منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مواضيع تخص رمضان (https://hwazen.com/vb/f118.html)
-   -   مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان (https://hwazen.com/vb/t4659.html)

ام اسلام 05-26-2014 06:13 PM

مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 
http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif




مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان

الإتقان، الاحسان قال الله تعالى
{
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}
[القصص:77] عش مع ربك المُحسن
{
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي }[يوسف:100]
ارفع هذا الشعار نصب عينيك دائمًا، قل:

وقد أحسن لي إذ عافاني مما ابتلى به كثيرًا من الناس وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا
،
النبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا أن نقول هذه الكلمات إذا رأينا مبتلًى، قال:
"
من رأى مبتلًى فقالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاَكَ بِهِ وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلاً"
[صححه الألباني في صحيح الترمذي(3432)]
فأحسن، أتقن، جوّد عملك "
اعبدِ اللهَ كأنَّك تراه ، فإنْ لم تكن تراه فإنَّه يراك "
[حسنه الألباني في صحيح الجامع(1037)]
الاحسان يعنى الاتقان.والنبي ] يقول "إن الله كتب الإحسان على كل شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح"[صحيح مسلم(1955)]


فالإحسان بين منزلتين: إما أن يرى القلب ويستشعر القلب وجود

الرب سبحانه وتعالى


او المراقبه الله يراك، الله مطلع عليك



المُحْسِن سبحانه هو الذي له كمال الحُسن في أسمائه وصفاته وأفعاله، كما قال تعالى في كتابه:

{اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[طه:8]
.. فلا شيء أكمل ولا أجمل من الله، فكل كمال وجمال في المخلوق من آثار صنعته، وهو الذي لا يُحَد كماله ولا يوصَف جلاله، ولا يحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه ..

ليس في أفعاله عبث ولا في أوامره سفه، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة والعدل والفضل والرحمة .. إن أعطى فبفضله ورحمته، وإن منع أو عاقب فبعدله وحكمته، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه فأتقن صنعه وأبدع كونه وهداه لغايته وأحسن إلى خلقه بعموم نعمه وشمول كرمه وسعة رزقه على الرغم من مخالفة أكثرهم لأمره ونهيه ..

وأحسن إلي المؤمنين فوعدهم الحسني وعاملهم بفضله، وأحسن إلى من أساء فأمهله ثم حاسبه بعدله.


الدليل على ثبوت الاسم في السُّنَّة النبويـة

اسم الله المحسن لم يرد في القرآن الكريم ولكنه ورد في السنة النبوية مطلقًا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه، فقد ورد عند الطبراني وصححه الألباني من حديث أنس رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين” [السلسلة الصحيحة (469)].
وكذلك ورد من حديث شداد بن أوس رضى الله عنه أنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلماثنتين قال “إن الله محسنٌ يحب الإحسان، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ثمَّ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ” [رواه

الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1824)]

معنى الإحســان في اللغةوالاصطلاح


الحُسْنُ نقيض القُبْح، وحَسَّنتُ الشيء تحسِينًا، أي: زيَّنْتُه

وأحْسنتُ إليه وبه.

والإحسان يدورحول ثلاثة معاني:

1) التزيين ..

2) الإنعام على الغيــر ..

كما يُقال: أحْسَنَ إلى فلان.

3) الإحســان في الفعل ..

وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسنًا، أو عَمِلَ عملاَ حسنًا.
وعلى هذا قول أمير المؤمنين علي رضى الله عنه

“الناسُ أبناء ما يحسنون”، أي: مَنسوبون إلى ما يَعْلمون ويَعْملون من الأفعال الحسنة.
والإحسانُ: أن يُعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلَّ مما له،،
قال المناوي: “الإحسان: إسلامٌ ظاهِر، يقيمه إيمانٌ باطن، يكمله إحسانٌ شهوديِ” [التوقيف على مهمات التعاريف (1:40)]
فمنزلة الإحسان أعلى من منزلة الإسلام والإيمان ..

