منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

في حياة كل إنسان لحظات غالية من العمر حيث تبدو لكل لحظة من الزمن قيمتها فليست كل اللحظات سواء ..ثمة أوقات مباركة تتحقق فيها الانجازات بينما أوقات أخرى تذهب هدرا وتضيع مخلفة وراءها مرارة وحسرة وأمنيات حزينة بالرجوع الذي لا يمكن أبدا ..وإذا نظر كل إنسان ـ عدا قلة محدودة ـ إلى حياته لوجد كل إنجازاته وقد تحققت في مساحة محدودة جدا من الأوقات بينما ضاعت أوقات أخرى كثيرة في حالة من النوم الثقيل ليس فقط فوق الفراش فالكثيرون يغطون في هذا النوم بينما عيونهم مفتوحة وأجسادهم متحركة فالقلوب لاهية عن حقيقة الحياة وعن مسار كل إنسان فيها فهذا استغرقه حزن دفين على أمنيات خادعة لم تتحقق وهذا يلهث خلف السراب عله يروي عطشه وهذا لا يفكر إلا في كيفية أن يتفوق على أقرانه في حاجيات الدنيا وقد اشتدت حلبة المنافسة والصراع أما هذا فقد استغرقته المتع والرفاهية وحياة الراحة السهلة الناعمة وبين كل ذلك ضاع العمر والشباب والصحة ومرت الأوقات الفاضلة حزينة على حال أهل الأرض الذين لم يشعروا بمرورها ولم يتعرضوا لنفحاتها ونسائمها الطيبة ولم يقدروا فضل الله عليهم بها .
فهل نكون ممن عناهم الرحمن بقوله:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} .
ها هو رمضان يقترب ولم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قلائل فهلا تحركنا أم أننا سنظل نرقبه حتى يمر ثم نبكي حظنا وضعفنا الذي جعلنا نهدر الفرصة ونضيع الأوقات الفاضلة التي تمنحنا فرصة أن نضيف لعمرنا عمر آخر ولحياتنا حياة أخرى غنية متجددة حياة تساوي ألف شهر أي ثلاثة وثمانون عاما أخرى من الطاعة والقرب فكأننا في حياة ممتدة .
وأخصك بالذكر أختي المسلمة يامن تقضين نهار رمضان بين مشاهدة أجمل وأغرب الأطباق على شاشات الفضائيات متنقلة من قناة إلى قناة ثم تقضين باقي النهار داخل مطبخك في إعداد ما لذ وطاب حتى ربما يؤذن عليك المغرب وأنت لازلت منهمكة في مطبخك ..يامن يكون شهر رمضان هو الوقت المثالي لها للتنظيف السنوي للبيت ..يا من تقضين العشر الأواخر في صناعة حلوى العيد ..يا من تقضين ليل رمضان في متابعة المسلسلات ويمر عليك وقت السحر حزينا وأنت لا تشعرين ألم يأن لك أن تقفي وقفة تطهرين فيها روحك وتنتفضين على رتابة أيامك وقفة عز لنفس أثقلتها الأعباء وقفة تقولين فيها لا لسرقة عمري وحياتي ووقتي الذي هو أغلى ما أملك؟ .
إذا كان لابد لك من وقفة فلا أفضل لك من أن تقفيها هذه الأيام قبل أن يظلك الشهر الكريم فما رأيك هلم بنا نؤمن ساعة ولتكن ساعة الإيمان هذه ساعة يمتزج فيها الشعور بالحياء من الله عز جلاله والعزم على التوبة الصادقة بالتخطيط لإدارة حياة جديدة تمثل التطبيق العملي لحياة التائبين الخاشعين وإليك بعض الأفكار العملية التي تساعدك على التخطيط لتحقيق أهدافك الرمضانية :
ـ ابدئي فورا ومن هذه اللحظة .. قرري التغيير .. اعزمي على التوبة..مهما كانت معنوياتك منخفضة .. مهما كنت تشعرين بالبعد وضعف الإيمانيات .. فقط اقتربي خطوة واحدة واقرعي الباب.
ـ تخيلي أنك بالفعل في رمضان وابدئي برنامجا تجريبيا وتدريبيا لإدارة وقتك بكفاءة فلكل انسان ظروفه الخاصة ولا يمكن أن يكون هناك جدولا واحدا للجميع .
