شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من أسماء الله الحسنى الكفيل ، والوكيل بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نكمل دورتنا في فقه الاسماء الحسنى :- الكفيل ، والوكيل قال الله تعالى :{ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ} [النحل : 91] وقال تعالى :{ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران : 173] .. (( والكفيل )) معناه: القائم بأمور الخلائق المتكفِّل بأقواتهم وأرزاقهم .. وقول الله تعالى : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل : 91] قيل : أي : شهيدًا ، وقيل : حافظًا ، وقيل : ضامنًا .. هذا؛ ومن صدقَ مع الله بذلك ورضي به سبحانه كفيلًا أعانه على الوفاء ، ويسَّر له الأمر من حيث لايحتسب .. روى البخاري في (( صحيحه )) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله ﷺ :(( أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألفَ دينار ، فقال : ائْتني بالشُّهداء أُشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيدًا ، قال : فائْتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلًا ، قال صدقتَ ، فدفعها إليه على أجل مسمًّى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مَرْكِبًا يركَبُها يقدمُ عليه للأجل الذي أجَّله فلم يجدْ مَرْكِبًا ، فأخذ خشبةً فنقرها ، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفةً منه إلى صاحبه ، ثم زجَّج موضعها ، ثم أتى بها البحر فقال : اللهمّ إنَّك تعلمُ أني كنتُ تسلَّفْتُ فُلانًا ألف دينار ، فسألني كفيلا فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألني شهيدًا ، فقلتُ : كفى بالله شهيدًا ، فرضي بك ، وإني جهدتُ أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي له فلم أقدر ، وإني أستودعُكَها ، فرمى بها في البحر حتى ولَجتْ فيه ، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمسُ مركبا يخرج إلى بلده ، فخرج الرّجل الذي كان أسلَفَهُ ينظر لعلَّ مَرْكِبًا قد جاء بماله ، فإذا الخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطبًا ، فلما نَشَرَها وجد المال والصَّحِيفةَ ، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال : والله مازلتُ جاهدًا في طلب مَرْكِب لآتيك بمالكَ ، فما وجدتُ مركبا قبل الذي أتيتُ فيه . قال : هلْ كنتَ بعثت إليَّ بشيءً؟ قال : أُخبرُك أنّي لم أجد مَرْكِباً قبل الذي جئت فيه . قال : فإنَّ الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة ، فانْصِرِف بالألف الدينار راشدًا )) (( والوكيل )) معناه : الكافي الكفيل ، وهو عام وخاص : أما العام : فيدلّ عليه قوله تعالى :{ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام : 102].. وقوله تعالى :{ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود : 12].. أي : المتكفِّل بأرزاق جميع المخلوقات وأقواتها ، القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها .. والخاص : يدل عليه قولُه تعالى :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء : 81] .. وقوله تعالى :{ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران : 173] .. أي: نِعْمَ الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به ، وهو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه .. -وقد دعا سبحانه عبادَه إلى التوكل عليه وحده ، وجعل ذلك دليل الإيمان ، قال تعالى :{ رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل : 9] .. وقال تعالى :{ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة : 23] .. -ووعد على ذلك عظيم الثواب ، وحسن المآب ، قال تعالى :{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الشورى : 36] .. -وحذَّر سبحانه من التوكُّل على سواه ، قال تعالى :{ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا [الإسراء : 2] .. -والتوكل على الله وحده ، وتفويض الأمور كلها إليه والاعتماد عليه في جلب النعماء ودفع الضر والبلاء مقام عظيم من مقامات الدّين الجليلة ، وفريضة عظيمة من فرائض الله على عباده يجب إخلاصها لله وحده ، وهو من أجمع أنواع العبادة وأهمّها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة والطاعات الكثيرة ، فإنه إذا اعتمد القلب على الله في الأمور الدينية والدنيوية ثقة به سبحانه بأنه الكفيل الوكيل لاشريك له صحَّ إخلاصه وقويت معاملته مع الله وحسن إسلامه وزاد يقينه وصلحت أحواله كلها .. -فالتوكل الأصل لجميع مقامات الدين ، ومنزلته منها كمنزلة الجسد من الرأس ، فكما لايقوم الرأس إلا على البدن ، فكذلك لايقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل .. -وحقيقة التوكل هو عمل القلب وعبوديته اعتمادًا على الله وثقة به والتجاء إليه ، ورضا بما يقضيه له لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه أموره مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها ، ففي التّوكل جمعٌ بين أصلين : اعتماد القلب على الله وحده لاشريك له ، مع فعل الأسباب المأمور بها والقيام بها دون تعدٍّ إلى فعل سبب غير مأمور به ، أو سلوك طريق غير مشروع ، وقد جمع بين هذين الأصلين في نصوص كثيرة كقوله تعالى :{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ [هود : 123] وقوله تعالى :{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة : 5] وقول النبي ﷺ (( احرصْ على ماينفعك واستعن بالله )) والنصوص في هذا المعنى كثيرة .. -والتوكل مصاحب للمؤمن الصّادق في أموره كلها الدينية والدنيوية ؛ فهو مصاحب له في صلاته وصيامه وحجّه وبرّه وغير ذلك من أمور دينه ، ومصاحب له في جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه ، فهو نوعان : -وتوكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه ، -وتوكل عليه في حصول مايحبه ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك .. ولذا روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قال :(( إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لاحول ولاقوّة إلا بالله . قال : يقال حينئذ : هُديت وكُفيت ووُقيت ، فيتنحى عنه الشيطان ، فيقول شيطان آخر : كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووُقي ؟!)) وفي هذا دليل بيّن على عظم افتقار العبد إلى كفاية الله وهدايته ووقايته ، وأنه لا غنى له عن ربِّه طرفة عين بأن يكون له حافظًا ومؤيِّدًا ومُسدِّدًا ومُهديًا .. والله وحده المستعان ، وعليه التكلان ، ولاحول ولاقوة إلَّا به ، والمرجو منه وحده أن يوفقنا أجمعين لحسن التوكّل عليه .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
11-08-2014 | #4 |
|
رد: من أسماء الله الحسنى الكفيل ، والوكيل |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
11-09-2014 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من أسماء الله الحسنى الكفيل ، والوكيل أخواتي الغاليات أم يعقوب ناجية أ هوازن عطر الجنة لكم كل الشكر |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة | إسمهان الجادوي | شعاع العلوم الشرعية | 11 | 06-23-2014 12:36 AM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
من أسماء الله الحسنى (الفتاح) | أمل شريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-31-2014 08:38 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |