منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل (https://hwazen.com/vb/t4147.html)

هوازن الشريف 04-25-2014 01:10 PM

سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
http://ube.azyya.com/uploads/0912232311286.gif


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
أحبابي الكرام؛ في هذا اللقاء سوف نتكلم عن عبادة، هذه العبادة أصبحت منسيَّة عند كثيرٍ من المسلمين، بل أصبح كثيرٌ من المسلمين لا يعرفها في السنة إلا مرةً واحدة؛ ألا وهي عبادة قيام الليل، سوف نتكلم في هذا اللقاء إن شاء الله تعالى
عن:



صلاة الليل تشمل: صلاة التهجد، وصلاة الوتر، وصلاة التراويح في رمضان، وسائر الصلاة في الليل.
فصلاة التهجد من صلاة الليل.
وصلاة الوتر من صلاة الليل.
وصلاة التراويح في رمضان من صلاة الليل.

والفرق بينها:
أن صلاة التهجد: اسم لصلاة الليل التي تنشأ آخر الليل بعد نوم، كما قال الله تعالى: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأقوم قيلًا)، وقال: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا).

وصلاة الوتر: جزء مخصوص من صلاة الليل، يتميز عن سائر صلاة الليل بأنه:

1- من حيث العدد:
خمس ركعات: لا يجلس، ولا يسلم، إلا في الخامسة .
كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقد، فإذا استيقظ تسوك، ثم توضأ، ثم صلى ثمان ركعات؛ يجلس في كل ركعتين، فيسلم، ثم يوتر بخمس ركعات لا يجلس إلا في الخامسة، ولا يسلم إلا في الخامسة.

أو ثلاث ركعات: لا يجلس، ولا يسلم، إلا في الثالثة .
لما روى البيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث؛ لا يقعد إلا في آخرهن.

أو ثلاث ركعات: ركعتان، ثم يسلم، ثم ركعة، وهذا هو الأكثر من هديه عليه الصلاة والسلام، كما قال الإمام أحمد.
وخرّج الإمام أحمد وأبو داود من حديث معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، قال: سألت عائشة: بكم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر؟ قالت: بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشرة وثلاث، ولم يكن يوتر بأكثر من ثلاث عشرة، ولا بأنقص من سبع، وكان لا يدع ركعتين قبل الفجر.

قال العلامة الحافظ ابن رجب في فتح الباري له: ففي هذه الرواية: أن مجموع صلاة الليل تسمى وتراً، وأنه كان يوتر بثلاث عشرة سوى ركعتي الفجر، ولعلها أدخلت في ذلك الركعتين بعد صلاة العشاء حتى توافق سائر الروايات عنها.

أو ركعة واحدة.
وقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة.
وقد روى ابن ماجه في السنن عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوتر حق، فمن شاء فليوتر بخمس، ومن شاء فليوتر بثلاث، ومن شاء فليوتر بواحدة.

2- وتتميز صلاة الوتر من حيث الترتيب بأنها آخر صلاة الليل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) ولا يلزم من كونها آخر صلاة الليل أن تكون في آخر الليل؛ ففي الصحيح أيضًا (من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر)؛ يعني: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر أحيانًا من أول الليل، وأحيانًا من وسطه، وأحيانًا من آخره، كما صرحت بهذا إحدى الروايات، وليس المراد: أن وتره وقع في كل ساعة ساعة من الليل، أو في كل جزء جزء منه.

3- وتتميز صلاة الوتر من حيث الطول بأنها أقصر صلاة الليل، كما تدل على ذلك السنة في هذا الباب، ومن ذلك: ما في السنن من حديث عائشة وابن عباس أبي بن كعب وعبد الرحمن بن أبزى -رضي الله عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث؛ يقرأ "بسبح اسم ربك الأعلى"، و"قل يا أيها الكافرون"، و"قل هو الله أحد".

وصلاة التراويح: اسم لصلاة الليل التي تصلى في أول الليل جماعة في ليالي رمضان، وأصلها: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل، فصلى، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس، فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم، فصلى، فصلوا معه، فأصبح الناس، فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى صلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق رجال يقولون: الصلاة، فلم يخرج إليهم، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكن خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك... وذلك في رمضان. والقصة في الصحيحين.

وخرج البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: خرجت مع عمر ليلة من رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلى الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلى بصلاته الرهط، فقال عمر: إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد؛ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعمت البدعة هذه...

