منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   المفاتيح العشر لتدبر القرآن الكريم {متجدد} (https://hwazen.com/vb/t456.html)

مريم مصطفى رفيق 06-07-2013 06:41 PM

المفاتيح العشر لتدبر القرآن الكريم {متجدد}
 


المفاتيح العشر لتدبر القرآن الكريم
http://www.manhag.net/main/images/Mfate7_Mini.png



ا
لمفتاح الأول: حب القرآن




من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئًا تعلق به، واشتاق إليه، وشغف به، وانقطع عما سواه ... والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين،


والفهم العميق .. وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبًا، وانقياده إليه يكون شاقًا لا يحصل إلا بمجاهدة ومغالبة .. وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر.
والواقع يشهد لصحة ذلك، فإننا مثلاً نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز .. بينما الآخر لا يكاد يعي ما يقال له إلا بتكرار وإعادة، وتجده يذهب معظم وقته ولم ينجز شيئًا من واجباته .
واعلم أن القلب هو آلة الفهم والعقل والإدراك .. كما في قوله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]
وأن القلب بيد الله وحده لا شريك له .. يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء، بحكمته وعلمه سبحانه.
يقول تعالى {.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24] .. فليست العبرة بالطريقة والكيفية التي تحاول فهم القرآن بها؛ بل الفتح من الله وحده، وما يحصل لك من التدبُّر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر لا الفخر .. فمتى أعطاك الله فهم القرآن، وفتح لك معانيه، فاحمد الله تعالى واسأله المزيد، وانسب هذه النعمة إليه وحده، واعترف بها ظاهرًا وباطنًا.
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg
وينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال: هل أنا أحب القرآن؟
إن بعض المسلمين لو سُئِل هل تحب القرآن؟، يجيب: نعم أحب القرآن، وكيف لا أحبه ؟ .. لكن هل هو صادق في هذا الجواب؟!
كيف يحب القرآن وهو لا يطيق الجلوس معه دقائق، بينما تراه يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة؟!!
قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله"
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg
علامـــات حب القرآن ..
اعرض هذه العلامات على قلبك، لتعلم إن كنت صادقًا في حبك للقرآن أم لا ..
1) الفرح بلقائه.
2) الجلوس معه أوقاتًا طويلة دون ملل.
3) الشوق إليه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع .. وتمني لقائه والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه.
هل تشتاق إلى لحظاتك مع مُصحفك؟ .. فمتى بعُدت وحالت بينك وبين القرآن موانع، هل تشعر بعطش وجوع واحتياج ماس لهذه الجلسة القرآنية التي تستشفي بها؟
4) كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها.
5) طاعته، أمرًا ونهيًا.
فهل تنقاد وتخشع وتخضع لأوامر القرآن ونواهيه؟
هذه أهم علامات حب القرآن وصحبته، فمتى وُجدت فإن الحب موجود، ومتى تخلفت فحب القرآن مفقود، ومتى تخلف شيء منها نقص حب القرآن بقدر ذلك التخلف .
وينبغي أن نعترف بالتقصير إذا لم توجد فينا العلامات السابقة، ثم نسعى في التغيير ..
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg
كيـــف تُمكِن قلبك من حب القرآن؟
لقد جعل الله عزَّ وجلَّ لذلك أسبابًا ووسائل، من سلكها وفِق، ومن تخلَّف عنها خُذِل ..
الوسيلة الأولى: التوكُّل على الله تعالى والاستعانة به ..

