شعاع القصص الوعظية قصص تربوية هادفة للتائبين العائدين الى الله |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||
| |||||||
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أوَّلها". ولد الصحفي النمساوي ليوبولد فايس Leopold Weiss سنة 1900م في مدينة ليفو التي تتبع بولندا الآن، وكانت وقتها تابعة للنمسا، في عام 1921م دخل عالم الصحافة محرِّرًا بـ(اليونايتد تلغراف بالتعاون مع اليونايتدبرس)، ومع حداثة سِنِّه سنة 1922م فقد ترك بلاده وقام بعدة رحلات إلى بلاد الشرق الآسيوية والإفريقية متفقدًا أصولها، كاتبًا عنها لأمهات الصحف الأوربية، حتى صار من أوسع الكُتَّاب الأوربيين اطِّلاعًا، وأنفذهم بصيرة، وأكثرهم تحرُّرًا، وأشدَّهم تعطشًا للاستزادة من المعرفة عن طريق الرحلات(1). جَدُّه هو الحاخام الأكبر للنمسا، وتتوارث عائلته هذا المنصب كما تتوارث التراث اليهودي منذ عدة أجيال سابقة، وما إن بلغ ليوبولد فايس الثالثة عشرة من عمره حتى قرأ العبرانية وتكلمها بطلاقة، وتعلم الآرامية، وأتبعها باللغة العربية، ودرس العهد القديم في الأصل، وأحاط تمامًا بنصوص التلمود وشروحه، ومعرفة الفروق بين تلمود بابل وتلمود القدس، ودرس بعناية الكتاب المقدس المسمَّى تارجوم؛ إعدادًا ليكون الحاخام الأكبر في النمسا(2). في رحلته إلى الشرق، كانت نظرته إلى الإسلام كأي أوربي؛ وهي نظرة نشأت عليها الأجيال أن الإسلام وتعاليمه غير جديرة بالاحترام من الناحيتين الروحية والأخلاقية. قصة إسلام ليوبولد فايس لقد أدهش ليوبولد فايس في رحلته إلى الشرق ما كان عليه المسلمون الأوائل من عِزَّة وحضارة، وما صار إليه أحفادهم الآن، على الرغم من أنه لا يجد في الإسلام ما ينفِّر من العلم أو يخمد الهمم أو يطفئ جذوة الأمل والكفاح في نفوس أتباعه، بل إن الإسلام يدعو إلى التحرُّر والأخذ بأسباب التقدم والفلاح، وعدم التواكل والاستسلام والخضوع، ولم يلبث ليوبولد فايس أن أدرك السبب الحقيقي وراء انحلال المسلمين وتخلُّفهم؛ إن السبب الحقيقي هو جهل المسلمين بأحكام دينهم وعدم تمكُّنهم منها أو تمسُّكهم بها، وذلك عكس ما يشيع خصوم الإسلام من أن تمسك المسلمين بدينهم هو الذي أدى إلى تخلُّفهم(3).لذلك نجد ليوبولد فايس يقول: "كنت كلما زدت فهمًا لتعاليم الإسلام من ناحيتها الذاتية وعظيم ناحيتها العلمية، ازددتُ رغبةً في التساؤل عما دفع المسلمين إلى هجر تطبيقها تطبيقًا تامًّا على الحياة الحقيقية، لقد ناقشتُ هذه المشكلة مع كثير من المسلمين في جميع البلاد ما بين طرابلس الغرب إلى هضبة البامير في الهند، ومن البوسفور إلى بحر العرب، فأصبح ذلك شَجًى في نفسي، طفا في النهاية على سائر أوجه اهتماماتي الثقافية بالعالم الإسلامي، ثم زادت رغبتي في ذلك شدَّة، حتى إني -وأنا غير المسلم- أصبحتُ أتكلم إلى المسلمين مُشفِقًا على الإسلام من إهمال المسلمين وتراخيهم"(4). ثم حدث أن ناقش ليوبولد فايس أحد رجال الإدارة الشبان في أفغانستان في ذلك الأمر، فلما لمس فيه ذلك الشاب غَيْرة على الإسلام، وإلمامه بتعاليمه، وإيمانه بكماله وعظمته وقدرته على إسعاد البشرية وعلاج مشكلاتها، قال له: "إنك ما دمت ترى هذا الرأي، فإنك في الحقيقة مسلم ولا تدري". ولقد أثَّرت هذه الكلمات في نفس ليوبولد فايس، فأطرق صامتًا يتدبَّر معاني الكلمات