منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء (https://hwazen.com/vb/t4893.html)

هوازن الشريف 06-06-2014 04:37 PM

سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
<b>
الرجاء.
الرجاء نقيض اليأس، وهو طمع القلب في حصول منفعة.
قال الله تعالى: ﴿وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين
وقال عن أوليائه المتقين: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون
والرجاء على قسمين:
القسم الأول: رجاء العبادة.
القسم الثاني: رجاء نفع الأسباب.
- فرجاء العبادة لا يجوز صرفه لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png، ومن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك لأنه يحمل معاني العبادة من التذلل والخضوع والمحبة والانقياد واعتقاد النفع والضر وتفويض الأمر وتعلق القلب والتقرب إلى المعبود، وهذه كلها عبادات عظيمة تقتضيها عبادة الرجاء فمن صرفها لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png فهو مشرك كافر.
وهذا كرجاء المشركين في آلهتهم التي يعبدونها من دون الله أنها تشفع لهم عند الله أو أنها تقربهم إلى الله زلفى، وكرجاء بعض عباد الأولياء والقبور بأنهم ينجونهم من الكربات ويدفعون عنهم البلاء ويجلبون لهم النفع ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
- القسم الثاني: رجاء نفع الأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png.
وهذا على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: رجاء جائز، وهو رجاء نفع الأسباب المشروعة مع عدم تعلق القلب بها، فهذا جائز، وليس بشرك، وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png عن النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png قال: ((خيركم من يُرجى خيره ويُؤمَنُ شرُّه، وشرُّكم من لا يُرجَى خيره ولا يُؤمن شره)). وإسناده صحيح.
فهذا الرجاء ليس هو رجاء العبادة، وإنما هو رجاء نفع السبب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png.
الدرجة الثانية: رجاء محرم، وهو الرجاء في الأسباب المحرمة ليستعين بها على معصية الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png.
الدرجة الثالث: شرك أصغر، وهو تعلق القلب بالأسباب؛ كتعلق بعض المرضى بالرقاة والأطباء تعلقاً قلبياً يغفلون معه عن أن الشفاء بيد الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png؛ فهذا من شرك الأسباب كما تقدم شرحه.

وهذه العبادات قاعدتها واحدة من فقهها سهل عليه معرفة هذه التقسيمات وتيسر له ضبط مسائلها إن شاء الله تعالى.
وهو أن هذه الألفاظ: المحبة والخوف والرجاء والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والرغبة والرهبة والخشية ونحوها تطلق في النصوص على معنيين:
المعنى الأول: ما كان يحمل معنى العبادة من التذلل والخضوع والمحبة والتعظيم والانقياد واعتقاد النفع والضر فتكون حينئذ عبادة من صرفها لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png فقد أشرك الشرك الأكبر والعياذ بالله، ويكون بذلك كافراً خارجاً عن الملة.
وإذا أردت أن تعرف هذا المعنى فانظر إلى ما يفعله مَن أثنى الله عليهم من الموحدين في هذه العبادات، وما يفعله مَن ذمَّهم الله من المشركين بهذه العبادات.
وبذلك تعرف المعنى التعبدي فيها الذي لا يجوز صرفه لغير الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/glgalalh.png.
المعنى الثاني: ما ليس فيه معنى العبادة، وإنما هو سبب من الأسباب أو غرض من الأغراض فهذا حكمه بحسب ما يترتب عليه فإن استعين به على طاعة الله فهو طاعة وقربة، وإن استعين به على محرم فهو حرام، وإن حمل على فعل محرم أو ترك واجب لا يعذر بتركه فهو محرم؛ فأما إن تعلق القلب بالسبب وصار فيه نوع تذلل له مصحوب بخوف ورجاء فيكون حينئذ شركاً أصغر.