الدعاء بحب القرآن أمرٌ عظيم، من استُجيب له سَعِد في حياته سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، ومن رزقه الله حب القرآن فقد رزقه الإيمان، وسهَّل له طريق الجنان، وما دام الأمر بهذه الأهمية فإننا لم نُترك فيه هملاً فقد بيَّنه الله ورسوله لنا أوضح بيان .. وهو في أربعة أمور:
الأول: الفاتحة ..
فقد تضمنت الفاتحة سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم، ومن أهم نِعَم الله عليهم أن فتح لهم أبواب كتابه ويسر لهم العيش في رحابه ..
فعندما تقرأ الفاتحة فأنت تدعو الله تعالى أن يرزقك حب كتابه العظيم؛ ليحصل لك بذلك الغوص في أعماقه والنجاة به في الحياة الدنيا والآخرة .
الثاني: الاستعاذة ..
فإن الشيطان قد قطع على نفسه العهد أن يقطع عليك طريق الوصول إلى القرآن الكريم الذي هو صراط الله المستقيم، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من الشيطان في كل مرة نريد قراءة القرآن الكريم : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].
الثالث: البسملة ..
البسملة حقيقتها دعاء وتوسل إلى الله تعالى بثلاثة من أسمائه: الله، الرحمن، الرحيم .. ليمدك بالعون والبركة فيما أنت مقبل عليه، وما تريد أن تقوم به.
الرابع: دعــــاء حب القرآن ..
عن ابن مسعود http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png: أن رسول الله http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg قال "ما أصاب أحدًا قط همَّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي، إلا أذهب الله عزَّ وجلَّ همَّه وأبدله مكان حزنه فرحًا"
قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟، قال "أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" [رواه أحمد والبزار وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1822)]
ليس كل من قرأ القرآن قد وصل القرآن إلى روحه وقلبه ونفسه، بل الكثير منهم محرومون من ذلك .. قد توَّقف القرآن عند حناجرهم ولم يصل إلى قلوبهم ..
والذي يدعو بهذا الدعاء فهو يسأل الله تعالى أن يزيل هذه العوائق ويفتح الطريق إلى القلب ليصل إليه نور القرآن وروحه .. فالحاجة المطلوبة في هذا الدعاء عظيمة يتوقف عليها سعادة الإنسان الأبدية؛ وهي أن يكون القرآن ربيع قلبه؛ أي الماء الذي يسقي قلبه فيحييه ويقويه بعد أن كان قاسيًا مريضًا، وكذلك الدعاء بأن يكون القرآن نور صدره، وما ظنكم بصدر دخله نور القرآن هل يبقى فيه شيء من القلق أو الهم أو المرض؟ .. وما ظنكم بقلب دخله روح القرآن كيف تكون قوته وثباته؟.
فهذا الدعاء حاجتنا إليه أشد من حاجتنا للطعام والشراب والنفس، من استجيب له هذا الدعاء فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها، ومن حُرِِمَ منه فقد فاته كل شيء وإن حصل كل ملذات الدنيا وشهواتها.
فعلى كل مسلم أن يكرر هذا الدعاء كل يوم ثلاثًا، خمسًا، سبعًا، ويتحرى مواطن الإجابة، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق وتضرع وإلحاح وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى.
وعليه بالصبر والاستمرار حتى يستجاب له ويحصل على مطلوبه؛ عن أبي هريرة: عن النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أنه قال "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل"، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟، قال "يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" [صحيح مسلم (2735)]
ومن علامات استجابة هذا الدعاء .. أن يشرح صدرك لكثرة قراءته، وكثرة القيام به في الليل والنهار، وعندها عليك أن تحمد الله تعالى وتشكره على هذه النعمة العظيمة وتسأله دوامها وزيادتها.
الوسيلة الثانية: القراءة عن عظمة القرآن ..

فأكثر من القراءة عن عظمة وفضل القرآن مما ورد في القرآن والسنة، واقرأ باستمرار عن حال السلف مع القرآن وقصصهم في ذلك وأخبارهم، وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له .
ومن الكتب المُقترحة في هذا الباب: كتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) للإمام النووي، ومقدمة تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، و(عظمة القرآن الكريم) وهي رسالة دكتوراة.
وينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن، وعدم تعظيمنا له سببه الجهل بقيمته .. إن الكثير من المسلمين تعظيمه للقرآن تعظيم مجمل، فحد علمهم : أنه كتاب منزل من عند الله، تعبَّدنا بتلاوته في الصلاة، ونقرؤوه على المرضى للشفاء، أما العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يحققه من نجاح للإنسان في هذه الحياة فهو محل جهل عند الكثيرين مما يجعلهم يزهدون فيه ويهجروه ويشتغلون بما هو أدنى منه!!
ولو أُعلِن عن كتاب من يختبر فيه وينجح يمنح عشرة مليارات؛ فكيف يكون حرص الناس وتعلقهم بهذا الكتاب؟ وكيف يكون الطلب عليه، والاشتغال بمذاكرته ؟