يعني بدعة في اللغة، لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذه، وهي سنة من الشريعة؛ فقيام رمضان سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، كما تقدم، وكانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون جماعة وفرادى، لكن لم يداوم على جماعة واحدة؛ لئلا يفترض عليهم، فلما مات صلى الله عليه وسلم؛ استقرت الشريعة؛ فلما كان عمر -رضي الله عنه- جمعهم على إمام واحد، والذي جمعهم أبي بن كعب؛ جمع الناس عليها بأمر عمر، وعمر من الخلفاء الراشدين الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ) ؛ فليس ذلك بدعة شرعية؛ فإن البدعة الشرعية التي هي ضلالة هي ما فعل بغير دليل شرعي.

ويدل على أنها سنة قوله صلى الله عليه وسلم في قصة صلاته بهم تلك الليال الرمضانية: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).

ويدخل في هذا صلاة التهجد جماعة في رمضان، كما قال عمر -رضي الله عنه- في تتمة حديثه السابق عن صلاة الليل في رمضان جماعة: (والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون) يريد بذلك آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله.

قال العلامة الحافظ ابن حجر: (هذا تصريح منه بأن الصلاة في آخر الليل أفضل من أوله، لكن ليس فيه أن الصلاة في قيام الليل فرادى أفضل من التجميع).

ففهم منه أن التجميع في صلاة الليل في رمضان مشروع مطلقًا؛ في أول الليل، وفي آخره، وإن لم يكن أفضل من الصلاة فرادى، وفي البيوت.






فوقت صلاة الليل يبدأ من الفراغ من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولا شك أن الأفضل مطلقًا أن تكون صلاة الليل في الثلث الأخير منه؛ لأن الرب تبارك وتعالى ينزل فيه إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر. رواه مسلم وأحمد.
وفي أي وقت صلى العبد فقد أصاب السنة ونال الأجر إن شاء الله.
وأما عدد ركعات صلاة الليل، فهو مطلق يصلي المرء ما أقدره الله عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. متفق عليه.
ولو اقتصر على إحدى عشرة ركعة مع الوتر فهو أفضل؛ لأنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قالت عائشة رضي الله عنها، وقد سئلت عن صلاته بالليل في رمضان فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسلْ عن حسنهنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي. رواه البخاري.
وكذلك صلاة ثلاث عشرة ركعة سنة، كما روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين. متفق عليه.
أما ختم صلاة الليل بالوتر فلا يجب، بل هو مستحب على قول جماهير العلماء، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك بقوله المتفق عليه: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحيانًا يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس، كما روت عنه ذلك عائشة رضي الله عنها في ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
والله أعلم.



هوازن الشريف 04-25-2014 01:17 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 

(فضائل قيام الليل)
فأول فضيلة من فضائل قيام الليل أنَّ الله جلَّ وعلا مدح أهله، الله أكبر! الملك العظيم سبحانه وتعالى يمدح من يقوم بين يديه سبحانه وتعالى في الليل، قال الله جلَّ وعلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، هؤلاء الله سبحانه وتعالى مدحهم، جمعوا بين العبادات والقربات اللازمة والعبادات والقربات المتعدِّية، فهم يقومون الليل: هذه عبادة لازمة للشخص نفسه، وهناك العبادات المتعدِّية أي نفعها متعدٍّ: وهو الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى، فانظروا -رحمكم الله- كيف أنَّ هؤلاء يجتهدون في العبادة، ويبذلون ما يستطيعون من التقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك هم في حالة بين الخوف والرجاء، وهكذا المؤمن، المؤمن يعمل ويخاف، المنافق لا يعمل ولا يخاف، ولهذا قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى- في هذه الآية: أي أنَّهم لمَّا أخفوا أعمالهم -لأنَّ قيام الليل بينك وبين الله، لا أحد يعلم أنَّك تقوم الليل- أخفى الله لهم من النعيم ومن اللذَّات ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، هذه
الفضيلة الأولى.

الفضيلة الثانية


من فضائل قيام الليل أنَّها من علامات المتَّقين، الله أكبر! يقول ربُّنا جلَّ في علاه: (إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) الآن الله سبحانه يصفهم (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، اعرض هذه الصفة على نفسك، على واقعك، على حياتك، (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الله أكبر! يقومون الليل، كما قال الإمام الحسن البصري: يعني لا ينامون من الليل إلا قليلاً، فهم يكابدون الليل في القيام والركوع والسجود، ومع ذلك يختمون هذه العبادة بالاستغفار، سبحان الله! وقدوتهم في ذلك سيِّدهم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه. فانظروا -يا رعاكم- الله كيف هذا الإنسان الذي قام من الليل..، طبعًا قيام الليل يحتاج إلى جهاد نفس؛ لأنَّ قيام الليل -كما قال بعض أهل العلم- من أشقِّ العبادات على النفس، فقيامها يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى بذل، يحتاج إلى تمرين وتدريب، بعض الناس يسأل يقول: أنا كيف أقوم الليل؟ أقول: لا بدَّ في الأيام الأولى لا بدَّ أن تشعر بالتعب وتشعر بالمشقَّة، لكن مع التدريب والتمرين والممارسة يصبح عندك قيام الليل جزءٌ من حياتك، ما تستطيع أن تستغني عنه، هؤلاء الذين يقومون الليل وصفهم الله سبحانه وتعالى أو جعلهم من المتَّقين، بل من أبرز علامات المتَّقين.

ثالثًا:

كذلك من فضائل قيام الليل أنَّهم لا يستوون عند الله، نعم لا يستوون عند الله كما قال الله جلَّ وعلا: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) هل يستوي إنسانٌ قضى ليله غافلاً هائمًا نائمًا بين السهرات والقيل والقال والفضائيات والأفلام والمسرحيات ومضيعة الأوقات، بين إنسان قائمٍ في ليله يدعو ربه سبحانه وتعالى ويبكي من خشية الله جلَّ وعلا ويخضع لله سبحانه وتعالى، لا يستوون عند الله، وهكذا القلب الحي، سبحان الله! القلب الحي إذا سمع آيات الله عزَّ وجلَّ تُتلى عليه فتجده -سبحان الله- يتفكَّر ويتدبَّر ويتأمَّل ويخضع ويخشع وينصت ويستمع ويطبِّق، هذا هو القلب الحي. أمَّا القلب الميت -نسأل الله السلامة والعافية- فهو يسمع آيات الله تُتلى عليه آناء الليل وأطراف النهار ولا يتأثَّر ولا يتفاعل، بل تجده -والعياذ بالله- مُعرضًا عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رابعًا:

كذلك من فضائل قيام الليل أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" -أي المقصود في التطوُّعات- ما هو السرُّ، وما هو السبب أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار -أقصد في التطوُّعات-؟ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- لثلاثة أمور: أولاً: لأنَّ فيها الإسرار فهي أقرب إلى الإخلاص، إذا أردت الإخلاص، إذا أردت أن تقوِّي إخلاصك لله عزَّ وجلَّ فعليك بقيام الليل، فقيام الليل لا أحد يعلم عنك، لا أحد يدري عنك، أقرب الناس إليك لا يدري عنك، إذن هي أقرب إلى الإخلاص. ثانيًا: قال: ولأنَّ صلاة الليل فيها مشقَّة، فيها مشقَّة على النفوس؛ لأنَّ الإنسان يقوم من فراشه الدافئ الجميل ويقوم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه مشقَّة، فيه تعب، فيه معاناة، بينك وبين نفسك وبين شيطانك. ثالثًا: قال: لأنَّ صلاة الليل القراءة فيها أقرب إلى التدبُّر والتفكُّر والخشوع؛ لأنَّ الإنسان بينه وبين الله سبحانه وتعالى فهو تجده يتأمَّل ما يقرأ.

خامسًا:

كذلك من فضائل قيام الليل أنَّ قيام الليل سببٌ من أسباب دخول الجنة، روى الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه من حديث عبد الله بن سلام قال صلى الله عليه وسلم: "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" الله أكبر! "تدخلوا الجنة بسلام" يعني: بلا عذاب، فذكر أهل العلم قالوا: أنَّ من أسباب دخول الجنة قيام الليل.

سادسًا:
كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه شرف المؤمن، تصوَّر شرفك! بعض الناس يظنُّ أنَّ شرفه بماله ومنصبه وأصله وفصله أو شهادته، لا؛ شرفك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل" رواه الطبراني، فصرَّح النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ قيام الليل شرف المؤمن؛ لأنَّ فيه دليل على قوَّة إخلاصه، دليل على قوَّة ثقته بالله، دليلٌ على قوَّة إيمانه، فالله عزَّ وجلَّ يرفعه ويعلي من مكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا سُئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: ما بال المتهجِّدين -الذين يصلُّون بالليل- وجوههم فيها النور، فيها الضياء؟ فقال الإمام -رحمه الله-: لأنَّهم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره.

