هذا هو( السر العجيب ) * منذُ أول مرة طرقَ سمعي (اسمه) وباغتتْ فكري (أخباره) وتفتحت مداركي على(سيرته) وأنا (مشدوهٌ) بعظمة منزلته (مذهولٌ) من تسامق مرتبته (متطامنٌ) لتسامي مكانته * لم يكن فقيراً كـ( أبي ذر أو أبي هريرة) لكنه كانَ أفضلَ منهم!! * لم يـُعذبْ كثيراً كـ( خبـّاب أو بلال أو سـُمية أو ياسر) لكن كانَ أفضلَ منهم!! * لم يـُصبْ بدنـُه في الغزواتِ كـ( طلحة أو أبي عبيدة أو خالد) لكنه كانَ أفضلَ منهم!! * لم يـُقتل شهيداً في سبيلِ الله كــ( عمر بن الخطاب أو حمزة بن عبدالمطلب أو مصعب بن عمير أو سعد بن معاذ) لكنه كانَ أفضلَ منهم!!! * إذا ما السرُّ العجيبُ الذي صنعَ له هذه (العظمةَ) التي تتراجعُ عنها سوابقُ الهمم؟ وما السببُ الذي أوصله لهذه (الغاية) التي يقصرُ عن الوصول إليها أصحابُ القمم؟ * فلندعْ أحد التابعين الأجلاء يكشفُ لنا(المـُضـْمر) ويـُفضي لنا بـ(السـّـر) * يقول بكرُ بن عبدالله المزني: ( ماسبقهم أبو بكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيءٍ وقرَ في قلبه)!! * إنها (أعمالُ القلوب) يا صاح!! * تلك التي بلغتْ بأبي بكر رضي الله عنه إلى حيث لا تبلغُ الآمال والهمم * تلك التي رفعتْ (درجته) إلى غايةٍ ليس (وراءها) مطلعٌ لناظر ، ولا (فوقها) مرتقى لهمة، ولا (بعدها) زيادةٌ لمستزيد * أعمالُ القلوب هي التي جعلتْ إيمانه لو وُزن بإيمان أهل الأرض لرجحَ كما يقول الفاروق رضي الله عنه * لقد تعلمنا أنّ الإيمانَ :عملُ قلبٍ-وقولُ لسانٍ-وفعلُ الجوارحِ والأركان * لكننا اجهتدنا في صورِ الأعمالِ وعددها=قول اللسان وعمل الجوارح وأهملنا لبـُّها وجوهرها=(عمل القلب) * انــْضـَيـْنا مطايا أبداننا في تشييد رُكن(القول) وركن(عمل الجوارح) وغفلنا عن ركن(أعمالِ القلوب)!! فضعف بنيانُ (إيماننا) وتهاوى سقفُ ( التزامنا) * ولكـلِّ عبادةٍ حقيقةٌ وصورةٌ فصورةُ الصلاة: الركوعُ والسجودُ وبقية الأركان ولبـُّها (الخشوع) وصورةُ الصيام: الكفُّ عن المفطرات من الفجر إلى الغروب ولبـُّه (التقوى) وصورةُ الحج: السعي والطواف والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات ولبـُّه( تعظيمُ شعائر الله) وصورةُ الدعاء :رفعُ اليدين واستقبالُ القبلة وألفاظُ المناجاة والطلبِ ، ولبـُّه (الافتقارُ إلى الله) وصورةُ الذِّكر (التسبيحُ والتهليلُ والتكبيرُ والحمدُ) ولبـُّه (إجلالُ الخالق ومحبته وخوفه ورجاؤه) * إنّ الشأنّ - كل الشأن- في (أعمالِ القــُلوب) قبل (أعمالِ الجوارح) * فــغـداً إنما ﴿ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ وغداً إنما يـُحصّل ﴿ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ وغداً لا ينجو ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ وغداً لا يدخل الجنة إلا ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ * ختاماً ياسادة: إذا كانتْ مفاوزُ الدنيا تـــُقطعُ بـ(الأقدام) فـمفاوزُ الآخرةِ تــُقطعُ بـ(القلوب) |
رد: هذا هو( السر العجيب ) |
رد: هذا هو( السر العجيب ) |
الساعة الآن 01:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)