وتتحقق بأن يستشعر المرء وجود الله سبحانه وتعالى وقُربه منه في جميع أعماله، أو أن يستشعر رؤية الله عز وجلله وهي منزلة المراقبة.
قال أبو البقاء الكفوي في كتابه (الكليات)

“الإحسان: هو فعل (الإنسان) ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه” [الكليات (1:60)]
ويقول الفيروزآبادي

“الإِحسان من أَفضل منازل العبوديّة؛ لأَنه لبّ الإِيمان ورُوحُه وكمالُه. وجميع المنازل منطويةٌ فيها .. قال تعالى:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}

[الرحمن: 60]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم

“الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّك تَرَاهُ” [رواه مسلم] [بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (2:465)]


درجـــات الإحســان

وقد لخَّص الإمام ابن القيم الإحسان في ثلاث درجات:


1) الإحسان في القصد ..

2) والإحسان في الأحوال ..

3) والإحسان في الوقت ..

الدرجة الأولى : الإحسان في القصد ..
بتهذيبه علمًا، وإبرامه عزمًا، وتصفيته حالاً ..
أي: الإحسان في النية، بتنقيتها من الشوائب بألا يكون هناك للنفس أي حظ من عمله .. ويجعل قصده رضــا ربِّه عز وجلفقط ..
ولن تتمكَّن من إصلاح نيتك إلا بالعلم، الذي يكون من خلال:

1) علمٌ بالله سبحانه وتعالى ..

2) علمٌ بصحة الطريـــق ..

3) علمٌ بالجزاء عند ربِّ العالمين ..

وبعد أن تتعلَّم تلك الأمور، التي تُمَثِل الدافع لك للسير على الدرب والإحسان فيه ..

يصدق في العزم على القيـــام بالأعمال الصالحة ..

لينال ثوابها، ويهدد نفسه لأن لم تفعل المطلوب ليكونن لها بالمرصــاد ..
وعلامة العزيمة الصادقة: النشاط في العمل .. أما الفتور فهو دليل على عدم الصدق،،

وتصفيــة الحــال ..

بتنقية القلب من شوائبه وآفـاته عن طريــق الإكثــار من الاستغفــار.
فإذا أردت أن تصل إلى هذه المنزلة العظمى عند الله تعالى وتصير من المحسنين:

عليك أن تراعي تصفيـــة حالك ونيتك ..

وإذا وجدت الأمور تتعثر، فاتهم نيتك .. فإنما يتعثر من لم يُخْلِص،،

الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال ..

وهو أن تراعيها غيرةً، وتسترها تظرفًا، وتصححها تحقيقًا ..

يريد بمراعاتها:


حفظها وصونها غيرةً عليها أن تحول، فإنها تمرُّ مرَّ السحاب، فإن لم يرع حقوقها حالت ..
فتغــار على قلبك أن يتلف أو يفسد بعد أن وصل إليه الإيمان؛ لأنه لو تقلَّب بعدما ذاق ربما ينتكس إنتكاسة لا يعود بعدها أبدًا .. وتستر أحوالك الإيمانية عن الناس، ولا تريد أن يطلِّع عليها أحدًا سوى الله سبحانه وتعالى ..
ويصحح أحواله بحيث يتحقق بأنه على الدرب الصحيح؛ لأن الأحوال مواهب وقد تكون من تلبيس إبليس على النفس في بعض الأحيان .. كالذي يبكي في الصلاة ويظن أن بكاءه كان من خشية الله، ثمَّ فور إنتهاءه من الصلاة يعود لمعاصيه ولا يراعي نظر الله تعالى إليه .. فحينها يعلم أنه كان حال مغرور، أما الحــال الصادق فسيورث صاحبه الخشية.

الدرجة الثالثة:
الإحسان في الوقت
.
.
وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدًا ولا تخلط بهمتك أحدًا، وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدًا.

المعنى:

أن تعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحدٍ غيره .. أي تحافظ على وقتك؛ لأن وقتك هو رأس مالك وستُسأل عنه .. فتَغيِر أن يضيع هذا الوقت دون الوصول.

معنى الاسم في حق الله تعالى


قال القرطبي عن اسم الله المُحْسِن أن


“معناه راجعٌ إلى معنى المُفْضِل وذي الفَضل والمنَّان والوهَّاب”

[الكتاب الأسنى (2:414)]

وقال المُناوي في قوله صلى الله عليه وسلم“إن الله محسنٌ ..”،

أي “الإحسان له وصفٌ لازمٌ، لا يخلو موجودٌ عن إحسانه طَرْفةَ

عين، فلابدَّ لكل مُكوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة

الإمداد”
[فيض القدير (2:264)]

فالله سبحانه وتعالى أحسنَ إلى جميع الخلق بنعمة الإيجـاد

والإمداد، وأنعم على المؤمنين بنعمة أخرى وهي

نعمة الهدايـــة،،


والمؤمن يستشعر إحسان الله سبحانه وتعالى به عندما يخرجه

من
سجن الشهوات إلى عز الطاعة ..