سابعًا:
كذلك -أحبابي الكرام- من فضائل قيام الليل أنَّ الإنسان إذا قام الليل سوف يوافق الثلث الأخير من الليل، ربُّنا ربُّ العزَّة تبارك وتعالى ربُّ السماء والأرض ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، هذا الوقت الإلهي قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير من الليل" متى يبدأ الثلث الأخير من الليل؟ تحسب من أذان المغرب إلى صلاة الفجر -مثلاً- اثنا عشر ساعة، فتقسِّم اثني عشر ساعة إلى ثلاثة أثلاث فتُعتبر آخر أربع ساعات هي الثلث الأخير من الليل، وهذا يختلف باختلاف الصيف والشتاء، فتصوَّروا -يا رعاكم الله- أنَّ الملك العظيم الكبير المتكبِّر الرحمن الرحيم الوهَّاب المنَّان ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ماذا يقول ربُّنا سبحانه وتعالى؟ فيقول: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائلٍ فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له" الله أكبر! يا لها من لحظات مباركة، الله عزَّ وجلَّ وهو الغنيُّ عنَّا ونحن الفقراء إليه، الله عزَّ وجلَّ ينادي عباده: "هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه"، وتجد هذا الإنسان البني آدم العبد المذنب المقصِّر العاصي، مع ذلك تجده -والعياذ بالله- في سابع نومة -كما يقال- والله عزَّ وجلَّ ينادي، ألا يستحي أحدنا من ربِّه جلَّ في علاه، الله يناديك الرحمن الرحيم الوهَّاب المنَّان يناديك: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفرٍ فأغفر له" وتجد هذا الإنسان نائمًا غافلاً ساهيًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولهذا نجد أنَّ طاووس بن كيسان -رحمه الله تعالى، أحد التابعين أو تابعي التابعين- مرَّ على رجلٍ في وقت السَّحَر فضرب عليه الباب فقال أهله: إنه نائم، فتعجَّب طاووس قال: كيف ينام؟! هل هناك إنسان ينام في هذا الوقت؟! أي: وقت النزول الإلهي، وقت استجابة الدعاء.

ثامنًا:
كذلك -أحبابي الكرام- من فضائل قيام الليل أنَّه يوصف من قام الليل بـ[نِعم الرجل]، جاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنهما- أنَّ نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل" -يعني يقصد عبد الله بن عمر- شوف الكلمة هذه "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل"، أتدرون ما الذي حدث لعبد الله بن عمر؟ انظر إلى الصحابة كيف كانوا يتأثَّرون بالكلمات، ليس خطب ودروس، لا؛ كلمة واحدة يسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً يتأثَّر ويتفاعل ويطبِّق، أتدرون ما الذي حدث لعبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه-؟ قال سالم: فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً عندما سمع هذه الكلمة "نِعم الرجل عبد الله"، الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- يعلِّق على هذا الحديث، قال: فمقتضى هذا الحديث أنَّ من كان يقوم الليل يوصف بأنَّه (نِعم الرجل). ويا لها من منقبةٍ عظيمة! تصوَّر الرسول عليه الصلاة والسلام يصفك بـ(نِعم الرجل) الله أكبر! لأنَّك تقوم تصلِّي من الليل.
لو كان الإنسان حتى لو يصلِّي نصف ساعة، ساعة، المهم تطبِّق ما كان الرسول يفعله صلى الله عليه وسلم، تحاول في كل ليلة تطبِّق أمرين -انتبهوا يا إخوة!-، كل ليلة تحاول تحرص على أمرين تصلِّي إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة، كما ورد ذلك عن رسولنا عليه الصلاة والسلام؛ أخبرت عائشة: أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلِّي كل ليلة -في رمضان وفي غير رمضان- إحدى عشر ركعة. هذا أول أمر لا بدَّ أن تحافظ عليه كل ليلة، لكن قد تطيل في الركعات قد تقصر على حسب ظروف الإنسان، الإنسان قد يكون متعبًا، الإنسان قد يكون مريضًا، قد يكون عنده ظروف أخرى، لكن تحافظ كل ليلة على هذا العدد إحدى عشر ركعة، فإما أن تطوِّلها وإما أن تقصرها، تستطيع تصلِّي في نصف ساعة، تكتفي بالجزء الثلاثين الذي تحفظه، بركة وخير ونعمة.
الأمر الثاني تحاول أن تقرأ مائة آية، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من قام بمائة آية في ليلة كُتب من القانتين" الله أكبر! تكتب عند الله من القانتين -أي: القائم بأمر الله سبحانه وتعالى-، مائة آية سهلة؛ يعني عندك سورة (عمَّ يتساءلون) تقريبًا 42 آية، عندك سورة (النازعات) 46 آية، كذلك (عبس) تقريبًا 40 آية، عندك سورة (المرسلات) 50 آية، جزء (29) وجزء كذلك (30) هذه كلها آياتها قصار، فتستطيع تختار سورة أو سورتين وتجزئها إلى ركعتين، وهنا طبقت هذا الحديث "من قام بمائة آية كُتب من القانتين" تكتب عند الله سبحانه وتعالى من القانتين، هذا شرف وكرامة لك عند الله سبحانه وتعالى.