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/16.gif
إن القرآن كتاب من ينجحْ فيه يمنحْ ملكًا لا حدود له ..
ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه، الذي هو المفتاح الرئيس لتدبُّر القرآن وفهمه .. فإن هذا الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا لله عزَّ وجلَّ، وبهذا نصل إلى مرتبة ودرجة أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين لو أقسم الواحد منهم على الله لأبره، وحقق له أمنيته.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب القرآن وأن يجعلنا من أهله،،

مريم مصطفى رفيق 06-07-2013 06:44 PM




معظم الناس إذا سألته:: لماذا تقرأ القرآن ؟

يجيبك:: لأن تلاوته أفضل الأعمال، ولأن الحرف بعشر حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب، أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها.http://www.manhag.net/main/images/Mfate7_Mini.png

والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ .. فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها، ولا يحس ولا يشعر بها؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني؛ فلهذا السبب تجد حافظًا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .

وجمع الذهن بين نيـات ومقاصد متعددة في وقت واحد، عملية تحتـاج إلى انتبــاه وقصد وتركيز ..

وفي أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت، كان العمل أعظم أجرًا وأكبر تأثيرًا على العامل،،


وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيـــــات كلها عظيمة ..

وكل واحدة منها كافية لأن تدفع المسلم ليسارع إلى قراءة القرآن، ويكثر الاشتغال به وصحبته.

وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك:: ( ثمَّ شعَّ )

(الثــــاء): ثواب .. (الميم): مناجاة، مسألة .. (الشين): شفاء .. (العين): علم .. (العين): عمل.

فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضرًا المقاصد الخمسة معًا، كان انتفاعه بالقرآن أعظــم وأجره أكبر وتدبره أعلى .. قال النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى" [متفق عليه] ..

فمن قرأ القرآن يريد العلم، رزقه الله العلم .. ومن قرأه يريد الثواب، فقط أعطي الثواب .. قال ابن تيمية: "من تدبَّر القرآن طالبًا الهدى منه، تبيَّن له طريق الحق" [العقيدة الواسطية (1:8)] ، وقال القرطبي: "فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسُنَّة نبيه http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يجب، وجعل في قلبه نورا" [تفسير القرطبي (11:176)]، ومن قرأ القرآن يريد النجاح يسَّر الله له النجاح.

لذا، دعونا نتخذ هذه الأهداف في قرائتنا للقرآن ..
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم ..


هذا هو المقصود الأعظم من إنزال القرآن، والأمر بقراءته، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة، قال الله عزَّ وجلَّ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29].

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين" [مصنف ابن أبي شيبة 6-126].

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "لقد عشنا دهراً طويلاً وإن أحدنا يؤتى الإيمان (أي: ما تضمنته الآيات من العلم بالله واليوم الآخر ) قبل القرآن (أي: مجرد قراءة الألفاظ) فتنزل السورة على محمد http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg، فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يوقف (أي: التوقف للتدبر) عنده منه ينثره نثر الدقل" [المستدرك (1:91)، سنن البيهقي الكبرى (3:120)]

قال أحمد بن أبي الحواري: "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آية، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله، أما إنهم لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحًا بما قد رزقوا" [لطائف المعارف:203]


معنى العلم والعلماء في القرآن الكريم

ما هو العلم الذي نريده من القرآن؟ أهو علم الصناعة؟ أو الزراعة؟ أم الإدارة؟

إننا نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة .. يحقق لنا السعادة، والحياة الطيبة، والنفس المطمئنة، والرزق الحلال الواسع، ويحقق لنا الأمن في الدنيا والآخرة .. نريد العلم الذي يولد الإرادة والعزيمة، ويقضي على كل مظاهر الفشل والإخفاق في جميع مجالات الحياة.

إنه العلم بالله تعالى وباليوم الآخر ..

كما قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ..} [محمد: 19]، فالعلم الذي يورث الاستغفار، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح .. وهذا العلم هو: علم لا إله الا الله، على وجه يحقق المقصود لفظًا ومعنى.

وقد شاع بين الناس قِصَر العلم الآخروي على قسم واحد منه وهو العلم بالحلال والحرام، وهذا خطأ شائع ..

والصحيح أن العالم حقًا هو من يخشى الله تعالى، وإن كان لا يعرف كتابة اسمه، كما قيل :

ورأس العلم تقوى الله حقًا وليس بأن يقال لقد رئستا

وقال ابن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار بالله جهلاً" [مفتاح دار السعادة (1:51)].


كيفية تحقيق مقصد العلم

إن مما يعين على تحقيق هذا المقصد:

أن تقرأ القرآن كقراءة الطالب لكتابه ليلة الامتحان .. قراءة مركزة واعية، بحيث يركز على ما يقرأ، ويعي ما تعنيه كل كلمة، وأنه سيسأل فيه.

الرجوع إلى القرآن في كل موقف من مواقف حياتنا .. فكل موقف أو حدث أو حالة تمر بك تسأل نفسك: أين ذكرت في القرآن؟ وهل وردت في كتاب الله عزَّ وجلَّ؟

فمن أراد أن يكون شخصًا ناجحًا في الحياة، عليه بحفظ القرآن وفهم نصوصه .. ليمكنه الحصول على الإجابات الفورية والسريعة والصحيحة في كل حالة تمر به في حياته .. كما كان جواب النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg لأبي بكر رضي الله عنه إذ هما في الغار { .. لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ..} [التوبة: 40] ..

إنه الثبات والرسوخ ممن حفظوا كتاب ربهم وفقهوا ما فيه في أصعب المواقف التي تمر بالإنسان، وتطيش فيها عقول الرجال.
من تطبيقات مقصد العلم:

أن تضع في ذهنك معاني وأسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القرآن، مثلك في هذا مثل: من يسير في طريق و هو يبحث عن هدف محدد، فإنه يسير بوعي وانتباه .. وأما من يسير وهو خال الذهن، فهو يقطع الطريق من أوله إلى آخره دون أن ينتبه لما يوجد فيه، خاصة إذا كان يسير بسرعة عالية.

http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

القرآن هو أفضل الكتب في شتى مجالات الحيـــاة ..


فكل من يبحث عن السعادة أو القوة أو النجاح، عليه أن يبحث عنها في القرآن .. فالقرآن العظيم ما أنُزل إلا من أجل تحقيق القوة والسعادة للناس، وتحريرهم من عبودية الشهوات والأهواء، وجميع نقاط ضعفهم لينطلقوا في درجات القوة والنجاح في أرقى أشكالها، وأعلى صورها.

إن انشغال الناس بمؤلفات الناس وطلبهم العافية والشفاء النفسي والقوة المعنوية منها يشبه أسلوبهم في التغذية البدنية الجسدية؛ حيث اقتصروا على أطعمة ترضي الذوق والمزاج بينما هي تهدم الجسد وتهلكه.
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

تزكية النفس بالقرآن


يقول الله تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

إن تزكية الإنسان وإصلاحه له جهتان :

الأولى : العلم والتعليم .. أو الفكر، أو المنطق، أو الإقناع، أو المعتقدات إلى آخره من المصطلحات في هذا المعنى.

الثانية: العمل .. أو التربية، أو التدريب، أو السلوك، أو العاداتإلى آخره من المصطلحات.

والقرآن الكريم يحقق الأمرين معًا بأكمل وجه وأحسن صورة .. لمن آمن به وسلك الأسباب الموصلة لذلك.

إن القرآن الكريم بحق هو كتاب التربية والتعليم الذي يغني عما سواه، ولا يغني عنه غيره ..

ولو تأملنا كيف ربى النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أصحابه، في زمن لم يكن فيه مدارس أو جامعات أو دورات تطوير الذات أو مؤلفات .. بل كان القرآن الوسيلة الوحيدة التي استخدمها النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg في تربية أصحابه، و في دعوته للناس كافة .. فكان ذاك الجيل الفريد من نوعه في العالم، على مر التاريخ ..

