من اخلاق السلف الصالح
 

ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى
محمد صلى الله عليه وسلم ،وشر الامورمحدثاتها
،وكل محدثة بدعه،وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة فى النار.

فمن اولى ما انفقت فيه نفائس انفاس العمر الاهتمام بما كان عليه السلف الصالح رضى الله عنهم، فقد قال امام دار الهجرة رحمه الله:لا يصلح
أخرهذه الامه الا بما صلح عليه أمرأولها.

من اخلاق السلف رضى الله عنهم:
1_كثرة اخلاصهم فى علمهم وعملهم وخوفهم
من دخول الرياء فى ذلك.
كان ابراهيم التيمى يقول:المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته.
وكان الشعبى رحمه الله يقول:من ادب العلماء اذا
علموا ان يعملوا فاذا عملوا شغلوا بذلك عن الناس،فاذا شغلوا فقدوا،واذا فقدوا طلبوا،واذا طلبوا هربوا،خوفا على دينهم من الفتن.وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول:
اذا رأيتم العالم او العابد ينشرح لذكره بالصلاح عند الامراء فاعلموا انه مراء.

2_ ومن اخلاقهم رضى الله عنهم:
توقفهم عن كل فعل او قول حتى يعرفوا ميزانه
على الكتاب والسنه، لاحتمال ان يكون ذلك القول
من جملة البدع التى لا يشهد لها كتاب ولا سنه.
قال تعالى:(وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
وقال تعالى:
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب اليم)
وقال النبى صلى الله عليه وسلم:واياكم ومحدثات الامور قان كل بدعة ضلاله.
وقال صلى الله عليه وسلم:من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
فقد كان السلف يحثون الناس على التقيد بالكتاب والسنه واجتناب البدع، ويشددون فى ذلك، حتى ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ربما كان يهم بالامر ويعزم عليه، فيقول له بعض الناس:ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم يامر به فيرجع عما كان عزم عليه.

3_ومن اخلاقهم رضى الله عنهم:
كثرة تفويضهم الى الله تعالى فى امر انفسهم واولادهم وأصحابهم، فلا يكون معولهم فى امر هدايتهم الا عليه عز وجل، ولا يطلبون شيئا قط
بانفسهم وهم غائبون عن الاستناد الى الله.
قال الله تعالى:(وأفوض أمرى الى الله ان الله بصير بالعباد،فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب)
وقال تعالى حاكيا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم:
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)
فبين الله تعالى عاقبة التفويض اليه.
قال بعضهم:ليس شىء انفع لاولاد العلماء والصالحين من الدعاء لهم بظاهر الغيب،مع تفويض امرهم الى الله تعالى.

4_ومن اخلاقهم رضى الله عنهم:
عملهم على ترك النفاق بحيث تتساوى سريرتهم وعلانيتهم فى الخير فلا يكون لاحدهم عمل يفتضح به غدا فى الاخره.
نصح بعضهم عمر بن عبد العزيزفقال له: اياك يا عمران تكون وليا لله فى العلانيه وعدوا له فى السر، فان من لم تتساوى سريرته وعلانيته فهو منافق،والمنافقون فى الدرك الاسفل من النار.
وقال بعضهم:
اياكم وخشوع النفاق.فقيل:وما خشوع النفاق؟
قال:ان يرى الجسد خاشعا،والقلب ليس بخاشع.
ففتش عن نفسك هل تتساوت سريرتك وعلانيتك ام لا ؟ واكثر من الاستغفار،واعلم ان من اظهر للناس فوق ما فى قلبه فهو منافق.

5_ومن أخلاقهم رضى الله عنهم:
كثرة الصبرعلى جور الحكام،وشهودهم ان ذلك دون ما يستحقونه بذنوبهم.
قال الله تعالى:(واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)
كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: كان الحجاج الثقفى بلاء من الله وافق خطيئه.
كتب رجل لمحمد بن يوسف يشكو اليه من جور الولاة فى بلاده فاجابه محمد بقوله: قد بلغنا كتابك
ولا يخفى عن علمك يا أخى أنه ليس لمن عمل بالمعصية ان ينكر وقوع العقوبه، وما أرى ما انتم فيه الا من شؤم الذنب والسلام.فالله عزوجل قد يعاقب الظالم بالظالم ثم يصير كلا الى النار وقد نهى الله عز وجل عن اعانة الظالمين او الركون اليهم فقد قال تعالى:(ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)..(هود:113)

ومن اخلاقهم رضى الله عنهم:
غيرتهم لله تعالى اذا انتهكت حرماته نصرة للشريعه المطهره.فكانوا لا يفعلون فعلا ولايصحبون احدا الا ان علموا رضا الله تعالى فيه،فلا يحبون احدا ولا يبغضونه لعله دنيويه.
قال النبى صلى الله عليه وسلم:ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه الا لله،
وان يكره ان يعود الى الكفر كما يكره ان يقذف فى النار.
قال بعضهم: صحبة اهل الصلاح تورث فى القلب الصلاح.
وقال احمد بن حرب:ليس شىء انفع لقلب العبد من مخالطة الصالحين والنظر الى افعالهم, وليس
شىء اضر على القلب من مخالطة الفاسقين والنظر الى افعالهم.

7_ومن اخلاقهم رضى الله عنهم:
قلة الضحك وعدم الفرح بشىء من الدنيا بل كانوا ينقبضون بكل شىء حصل لهم من ملابسها ومراكبها ومناكحها ومناصبها، عكس ما عليه ابناء الدنيا ،كل ذلك خوفا ان يكون من جملة ما عجل لهم من نعيم الاخرة.
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:لولا انى اخاف ان ينقص من حسناتى لشاركتكم فى لين عيشكم ولكنى سمعت الله عير قوما فقال:
(اذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها)(الاحقاف:20)
وقال بعضهم اذا رايت الرجل ينافسك فى الدنيا فنافسه فى الدين.



المصدر:كتاب من اخلاق السلف
للشيخ : احمد فريد حفظه الله

رد: من اخلاق السلف الصالح