03:36 PM

رد: هل هناك ما يعرف بالغيبة المباحة
 
http://www.m5zn.com/uploads2/2012/3/...dgohkgu60e.jpg

http://www.saggr.com/up/uploads/imag...f6d7260b57.gif


الساعة الآن 06:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)