فمتى أردت الطريق المختصر لتغيير شخص فعليك بتغيير معتقداته وأفكاره، وعدم الاقتصار على ملاحقة مفردات سلوكياته وتصرفاته، وهذا ما يحققه القرآن الكريم لمن أخذ بمفاتحه،،

مريم مصطفى رفيق 06-07-2013 06:47 PM


المفتاح الثالث: أن تكون القراءة حفظًا

مثل حافظ القرآن وغير الحافظ؛ مثل اثنين في سفر .. الأول: زاده التمر، والثاني: زاده الدقيق، فالأول: يأكل متى شاء وهو على راحلته، والثاني: لا بد له من نزول، وعجن، وإيقاد نار، وخبز، وانتظار نضج ..http://www.manhag.net/main/images/Mfate7_Mini.png
قال الله تعالى {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49]
والعلم مثل الدواء .. لا يؤثر حتى يدخل الجوف، ويختلط بالدم، وما لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت .. ومثل الجهاز المزود ببطارية والجهاز الذي ليس كذلك، الأول يمكن أن يشتغل في أي مكان أما الثاني فلا بد من مصدر كهرباء.
وحفظ القرآن له أثرٌ على زكاة القلب وصلاحه ..
والقلب هو الآلة التي يتم بها التدبُّر والتفكُّر .. عن ابن عباس http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png قال: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" .. ومن المعلوم أن البيت الخرب هو مأوى الشياطين فكذلك القلب الخرب الذي ليس فيه شيء من القرآن، أما القلب العامر بحفظ القرآن فلا يقربه شيطان، وبإذن الله تعالى لا يتمكن من إيذائه .
وقال ابن مسعود http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره" [مصنف ابن أبي شيبة (6:126)]
وحفظ القرآن يفتح المجال للتفكير في آياته، في أي مكان وفي أي زمان وعلى أي حال .. وهذا يعطي قوة في التفكير والتدبُّر، ويعطي أيضًا قوة في الربط المباشر السريع بين آيات القرآن وبين ما يصادف المسلم من وقائع وحوادث في الحياة اليومية.
يقول أبو عبد الله بن بشر القطان : "ما رأيت رجلاً أحسن انتزاعًا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد ، وكان جارنا، وكان يديم صلاة الليل، وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه ينتزع منه ما شاء من غير تعب" [سير أعلام النبلاء (15:521)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "أنا جنتي وبستاني في صدري أَنَّى رُحْتُ فهي معي" ، وهو يريد بذلك القرآن والسنة التي في صدره تثبته وتزيده يقينا .. فهو يستحضر ما حفظه من القرآن والعلم النافع متى شاء.
وقال سهل بن عبد الله لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟، قال: لا .. قال:
واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن! فبمَ يترنم؟ فبمَ يتنعم؟ فبمَ يناجي ربَّه؟!
هذا المقصود من كون الحفظ أحد مفاتح التدبر؛ لأنه متى كانت الآية محفوظة تكون حاضرة في الذهن، ويتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر ..
أما إذا كان القرآن في الرفوف فقط؛ فكيف يمكن لنا أن نطبقه على حياتنا؟!
http://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

العلاقة بين الحفظ والتدبر

إن علاج أي مشكلة له ثلاث صور:
الأولى: المعالجة الذهنية المجردة الشفهية .. من غير تحرير ولا ترتيب للحلول.
الثانية: المعالجة المكتوبة المحررة المرتبة .. من دون حفظ أو استذكار لمضمونها.
الثالثة: المعالجة الذهنية لشيء مكتوب مسبقًا، ومحرر .. بمعنى حفظ ما تم التوصل إليه في علاج المشكلة كتابيًا .. وهذه هي أقوى الصور، تليها الثانية، ثم الأولى.
وحفظ القرآن وتكرار قراءته هو من النوع الثالث .. فترديد الآية والتفكر فيها وهي محفوظة أفضل من تكرارها نظرًا؛ لقوة تأثيرها على النفس ولأن مفعولها يستمر، بينما الطريقة الثانية يقف مفعولها عند إغلاق المصحف.
إن الهدف من حفظ القرآن: حفظ ما تضمنه من العلم بالله واليوم الآخر .. ذلكم العلم الذي يعالج جميع قضايا الحياة ويحل كل المشاكل ويحقق السعادة والحياة الطيبة للإنسان، ويحقق له الثبات في الأزمات، والقوة للأمة في مواجهة أعدائها .. هذا هو الهدف الأهم لحفظ القرآن والذي ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربية .
وحفظ الألفاظ وسيلة وليس غاية .. وسيلة إلى حفظ المعاني، والانتفاع بها في الحياة.
أما الاقتصار على حفظ الألفاظ، فهو قصور في حق القرآن العظيم .. وهو انحراف عن الصراط المستقيم في رعايته والانتفاع به في الحياة الدنيا والآخرة.

