منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القفص الذهبي (https://hwazen.com/vb/f27.html)
-   -   رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج (https://hwazen.com/vb/t4367.html)

أم يعقوب 05-12-2014 07:27 PM

رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
http://upload.traidnt.net/upfiles/gUn47931.png


http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/02.gif


لقد حقق صلى الله عليه و سلم السعادة لكل من زوجاته و ذلك لأنه عرف كيف يتعامل مع المرأة و توغل فى أعماق نفسها الرقيقة و أخذ يناجيها بدفء العاطفة و يعينها على العمل لدينها ودنياها

و ماذا عن زوجاته الكريمات.. أمهاتنا المؤمنات... إذا فتحنا كتب السيرة و الكتب التى تتحدث عن زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا... الصوّامة القوّامة.. إذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته فى الليل و لذلك استحققن هذا الشرف العظيم.. استحققن أن يكنّ أمهات المؤمنين، زوجات الحبيب المصطفى فى الدنيا والاّخرة.. أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهم و اّخرتهم

و ماذا عنّا نحن أخوتنا؟؟

أعلم أن الكثير ممن يقرأ رسالتى تلك متزوج, أو حتى إن كان غير متزوج فهو يلحظ الحياة الزوجية بدقائقها من خلال والديه أو أصدقاؤه.. لم ندرت السعادة الزوجية فى يومنا هذا؟ هل العيب فى زماننا؟؟ لا.. بل العيب فى أنفسنا -رجالا و نساء- و التى أفسدناها بالمادية الحضارية و نسينا ديننا و حضارتنا الإسلامية, و ابتعدنا عن تعاليم رسولنا و حبيبنا... و ابتعدنا عن حب الله.. و ارتكبنا معاصيه جهرا و علانية, و توارينا من الخلق عند فعل المعصية و لم تطرف أعيننا أو قلوبنا لحظة لنظر الإله اٍلينا

إذن ماذا نفعل الاّن و نحن نبغى عودة الحب فى حياتنا الزوجية؟

طريق واحد فقط... طريق الله و رسوله.... عندها سوف ينعم كل زوج بزوجته و يستشعرا معنى السعادة الزوجية التى أوجدها الله تعالى و لكننا بجهلنا حدنا عنها و تركناها

و من هنا جاء تفكيرى يا أخوتى فى تلك السلسلة "فى بيت الرسول", أهديها لكل زوج و زوجة تباعدت بينهما المسافات و يريدان استعادة الحب مرة أخرى... أرجو أن يتابعا سلسلتى.. و جزاكم الله خيرا

و صلّى اللهم على سيدنا محمد و على اّله و صحبه و سلم تسليما كثيرا




أم يعقوب 05-12-2014 07:29 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
صور الملاطفة والمداعبة

من صور الملاطفة والدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها أو بتصغير اسمها للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله وتليينه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ[عائشة] :" يا عائش ، يا عائش هذا جبريل يقرؤك السلام ".
والحديث متفق عليه.

وكان يقول لعائشة أيضا: يا حميراء
والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء كما قال ذلك [ابن كثير] في النهاية وقال [الذهبي]: الحمراء في لسان أهل الحجاز البيضاء بحمرة وهذا نادر فيهم .
إذاً فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطف عائشة ويناديها بتلك الأسماء مصغرة مرخمة .
وأخرج [مسلم] من حديث عائشة في الصيام قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك رضي الله تعالى عنها"
وفي حديث عائشة أيضا أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم ذكر كلمة معناها أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
من خلال هذه الأحاديث يتبين لنا ملاحظة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه وحسن التعامل معها أي مع عائشة رضي الله تعالى عنها

ومن صور المداعبة والملاطفة أيضا إطعام الطعام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى فِي امرأتك"
حتى اللقمة التي ترفعها بيدك إلى فم امرأتك هي صدقة ليست فقط كسباً للقلب وليست فقط حسن تعاون مع الزوجة بل هي صدقة تؤجر بها من الله عز وجل .

إذاً فمن صور المداعبة والملاطفة للزوجة إطعامها الطعام .
وكم لذلك من أثر نفسي على الزوجة.
وإني أسألك أيها الأخ.. أيها الرجل.. ماذا يكلفك مثل هذا التعامل؟
لا شيء إلا حسن التأسي والاقتداء وطلب المثوبة وحسن التعاون وبناء النفس فالملاطفة والدلال والملاعبة مأمور أنت بها شرعا بما تفضي إليه من جمع القلوب والتآلف .