التي سمعها وأيقن بصدقها، حقًّا لقد أسلم بقلبه وإنه ليحس ذلك، ولم يبقَ إلا أن يُعَبِّر تعبيرًا عمليًّا عن حقيقة ما آمن به(5). لذلك لم يكد يعود إلى أوربا سنة 1938م حتى أشهر إسلامه وتسمى بـ"محمد أسد"، وقد تحدث في صدق عن أسباب اعتناقه الإسلام في كتابه (الإسلام في مفترق الطرق)، فقال: "لم يكن الذي جذبني تعليمًا خاصًّا من التعاليم، بل ذلك البناء المجموع العجيب والمتراص بما لا أستطيع له تفسيرًا من تلك التعاليم الأخلاقية، إضافةً إلى منهاج الحياة الأخلاقية؛ إن الإسلام -على ما يبدو لي- بناءٌ تامُّ الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليُتِمَّ بعضها بعضًا، ويشدَّ بعضها بعضًا، فليس هناك شيء لا حاجه إليه، وليس هناك نقص في شيء، فنتج من ذلك كله ائتلاف متزن مرصوص، ولعلَّ هذا هو الذي كان له أبلغ الأثر في نفسي"(6). إسهامات ليوبولد فايس لقد تبحَّر ليوبولد فايس في علوم الإسلام لدرجة أنه اختير عند إنشاء دولة باكستان ليشغل وظيفة مدير دائرة تجديد الدين في إقليم البنجاب الغربي، ثم صار فيما بعد مندوبًا لباكستان في الأمم المتحدة(7).وتفتقت عبقريته في كتاباته، وصارح المسلمين بحقائق خطيرة عن الديانات السابقة، والفلسفة التي تقوم عليها نظريات الغرب العلماني، وتلك أمور لم يجرؤ أحد على التصريح بها، مستهدفًا من ذلك استنهاض همم المسلمين، وإيقاظ أمة الإسلام من نومة الجهالة ورقدة الغفلة؛ حتى تنقشع سحابة التشاؤم التي تظلل سماء الأمة؛ حتى تستردَّ غابر مجدها وحضارتها، ويستعيد المسلمون ما كان لهم من قوة روحية وثقافية وحضارية، هذا الهدف الأسمى يتلخص عند الفيلسوف محمد أسد في عبارة موجزة هي: "عودة المسلمين للتمسُّك بحقيقة دينهم، وأن هذا الهدف يؤكده القول المأثور: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أوَّلها". ويقدم دليله على ذلك بقوله: "إن هذا الدين الذي استطاع أن يجمع أشتات العرب منذ ثلاثة عشر قرنًا، ويجعل منهم قوة سادَت العالم أجمع بثقافتها وحضارتها وتسامحها، قادرٌ تمامًا على أن يُقَدِّم للمسلمين اليوم ما قدَّم لهم بالأمس؛ إنه يُقَدِّم دستورًا للحياة لا تجد له مثيلاً بين النظم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، تلك النظم التي تعرَّضت منذ فجر التاريخ لمراجعات البشرية وتهذيبهم. إن الإسلام ليس دينًا لأُمَّة، ولا خاصًّا بإقليم، ولا محدود الزمن، بل إنه الدين السماويُّ الوحيد الذي يتطابق ويتلاءم مع كل زمان ومكان، ويصلح لإسعاد البشرية جمعاء"(8). |
08-13-2014 | #2 | |
|
رد: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أوَّلها". الله اكبر وددت ان يكون هنااااااااااااااك اكثر عن سيرة العائد الى الله دمتي بخير اختي العزيزة ننتظر جديدك بشوق اقتباس:
| |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
, , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 06-23-2014 04:50 AM |
صلي قبل أن يصلي عليك | ام بشري | شعاع العـــام | 1 | 06-03-2014 01:33 PM |
الفرق بين " البُهرة " و " الرافضة " ، وهل يكفر أتباع الطائفتين ؟ | ام مصطفى | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 04-02-2014 09:28 PM |
يوميااات شاب يصلي الفجر | ام معاذ | شعاع القصص الوعظية | 3 | 07-16-2013 04:53 AM |