مريم مصطفى رفيق 06-07-2013 06:50 PM

المفتاح الرابع: القيام بالقرآن

ن القيام بالقرآن في الصلاة من أهم مفاتح تدبر القرآن، وأعظمها شأنًا، وقد ورد عدد من النصوص تدل عليه وتؤكد أهميته ..
فضل قراءة القرآن في صلاةhttp://www.manhag.net/main/images/Mfate7_Mini.png
التهجد بالقرآن طريق للوصول إلى المقامات العالية في الآخرة .. يقول الله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79] .. والآية خطاب للنبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg ولأمته، وإن كان مقامه http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أعلى من مقام بقية المؤمنين.
وقال الله جلَّ وعلا {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 9]، فدلت الآية على أن العلماء هم الذين يقومون بالقرآن ليلاً، وأنهم أعلى مكانا وأرفع مكانة.
القيام بالقرآن هو السبيل لتحمل ومواجهة مشاكل وصعوبات الحياة كلها، سواءً كانت دينية أو دنيوية .. يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } [المزمل: 1,5].
وثواب القيام بالقرآن عظيم .. عن عبد الله بن عمرو http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png: عن رسول الله http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أنه قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" [رواه أبو داوود وصححه الألباني، صحيح الجامع (6439)]
وعن أبي هريرة http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png قال: قال رسول الله http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟"، قلنا: نعم، قال: "فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان" [صحيح مسلم]
لا تنافس إلا في القيام بالقرآن وإنفاق المال في سبيل الله .. عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ النَّبِيِّ http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg قَالَ "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ" [صحيح مسلم]
فالتنافس والتسابق والشرف لا يصح أن يكون إلا في أمرين اثنين لا ثالث لهما، وهما الطريق لكل الفضائل الأخرى :
الأول: القيام بالقرآن .. وهو الطريق إلى العلم والإيمان.
الثاني: إنفاق المال في سبيل الله تعالى .. وهو متوقف على الأول .
ومن آتاه الله القرآن ولم يقم به، أي: لم يقرأه في صلاة، فهو مثل من آتاه الله مالاً ولم ينفقه ..
والطريق إلى حفظ القرآن وتذكر معانيه وتثبيتها في القلب هو: القيام بالقرآن .. عن ابن عمر http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png: عن النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أنه قال "إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه" [صحيح مسلم] .. ثم أكد الطرف الآخر من القضية وهو أن عدم القيام سبب النسيان.
فمن كان يقوم بالقرآن آناء الليل وآناء النهار، تجده وقافًا عند كتاب الله تعالى وإجاباته حاضرة وسريعة وقوية وقت الابتلاء والامتحان .. أما من كان مفرطًا في استخدام هذا المفتاح فما أسرع ما يسقط ويهوي، فتضيق به الحياة في حال الشدة، وتضيع عليه الحياة حال الرخاء.
ولو لم يكن في القراءة داخل الصلاة إلا الانقطاع عن الشواغل والملهيات لكفى .. فإن المصلي إذا دخل في الصلاة حُرِّم عليه الكلام والالتفات والحركة من غير حاجة، فهذا أعون على التدبُّر والتفكُّر وأجمع للقلب، وأيضًا فإن من حوله لا يقاطعه ولا يشغله ما دام في صلاته.
اجتماع القرآن والصلاة هو الحياة
وهما المفزع إلى الله تعالى
إن اجتماع القرآن مع الصلاة يمكن أن يشبه باجتماع الأكسجين مع الهيدروجين، حيث ينتج من تركيبهما الماء الذي به حياة الأبدان؛ فكذلك اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته.
