منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء (https://hwazen.com/vb/t4388.html)

هوازن الشريف 05-14-2014 01:58 AM

سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
http://i45.servimg.com/u/f45/15/75/45/48/star1011.gif


الحمد لله الذي له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على عبده ورسوله البشير النذير، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المصير أما بعد

الخوف

· منزلة الخوف
· أنواع الخوف
· أسباب الخوف من الله تعالى وموجباته
· آثار الخوف من الله
· أقسام الناس في الخوف من الله
· الفرق بين خوف العبادة وغيره
· أحكام الخوف الطبيعي.
الرجاء
· حقيقة الرجاء
· منزلة الرجاء
· أنواع الرجاء
الجمع بين المحبة الخوف والرجاء

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/10.gif
منزلة الخوف
الخوف عبادة من أجل العبادات، بل هو أصل التقوى،وإنما سمِّي المتقي متقيًا لأنه يجعل بينه وبين ما يخاف وقاية؛ فالحامل على التقوى في الأصل هو الخوف.
وقد أمر الله تعالى بإفراده بالخوف وتعظيم مقامه جلَّ وعلا فقال تعالى: ﴿إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾)
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوإياي فارهبونhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةًhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوىhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngولمن خاف مقام ربه جنتانhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
فالخوف من الله تعالى أصل عظيم من أصول الدين، لا يصح الإيمان إلا به، وهو أصل التقوى، ورأس الحكمة، ومفتاح التوفيق، وجُنَّة المؤمن، وقيدُه عن المعاصي والتفريط، وهو عبادة من أجل العبادات ، وقد عرفنا أنه عبادة بأمور:
أولها: أن الله تعالى أمر به فقال :http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوخافونhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png، وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًاhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png ، وهو يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة، وامتثال أمر الله عبادة.
وثانيها : أن الله تعالى جعل الخوف منه شرطاً للإيمان ومقتضى من مقتضياته فقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوخافون إن كنتم مؤمنينhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png.
وثالثها: أن الله تعالى يحب أن نخاف منه، ووعد الذين يخافون مقامه بالثواب العظيم ؛ وقد عرفنا أن كل ما يحبه الله منَّا فهو عبادة.
ورابعها: أن الله تعالى أثنى على الذين يخافونه ومدحهم بل جعل وَجَلَ القلوب من مخافة الله تعالى شرطاً لحقيقة الإيمان، قال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
-وقال تعالى في مدح المصلّين الذين تنفعهم صلاتهم: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
-وقال تعالى في مدح المنفقين الذين ينفعهم إنفاقهم: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png.
- وقال تعالى في مدح أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته:http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngاللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وهذه العبادات: الصلاة والصدقة والتلاوة والذكر هي أصول أعمال الجوارح، كما أن المحبة والخوف والرجاء أصول أعمال القلوب.
وخامسها: أن الله تعالى أمر بالاتساء بنبيه http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png، وقد بيَّن النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png بفعله وبما أخبر به عن نفسه أحسن الهدي في أعمال القلوب ومنها الخوف من الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png، فقال: ((أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له)). متفق عليه.
فتبيَّن بذلك أن الخوف من الله عبادة من أجل العبادات .

أنواع الخوف
الخوف له أنواع ثلاثة:
النوع الأول: الخوف من سخط الله تعالى ، والحرمان من رضوانه ، وهذا هو خوف المحبين ، فإن خوف المؤمن من فوات ما يحبه ويتعلق به قلبه من رضوان الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png ومحبته وما يتبع ذلك من بركات عظيمة أشد من خوف كل خائف على أعظم كنز عنده، أو صحة نفسه أو حياة حبيبه.
ويكفي في ذلك أن تعلم أن غاية من تعلقت قلوبهم بمحبة الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png أن ينظروا إليه، فهذه أغلى الأمنيات وأعز المطالب، وكان من دعاء النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: ((وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة)).
فأعظم عقوبة للمحب حرمانه من رؤية محبوبه الأعظم ورضاه، وخوفُه على هذا المطلب لا يعادله خوفٌ على غيره، وقد جعل الله من عقوبة الكفار حرمانهم من رؤيته فقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngكلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون . ثم إنهم لصالوا الجحيمhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
فبدأ بعقوبة الحجاب قبل الجحيم؛ والتقديم مشعر بالتعظيم.
قال شيخ الإسلام: (فعذاب الحجاب أعظم أنواع العذاب، ولذة النظر إلى وجهه أعلى اللذات ؛ ولا تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم منه تعالى).