§ الجمع بين المحبة والخوف والرجاء
اعلم أن هذه العبادات الثلاثة: المحبة والخوف والرجاء هي أصول العبادات وعليها مدارها، وقلب المؤمن يتقلب بينها.
قال الله تعالى : http://vb.tafsir.net/images/smilies/qos1.png وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/qos2.png
فالإحسان في العبادة أن يجمع العبد بين الخوف والرجاء، ومن فعل ذلك كانت رحمة الله قريب منه.
ومما يعين على ذلك استحضار الثواب والعقاب؛ فعن أَبي هريرة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png أنَّ رسول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png، قَالَ: (( لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤمِنُ مَا عِنْدَ الله مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ الله مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أحَدٌ )) رواه مسلم.
وعن ابن مسعود http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png، قَالَ: قَالَ رسول الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png: (( الجَنَّةُ أقْرَبُ إِلى أحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذلك )) رواه البخاري .
وهذا يوجب التلازم بين الخوف والرجاء.
قال مكحول: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد).
وقال يحيى بن معاذ الرازي: (الإيمان ثلاثة: الخوف والرجاء والمحبة، وفي جوف الخوف ترك الذنوب، وفيه النجاة من النار وفي جوف الرجاء الطاعة، وفيه وجوب الجنة، وفي جوف المحبة احتمال المكروهات و به تجد رضا الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png). رواه البيهقي.
ولذلك كان العلماء يحذرون ممن يُعرف عنه الإكثار من دعوى المحبة والخوض فيها من غير خشية، فالذي يدعي المحبة وهو بعيد عن الخشية واتباع السنة والموالاة في الله والمعاداة في الله والغيرة على حرمات الله فدعواه كاذبة.
في الحديث القدسي (المتحابون بجلالي) قرن المحبة بالجلال للتنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله وتعظيمه مع التحاب وبذلك يكونون حافظين لحدود الله.
قال ابن القيم http://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png: (القلب في سيره إلى الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر).
وبيان ذلك أن ما يدفع القلب للعمل ثلاثة أمور: المحبة، والخوف، والرجاء فمن أحب الله أطاعه، ومن خاف الله أطاعه، ومن رجا ثواب الله أطاعه فمن المؤمنين من يغلب عليه دافع المحبة فيطيع الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png محبة له، مع خوفه من الله ورجائه له، لكن الذي يغلب على قلبه المحبة وصدق التقرب إلى الله http://vb.tafsir.net/images/smilies/3za.png.
ومن المؤمنين من يغلب عليه الخوف من الله فيطيع الله خوفاً منه، سواء خاف عقابه الدنيوي أو عقابه الأخروي؛ فالذي يحمله غالبا على فعل الطاعات واجتناب المحرمات خوفه من الله.
ومن المؤمنين من يغلب عليه رجاء ثواب الله فتجد أن أكثر ما يحمله على فعل الطاعات واجتناب المحرمات هو رجاء ثواب الله وفضله.
والكمال أن يجمع العبد بين هذه الثلاثة، فيطيع الله محبة له، وخوفاً منه، ورجاء لثوابه وفضله.
المحبة أعلى مرتبة من مرتبة الخوف والرجاء إذا أردنا المفاضلة بينها، لأن المحبة تبقى في الدنيا والآخرة، وأما الخوف فإنه يزول في الآخرة.

والجمع بين هذه الثلاثة هو منهج السلف الصالح وهو الذي عليه هدي النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png.
وهذه العبادات بينها تلازم؛ فالمحب خائف راجٍ، والخائف محب راجٍ، والراجي محب خائف، وقد سبق شرح ذلك.
قال أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم العيني (ت:211هـ):
لَيسَ يَرجو اللَهَ إِلّا خائِفٌ = مَن رَجا خافَ وَمَن خافَ رَجا