تاسعًا:

كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه سبب من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته..." فصلَّيا جميعًا أو صلَّى كل واحد منهما لوحده أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا عائشة -رضي الله تعالى عنها- الصدِّيقة بنت الصدِّيق توصينا بوصيةٍ عظيمةٍ تقول -معنى وصيتها-: يا عبد الله لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع قيام الليل؛ فإذا كان مريضًا أو كسل -يعني أصابه مرض أو تعب عليه الصلاة والسلام- صلَّى قاعدًا صلى الله عليه وسلم.


الآن نأتي -أحبابي الكرام- نتكلم عن الأسباب التي تُعين الإنسان على قيام الليل:


أولاً:

أول سبب من أسباب قيام الليل ترك الذنوب والمعاصي؛ لأنَّ الذنوب والمعاصي تحجب الإنسان عن ربه تبارك وتعالى، الذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاءٍ وشقاءٍ ونكدٍ وحرمانٍ في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: إذا لم تستطع على صيام النهار ولا قيام الليل فاعلم أنك محروم مكبَّل كبَّلتك ذنوبك، ولقد شكى بعض الناس لعبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- الصحابي الجليل قالوا: إنَّنا لا نستطيع أن نقيم الليل، قال: أقعدتكم ذنوبكم. حتى قال الإمام الحسن البصري: إنَّ الرجل ليذنب الذنب فيُحرم قيام الليل، فإذا حُرمت قيام الليل يا عبد الله ففتِّش عن نفسك، فتِّش عن واقعك، عن حياتك، ما الذي فعلته في نهارك؟ لعلك اغتبت أحدًا، لعلك وقعت في النظر إلى حرام، لعلك فعلت ذنب أو معصية، هذا الذنب وهذه المعصية تجعلك تُحرَم من قيام الليل.

ثانيًا:

ومن أسباب قيام الليل قلَّة الأكل، حتى قال أحدهم: من أكل كثيرًا شرب كثيرًا فنام كثيرًا فتحسَّر كثيرًا، فلا شكَّ أن كثرة الأكل تُثقل جسد الإنسان.

ثالثًا:
كذلك من أسباب قيام الليل الدعاء؛ لأنَّ قيام الليل توفيقٌ من الله، هبةٌ ربَّانيَّةٌ، عطيَّةٌ رحمانيَّةٌ، فالله عزَّ وجلَّ لا يهب هذه العبادة -التي قلَّ من يطبِّقها- إلا بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ، فتدعو الله سبحانه وتعالى وتتضرَّع إلى الله أنَّ الله يوفِّقك ويعينك، قبل أن تنام تدعو الله وتتضرَّع: يا ربّ، يا الله، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ربّ العرش العظيم، اللهم أعنِّي في هذه الليلة، اللهم أكرمني ووفِّقني وأعنِّي في هذه الليلة على الوقوف بين يديك.

رابعًا:
كذلك من أسباب قيام الليل أكل الحلال والابتعاد عن الحرام، قال الله جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) يقول الإمام ابن كثير: فأكل الحلال -اسمع شوف الاستنباط-، فأكل الحلال يعين على العمل الصالح.

خامسًا:
كذلك من أسباب قيام الليل القيلولة، أي: أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار، ولهذا جاء في بعض الآثار: استعينوا بالقيلولة على قيام الليل، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار؛ لأنَّ الإنسان لو قام من الصباح -من الفجر مثلاً- إلى بعد صلاة العشاء، ما نام إلا بعد صلاة العشاء بساعتين أو ثلاث، كيف يستطيع أن يقوم الليل وهو في طيلة النهار يعمل ويكدح؟! لا شكَّ أنَّه لا يستطيع أن يقوم الليل إلا إذا شاء الله.