أم يعقوب 05-12-2014 07:31 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 

كثيرا ما كنا نقرأ عن سيرة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجال التربوي أو الإيماني أو السياسي أو العسكري أو الاقتصادي... ولكن قليلا ما كتب أو نشر عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته وطبيعة علاقته مع نسائه.

إن المدقق في مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أن هناك معاني كثيرة نحن بأمس الحاجة لها في واقعنا المعاصر، ولو عملنا بها لساهمت في استقرار بيوتنا وتقوية علاقتنا الزوجية, ونضرب بعض الأمثلة في هذا المقال عن احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمشاعر الزوجة وتقديرها وبيان حبه لزوجاته. فقد سألت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كيف حبك لي؟! فقال عليه السلام: "كعقدة الحبل" ثم سألته: كيف العقدة؟! فقال: على حالها... أي لم تتغير والنبي ـ صلى الله عليه وسلم وصف لعائشة ـ رضي الله عنها ـ حبه لها كعقدة الحبل أي أن الحب مازال مربوطا في قلبه وهذه الكلمات لا شك أنها أدخلت السرور على الزوجة عندما استمعت إلى مشاعر زوجها بالوصف المذكور ولنتخيل مشاعر عائشة ـ رضي الله عنها ـ ودرجة سعادتها عندما استمعت إلى هذه الكلمات، وهي تعلم مسبقا أنها هي المحببة إلى زوجها الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكم من مرة استمعت إليه وهو يقول لها بأنها فضلت على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام.




أم يعقوب 05-12-2014 07:32 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
إن للرجل طبيعته الخاصة في التعبير عن مشاعره بخلاف المرأة وطبيعتها، لأن المرأة إذا أرادت أن تعبر عن مشاعرها فإنها تتكلم وتقول أنا أحبك أو إني اشتقت إليك.. وأنا بحاجة إليك واني أفتقدك، وهذه الكلمات كثيرا ما ترددها الزوجة على زوجها، ولكن الرجل من طبيعته أنها إذا أراد أن يعبر عن مشاعره فانه يعبر بالعمل والإنتاج وقليلا ما يعبر بالكلام، فإذا أراد الرجل أن يخبر زوجته أنه يحبها فانه يشتري لها ما تريد مثلا أو أن يجلب بعض المأكولات أو المشروبات للمنزل أو بعض قطع الأثاث.. فهذا العمل بالنسبة للرجل تعبير عن الحب.

وهذه بالتأكيد طبيعة سلبية في الرجل تجاوزها الرسول الكريم. فكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصف حبه وعاطفته لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فمعنى هذا أنه يلاطفها ويدللها ويعطي الزوجة ما تتمنى سماعه من زوجها وحبيبها وهذا مقام عال في التعامل بين الزوجين، ولهذا روى ابن عساكر عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: "ما أبالي بالموت بعد أن عرفت أنك زوجتي بالجنة".. كيف ستكون نفسية عائشة ـ رضي الله عنها ـ ومشاعرها عندما تسمع هذه الكلمات التي تعطيها الأمن والأمان بالحب والمودة بالدنيا والآخرة؟


فهذا العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة فرارا من الإسلام فتبعث إليه ليرجع إلى مكة ويدخل في الإسلام، فيبعث إليها برسالة هذا بعض نصها: "والله ما أبوك عندي بمتهم وليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكنني أكره لك أن يقال إن زوجك خذل قومه فهلا عذرت وقدرت". وواضح من الرسالة أن العاص كان يحب زينب بدليل أنه يود ويحب أن يكون معها في طريق واحد أيا ما كان هذا الطريق كما أنه كره لها أن يقال فيها ما يضايقها ثم إنه يطلب منها في النهاية أن تعذر وتقدر, ومن أجل هذا الحب فان زينب استطاعت أن تذهب إليه وتأتي به مسلماً.