ثم إنَّ أنس المؤمن في حياته ونعيم روحه إنما هو في رضوان الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png عليه، فإذا تعرض لسخط الله باقتراف معصية كان خوفه على فقد أنسه بالله وما تنعُم به روحُه من بركات رضوان الله أعظمَ من خوف أصحاب الأموال على أموالهم، بل إنه في حال الاستقامة يخاف من زوال هذه النعمة، ويخاف أن لا يدرك درجات تتوق إليها نفسه ويسعى لبلوغها؛ فيخاف من اقتراف ما يحول بينه وبينها.

وخوف المؤمن من الحرمان من رضوان الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png في الدنيا سببه معرفته بضعف نفسه وعجزها وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، وأنه إذا لم يرض الله عنه ولم يهيئ له أسباب رحمته وفضله وبركاته فهو حليف الحرمان والشقاء والخسران والعياذ بالله.
فإذا تيقَّن المؤمن ذلك يقينا يحلّ في سويداء القلب ويستشعره في نفسه كان أحرص شيء على رضوان الله، ولا أخوف عنده على نفسه من أمر يجلب له مقت الله تعالى وسخطه ويحرمه من رضوانه.
وسخط الله تعالى له سبب واحد: هو معصية الله، لأن العبد إذا اجتنب فعل المعصية لم يعاقب، ولذلك قال علي بن أبي طالب http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png: (خمسٌ احفظوهن، لو ركبتم الإبل لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن: لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيي جاهل أن يسأل، ولا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، و لا إيمان لمن لا صبر له). رواه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان.
فبدأ الوصايا بقوله: (لا يخاف العبد إلا ذنبه) لأن مصدر شقاء العبد وحرمانه وعذابه هو ذَنْبه.

النوع الثاني: الخوف من العذاب الدنيوي والأخروي، وهذا الخوف ملازم لقلب المؤمن، قال الله تعالى في صفات المؤمنين http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وأشدّ ذلك وأشرفه الخوف من عذاب الآخرة وذلك يشمل عذاب القبر وأهوال يوم القيامة وعذاب النار، وهو مع ذلك يخاف من العذاب الدنيوي أيضاً.
ومن ذلك: أن كل معصية توعد عليها بلعنة الله وغضبه فهي مجال خوف عظيم ، وكم من إنسان بقي معذباً سنوات من عمره بسب لَعنةٍ لُعنها على كبيرة عملها، قد استهان بما عمل، ونسي وغفل، فلم يتب من ذنبه، ولم يسترح من عذابه.
فهذا من عذاب الدنيا الذي يخافه المؤمنون، فيوجب لهم ذلك محاسبة النفس وتأمل ما يعانونه من العذاب ومناسبته لما يخشون اقترافهم له من الذنوب؛ فإن الغالب أن يكون الجزاء من جنس العمل.
قال ذو النون المصري: (الخوف رقيب العمل).
وبين المحاسبة والخوف تلازم ؛ فالخوف يوجب محاسبة النفس حتى ينظر العبدُ ما ارتكب مما يستحق عليه العذاب، ومحاسبة النفس توجب الخوفَ من الله تعالى لأنه إذا حاسب نفسه عرف تقصيره فخاف أن يعاقب عليه.