ومن سجن الخطايا إلى فرج التوبة ..


مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم على لسان نبيه يوسف

{.. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ..} [يوسف: 100]


أنـواع فضل الله تعالى وإحسانه على الخلق

حظ المؤمن من اسم الله تعالى المُحْسِن

المنزلة الأولى: الإحســان مع الله تعالى ..

يقول الله تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..} [القصص: 77] .. راقب ربَّك الوهاب المنَّان المُنْعِم عليك في كل وقتك، ولا تنس ذلك ..


والطريق لأن تكون محسنًا مع ربِّكَ عز وجل.. يبدأ بـــ::



1) الإخلاص ..

وذلك بأن تضع الآخرة نُصب عينيك، تذكَّر دائمًا أبدًا أن هناك جنَّة ونــار وأن الموت آتيـــك لا محالة.

2) التوازن بين متطلبات الحيــاة والسير إلى الآخرة ..

فاعطِ كل ذي حقٍ حقه .. فعليك أن تُحْسِنَ في طلب الحلال، كما أحسنَ إليكَ في الإحلال .. وعليك أن تعمل في الدنيا للآخرة؛ حتى تبلغ هذا المقام.

3) إتقــان العبـــادة ..

عن أبي ذرٍّ رضى الله عنه قال :
“أوصاني خليلي أنْ أخشى الله كأنِّي أراهُ، فإنْ لم أكن أراه، فإنَّهُ يراني”
[جامع العلوم والحكم (4:49)]
.. فتحتاج أن تتعلم الفقه؛ لكي تكون عبادتك على هدي النبي صلى الله عليه وسلم
.. وغيرها من العلوم التي تعينك على الإحسان في عبادتك لله تعالى.

4) المراقبـــة ..

لذلك حينما سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، قال “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” [رواه مسلم]

5) الشكر لله تعالى .

.
فهل جزاء كل تلك النِعَم التي أحسن الله تعالى عليك بها إلا الشكر له سبحانه؟

6) مواجهة المُلِمات بالصبـــر عليها ..
قال تعالى {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 115]

7) مجـــاهدة النفس ..
بكظم الغيظ ومحاربة الشُح وكبح شهوة الانتقـــام، يقول الله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] .. فمجاهدة النفس لتحقيق تلك الأمور، من علامات إحســان العبــد.

8) الجهــاد في سبيل الله ..
كما في قول الله عز وجل
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
[العنكبوت: 69]

المنزلة الثانيـــة: الإحســان إلى الخلق ..

1) بتعليمهم ما ينفعهم في دينهم، ويكون سببًا في نجاتهم في الدنيــا والآخرة ..
من علوم الكتاب والسُّنَّة وفقه السلف، وإرشادهم إلى طرق الخيرات والقربات، وتحذيرهم مسالك الشر والهلكات .. يقول الله سبحانه وتعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[آل عمران: 164]

2) حُسن معاملة الضعفاء منهم ..
كالإحسان إلى اليتيم، يقول الله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} [الأنعام: 152]

3) دفع الخصومـة والخلافـــات ..
يقول الله عز وجل {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ..
فأحْسِن تعاملك مع الخلق، بداية من رد السلام إلى آخر ما جاء به الإسلام ..
ولا تعامل الناس بمعاملاتهم، وإنما عاملهم بما تحب أن يعاملوك به وبما تحب أن يراك الله عليه ..
وإذا وصلت إلى منزلة الإحسان مع الله ومع الخلق، فأبشِر بخيري الدنيــا والآخرة ..
فــ {.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
وأبشِر بالفردوس الأعلى؛ فإنها مثوى المحسنين ..
{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 34]

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المحسنين،،

الإتقان، الاحسان قال الله تعالى
{
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}
[القصص:77] عش مع ربك المُحسن
{
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي }[يوسف:100]
ارفع هذا الشعار نصب عينيك دائمًا، قل:

وقد أحسن لي إذ عافاني مما ابتلى به كثيرًا من الناس وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا
،
النبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا أن نقول هذه الكلمات إذا رأينا مبتلًى، قال:
"
من رأى مبتلًى فقالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاَكَ بِهِ وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلاً"
[صححه الألباني في صحيح الترمذي(3432)]
فأحسن، أتقن، جوّد عملك "
اعبدِ اللهَ كأنَّك تراه ، فإنْ لم تكن تراه فإنَّه يراك "
[حسنه الألباني في صحيح الجامع(1037)]
الاحسان يعنى الاتقان.والنبي ] يقول "إن الله كتب الإحسان على كل شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح"[صحيح مسلم(1955)]


فالإحسان بين منزلتين: إما أن يرى القلب ويستشعر القلب وجود

الرب سبحانه وتعالى


او المراقبه الله يراك، الله مطلع عليك



المُحْسِن سبحانه هو الذي له كمال الحُسن في أسمائه وصفاته وأفعاله، كما قال تعالى في كتابه:

{اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[طه:8]
.. فلا شيء أكمل ولا أجمل من الله، فكل كمال وجمال في المخلوق من آثار صنعته، وهو الذي لا يُحَد كماله ولا يوصَف جلاله، ولا يحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه ..

ليس في أفعاله عبث ولا في أوامره سفه، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة والعدل والفضل والرحمة .. إن أعطى فبفضله ورحمته، وإن منع أو عاقب فبعدله وحكمته، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه فأتقن صنعه وأبدع كونه وهداه لغايته وأحسن إلى خلقه بعموم نعمه وشمول كرمه وسعة رزقه على الرغم من مخالفة أكثرهم لأمره ونهيه ..

وأحسن إلي المؤمنين فوعدهم الحسني وعاملهم بفضله، وأحسن إلى من أساء فأمهله ثم حاسبه بعدله.


الدليل على ثبوت الاسم في السُّنَّة النبويـة

اسم الله المحسن لم يرد في القرآن الكريم ولكنه ورد في السنة النبوية مطلقًا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه، فقد ورد عند الطبراني وصححه الألباني من حديث أنس رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين” [السلسلة الصحيحة (469)].
وكذلك ورد من حديث شداد بن أوس رضى الله عنه أنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلماثنتين قال “إن الله محسنٌ يحب الإحسان، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ثمَّ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ” [رواه

الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1824)]

معنى الإحســان في اللغةوالاصطلاح


الحُسْنُ نقيض القُبْح، وحَسَّنتُ الشيء تحسِينًا، أي: زيَّنْتُه

وأحْسنتُ إليه وبه.

والإحسان يدورحول ثلاثة معاني:

1) التزيين ..

2) الإنعام على الغيــر ..

كما يُقال: أحْسَنَ إلى فلان.

3) الإحســان في الفعل ..

وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسنًا، أو عَمِلَ عملاَ حسنًا.
وعلى هذا قول أمير المؤمنين علي رضى الله عنه

“الناسُ أبناء ما يحسنون”، أي: مَنسوبون إلى ما يَعْلمون ويَعْملون من الأفعال الحسنة.
والإحسانُ: أن يُعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلَّ مما له،،
قال المناوي: “الإحسان: إسلامٌ ظاهِر، يقيمه إيمانٌ باطن، يكمله إحسانٌ شهوديِ” [التوقيف على مهمات التعاريف (1:40)]
فمنزلة الإحسان أعلى من منزلة الإسلام والإيمان ..

وتتحقق بأن يستشعر المرء وجود الله سبحانه وتعالى وقُربه منه في جميع أعماله، أو أن يستشعر رؤية الله عز وجلله وهي منزلة المراقبة.
قال أبو البقاء الكفوي في كتابه (الكليات)

“الإحسان: هو فعل (الإنسان) ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه” [الكليات (1:60)]
ويقول الفيروزآبادي

“الإِحسان من أَفضل منازل العبوديّة؛ لأَنه لبّ الإِيمان ورُوحُه وكمالُه. وجميع المنازل منطويةٌ فيها .. قال تعالى:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}

[الرحمن: 60]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم

“الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّك تَرَاهُ” [رواه مسلم] [بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (2:465)]


درجـــات الإحســان

وقد لخَّص الإمام ابن القيم الإحسان في ثلاث درجات:


1) الإحسان في القصد ..

2) والإحسان في الأحوال ..