سادسًا:

كذلك من أسباب قيام الليل الإكثار من ذكر الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ الإكثار من ذكر الله يعطي الإنسان قوَّةً، ويعطي الإنسان توفيقًا، وانتصارًا على النفس والهوى والشيطان، ولهذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وفاطمة -رضي الله تعالى عنهما- قبل النوم أن يسبِّحا الله سبحانه وتعالى عندما طلبت فاطمة خادمة أن تعمل في البيت لها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصاهما أن يسبِّحا التسبيحات المعروفة سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 34.
أقول -أحبابي الكرام- أخيرًا من أسباب قيام الليل -ولا بدَّ أن نضع هذا الأمر في بالنا- طهارة القلب، سلامة النفس من الحقد والحسد والضغينة، فلا شكَّ أنَّ أصحاب القلوب المريضة لا يوفَّقون إلى أجلِّ الطاعات وأعظم العبادات، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينقِّي قلبه، يصفِّي نفسه من هذه الأمراض: الحقد والحسد والأنانية والبغضاء والكراهية، حتى يوفِّقه ربُّه سبحانه وتعالى إلى هذه العبادة العظيمة.

أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يوفِّقني وإيَّاكم لما يحبُّ ويرضى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

هوازن الشريف 04-25-2014 01:29 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
اكثر من 100 طريقة تعينك علي قيام الليل - الإخلاص لله في قيام الليل
2-استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام .
3- الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوك إلى القيام .
4- معرفة مدى تلذذ السلف بقيام الليل .
5- النوم على الجانب الأيمن .
6- إدراك أن قيام الليل سبب لطرد الغفلة عن القلب
7- استشعار أن الله يرى ويسمع صلاتك في الليل
8- معرفة مدى اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل
9- التأمل في وصف المتهجدين بالليل
10- دعاء الله بأن ييسر لك القيام
11- النوم على طهارة
12- معرفة أن الله تعالى يضحك لمن يقوم الليل
13- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى وهو مريض
14- معرفة مدى اجتهاد الصحابة في قيام الليل
15- التبكير إلى النوم بعد العشاء
16- إدراك أن قيام الليل سبب للفوز بالحور الحسان
17- النوم على نية القيام للصلاة
18- معرفة أن الله يباهي بقائم الليل الملائكة
19- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى في أرض الجهاد.
20- اجتناب الذنوب والمعاصي .
21- المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم
22- معرفة الثواب العظيم الذي أعده الله لأهل قيام الليل.
23- الرسول صلى لله عليه وسلم لايترك القيام حتى في السفر
24- معرفة مدى اجتهاد نساء السلف في القيام .
25- إدراك مدى قلة وغربة من يقوم الليل .
26- إدراك أن قيام الليل سبب لسعادة القلب وانشراح الصدر .
27- اجتناب كثرة الأكل والشرب
28- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي زوجاته على القيام
29- إدراك مدى حرص الأمراء والخلفاء على القيام
30- استشعار أن الشيطان يحاول أ يمنعك من قيام الليل .
31- إدراك أن قيام الليل سبب للإنتصار على الأعداء في الجهاد .
32- عدم التلفف بأغطية كثيرة عند النوم
33- معرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي بناته على قيام الليل
34- التأمل في مناجاة أهل الليل لربهم
35- إدراك أن قيام الليل سبب للنجاة من النيران .
36- عدم الإفراط في النوم
37- معرفة وصيا السلف في قيام الليل .
38- محاسبة النفس وتوبيخها على ترك القيام .
39- معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا للتنافس في قيام الليل .
40- إدراك أن قيام الليل سبب للفوز بالجنات .
41- مجاهدة النفس وإكراهها على القيام .
42- المحافظة على الأذكار الشرعية عند الاستيقاظ من النوم .
43- إدراك أن قيام الليل سبب لتخفيف طول الوقوف يوم القيامة .
44- معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أصحابه ويوقظهم لقيام الليل .
45- إدراك مدى حسرة وبكاء السلف عند فوات قيام الليل .
46- إدراك أن قيام الليل سبب لتكفير السيئات .
47- الحرص على أكل الحلال .
48- التواصي فيما بيننا لقيام الليل .
49- معرفة كيف كان السلف يتواصون فيما بينهم لقيام الليل .
50- إدراك أن القيام هو الشرف الحقيقي للمؤمن .
51- معرفة مدى اجتهاد العلماء في القيام .
52- تربية النفس على علو الهمة والتعلق بالمعالي .
53- إدراك أن القيام صلة بالله تعالى .
54- استحضارا لجنة ونعيمها .
55- نضح الماء على الوجه عند الاستيقاظ لقيام الليل .
56- إدراك أن قيام الليل سبب لحسن الخاتمة .
57- معرفة كيف كان السلف يؤثرون قيام الليل على مجالسة الزوجات والولدان .
58- اتهام النفس بالتقصير في القيام .
59- استحضار النار وعذابها و أنكالها .
60- معرفة أن القيام سبب لإجابة الدعاء .
61- التسوك عند الاستيقاظ إلى قيام الليل .
62- إدراك أن المواظبة على قيام الليل سبب لترك الذنوب .
63- معرفة كيف كان نساء السلف يوقظن أزواجهن إلى القيام .
64- معاقبة النفس على ترك القيام .
65- إدراك أن القيام سبب للثبات على طريق الاستقامة .
66- الزهد في الدنيا
67- قيام الليل جماعة أحياناً .
68- معرفة أن القيام سبب للفوز بمحبة الله.
69- اجتناب كثرة الضحك واللغو .
70- السلف لا يريدون الحياة إلا لأجل القيام .
71- التعلق بالدار الآخرة .
72- معرفة أن القيام سبب لبهاء الوجه وإشراقه .
73- قصر الأمل والإكثار من ذكر الموت.
74- إدراك أن القيام عون على مواجهة التكاليف والمشاق العظام .
75- إيقاظ الزوجة والأهل للقيام .
76- معرفة أن القيام يشفع لصاحبه يوم القيامة .
77- السلف يتحسرون على فوات قيام الليل وهم في السكرات .
78- تربية النفس على المسابقة إلى الطاعات .
79- إدراك أن قائم الليل يؤثر في الناس أكثر من غيره
80- تذكر القبور وأهوالها .
81- إدراك أن القيام سبب للفوز برحمة الله .
82- تكليف من يوقظك لقيام الليل .
83- السلف يفرحون بقدوم الليل ويحزنون على فراقه .
84- المواظبة والمداومة على القيام .
85- استحضار القيامة وأهوالها .
86- افتتاح القيام بركعتين خفيفتين ..السلف يتقاسمون القيام فيما بينهم .
87- إدراك أهمية دقائق الليل والسحر .
88- معرفة أن القيا سبب لطرد الأمراض عن البدن.
89- التدرج في عدد الركعات وطول القيام .
90- السلف يحافظون على القيام حتى وهم مرضى .
91- معرفة أن الملائكة تستمع لمن يصلي بالليل .
92- إدراك أن القيام تربية للنفس على الإخلاص .
93- السلف يربون زوجاتهم وأمهاتهم على القيام .
94- معرفة أن القيام كان مشروعاً حتى في الأمم السابقة .
95- استعمال ما يطرد النعاس عن المرء وهو يصلي .
96- معرفة كيف كان السلف يربون أبنائهم على القيام .
97- معرفة أن الحيوانات تذكر الله وأنت نائم .
98- إدراك أن القيام تزكية للنفس من أمراضها وآفاتها .
99- معرفة كيف كان السلف يربون ضيوفهم على القيام .
100- تنويع هيئة الصلاة بين القيام والقعود.
101- إدراك أن القيام تربية للنفس على التعلق بالمعالي .
102- معرفة كيف كان السلف يربون تلاميذهم على القيام .
103- إدراك أن القيام سبب للتوفيق والفتوحات والفهم .
104- قضاء التهجد بالنهار إذا فاته لعذر .
105- السلف يحافظون على القيام حتى وهم في السفر .
106- الحرص على القيلولة في النهار .
107- إدراك فضل صلاة الليل على صلاة النهار