يقول الله تعالى {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
ولا يثبت في هذه الحياة وتحصل له القوة، إلا من اتصف بصفات أولها كثرة الصلاة ودوامها .. يقول الله تعالى {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 19,23]
وكان النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ويطيل فيها قراءة القرآن .. كما في صلاة الكسوف.
فهذا دليل على أن القرآن مع الصلاة هما المفزع إلى الله تعالى لدفع الضر وجلب النفع، وهذا عين النجاح في الحياة في الدنيا والآخرة.
القيام بالقرآن وقيام الليل
بعض الناس قد قصر معنى قيام الليل على الصلاة دون العناية بالقرآن وقصد تدبره وكثرة قراءته في صلاته .. فلذلك ترى قراءته للقرآن في صلاته بالليل لا يطبق فيها أيا من مفاتيح التدبر، ومن أجل ذلك ترى انتفاعه بمثل هذا القيام يكون محدودا وضعيفًا.
عَنْ ثَوْبَانَ http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png: عَنْ النَّبِيِّ http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg أَنَّهُ قَالَ "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ. قَالَ "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
لذلك لا تستغرب أنه ربما وجد من يقوم الليل، وفي النهار يأكل الغيبة والربا ويغش ويخدع ويكذب وينافق ويجزع ويتسخط ويقلق إلى آخره من مظاهر الضعف والفشل في الحياة ..
والسبب أن قيامه قيام ليل وليس قيامًا بالقرآن، فهو خالٍ من أي علم أو إيمان ..
إنه قيام أجوف مجرد حركات لا يعقل منها شيئا، وقد جاء عن ابن عباس قوله: "ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه" [زاد المسير (1:527)].
وأيضًا وجد من بعض حفاظ القرآن من جعل الصلاة وسيلة لمراجعة حفظه دون أن يعي عظيم قدر الصلاة، فتراه قد قصر همه على قراءة أكبر قدر من حفظه في القيام، ثم يخطف بقية الأركان خطفا لا يطمئن فيها ولا يقيمها على الوجه المطلوب، وهذا من العجائب والسبب في مثل هذه الحالة هو أنه لمس فعلا أثر الصلاة في تثبيت الحفظ فقصر همه ونيته على هذا الأمر.
وبعض الأئمة في صلاة التراويح والقيام في رمضان يطيلون القراءة مع سرعة عالية، ثم يطففون بقية الأركان والقصد من هذا تحصيل ختم القرآن والدعاء عند ذلك ..
فهل مثل هذه القراءة تليق بالقرآن الكريم، وهل تم تحصيل المقصود من القيام بالقرآن؟
الصلاة دخول على الله تعالى وقرب منه
إن العبد إذا دخل في الصلاة فإنه يزداد قربًا من الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يقبل عليه بوجهه .. عن أنس http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png: أن النبي http://i31.tinypic.com/oqezgm.jpg قال "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ" [صحيح البخاري] .. وقال عطاء "بلغنا أن الربَّ يقول: إلى أين تلتفت؟ إليَّ يا ابن آدم؛ إني خير لك ممن تلتفت إليه" [تعظيم قدر الصلاة (1:190)]
ولذلك كانت القراءة داخل الصلاة أفضل وأكمل .. ولكي تكون صلاتنا قرة لأعيننا، وبهجة ولذة لأنفسنا علينا أن نتفقه في مقاصدها والتي منها تدبر نصوص القرآن،،



أم يعقوب 06-07-2013 06:58 PM


نور الأمل 07-27-2013 03:50 AM

السلام عليكم ورحمه الله
رااائع معلمتى
جزاك الله خير
اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا لكلماتكِ الراقية

حروفكِ عندما تصافـح شرفـات البـوح ...

تتـسـاقـط ابــداعـا وشــهــدا..

وتتغنى السطور كشدو عصافير ..

دمتِ بصحة وسعاده


الساعة الآن 05:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)