3) والإحسان في الوقت ..

الدرجة الأولى : الإحسان في القصد ..
بتهذيبه علمًا، وإبرامه عزمًا، وتصفيته حالاً ..
أي: الإحسان في النية، بتنقيتها من الشوائب بألا يكون هناك للنفس أي حظ من عمله .. ويجعل قصده رضــا ربِّه عز وجلفقط ..
ولن تتمكَّن من إصلاح نيتك إلا بالعلم، الذي يكون من خلال:

1) علمٌ بالله سبحانه وتعالى ..

2) علمٌ بصحة الطريـــق ..

3) علمٌ بالجزاء عند ربِّ العالمين ..

وبعد أن تتعلَّم تلك الأمور، التي تُمَثِل الدافع لك للسير على الدرب والإحسان فيه ..

يصدق في العزم على القيـــام بالأعمال الصالحة ..

لينال ثوابها، ويهدد نفسه لأن لم تفعل المطلوب ليكونن لها بالمرصــاد ..
وعلامة العزيمة الصادقة: النشاط في العمل .. أما الفتور فهو دليل على عدم الصدق،،

وتصفيــة الحــال ..

بتنقية القلب من شوائبه وآفـاته عن طريــق الإكثــار من الاستغفــار.
فإذا أردت أن تصل إلى هذه المنزلة العظمى عند الله تعالى وتصير من المحسنين:

عليك أن تراعي تصفيـــة حالك ونيتك ..

وإذا وجدت الأمور تتعثر، فاتهم نيتك .. فإنما يتعثر من لم يُخْلِص،،

الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال ..

وهو أن تراعيها غيرةً، وتسترها تظرفًا، وتصححها تحقيقًا ..

يريد بمراعاتها:


حفظها وصونها غيرةً عليها أن تحول، فإنها تمرُّ مرَّ السحاب، فإن لم يرع حقوقها حالت ..
فتغــار على قلبك أن يتلف أو يفسد بعد أن وصل إليه الإيمان؛ لأنه لو تقلَّب بعدما ذاق ربما ينتكس إنتكاسة لا يعود بعدها أبدًا .. وتستر أحوالك الإيمانية عن الناس، ولا تريد أن يطلِّع عليها أحدًا سوى الله سبحانه وتعالى ..
ويصحح أحواله بحيث يتحقق بأنه على الدرب الصحيح؛ لأن الأحوال مواهب وقد تكون من تلبيس إبليس على النفس في بعض الأحيان .. كالذي يبكي في الصلاة ويظن أن بكاءه كان من خشية الله، ثمَّ فور إنتهاءه من الصلاة يعود لمعاصيه ولا يراعي نظر الله تعالى إليه .. فحينها يعلم أنه كان حال مغرور، أما الحــال الصادق فسيورث صاحبه الخشية.

الدرجة الثالثة:
الإحسان في الوقت
.
.
وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدًا ولا تخلط بهمتك أحدًا، وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدًا.

المعنى:

أن تعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحدٍ غيره .. أي تحافظ على وقتك؛ لأن وقتك هو رأس مالك وستُسأل عنه .. فتَغيِر أن يضيع هذا الوقت دون الوصول.

معنى الاسم في حق الله تعالى


قال القرطبي عن اسم الله المُحْسِن أن


“معناه راجعٌ إلى معنى المُفْضِل وذي الفَضل والمنَّان والوهَّاب”

[الكتاب الأسنى (2:414)]

وقال المُناوي في قوله صلى الله عليه وسلم“إن الله محسنٌ ..”،

أي “الإحسان له وصفٌ لازمٌ، لا يخلو موجودٌ عن إحسانه طَرْفةَ

عين، فلابدَّ لكل مُكوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة

الإمداد”
[فيض القدير (2:264)]

فالله سبحانه وتعالى أحسنَ إلى جميع الخلق بنعمة الإيجـاد

والإمداد، وأنعم على المؤمنين بنعمة أخرى وهي

نعمة الهدايـــة،،


والمؤمن يستشعر إحسان الله سبحانه وتعالى به عندما يخرجه

من
سجن الشهوات إلى عز الطاعة ..


ومن سجن الخطايا إلى فرج التوبة ..


مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم على لسان نبيه يوسف

{.. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ..} [يوسف: 100]


أنـواع فضل الله تعالى وإحسانه على الخلق

حظ المؤمن من اسم الله تعالى المُحْسِن

المنزلة الأولى: الإحســان مع الله تعالى ..

يقول الله تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..} [القصص: 77] .. راقب ربَّك الوهاب المنَّان المُنْعِم عليك في كل وقتك، ولا تنس ذلك ..


والطريق لأن تكون محسنًا مع ربِّكَ عز وجل.. يبدأ بـــ::



1) الإخلاص ..

وذلك بأن تضع الآخرة نُصب عينيك، تذكَّر دائمًا أبدًا أن هناك جنَّة ونــار وأن الموت آتيـــك لا محالة.

2) التوازن بين متطلبات الحيــاة والسير إلى الآخرة ..

فاعطِ كل ذي حقٍ حقه .. فعليك أن تُحْسِنَ في طلب الحلال، كما أحسنَ إليكَ في الإحلال .. وعليك أن تعمل في الدنيا للآخرة؛ حتى تبلغ هذا المقام.

3) إتقــان العبـــادة ..

عن أبي ذرٍّ رضى الله عنه قال :
“أوصاني خليلي أنْ أخشى الله كأنِّي أراهُ، فإنْ لم أكن أراه، فإنَّهُ يراني”
[جامع العلوم والحكم (4:49)]
.. فتحتاج أن تتعلم الفقه؛ لكي تكون عبادتك على هدي النبي صلى الله عليه وسلم
.. وغيرها من العلوم التي تعينك على الإحسان في عبادتك لله تعالى.

4) المراقبـــة ..

لذلك حينما سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، قال “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” [رواه مسلم]

5) الشكر لله تعالى .

.
فهل جزاء كل تلك النِعَم التي أحسن الله تعالى عليك بها إلا الشكر له سبحانه؟

6) مواجهة المُلِمات بالصبـــر عليها ..
قال تعالى {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 115]

7) مجـــاهدة النفس ..
بكظم الغيظ ومحاربة الشُح وكبح شهوة الانتقـــام، يقول الله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] .. فمجاهدة النفس لتحقيق تلك الأمور، من علامات إحســان العبــد.

8) الجهــاد في سبيل الله ..
كما في قول الله عز وجل
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
[العنكبوت: 69]

المنزلة الثانيـــة: الإحســان إلى الخلق ..

1) بتعليمهم ما ينفعهم في دينهم، ويكون سببًا في نجاتهم في الدنيــا والآخرة ..
من علوم الكتاب والسُّنَّة وفقه السلف، وإرشادهم إلى طرق الخيرات والقربات، وتحذيرهم مسالك الشر والهلكات .. يقول الله سبحانه وتعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[آل عمران: 164]

2) حُسن معاملة الضعفاء منهم ..
كالإحسان إلى اليتيم، يقول الله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} [الأنعام: 152]

3) دفع الخصومـة والخلافـــات ..
يقول الله عز وجل {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ..
فأحْسِن تعاملك مع الخلق، بداية من رد السلام إلى آخر ما جاء به الإسلام ..
ولا تعامل الناس بمعاملاتهم، وإنما عاملهم بما تحب أن يعاملوك به وبما تحب أن يراك الله عليه ..
وإذا وصلت إلى منزلة الإحسان مع الله ومع الخلق، فأبشِر بخيري الدنيــا والآخرة ..
فــ {.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
وأبشِر بالفردوس الأعلى؛ فإنها مثوى المحسنين ..
{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 34]

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المحسنين،،



ان شاء الله مع مفتاح الكنز الخامس



حمامة الاسلام 05-26-2014 06:18 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 

ام اسلام 05-26-2014 06:42 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 

عطر الجنة 05-27-2014 01:14 AM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 
http://up.rjeem.com/uploads/13796466835.gif

ناجية عثمان 05-27-2014 12:07 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 

ام اسلام 05-27-2014 09:01 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الجنة (المشاركة 34670)

http://photos.azyya.com/store/up3/090209205217eKoR.gif

ام اسلام 05-27-2014 09:02 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عثمان (المشاركة 34728)



http://forum.hawahome.com/nupload/39830_1261795859.gif

إسمهان الجادوي 06-21-2014 01:42 PM

رد: مفتاح الكنز الرابع :: الإتقان والاحسان
 
http://im31.gulfup.com/CRfUR.gif


الساعة الآن 06:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)