منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   الحياء أساس العفة (https://hwazen.com/vb/t5127.html)

حمامة الاسلام 06-21-2014 02:48 AM

الحياء أساس العفة
 

[/FONT]الحياء أساس العفة

إن الإنسان الذي كرمه الله ينبغي في ظل كل المتغيرات أن يحافظ على كرامته وعلى قيمة الإنسان م
ن حيث هو إنسان وهذا لن يتحقق بصورة كاملة إلا إذا كان للحياء في حياة الإنسان مكانه ودوره في حماية الأخلاق من الانهيار.

من القيم النبيلة في حياة الناس أفرادا وجماعات قيمة الحياء، ومن شأن الحياء أن يمنع المرء من فعل أي شيء لا يتفق مع الأخلاق الكريمة والسلوك الحميد وهذا يعني أن الحياء والضمير صنوان لا يفترقان، ومن أجل ذلك يعد الحياء في التصور الإسلامي عنصرا أساسيا من عناصر الإيمان فإذا رفع أحدهما رفع الآخر كما ورد في الحديث النبوي: "الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان" [17].

ولا يجوز أن يفهم الحياء على أنه أداة مانعة من فعل ما يشين فحسب، فالحياء يشتمل على ذلك وأكثر منه، إنه مانع ودافع في الوقت نفسه: مانع من الأفعال الرذيلة ودافع إلي الأفعال المحمودة، لأنه إذا كان شعبة من شعب الإيمان لا ينفصل عن العمل فإن الحياء بالتالي لا ينفصل عن العلم أيضا.

والحياء والنفاق لا يجتمعان، فالحياة الخلقية للإنسان لا تسمح له بأن يكون ذا وجهين يفعل أمام الناس شيئا وبينه وبين نفسه شيئا آخر مخالفا، فالإنسان ينبغي أن يستحي من نفسه كما يستحي من غيره وإذا فقد الحياء أو سقط عن المرء برقع الحياء؛ كما يقال، فإن الإنسان لا يجد حرجا في فعل أي شيء يتنافي مع القيم الأخلاقية والدينية ولا يخشي في سلوكه لومة لائم، ومن أجل ذلك قيل "إذا لم تستحي فأفعل ما شئت" [18]. "أي إذا لم تستحي من العيب، ولم تخش العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من أغراضها حسنا كان أو قبيحا، ولفظه أمر، ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأن الذي يردع الإنسان عن مواقعة السوء هو الحياء، فإذا انخلع منه كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة" [19].

فيا له من قبح عندما يلبس لباس الإيمان، ولباس التقوى، ولباس الفضيلة، فيستكبر المرء، وينزعه، ليلبس القبيح من كلِّ منكر من القول والعمل، ويتولى ويدبر إلى مستنقع الرذيلة باسم الحرية الشخضية والحداثة والتلاقح الثقافي...، وعند ما يُلبس لباس العلم بالله، فيستكبر، وينزعه، ويلبس لباس الجهل، والبهيمية التي أصبحت مظاهرها لا تعد ولا تحصى حتى في بلاد المسلمين من طرف المغربين. وعندما يستبعد لقاء الله تعالى، وهو منه قريب، .

فأين الحياء من الله عز وجل؟! عندما:

• لا تطرق أبواب المساجد وتغلق وتفتح العلب الليلية والخمارات، ولا يعرف القرآن ويهجر، بل إن بعضهم قد يحترم صورة فاجرةٍ، ويكرمها ولا يكرم دينه ولا كتاب ربه والله غالب على أمره ؛

• تنتشر صور الفجور وقتل الأخلاق وإثارة الشهوة والدعوة إلى الفحشاء والمنكر بعرض إشهارات وأفلام خليعة في وسائل إعلامنا، وتنظيم مهرجانات العري والشواذ والمثليين التي يتم دعمها بأموال المستضعفين،

• تنتشر ملابس شديدة الضيق اللاصقة أو الملابس الكاشفة، التي وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة،

• تدمير القيم التربوية داخل المؤسسات التعليمية التي تفقد فيها الخصال المثلى وتذوب فيها الهوية يوما بعد يوم انطلاقا من مقررات ومناهج دراسية مستوردة ومستنبتة في ومن مكان غير مناسب،

• يضيع الأبناء في الحياة بلا تربية ولا خلق، ومن أضاعهم في الشوارع يخالطون من شاؤوا ويصاحبون ما هب ودب من ذوي الأخلاق السيئة، ليسيحوا في الأرض يؤذون الناس ويتبعون عوراتهم، أو يضايقون الناس في طرقاتهم، أو يهددون حياتهم وأمنهم وأعراضهم...

فإنَّ من فقد الحياء تدرج في حياته من السيء إلى الأسوء، وهبط من الرذيلة إلى الأرذل، ولا يزال يهوي حتى ينحدر إلى الدركات السفلى والعياذ بالله...

فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا يدركني زمانٌ، ولا تدركوا زماناً لا يتبع فيه العليم، ولا يستحي فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب" [20].

وقال الإمام أبو حاتم -رحمه الله-: "إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه، ودفن مساويه، ونشر محاسنه. ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت، ومن مقت أوذى، ومن أوذى حزن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له. ولا دواء لمن لا حياء له" ، وقال: "وإن من أعظم بركته تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ومجانبتها الخلال المذمومة" [21].

قال المناوي: "إذا رأيت من أخيك في الدين ثلاث خصال فأمل أن ينتفع برأيه، ومشورته، وارج له الفلاح، والفوز بالنجاح؛ لما لاح فيه من مخايل الخير، وأمارات الرشد التي من ثمرات هذه الخصال، وهي: الحياء، والأمانة، والصدق. فإنها أمهات مكارم الأخلاق، فإذا وجدت في عبد دل على صلاحه فيرتجى ويرجى له الفلاح...

وإذا لم ترها مجتمعة فيه فلا ترجه لشيء مما ذكر، ولا تأمل فلاحه؛ لأنها إذا لم تجتمع في إنسان دل على قلة مبالاته بالعاقبة، وجرأته على الله وعلى عباده" [22].

فحريٌّ بالإنسان أنْ يلتفت إلى نفسه؛ ليستخرج منها القبيح الفاحش… إلى نعيم الطهر والنزاهة، إلى جنة الدنيا بالتقى والعلم، وجنة الآخرة بالعودة إلى شرع الله.



قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه"



إذا لَم تَخش عاقبة الليالي............................ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير..........................ولا فِي الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير........................ويبقى العود ما بقي اللحاء



بقلم: يوسف القسطاسي

إسمهان الجادوي 06-21-2014 03:51 PM

رد: الحياء أساس العفة
 
http://im31.gulfup.com/CRfUR.gif

حمامة الاسلام 06-21-2014 11:29 PM

رد: الحياء أساس العفة
 

عطر الجنة 06-29-2018 09:22 PM

رد: الحياء أساس العفة
 
موضوع جدا قيم بمضمونه المفيد
سلمت يداك أختي حمامة
ع جهودك الطيبه
اشتقنا لوجودك
دمت بخير وسرور وراحة بال
جزاك الله خير الجزاء,,


الساعة الآن 04:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)