وأما الخوف من عذاب الآخرة فله شأن آخر في قلوب المؤمنين، وقد أثنى الله عليهم بهذه الخصلة فقال تعالى عن عباده المصلين الذاكرين: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى عن عباده الأبرار أنهم يقولون: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى عن أهل الجنة: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ، فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
فالخوف من العذاب هجيرى قلوب المتقين، ومن خاف سلك سبيل النجاة، ومن أمن العقوبة أساء العمل.
عن النعمان بن بشير http://vb.tafsir.net/images/smilies/anhma.png ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png، يقول : (( إنَّ أهْوَنَ أهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ يوضعُ في أخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ . مَا يَرَى أنَّ أَحَداً أشَدُّ مِنْهُ عَذَاباً ، وَأنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَاباً)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعن أنس http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png قَالَ: (خطبنا رَسُول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png خطبةً مَا سَمِعْتُ مِثلها قطّ، فَقَالَ: (( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ ، لَضحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيتُمْ كَثِيراً )) فَغَطَّى أصْحَابُ رَسُول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png وَجُوهَهُمْ ، وَلَهُمْ خَنَينٌ) . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

النوع الثالث: الخوف من فوات الثواب؛ فإن العامل المجتهد يرجو ثمرة عمله ، ويخاف أن يخيب سعيه بشيء يقترفه فيخسر ما كان يرجوه من الثواب العظيم، ولذلك اشتد خوف الصالحين من اقتراف محبطات الأعمال، لأنها توبق سعي العبد وتحرمه من ثواب ما عمل.
ولا شيء أخوف عندهم من الشرك لأنه محبط لجميع العمل ولا يعفى عمَّن ارتكبه مهما بلغ من العلم والعبادة، كيف وقد قال الله تعالى لنبيه http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال في أنبيائه الذين آتاهم الكتاب والحكم والنبوة: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقد حذر النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png من محبطات الأعمال عامها وخاصها تحذيراً شديداً، فالمحبطات العامة هي التي تحبط جميع العمل وهي نواقض الإسلام، والمحبطات الخاصة هي التي تحبط ثواب بعض الأعمال؛ كالمنَّة في النفقة ، والرياء الأصغر في العبادة، وطلب الدنيا بعمل الآخرة، ونحو ذلك.
وهذا التحذير يوجب الخوف من فوات الثواب بسبب ذنب يرتكبه العبد فيوبق سعيه، والعياذ بالله.

أسباب الخوف من الله وموجباته
الخوف من الله تعالى منزلة عظيمة توجبها أمور:
الأمر الأول: العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png ، فإنَّ من تفكر في أسماء العظمة والجلال ، وتفكر في آثارها ومقتضياتها، وتفكر في أفعال الملك العظيمة ، وآمن بها أوجب له ذلك الخوف الشديد من الله تعالى؛ وكلما كان المؤمن أعلمَ بالله كان أخشى له، ولذلك قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png ، وقال النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: (( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا)) متفق عليه، وفي رواية أخشاكم.
وقد قيل:
على قدر علم المرء يعظم خوفه = فما عالم إلا من الله خائف
فآمن مكر الله بالله جاهل = وخائف مكر الله بالله عارف