أم يعقوب 05-12-2014 07:32 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 

بعض الكتاب يدلل على احترام الغرب للمرأة، ويضرب مثلا بفتح الزوج باب السيارة لزوجته، وإن كان هذا في ظاهره احترام، إلا أن هنالك جوانب كثيرة يكتشف فيها الناضج أنهم يهينون المرأة ولا يحترمونها، ونحن المسلمين ليس لدينا قضية صراع بين الرجل والمرأة، وإنما كل واحد منهما يكمل الآخر، ولهذا فأننا نقول بإن الاحترام واجب من كلا الطرفين ولكل منهما، ونضرب مثلا في ذلك وهو حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب، فقام النبي عليه الصلاة والسلام معها ليودعها إلى الباب، وفي رواية أخرى أنه قال لها: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة فخرج معها.
ولهذا فإننا نتمنى أن يسود الاحترام بين الزوجين، لأن الاحترام سر دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي

كم هي جميلة الحياة الزوجية لو يتعامل الزوجان بهذه النفسية؟! وما أحوجنا إلى فتح صفحات التاريخ النبوي والإسلامي لنكتشف أجمل النظريات في الفنون الزوجية




أم يعقوب 05-12-2014 07:34 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 

من فنون صناعة الحب عند رسول الله:

- التزين والتجمل والتطيب للزوجة.

سُئِلَتْ عائشة: "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"
والحديث أخرجه مسلم، ذكر بعض أهل العلم فائدة ونكتة علمية دقيقة قالوا: فَلَعَلَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته بالتقبيل
وعند البخاري أن عائشة قالت: "كنت أُطَيِّبُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"


وفي البخاري أيضا أن عائشة قالت: "كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض"

وكنت أُرَجِّلُ يعني أسرح شعره


في هذه الأحاديث كلها وغيرها بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم من إفراط في قضية الزينة أو حتى من تفريط في قضية الزينة والتجمل للمرأة ومن مبالغة في التجمل وعجيب للمتناقضات التي يعيشها بعض الرجال، ثم تشم منه رائحة كريهة عفنة وهي رائحة التدخين فأين أنت والتجمل أيها الأخ الحبيب؟ وآخر وقع في تفريط عظيم وتقصير عجيب في قضية التجمل والزينة تبذل في اللباس وإهمال للشعر وترك للأظافر والشوارب والآباط وروائح كريهة والخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي في التجمل والتزين والاهتمام بالمظهر وهو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها, فالنفس جُبِلَتْ على حب الأفضل والأنظف والأجمل. وتعال واسمع لحال السلف رضوان الله تعالى عليهم جميعا وكيف كانوا في هذا الباب.


قال [ابن عباس]: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لى وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليَّ لأن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا لا تريده ، لا أنا ولا هذا، ما هو السبب ؟ اسمع فعرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها. تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر: وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم، وقال [يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي]: أتيت [محمد بن الحنفية] فخرج إلى في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية ، والغالية هي خليط الأطياب بل خليط أفضل الأطياب، ولحيته تقطر من الغالية، يقول يحيى فقلت له: ما هذا ؟ قال محمد : إن هذه الملحفة ألقتها على امرأتى ودهنتنى بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
إذن فالمرأة تريد منك كما تريد أنت منها في التجمل والتزين.. فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب و من زوجاته و صحابته و التابعين.




أم يعقوب 05-12-2014 07:36 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
العشرة بالمعروف
لم تعرف المرأة عشرة زوجية بالمعروف -كما تعنيه هذه العشرة من كمال لأحد من البشر- كما عرفته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، المبين للقرآن بحاله وقوله وأفعاله.
حيث " كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم معهن أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه، حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها - في البرية في بعض سفراته يتودد إليها بذلك، قالت: " سابقني رسول الله فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال: "هذه بتلك " وكان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم " قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى "

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي " الترمذى .
وذلك لأن التَّصنُّع والتظاهر بمكارم الأخلاق يضعف حين يشعر الإنسان بأن له سلطة ونفوذاً ثم يشتد ضعفاً حينما تطول معاشرته لمن له عليه السلطة، فإذا ظل الإنسان محافظًا على كماله الخُلقي في مجتمع له عليه سلطة، وله معه معاشرة دائمة ومعاملة مادية وأدبية، فذلك من خيار الناس أخلاقًا.

فإن كان النبي صلى الله عليه سلم خير الناس لأهله، فإن معاشرته لهم لا بد أن تكون مثالية حقًا، في كل ما تعنيه الخيرية من كمال خُلُقي في السًّلوك، والتَّعامل الأدبي، والتعاملي؛ من محبة وملاعبة، وعدل ورحمة، ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها وأيامها، كما أوضحت ذلك كتب السنة والشمائل والسيرة، وذلك هو ما دلت عليه السنة المشرفة بأحاديثها الكثيرة من سلوكه صلى الله عليه وسلم معهن ومعاملته لهن.