ـ ثمة خطوط عريضة حث عليها المولى عزوجل وأوصى بها النبي الكريم لحسن إدارة اليوم والانتفاع ببركته ومن ذلك الاستغفار وقت السحر "وبالأسحار هم يستغفرون "وصلاة الفجر في جماعة والجلوس في المصلى للذكر وقراءة القرآن حتى تطلع الشمس ثم صلاة الضحى فإضافة إلى الأجر العظيم الذي يتساوى مع أجر الحج والعمرة فهي بداية قوية لليوم كله ودفعة إيمانية سوف تكلل كل أعمالك بالنجاح فلا تنامي في هذا الوقت الذي تقسم فيه الأرزاق وليس المقصود من الرزق المال فقط فالصحة رزق وراحة البال رزق والطاقة الإيجابية العالية رزق والقدرة على الإنجاز رزق والقدرة على التحمل رزق فلا تحرمي نفسك من رزق ربك .
وأخيرا لا تضيعي الدقائق الأخيرة قبل أن تغرب الشمس وينتهي اليوم وترفع الأعمال إلى الله فاذكري الله فيها وسبحي بحمده.
ـ نظفي بيتك بكل عناية وقومي بغسل السجاد أو إرساله للمغسلة وكل الاستعدادات التي كنت تفعلينها للعيد قبل رمضان فتبدأي شهرك وأنت منشرحة الصدر وتدخرين أوقات الشهر الكريم للعبادة حيث سيكفيك في نهاية الشهر تنظيف البيت بطريقة عادية لا تستهلك الوقت والجهد .
أيضا اشتري ملابس العيد قبل رمضان وارحمي نفسك ووقتك من التسوق في رمضان .
ـ خططي للدعوات التي سوف تقيمينها في بيتك للإفطار الجماعي واحتسبي أجر إفطار صائم وخططي لوجبات جميلة وبسيطة بدون إسراف وخططي للكلمات التي سوف تقدميها لضيوفك لنبذ الإسراف القبيح وكيف أنك حاولت البدء بنفسك وحاولي قدر الاستطاعة أن تكون معظم هذه الدعوات ـ إن لم تكن كلها ـ قبل العشر الأواخر من رمضان.
ـ حاولي من الآن تغيير نمط طهيك ليكون في الصباح أو بعد الظهر حتى لا تضطري لإهدار الوقت الثمين قبل الغروب واستفيدي من وقت الطهي بالتسبيح والذكر أو الاستماع للقرآن والمحاضرات وثقي أنك ستضيفين لحياتك أوقات إضافية جميلة ومباركة وأنك ستكونين أكثر إتقانا لطهيك ببركة الذكر والتسبيح .
ـ أخيرا يا أختاه خططي من أجل أولادك فلابد أن يشعر الأبناء بالبهجة والسعادة ويترقبوا ميلاد هلال رمضان ..حثيهم على الصيام حسب السن والقدرة وتذكري كيف كانت الصحابيات يتفنن لربط أبنائهم بالصيام حتى أنهن كن يصنعن العرائس الجميلة والدمي من الصوف فإذا بدأ الطفل يشكو شدة الصيام قدمن هذه اللعب لجذب انتباهه بعيدا عن التفكير في الطعام والشراب .
استثمري جهود أولادك الصغيرة في المساعدة في أعمال المنزل والحد الأدني لذلك ترتيب أغراضهم الخاصة طبعا المسألة تتوقف على سن الأبناء ولكن لن يقدم الكبير المساعدة والعطاء ما لم يتم تدريبه عليها من الصغر فاستثمري الجهد البسيط لطفلك وتأكدي أن كل دقيقة تكسبينها تستطيع تغيير الكثير في حياتك وحياة أبنائك.
خططي لجلسة يومية في حضور الوالد لشرح آية أو حديث وما أجمل أن تكون الليلة الأولى لتفهيمهم حكمة الصيام .
خططي وقت الأبناء كذلك ولا تدعيهم فريسة سهلة لجهاز التليفزيون الذي ينبغي التحكم بدقة فيه أو غلقه تماما لا سيما في شهر رمضان المعظم ..اللهم بلغنا رمضان.
أعلى