فمن ذلك: أن تعلم أن الله هو الواحد القهار، والعزيز الجبار، والعلي الكبير ، والقوي القدير، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يخفى عليه شيء، فعال لما يريد، له الكبرياء والمجد، شديد العقاب والبطش، ذو انتقام ممن يعصيه، يغار إذا انتهكت محارمه، ويغضب ويمقت، ويقبض ويمحق، ولا يخاف عاقبة فعله؛ فمن شهد ذلك بقلبه وآمن به حق الإيمان ارتعدت فرائصه قبل أن يفكر في المعصية.
وقد قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngويحذركم الله نفسهhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png وقال: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngولا يغرنكم بالله الغرورhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
الأمر الثاني: الخوف من المقام بين يدي الله جلَّ وعلا، وهو أمر كائن لا محالة لكل مكلَّف محسن أو مسيء، فمن تفكر في هذا المقام وخافه في الدنيا هوَّنه الله عليه يوم القيامه، ومن استخف به في الدنيا شدده الله عليه يوم القيامة.
قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وقال تعالى : http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngولمن خاف مقام ربه جنتانhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وعن عدي بن حاتم http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png قال: قال رسول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: (( ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرةٍ )) متفق عليه .
الأمر الثالث: مطالعة آيات الوعيد وأحاديثه ، وتأمّلُ ما أعده الله للعصاة من العذاب الشديد، فمن تفكر في ذلك وآمن به أوجب له ذلك الخوف من التعرض لسخط الله وعقابه.
قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngفذكر بالقرآن من يخاف وعيدhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png وقال: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png.
الأمر الرابع: كثرة الذكر؛ فإن الغفلة تقسي القلب ؛ ولا يزال الغافل يقسو قلبه شيئاً فشيئاً لكثرة ما يرين عليه؛ حتى يختم على قلبه فلا يؤثر فيه زجر ولا وعظ إلا أن يشاء الله أن يتداركه برحمته فيمنَّ عليه بتوبة من عنده.
قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png.
الأمر الخامس: تزكية النفس من الأخلاق السيئة ولا سيما الكبر والعجب والغرور.

آثار الخوف من الله وثمراته
للخوف من الله تعالى ثمرات عظيمة وآثار جليلة:
منها: أنه يوجب في القلب إجلال الله تعالى وتعظيمه وتوقيره وخشيته ، وهذا هو حقيقة التعبد.
ومنها: أنه يدفع العبد للاستقامة والمسارعة إلى الخيرات، والتورع عن الشبهات، والتقلل من فضول المباحات، ومراقبة الجوارح.

قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
وعن أبي هريرة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png قال: قال رسول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: (( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة )) رواه الترمذي.
قال النووي: ( (( أدْلَجَ )): بإسكان الدال ومعناه سار من أول الليلِ، والمراد التشمير في الطاعة).
قال أبو عثمان الحناط: سمعت ذا النون وشكا إليه رجل السُّبات فقال له: (لو خفت البيات لم يغلبك السبات). رواه البيهقي في الشعب.
ومنها: أنه سبب للانتفاع بالقرآن العظيم وما يتبع ذلك من بركات عظيمة؛ فإن الخوف هو ثمرة الإنذار ، وقد قال الله تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.pngوَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png، وقال تعالى: http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
ومنها: أنه يهذب النفس وينقيها من الأخلاق السيئة ، ويطهر القلب من أدوائه؛ فالخوف والكبر لا يجتمعان، إذا حل الوجل في القلب طرد الكبرَ والغرور والعجب ، وما يتركب من هذه الآفات ويتولد عنها من شرور عظيمة وبلايا جسيمة تودي بصحابها إلى المهالك.
ومنها: أنه يزجر العبد عن الظلم والعدوان ؛ فمن خاف انزجر، فيأمن الناس شرَّه، ويسلم المسلمون من لسانه ويده، بل يجعل الله له في القلوب مودة ومهابة، وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن عبد العزيز وجعفر بن محمد بن زين العابدين والفضيل بن عياض أنهم قالوا: (من خاف الله أخاف منه كلَّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء).
وقد روي مرفوعاً من حديث ابن مسعود وحديث واثلة ابن الأسقع ولا يصحان.
وقال يحيى بن معاذ الرازي: (على قدر حبك الله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشغل في أمرك الخلق). رواه البيهقي في الشعب.