(أ) فعن محبته لهن يحدِّث أنس بن مالك - رضي الله عنه - فيقول:
1- " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حُبِّبَ إليَّ من الدنيا: النساء والطيب وجعل قرة عيني فـــــي الصلاة" أحمد وغيره .
2- وسأله عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قائلا: " يا رسول الله من أحـــــــبَّ الناس إليك ؟ قال: " عائشة " قال: من الرجال؟ قال: " أبوها " الترمذي .

(ب) وأما ملاعبته أهله فتحدثنا عنها عائشة - رضي الله عنها - فتقول:
1- كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحبُ يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن - أي يتغيَّبن - منه فيُسرِّبُهن إلي فيلعبن معي " البخاري في الأدب .
2- وقالت عائشة -رضي الله عنها - رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر - رضي الله عنه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم " دعهم، أمنًا بني أرفِدة " يعني من الأمن. البخارى .

وفي لفظ قالت: " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم علـى باب حِجرتي، - والحبشة يلعبون بِحِرابهم، في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه، لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكونَ أنا الَّتي أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو " .

3- وقد مر حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - الدال على لعبه صلى الله عليه وسلم مع نسائه بنفسه الشريفة تلطُّفًا بهن، وتأنيسًا لهن، لكريم عشرته وعظيم رأفته ورحمته.
4- ومن حسن عشرته وكريم خُلقه صلى الله عليه وسلم ما أفادته السيدة عائشة - رضي الله عنها - بقولها: "كنتُ أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب، وأتعرق العَرْقَ وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِيَّ ." مسلم.

وفي رواية: " كنت أتعرق العَرْق وأنا حائض فأعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي وضعت فمي فيه، وكنت أشرب من القدح فأناوله إياه فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب". أبو داود




أم يعقوب 05-12-2014 07:37 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
حلمه على نسائه
وأما حلمه صلى الله عليه وسلم عن إساءتهن وصبره على أذيتهن فهو في ذلك المثل البشري الأعلى، بحيث لم يسمع بأحد كان أحلم عن نسائه كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك مع عظيم جنابه، ورفيع قدره، وسُموِّ منزلته عند الله تعالى وعند الناس، ولقد مرَّ بك من الدلائل على ذلك في مبحثي الصبر والحلم ما فيه الكفاية للاستدلال على ما قلت عمومًا، لكني أزيد هنا ما هو أمس في الدلالة على الموضوع فمن ذلك ما يلي:

1- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: " كنا معشر قريش نغلبُ النساء، فلمَّا قدمنا على الأنصار، إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، قال : فصخَبتُ على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني ، قالت : ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم إلـــى الليل، قال: فأفزعني ذلك وقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن، قال: ثم جمعت عليَّ ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكُنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، قال: فقلت: قد خبتِ وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي ؟ ... " الحديث - البخاري.

فانظر كيف انزعج عمر -رضي الله عنه- من مراجعة بسيطة راجعته بها زوجته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقبل مراجعة نسائه، بل ويتحمل غضبهن عليه، حتى يَهجرنه من الكلام، وهو النبي الكريم والإمام العظيم، وما ذلك إلا لعظيم حلمه وبالغ صبره صلى الله عليه وسلم.

2- والأعجب من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان مع ذلك الحال يلاطفهن في القول ، وكأنه لم يصدر منهن شيء ذو بال، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضية ، وإذا كنت علي غضبى " قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال: [ أما إذا كنتِ عنِّي راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم " قالت: قلتُ أجل والله يا رســـــول الله، ما أهجر إلا اسمك“ البخاري.

3- وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمُّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: "غارت أمُّكم " ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت . البخاري.

فانظر إلى مبلغ حلمه صلى الله عليه وسلم على أزواجه، حيث تظلُّ إحداهن هاجرة له اليوم كله حتى تهجر اسمه الشريف، وتستطيل إحداهن بيدها بين يديه على ما يخالف الواجب في حقه عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فهو يُغضي عن ذلك ويحلم ويصبر ويصفح، وهو القادر على أن يفارقهن، فيبدله ربه خيرًا منهن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً، كما وعده ربه سبحانه إن هو طلَّقهن، ولكنه كان رؤوفًا رحيمًا، يعفو ويصفح ولا يزيده كثرة الجهل عليه إلا حلمًا.




