منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العـــام (https://hwazen.com/vb/f24.html)
-   -   ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان (https://hwazen.com/vb/t4713.html)

ناجية عثمان 05-28-2014 09:06 PM

ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
 

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/30.gif



أَنْشَدَت \"صـَـبـَا\" بنَغَمٍ عَذب:

قُـرآنُـنَـا عِطْرُ الحَيَاةِ فَهَل ترى = عِطْرًا كَمِثْلِ الفُلِّ والرَّيحَـانِ؟ [1]




غَشيَني العِطْر الذي انْـتَـثَـرَ، انْـتَعَشت رُوحي، ماسَت الذَّكريات بين دَمعة وبَسمة، فضجَّ الحَنين؛ حَـنين إلى عمَّـتي والوَطـن.
فكم كانَت عمَّـتي لنا وَطنًـا..!
شَقيقة والِدي الوَحيدة، تلكَ المرأة القَرويَّـة الأميَّـة الأبِيَّـة، لطالما سمعْـتُها تَرجو الإله وتَدْعوه: \"اللهم عافِ أخي، وارزقه البُن والبَنين، وعِـزًّا لا يَميـل.\"

فاحَ شَذى العِطر فتأجَّـجَ الشَّـوق...
شَوق إلى ضَبـائر الرَّيحـان التي تزيّن بَيتها الرِّيفي الجميل..
إلى شُهور الصَّيف التي كنَّا نقضيها فرحًا/مَرحًا بين مَنازلِ الأهْلِ والأحْبابِ..
إلى أكاليلِ الرَّيحـانِ التي كانت تحملها هدَّيةً ثَمينَةً كلمَّا جاءَتْنا زائرَةٌ.

\"أهناكَ أجمل مِن (عِرْقِ) الرَّيحان في البَيتِ يا بُنيَّتي؟\"

تَلمَحُ لا مُبالاتي، فتُـتابِع:- انظري إلى أوراقِهِ وقد غطّاها زَغَبٌ ناعمٌ كغِلالَةٍ واقِيَة، وتأمَّلي أزهارَه كيف تآلفَت فتَعانَقَت ببياضِ النَّقاء، وحُمرة الحُبِّ؛ أمَّا رائحته فيكفي أنها عِطر لا يُـرَدّ.. سُبحانَ مَن أبدَعَـه!

اليَّـوم ـ يا عمَّـتي ـ فَهمـتُ، عرفـتُ، وأدركـتُ...
فَهمتُ بوحَكِ القَديم، وعرفتُ ما للرَّيحـانِ مِن أسْرارٍ في عَقيدتنا، وأدركتُ أن الفِطرة السَّويَّة نِعْمَة عَظيمة يَمنُّ الله بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ..!


«مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ، فَلاَ يَرُدُّهُ. فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّب الرِّيحِ.» - [صحيح مُسلم]

بهذا وصَّانا نبيُّ الأمَّـة ـ صَلى الله عليه وسلم ـ، فوَعَيْتِ وصِيَّته دون أن تَسْمَعيها، وأصبحَ الرَّيحان هدَّيتك الأثيرَة ، فمَنْ علَّمكِ يا حَبيبـة؟!

وها هو يُذْكرُ في القرآن الكريم مرَّتين، وما ذِكْر الشَّيء الطّّيِّب في القرآن إلا دليلٌ على حُظْـوَتِهِ.

قال تعالى: « وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ» - [الرحمن:12]


عَرفوا الله جَلَّ جلاله، قَدَروه حَقَّ قَدْرِهِ، أخْلَصوا لهُ الدِّين، سارَعوا في الخيراتِ، أحـبُّوه حـبًّا لذاتِـه، لا يَتَفاوت بتَفاوتِ إحْسانهِ، فأشْرَقَت مِنهم القلوب، وكُرِّمَت الأرواح.

أيَـا \"عمَّتي\"...
هل كنتِ تَعلمينَ كلَّ هذا يومَ كنتِ تَبْذرينَه في أرضِكِ؟ وتَبْتهِج لِتَفَـتُّـحِهِ نفسكِ وعينكِ؛ أم أنَّها الفِطرة السَّـويَّـة التي فَطرَ الله النَّاس عليها..؟!

تَنَشَّـقْـتُ عبيـرَه ـ كما علَّمْـتِـني ـ حتى أحبَـبْـتُـهُ...
ولـمَّا أحبَـبْـتُـهُ زَرعتُه في أرضي، أسكـنْـتُـه زوايا مَنزلي، دَسَـسْتُ أزهـارَه وأوراقَـه العَطِـرَة تحت لحافي، بين ثِيابي، وفي حَقائبي المُسافِرة، وانْـتَـظـرت..!
هَلْ تـُرانا نَـلتقي؟
هُـنـــاكَ..
ساعَـة الرَّحيـل..
فتأتيني ذاتَ مَسـاء ، أو ربَّـما ذاتَ نَهـار، لتُـحـرِّرَ رُوحي ـ برِفْـقٍ ـ مِن أسْـرِها، فتَـصعدُ إلى خالِقهـا بأمـانٍ واطمِئنـان.


----------------------------------



بتصرف ...للمؤلف رجاء محمد الجاهوش

امي فضيلة 05-29-2014 05:17 PM

رد: ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
 
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...dbdKORBUbg_oqg





حياك الله غاليتي ناجية عثمان




جزاك الله خيرا على النقل الموفق للموضوع القيم المضمون





أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما

ناجية عثمان 05-29-2014 07:08 PM

رد: ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
 

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/30.gif



جزاك الله خيرا اختي دمعة ألم

اسعدتيني بمرورك و الاجمل من ذلك ردك بالغ الطيب و الرقة


الساعة الآن 10:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)