وأما قول عمر بن الخطاب http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png: (نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه) فلم يرد به نفي الخوف عنه، وإنما مراده أن إجلاله لله يمنعه من معصيته.
http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/10.gif
§ الفرق بين خوف العبادة وغيره
الخوف على قسمين:
القسم الأول: خوف العبادة: وهو الذي يحمل معنى العبادة من التذلل والرهبة والخشية من إيقاع الضرر ممن يملك إيقاعه، فيقوم بالقلب عبادات عظيمة من الرهبة والخشية والإنابة والتوكل وتعلق القلب فهذا الخوف لا شك أن صرفه لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png شرك أكبر مخرج عن الملة، قال الله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون وهذا الخوف هو من عمل المشركين، ولذلك إذا أردت أن تعرف معنى الخوف الشركي فاعرف حال المشركين الذي يخافون هذا الخوف، وقد ذكر الله لنا من أخبارهم، قال الله تعالى حكاية عن خليله إبراهيم http://vb.tafsir.net/images/smilies/slm.png في محاجته لقومه: ﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
وقال عن عاد قوم هود في مجادلتهم لنبيهم: ﴿قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
وقال لنبيه محمد http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)
قال ابن جرير http://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ويخوّفك هؤلاء المشركون يا محمد بالذين من دون الله من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوء، ببراءتك منها، وعيبك لها، والله كافيك ذلك).
وقال قتادة: (بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خالد بن الوليد إلى شعب بسُقام ليكسر العزّى، فقال سادنها -وهو قيمها -: يا خالد أنا أحذّركها، إن لها شدّة لا يقوم إليها شيء، فمشى إليها خالد بالفأس فهشّم أنفها).
وقال مجاهد: (﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ يعني: «يخوفونك بالأوثان التي يعبدون من دون الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png»).
ومن عبَّاد الأوثان والقبور اليوم من يخوِّف الناس من هؤلاء الذين يعبدونهم من دون الله بأن لهم قدرة وتصرفاً وإذا غضبوا على شخص أرسلوا له من يعذبه ويصيبه بالأمراض وربما يشل جسده أو يقتله ونحو ذلك من التخويف الذي لا يجوز لمؤمن أن يخافه.
oخوف السر
يذكر بعض العلماء عبارة (خوف السر) ويقصدون به خوف التعبد، كما صرَّحوا بالتمثيل له بخوف عباد القبور والأولياء، وهؤلاء في الحقيقة جمعوا أنواعاً من الشرك منها اعتقادهم أن أولئك الأموات يطلعون على ما يعملون، واعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط، وخوفهم أن يقطعوا عنهم المدد أو يتخلوا عن الشفاعة لهم ونحو ذلك؛ فلذلك تجد بعضهم إذا سمع أحداً يذكر أحد أولئك الأموات بسوء أو ينهى عن الغلو فيهم يُرى عليه أثر الخوف من غضب ذلك الولي بزعمهم.
وخوف السر هذا فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك، والعياذ بالله تعالى من الشرك.
فالخوف التعبدي عبادة من أجَلّ العبادات صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.

القسم الثاني من الخوف: الخوف الطبيعي، وهو ما خلا من معاني التعبد، وهذا حكمه بحسب ما يحمل عليه:
مثاله: خوف العبد من السباع والهوام والظلمة الطغاة فهذا لا يلام عليه العبد بل قد يعذر بسببه في أحوال؛ فقد يسقط عن الرجل وجوب صلاة الجماعة للخوف، وقد يجوز له جمع ما يجمع الصلوات بسبب الخوف، ونحو ذلك.
× أما إن حمل هذا الخوف صاحبَه على ترك بعض الواجبات التي لا يعذر بتركها أو ارتكاب محظور لا يعذر بارتكابه فهو محرم لا يجوز.
مثاله: جماعة من المسلمين ظاهرون في بلد من البدان حملهم الخوف من العدو على ترك الجهاد في سبيل الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png؛ وترك إعداد العدة لذلك؛ فهؤلاء مذمومون مفرطون مذنبون بتركهم فريضة الجهاد في سبيل الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png، وسنة الله تعالى جارية بأن يسلط الله عليهم أعداءهم وينزع مهابتهم من صدور الكافرين بسبب مخالفتهم لاتباع هدى الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png، وتقديمهم خوف العدو على الخوف من الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
﴿يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ أي يعظمهم في نفوسكم حتى تخافوهم.
فهذا الخوف من أولياء الشيطان محرم لا يجوز.
بل قد يصل الخوف من غير الله تعالى بالعبد إلى الكفر والعياذ بالله؛ كمن يحمله الخوف على الرضا بالكفر واختياره خوفاً وجبناً كما قال الله تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ
وهذا هو أصل خوف الأتباع من المتبوعين من أئمة الكفر كما قال الله تعالى فيهم: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)
فهؤلاء حملهم خوفهم الطبيعي على الكفر والعياذ بالله.