أم يعقوب 05-12-2014 07:39 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
وفاءه لهن

أما الوفاء لهن.. فلعله قد علم مما تقدم عن خلق الوفاء، وتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم له في بابه، لا سيما مع زوجه خديجة - رضي الله عنها- ، حتى بلغ من وفائه أن غارت منها عائشة -رضي الله عنها- وهي لم تدركها ولم تضارها حتى قالت : 1- " ما غِرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها" البخاري .

2- ومن صور وفائه معهن أنه صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية التخيير ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) ( الأحزاب: 28 ) بدأ بعائشة وقال لها: "إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك... " ( البخاري ) . خشية منه أن تختار زينة الحياة الدنيا لصغر سنها، فتخسر الخير الكثير في الدنيا والآخرة، لكنها كانت أحرص على خير نفسها من أبويها، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: " أفي هذا أستأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ".

ثم استقرأ الحُجَر (البيوت) يخبر نساءه ويقول لهن: "إن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كذا وكذا فقلن: ونحن نقول مثل ما قالت عائشة -رضي الله عنهن كلهن
وكانت عائشة -رضي الله عنها- قد قالت له بعد ما أختارت الله ورسوله: وأسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يبعثني مُعَنِّتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً، لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتهـا " متفق عليه.

فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وذلك يدل على أنهن -رضي الله عنهن- كنَّ قد تخلَّقن بأخلاق النبوة، فأصبحن يخترن ما اختاره صلى الله عليه وسلم لنفسه من الزهادة في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وذلك لبالغ تأثرهن بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت محل العظمة والكمال.




أم يعقوب 05-12-2014 07:42 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 
عدله

أما عدله صلى الله عليه وسلم بين أزواجه، فهو على نحو ما قلت من حبه وملاعبته وحلمه ووفائه، وعدله ناشئ عن الشعور بالمسؤولية، ومن فِطرة الله تعالى له على الحق والعدل وبعثه بهما.

1- فقد كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " لا يفضِّل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان قلَّ يوم يأتي إلا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبغ إلى التي هو يومُها فيبيت عندها " أبوداود .

2- ولم يكن يتغير حاله صلى الله عليه وسلم في العدل تبعًا لتغير أحواله سفرًا وحضرًا، بل لقد كان يعدل في سفره كما يعدل في حضَره، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيَّتهُن خرج سهمُها خرج بها معه، قالت: وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة - رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم " البخارى.
تعني بذلك لمَّا كبرت، وأضحت لا إربة لها في الرجال.


3- وكان من عدله صلى الله عليه وسلم بينهن أنه كان إذا تزوج ثيِّبًا أقام عندها ثلاثًا لإيناسها، ثم يقسم لها كسائر نسائه، كما روت أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام عندها ثلاثًا، وقال لها : "إنه ليس بك على أهلك هوان، إن شئتِ سبَّعت لك - أي : أقمت عندك سبعاً - وإن سبَّعت لك سبَّعت لنسائي " قالت: " ثلِّث " مسلم .

4- ولقد بلغ به الحال في عدله صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرِّط فيه حتى في مرض موته، حيث كان يُطاف به عليهن في بيوتهن كل واحدة في نوبتها، قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-: " لمَّا ثقُل النبي صلى الله عليه وسلم، واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرَّض في بيتي فأذنَّ له... " الحديث - البخارى .

5- وفي رواية قالت: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: أين أنا غدًا؟ يريد يوم عائشة، قالت: فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت: فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نَحْري وسَحْري وخالط ريقه ريقي“ البخاري.

6- ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال العدل بين نسائه في كل ما يقدر عليه مما هو (فى يده) فإنه مع ذلك كان يعتذر إلى الله تعالى فيما لا يقدر عليه مما هو ) خارج عن نطاق التكليف، كما قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها-: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: " اللَّهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" ( أبو داود ) وهو يعني بذلك القلب كما فسَّره به أبو داود، وقيل: يعني الحب والمودة، كما فسره الترمذي، والمعنى: أن القسمة الحسِّية قد كان صلى الله عليه وسلم يوفِّي بها على الوجه الأكمل لأنها بيده، لكن القلب بيد الله، وقد جعل فيه حب عائشة أكثر من غيرها، وذلك خارج عن قدرته وإرادته.