وقال بعض ضلال الصوفية بالتفريق بينها وزعموا أن من يعبد الله محبة له فقط أعلى وأكمل ممن يعبد الله رجاء لثوابه أو خوفاً من عقابه، حتى كان بعضهم يدعو: (اللهم إن كنت تعلم أني أطيعك رغبة في جنتك فاحرمني منها!!) وهذا ضلال مبين وخسران عظيم - إن لم يhttp://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png لجهله وقلة عقله –
فإن الله أمر بسؤاله من فضله ورغَّب في ثوابه فمن ترك رجاء الله فقد عصى الله.
وحذر الله من عقابه وعذابه فمن لم يخف الله فقد عصى الله.
والمقصود أن هدي النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png وهدي أصحابه الجمع بين هذه العبادات العظيمة
فيعبدون الله محبة له كما وصفهم الله بقوله: ﴿والذين آمنوا أشد حباً لله
ويعبدون الله خوفاً من عقابه كما أمرهم الله بقوله: ﴿وخافون إن كنتم مؤمنين
وجعل صفة الرجاء فرقاناً بين المؤمنين والكافرين فقال: ﴿وترجون من الله ما لا يرجون
ورغَّبهم في ثوابه وأمرهم بسؤاله من فضله فقال تعالى: ﴿واسألوا الله من فضله.
فاللهم إنا نسألك من فضلك يا ذا الفضل العظيم.
ولتوضيح منازل هذه العبادات العظيمة والتلازم الشرعي بينها، وحاجة المؤمن إليها جميعاً في سلوكه الصراط المستقيم يقال: إن من أحب الله سار إليه وتقرب إليه، والسير إليه يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فهو سير معنوي على الصراط المستقيم الذي هو الطريق إلى المحبوب الأعظم.
فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إليه، وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون مسارعة العبد في الطاعات ومسارعته في الكف عن المحرمات.
فإن شدة المحبة تحمل على صدق العمل، وتذهل العبد عن المشقة وتخلصه من علل النفس فيخف عليه العمل، ولا يلتفت لعذل عاذل ولا لوم لائم؛ فتقوم النفس بأعمال لا يقوم بها من لم يجد هذه المحبة.
ومن جيد قول سويد بن أبي كاهل:

وكذاك الحب ما أشجعه = يركب الهول ويعصي من وزع
أي أن الحب الصادق يحمل على الشجاعة فيركب العبد الأهوال، ويجعله لا يلتفت إلى من يعذله ويزعه ليثنيه عن مقتضى الحب، بل ذلك يغريه ويزيده.
والمقصود أن صدق المحبة يحرك قلب العبد المحب إلى العمل.
والخوف من الله يمنعه من الانحراف عن الصراط المستقيم فلا يتعدى حدود الله وهو يخاف عقاب الله.
ورجاؤه لفضل الله يحفزه لفعل الطاعات ويؤمله لقاء الله تعالى والفوز بقربه والتنعم بعظيم ثوابه، والنظر إلى وجهه الكريم.
نسأل الله تعالى من فضله ورحمته وبركاته.
</b>

امي فضيلة 06-06-2014 05:49 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
حياك الله ابنتي الغالية هوازن الشريف






جزاك الله خيرا على الطرح القيم المضمون



أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما

هوازن الشريف 06-06-2014 06:11 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
امين وياك امي
هلا وغلا منوره موضوعي

دمتي ذخرا للخير

عطر الجنة 06-08-2014 06:38 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
http://im18.gulfup.com/2012-04-07/1333776107111.gif

http://img401.imageshack.us/img401/9463/rdd132oc9.gif

هوازن الشريف 06-08-2014 09:07 AM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
اشكرك عطر الجنه

مودتي وتقديري

إسمهان الجادوي 06-08-2014 03:13 PM

رد: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
http://im33.gulfup.com/UOx4W.gif

بريق الافق 04-30-2018 07:56 AM

Re: سلسلة جدد ايمانك ~~ عبادة والرجاء
 
جزاك الله خير
ماشاء الله بارك الله لك
لك شكري وتقديري والاحترام
دمت بخير وراحة بال


الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)