§ أقسام الناس في الخوف من الله
الناس في خوف العبادة على درجات:
الدرجة الأولى: السَّابِقون المقرَّبون وهم الذين حملهم الخوف من الله تعالى على المسارعة في الخيرات والتقرُّب إلى الله تعالى بالفرائض والنوافل والورع واجتناب المحرمات والشبهات؛ فهؤلاء بخير المنازل
وهم الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
وقوله: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
الدرجة الثانية: المقتصدون وهم الذين حملهم الخوف من الله تعالى على اجتناب المحرمات وفعل الواجبات فهؤلاء هم المتقون المقتصدون.
الدرجة الثالثة: المفرِّطون الظالمون لأنفسهم من المسلمين، وهؤلاء معهم أصل الخوف من الله تعالى بحيث يمنعهم من الشرك الأكبر وارتكاب ناقض من نواقض الإسلام والامتناع عن بعض الكبائر، لكنهم لضعف خوفهم من الله تعالى يرتكبون بعض الكبائر ويتركون بعض الفرائض الواجبة والعياذ بالله، فهؤلاء مذنبون مستحقون للعذاب بقدر ما وقعوا فيه من المخالفة، وهم باقون في دائرة الإسلام.
الدرجة الرابعة: الغلاة المُفْرِطُون وهم الذين حملهم الخوف الشديد على نوع من اليأس من رحمة الله والقنوط من رحمته؛ فهؤلاء مذنبون غلاة، ولا يجوز للمؤمن أن ييأس من روح الله، ولا يقنط من رحمته.
الدرجة الخامسة: المشركون وهم الذين صرفوا هذه العبادة العظيمة لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png؛ فهؤلاء مشركون كفار خارجون عن دين الإسلام والعياذ بالله.
فهذه درجات الناس في خوف التعبد وهم في كل درجة تتفاوت منازلهم.








http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/13.gif
انتظرونا في الحلقه القادمه

عطر الجنة 05-17-2014 06:35 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
سلسلة رائعة تبارك الله

أ. هوازن

جعله الله في موازين أعمالك

تستحق التقييم
جزاك الله خير الجزاء

ام بشري 05-17-2014 09:55 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
رائع غاليتي من لا يخاف الله لادين لهبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

هوازن الشريف 05-17-2014 07:23 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
عطر الجنه


اشكرك من قلبي على تقيمك واهتمامك

جعلك الله من اهل الفردوس

هوازن الشريف 05-17-2014 07:31 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
ام بشري

اشكرك على الاطلاع والدعاء

حفظك الله

حمامة الاسلام 05-17-2014 07:52 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
بارك الله فيك استادتنا هو موضوع قيم استفدت منه كثيرا خاصة انواعه و اسبابه


امي فضيلة 05-21-2014 12:44 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 


حياك الله ابنتي الغالية هوازن الشريف



جزاك الله خيرا على الطرح القيم




أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما

هوازن الشريف 05-22-2014 04:31 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
حمامة الاسلام

اشكرك عزيزتي على مرورك الغالي

دمتي بتميز

هوازن الشريف 05-22-2014 04:33 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة الخوف والرجاء
 
امي الغاليه دمعة الم

اشكرك على دعاءك لاحرمت تواجدك

دمتي بصحه وعافيه


الساعة الآن 12:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)