ومع ذلك فهو يضرع إلى الله أن لا يلومه على ما ليس بيده، مع أن الأمر القلبي لا يجب العدل فيه، وإنما العدل في المبيت والنفقة، ولكن هذا من باب قول الله تعالــــــــــى: ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) المؤمنون : 60 .

ومما يدل على أن أمر العدل بين الزوجات خطير كما بينه صلى الله عليه وسلم في حديث آخر حيث قال: " من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشِقه ساقط ". وفي رواية ( مائل ) أبو داود وغيره.


وفي عشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه أسوة للمؤمنين، وعليهم معرفتها والتأسي بها لقول الله تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ( الأحزاب: 21 ) لأن فعله صلى الله عليه وسلم كقوله وتقريره، تشريع لأمته، وهدى لهم ، يجب عليهم الاقتداء به ما لم يكن الفعل خاصاً به .




أم يعقوب 05-12-2014 07:44 PM

رد: معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للازواج
 

حثه صلى الله عليه وسلم الرجال على حسن معاشرة أزواجهم:

ومع ذلك فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما تنبغي أن تكون عليه العشرة الزوجية بقوله، كما دلهم على ذلك بفعله، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أحاديث كثيرة أقتطف منها ما يأتي من ذلك:
1- ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " استوصوا بالنساء خيرًا فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً " .

وفي رواية عند مسلم: " وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها " فانظر كيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بهنَّ وبيان حقيقتهن، ليكون ذلك أدعى إلى قبول وصيته، لأنه إذا كان طبعها العوج، فإن من الواجب على الرجل أن يصبر عليها ولا يؤمل أن تكون مستقيمة على الصراط، فإنها تصير إلى ما جُبِلت عليه ولا بد، ولذلك كان طلب استقامتهن على النحو الأعدل مثار تعجب الشعراء حتى قال بعضهم:
هي الضِّلَعُ العوجاء لست تُقيمها ألا إنَّ تقويم الضُّلوع انكسارُها

وقال آخر فيما هو أعم منه :
ومكلِّف الأشياء غير طباعهـا متَطَلِّب في الماء جَذوة نــار

2- وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه الوصية كلما حانت الفرصة ، ففي خطبة حجة الوداع أفرد لها جانبًا كبيرًا من خُطبته العظيمة حيث قال صلى الله عليه وسلم " ألا واستوصوا بالنساء خيرًا ، فإنهن عوانُ - أي: أسيرات - عندكم ، ليس تملكون شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن ذلك فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضرباً غير مبرِّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا وإن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئن فُرُشكم من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقَّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن . مسلم.

وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر وصيته بالنساء، لما يعلمه من حالهن الذي بينه في الحديث السابق، وهو الحال الذي قد لا يقدر على تحمُّله بعض الرجال الذين لا يملكون أنفسهم عند الغضب فيحمله عوج المرأة إلى أن يفارقها فيتفرَّق شمله، وتَتَشتَّتُ أسرته وأهله .

ولذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج في حديث آخر إلى ما فيه صلاح حاله مع أسرته بقوله:
3- " لا يفرك - أي: لا يبغض - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر " مسلم.
4- وقال لهم أيضاً: " إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله " الترمذي وغيره.
5- وقال: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ".

6- وقال: " كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو ، أو سهو ، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغَرضين ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعليم السباحة " النسائى .
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المعلومة الحاثة على انتهاج الأخلاق الحميدة مع الأهل والعشيرة.
تأديبه صلى الله عليه وسلم نساءه إذا اقتضى الأمر ذلك.

ومع تلك المعاشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهجها مع أهله أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -: رحمة ورأفة وعطفاً وتلطفاً، إلا أنها لم تكن على ذلك الحال في جميع الأحوال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيمًا يضع كل تصرف في مكانه اللائق به، فحيث كانت تلك العشرة أجدى وأولى انتهجها، وإذا كان التأديب والزجر والهجرة هو الأجدر اتخذه لأنه كما قيل:

ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يًكدَّرا
فالنساء بما فطرن عليه من الاعوجاج، وحدة العاطفة، يحتجن حتماً إلى تقويم وتربية وتأديب، ولأجل هذا خوَّل الله تعالى الرجال هذه المسؤولية حيث قال: ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) النساء: 34.
والنبي صلى الله عليه وسلم في عشرته مع أهله لم يستغن عن اتخاذ هذا الأسلوب ليكون أسوة لأمته في التربية والتأديب.