هوازن الشريف 04-25-2014 01:38 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 


قصص من قيام الليل عند السلف

اعلم – يا راعاك الله – أن كثيراً من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار

اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد

وتكليف النفس مالا يطاق ، وهذا جهل وضلال ، لأننا لمّا ضعف إيماننا

وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان ، وقل خوفنا من النيران ،

ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، كانت قلوب

السلف معلقة باللطيف القهار ، وهممهم موجهة إلى دار القرار ، سطروا

لنا تلك المفاخر العظام ، أفق أخي

الحبيب من هذه الغفلة فقد ذهب أولئك العبّاد المجتهدون رهبان الليل ،

وبقي لنا قرناء الكسل والوسادة !!


قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل الله

في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم ، فيراه من لم يره قط فيقول : إن

لأحبُ هذا الرجل !! .

قيل للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن

الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .

صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب – رحمه الله – الفجر خمسين

سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم.

كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول :ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من

نعسة تركها!!! ( أي لأجل قيام الليل ) .

قال سليمان بن طرخان رحمه الله : إن العين إذا عودتها النوم اعتادت ،

وإذا عودتها السهر اعتادت .

أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحم الله ، فقال له

: يا حسين : ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب :

كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ؟!! أليس كل حبيب يخلو

بحبيبه ؟!! ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل ،.....، غداً أقر

عيون أحبائي في جناتي .

قال ابن الجوزي رحمه : لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة [ كذب من

أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ] حلفت أجفانهم على جفاء النوم .

قال محمد بن المنكدر رحمه الله : كابدت نفسي أربعين عاماً ( أي

جاهدتها وأكرهتها على الطاعات ) حتى استقامت لي !!

كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول يا أمّارة

بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة .

كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه

لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما

ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته .

قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : إذا لم تقدر على قيام الليل

وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل ، كبلتك خطيئتك .

قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله : إني لا أقدر على قيام الليل

فصف لي دواء؟!! فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل

، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق

ذلك الشرف .

قال سفيان الثوري رحمه الله : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب

ذنب أذنبته .

قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل :

وجدت الجوع يطرده رغيف *** وملء الكف من ماء الفرات

وقل الطعم عـون للمصلـي *** وكثر الطعم عـون للسبات

كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في

سبيل الله ، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه ، كان

أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة

؛ لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل ، وذات ليلة وبينما عمرو بن

عتبة رحمه الله يصلي من الليل والجيش نائم ، إذ سمعوا زئير أسد مفزع

فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته !! ولا التفت فيها !!

فلما انصرف الأسد ذاهبا عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له : أما خفت الأسد

وأنت تصلي ؟!! فقال : إن لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه !!

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أفضل الأعمال ما أكرهت إليه

النفوس .

كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كل ليلة :

يا أهل الدار انتبهوا !! ( أي من نومكم ) فما هذه ( أي الدنيا ) دار نوم ،

عن قريب يأكلكم الدود !!

كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو

كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا

عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم

يصلي إلى الفجر .

رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل : لمن هذه الخيام ؟!!

فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن !! فكان لا ينام الليل!!

كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل على فراشه يتقلب عليه

بمنزلة القمح في المقلاة على النار!! ويقول اللهم إن النار قد أذهبت

عني النوم !! ثم يقوم يصلي إلى الفجر .

قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : إني لأستقبل الليل من أوله

فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي ( أي ما شبعت

من القرآن والصلاة ) .

قال الفضيل بن عياض رحمه الله : كان يقال : من أخلاق الأنبياء والأصفياء

الأخيار الطاهرة قلوبهم ، خلائق ثلاثة : الحلم والإنابة وحظ من قيام

الليل .

كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم،

ويقول لهم : لا تأكلوا كثيرا ، فتشربوا كثيرا ، فتناموا كثيرا ، فتخسروا

كثيرا !!

وأخيراً أخي الحبيب قم ولو بركعة واختم بهذا الحديث قال صلى الله عليه

وسلم { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية

كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين }

[رواه أبو داوود وصححه الألباني ] والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من

الأجر .

ناجية عثمان 04-25-2014 09:23 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/46.gif



موضوع يستحق التثبيت ليس في صفحات المنتدى فقط ....بل أيضا في أصول و ثوابت حسنا الايماني بعقيدتنا النبيلة و العظيمة


http://up.3dlat.com/uploads/13494597181.png

عطر الجنة 04-26-2014 04:47 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
موضوع هااام يستحق التثبيت


يعطيك ألف ألف ألف عافية

http://www.sarkosa.com/vb/imgcache/d...28607d01e9.gif

هوازن الشريف 04-28-2014 07:43 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
اشكرك ناجيه حبيبتي على الرد الراقي الجميل
زادك الله علما وحلما

وانار قلبك بروح الايمان

هوازن الشريف 04-28-2014 07:48 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
عطر الجنه

اشكرك من قلبي ع روعة تواجدك

دمتي بحب

بريق الافق 04-30-2018 08:06 AM

Re: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 
جزاك الله خير
ماشاء الله
بارك الله لك
مجهود عظيم نفع الله بك
حفظك الله غاليتي
لك فياض شكري وعظيم وتقديري وجل الاحترام
دمت بخير وراحة بال

امي فضيلة 04-30-2018 12:50 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~صلاة الليل
 

حياك الله ابنتي الغالية أ. هوازن


جزاك الله خيرا على هذه السلسلة القيمة المضمون


أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى


حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين


ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما


http://s4.picofile.com/file/8169246434/28057710.gif


الساعة الآن 06:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)