منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القفص الذهبي (https://hwazen.com/vb/f27.html)
-   -   إلى قاصرات الطرف ...عثرات الطريق (https://hwazen.com/vb/t426.html)

إسمهان الجادوي 06-05-2013 09:45 PM

إلى قاصرات الطرف ...عثرات الطريق
 
إلى قاصرات الطرف
عثرات الطريق



الإهداء
إلى من رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبيًا ورسولاً.
إلى حفيدة عائشة وحفصة وفاطمة..
***
إلى من صبرت ... وإن طال المسير..
وجاهدت .. وإن تراجع الكثير
***
إلى جوهرة في جبين الأمة.. وجمانة في قلب كل مسلم..
إلى من اعتلت هامات المجد.. أمًّا وأختًا وزوجة..
***
إلى مربية الأجيال وملهمة الرجال وأم الشهداء والأبطال..
إلى من قصدت بعملها وجه الله والدار الآخرة.


المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد..
فإن الطريق إلى الدار الآخرة طويلة وشاقة.. لا تخلو من عثرة وغفلة.. ومن تأخر وزلة..
ولكل مسلم ومسلمة عثرة يعقبها استغفار وتوبة ورجوع وأوبة..
من عثرات الطريق إهمال الطاعات وإضاعة النوافل وإتيان المحرمات والمكروهات.. وعلم على ذلك.. إضاعة الأعمار والأوقات.
والعثرات قلت أو كثرت تكون هاوية يصعب صعودها والخروج منها على من لم يتجهز ويستعد ويستنفد الوسع..
وربما تكون هذه العثرات فاتحة خير وطريق توبة.. وبداية انطلاقة للوصول إلى النهاية.. هناك حيث تغرب شمس الدنيا ويبدأ إشراق الآخرة.. في جنات عدن وروح وريحان.
جمعنا الله وإياكم في تلك المنازل وغفر لنا ولكم الزلات والمثالب.. وجعلنا ممن إذا أذنب استغفر وإذا زل ثاب وتاب.
وهذه هي المجموعة الأولى من عثرات الطريق آملاً أن لا تكون اليتيمة في يد القارئ.
جعل الله أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.




عبد الملك بن محمد القاسم



إسمهان الجادوي 06-05-2013 09:47 PM

العثرة الأولى



والجوع يطوي البطون في شهر رمضان المبارك.. طاعة لله وقربة .. آذنت شمس النهار على الرحيل..
اجتمعت العائلة حول مائدة الإفطار العامرة.. وعيون الأبناء تلاحق والدتهم لترى ماذا تحمل من أصناف الطعام وألوان الشراب؟!
لم يبق إلا ثوان.. غسلت الأيدي وشمرت السواعد.. ثم ارتفع صوت المؤذن يعلن رحيل اليوم العاشر من أيام الشهر المباركة.
أسرع الجميع يتسابقون فلا تسمع إلا أصوات الأيدي تلامس الأطباق!!
قطع السكون صوت جرس الباب.. وعلامات الاستفهام في العيون.. من يطرق في مثل هذا الوقت؟!
أسرع أحد الأبناء ممن لم يصم إلا نصف النهار أو أقل.. وسأل: من بالباب؟!
جاء الصوت وقد أضعفه الجوع ولفه الحياء.. أنا فلانة جارتكم!!
هرول مسرعًا إلى أمه ليخبرها.. مفاجأة تجمع أطراف الخوف!!
ماذا أتى بها في هذا الوقت؟! هل حدث مكروه لها أو لأحد أبنائها؟!
تذكرت أن زوجها غائب منذ فترة طويلة!!
فتحت الباب .. ورحبت بالجارة وسألتها.. خيرًا إن شاء الله.. ما بك؟!
طأطأت رأسها وقالت على استحياء: نبحث عن إفطار.. عن طعام!!
أبنائي يتضاغون جوعًا.. وأنا لا أزال صائمة!!
جذبتها إلى الداخل .. تفضلي..
خرج الزوج لصلاة المغرب مع الجماعة وحانت منه التفاتة ليرى منزل جارتهم.. فإذا به لا يفصل بين الجوع والشبع.. والنعمة والفقر.. سوى جدار واحد.. ثم سأل نفسه: هذه جارتنا لم تأت إلا من حاجة.. كيف لا نتفقدها؟! لم نسأل عنها؟! لم نزرها؟!
سأل نفسه: لماذا لم تطرق سوى بابنا؟! هل لأننا أقرب البيوت لبيتها؟! أم لأننا من بلد آخر وتخشى أن يعرف قومها وأهلها ما بها من الحاجة والعوز؟!