فإنه عليه الصلاة والسلام لما سأله نساؤه النفقة الخارجة عن حده، وأردن التوسع في الدنيا ولذَّاتها، خلاف ما اختاره لنفسه منها، هجرهُنَّ وآلى من الدخول عليهن شهراً، حتى أنزل الله تعالى عليه: ( يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما ) ( الأحزاب : 28 - 29 ) ، فخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم في البقاء معه على الكفاف، أو المفارقة فاخترن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما تقدمت الإشارة إلى ذلك من حديث أنس وأم سلمة وابن عباس في الصحيحين وغيرهما.

وهكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا جد الجد في معاملته لهن، بأن أخطأن خطأ لا يمكن التغاضي عنه، وذلك بأن كان دينياً، فإنه لا تأخذه في الإنكار عليهن وزجرهن في الله لومة لائم، فكان يعظ، ويوجِّه، ويخوف، ويغضب،.. بحسب مقام كل قضية مما هو معلوم ولا يخفى أمره.
وهذا مما يدل على تكافؤ أخلاقه صلى الله عليه وسلم وتوازنها، حيث يضع كل أمر في نصابه ومحله اللائق الذي لا ينبغي غيره



ناجية عثمان 05-12-2014 10:43 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/30.gif



صلى الله عليه و سلم

فداك قلبي و روحي يا حبيبي يا رسول الله ...بأبي و أمي انت يا رحمة للعالمين




http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif

المهاجرة الى الله 05-13-2014 12:31 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


صلى الله عليه و سلم
جزاكـــــم الله خيرا

أم يعقوب 05-13-2014 02:42 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عثمان (المشاركة 31677)

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/30.gif



صلى الله عليه و سلم

فداك قلبي و روحي يا حبيبي يا رسول الله ...بأبي و أمي انت يا رحمة للعالمين




http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif


أم يعقوب 05-13-2014 02:43 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجرة الى الله (المشاركة 31687)
http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


صلى الله عليه و سلم
جزاكـــــم الله خيرا

واياك اختي

هوازن الشريف 05-13-2014 03:36 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
صل الله عليه وسلم

اعجبني جدا الموضوع

ومااجمله من موضوع واختيار

كيف لا وهو عن سيرة خير الخلق وخاتم المرسلين
سيدنا محمد صل الله عليه وسلم


ام يعقوب لاحرمتي اجر نشر السيرة

دمتي بتميز

أم يعقوب 05-13-2014 03:42 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 

سعاد علي يخلف 05-13-2014 04:26 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة فقد كانت اخلاقه القرآن وكان يمتاز بطيب العشرة وحسن المعاملة لزوجاته ولكل من يخالطه .

اللهم اجعلنا به مقتدين وعلى نهجه سائرين .

بارك الله فيك ونفع بك مشاركة قيمة وطرح رااائع .


[IMG][/IMG]

أم عبد الرحمن السلفيه 05-13-2014 12:11 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله درك يا غاليتنا أم يعقوب موضوع مييز جدا ورائع
اللهم وفقنا لما تحب وترضى واجز اختنا أم يعقوب غير الجزاء
وجعلنا اللهم من عبادك الصالحين

ــ من أجمل قصص الحب ـ في ذلك الوقت التي ابكتني عندما قراتها ـ

ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه و سلم قبل البعثة،
و قال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.
فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.
و يدخل النبي صلى الله عليه و سلم على زينب
و يقول لها: ابن خالتك جاءني و قد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟
.
.
.
...
فاحمرّ وجهها و ابتسمت؛ فخرج النبي..
و تزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية.
و أنجبت منه 'علي' و ' أمامة '. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي .
و أصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً و حين عاد وجد زوجته أسلمت.
فدخل عليها من سفره،
فقالت له: عندي لك خبر عظيم.
فقام و تركها.
فاندهشت زينب و تبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبياً و أنا أسلمت.
فقال: هلا أخبرتني أولاً؟
.
.
.
و تطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة.

قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. و ما كان أبي كذاباً. إنّه الصادق الأمين. و لست وحدي. لقد أسلمت أمي و أسلم إخوتي، و أسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)، و أسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان). و أسلم صديقك (أبو بكر الصديق).

فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه.و كفر بآبائه إرضاءً لزوجته. و ما أباك بمتهم.
ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟
فقالت: و من يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ و لكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه.
و وفت بكلمتها له 20 سنة.
.
.
.

ظل أبو العاص على كفره.
ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي وقالت: يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي.
فقال النبي : أبق مع زوجك وأولادك.
و ظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر،
و قرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش.
زوجها يحارب أباها. و كانت زينب تخاف هذه اللحظة.
فتبكي و تقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي.
و يخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر،
و تنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، و تذهب أخباره لمكة،
فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟
فقيل لها: انتصر المسلمون.
فتسجد شكراً لله.
ثم سألت: و ماذا فعل زوجي؟
فقالوا: أسره حموه.
فقالت: أرسل في فداء زوجي.
و لم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها،
و أرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و كان النبي جالساً يتلقى الفدية و يطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟
قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع.
فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة.
ثم نهض وقال: أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟
و هلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟
فقالوا: نعم يا رسول الله.
فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة.
ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟
ثم تنحى به جانباً وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟
فقال: نعم.
و خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،
فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟
قال: لست أنا الذي سيرتحل، و لكن أنت سترحلين إلى أبيك.
فقالت:لم؟
قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟
فقال: لا.

فأخذت ولدها و ابنتها و ذهبت إلى المدينة.
و بدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، و كانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها.
.
.
.
و بعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام،
و أثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب و طرق بابها قبيل آذان الفجر،
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟
قال: بل جئت هارباً.
فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟
فقال: لا.
قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.

و بعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد:

قد أجرت أبو العاص بن الربيع.
فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟
قالوا: نعم يا رسول الله
قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد و قد أجرته يا رسول الله.
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم.
و قال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً.
وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي.
فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. و إنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه.

فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.
فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب.
ثم ذهب إليها عند بيتها
و قال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك.

فقالت : نعم يا رسول الله.
فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا.
هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا.
قال: لا.
و أخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف
وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.
قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي
وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟
فأخذه النبي وقال: تعال معي.
ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال:
يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟
فأحمرّ وجهها و ابتسمت.
.
.
و الغريب أنّ بعد سنة من هذه الواقعة ماتت زينب.. فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،
فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.
ومات بعد سنه من موت زينب رضي الله عنهم جميعا
.

حمامة الاسلام 05-13-2014 01:05 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
بارك الله فيك اختي ام يعقوب
اللهم اجعلنا من المقتديات بسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعلنا من المقتديات بامهات المؤمنين
اللهم ابعدنا عن ملهيات الدنيا ووسوسة الشيطان
اللهم اجعل بيوتنا نورا يشع منها ديننا الحنيف .واجعلنا من الداكرين للقران و سنة نبينا عليه السلام

df
:df:

أم يعقوب 05-13-2014 06:56 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 

أم يعقوب 05-13-2014 06:57 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
ام عبد الرحمن السلفية

عودا حميدا
افتقدنا مواضيعك المميزة

أم يعقوب 05-13-2014 06:57 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 

عطر الجنة 05-13-2014 11:17 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13923237454.gif

موضوع جدا قيم ورائع وبه شمائل الأخلاق لتربية الأسرة المسلمة

أهنئك على هذا الطرح الأكثر من رائع


http://www.rofof.com/img/12zci3lr.gif

كان رسول الله صل الله عليه وسلم
أحسن الناس وجها
وأحستهم خلقا


http://vb.shbbab.com/shbab5/1331495723_616.gif

http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13923237454.gif

أم يعقوب 05-14-2014 03:19 AM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
اشكرك عطر على الوسام الجميل

وفاء السلومي 08-28-2020 01:34 PM

رد: رسالة عن معاملة الرسول لزوجاته ووصاياه للأزواج
 
الجمعة 10 محرم 1442
حبيبتي ام يعقوب مررت مرة ثانية من هنا تبسمت اعجبت حنيت وزت شوووووقا لسيد الخلق
بارك الله بك غالية وجزاك كل خيرا عنده
ما ااجمل اخلاقه عليه الصلاة والسلام


rftg


الساعة الآن 11:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)