أختي..
هناك كثير مثل هذه الأسرة.. بيوت متعففة لا يعلم من أين تأكل وتشرب؟
ألا نخاف من العقوبة الإلهية ونحن ننام وجارنا المسلم جائع وقريبنا مهموم وأختنا في أمس الحاجة؟!
حدثني قريب لنا ذهب لإجراء بحث في إحدى الجمعيات الخيرية أنه وجد أسماء عوائل معروفة يأخذ أبناء عمومتهم وأقاربهم الصدقات والتبرعات من الجمعية.. وذكر اسم أكثر من عائلة يكفي ما لدى أغنيائهم من زكاة عام واحد أن تعف أسر أقاربهم طوال حياتهم.
أختي المسلمة:
والمادة تضرب بسهامها في قلوبنا نخشى أن يتحول مجتمعنا المسلم إلى مجتمع مادي لا يعرف الأخ أخاه، ولا القريب قريبه.. ولا الجار جاره.
إذا لم نبحث عنهم ونعرفهم في وقت الشدة والكربة فمتى نبحث عنهم؟!
إذا ابتسمت لهم الدنيا وأرسل الله لهم الخيرات؟! آنذاك نعرفهم!!
لا يا أخية: حولك أيتام.. وقربك أرامل.. وتحت عينيك محتاجين.
تفقدي أمرهم وسدي حاجتهم.. ربما بدعوة منهم لا تشقين أبدًا.
ما بعد العثرة:
قال شقيق بن إبراهيم: بينما نحن ذات يوم عند إبراهيم بن أدهم إذ مر رجل فقال إبراهيم: أليس هذا فلان؟
فقيل: نعم، فقال لرجل أدركه، فقل له: قال لك إبراهيم لم لم تسلم؟
فقال له، فقال: والله إن امرأتي وضعت وليس عندي شيء، فخرجت شبه المجنون، قال: فرجعت إلى إبراهيم فقلت له، فقال: إنا لله.. كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به هذا الأمر؟
وقال: يا فلان ائت صاحب البستان فتسلف منه دينارين فادخل السوق فاشتر له ما يصلحه بدينار وادفع الدينار الآخر إليه، فدخلت السوق فأوقرت([1]) بدينار من كل شيء وتوجهت إليه فدققت الباب، فقالت امرأته: من هذا؟ قلت: أنا أردت فلانًا، فقالت: ليس هو هاهنا، قلت: فمري بفتح الباب وتنحي.
قال: ففتحت الباب، فأدخلنا ما على البعير وألقيته في صحن الدار وناولتها الدينار، فقالت: على يدي من بعث هذا؟ فقلت: قولي على يد أخيك إبراهيم بن أدهم، فقالت: اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم. [صفة الصفوة: 4/155].






([1]) أوقر الدابة: حملها ثقيلاً.

إسمهان الجادوي 06-12-2013 08:14 PM

العثرة الثانية



لا تسعني الدنيا ... ولا أخبئ فرحتي.. أخفيت ابتسامة عريضة يلونها الخجل وأنا أسمع أعز صديقاتي تحدثني عن أخيها.. يريدك زوجة له!!
قلت في نفسي: متى يجتمع لي أعز صديقة.. وزوجي أخ لها.
أثنت على خلقه وعلى أدبه.. وقالت وهي تضحك: ستعيشين كأميرة في القرون الوسطى..
سيحملك على كفوف الراحة.. وسيغدق عليك أنهار المحبة..
تسارعت الأحداث.. والفرحة أعمت البصر والبصيرة.. لم أسأل عن شيء.. ولا حتى المهر.. ولا أين سأسكن؟!
ولم ندقق في عمله.. وأين يعمل؟!
يكفي أنه أخ لأعز صديقة وأغلى أخت.. بدأت أرسم معها تصميم الفساتين واستشيرها في ألوان الأقمشة.. وحتى الذهب سألتها عنه.. بل حتى أثاث المطبخ.. بل سألتها عن ما يحب وما يكره.. وما هي أغلى هدية تقدم له؟!
والدي.. أصابه ذهول من تصميمي وحرصي على هذا الزوج.. وكلما رآني دعا لي بالتوفيق.. فأنا وحيدته من البنات.
اختار أفضل الأماكن وأغلى الفنادق.. واحتار في هديته التي سيقدمها إليَّ..
أما أنا فحلم عشته في الليل والنهار.. عاطفة هوجاء تحركني.. تقتلع جذور التفكير من قلبي.. مندفعة في تصرفاتي وفي حديثي عنه.. وعن أخته..
وبعد زواجي منه وعيني لا تستقر من الفرح.. ..
ولكن بدأت رويدًا رويدًا.. أرى الحلم كابوسًا.. والفرحة دمعة.. والسعادة وهمًا...
تطغى عليه الهواجس.. ويبدو مهمومًا.. ويسهر كثيرًا.. وتقلب عينيه بدأ يخيفني!!
في داخلي صوت يرتفع.. وأنا أرى زميلتي .. تقول.. لا تدققي.. ولا تفكري.. يكفي أنه أخي!!
ولكني يومًا.. فكرت.. لم أتزوج زميلتي.. بل تزوجته..
رفعت سماعة الهاتف.. فإذا صوت أبي يطير من الفرح.. ولكن أتاه صوتي المتعب.. ونبراتي المجهدة..
لا أريده إنه مدمن مخدرات!!
كيف.. ؟ صوت أبي القوي.. بدأ ينهار وهو يقول.. أين أنت الآن؟!
أيام فإذا السعادة وهم.. وإذا الفرح غم.
وإذا بي أقول.. كيف ترضين يا صديقتي -السابقة- أن تكذبي عليّ؟!
لو تقدم لك أترضين؟!.. كيف تخدعينني؟!
أختي المسلمة: كثيرات يخطبن لأقاربهن أو إخوانهن يسبغن المدح والثناء والصفات الحميدة!! وأنه .. وأنه!! وهي كلها أو بعضها كلمات كاذبة وعبارات خاطئة.. تضلل المسكينة وأهلها..
أختي المسلمة: لو كذب عليك طفل صغير لتضايقت من كذبه وسوء تربيته..
ما بالك تكذبين على الناس؟! وهل ترضين ذلك لابنتك؟ هل تقبلينه لمسلمة!!
ما بعد العثرة:
جاءت أخت الربيع بن خثيم إلى بني له، فانكبت عليه، فقالت: كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع: أرضعتيه؟ قالت: لا، قال: ما عليك لو قلت يا ابن أخي، فصدقت!!
[كتاب الصمت: 255].

عطر الجنة 03-09-2014 04:55 AM

أجمل ما راق لي
من همسات...همستها لنا
من أعماق قلبك المرهف
تتمكن من الوجدان ...
أوضحت غرقك ببحر المعرفه
فجزاك الله عنا خير الجزاء ..

صافي 03-27-2014 09:36 AM




http://www.karom.net/up/uploads/132533851110.gif


الساعة الآن 04:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)