هوازن الشريف | 11-02-2014 01:10 PM | سورة القيامة - تفسير السعدي | | | | " لا أقسم بيوم القيامة "
أقسم الله سبحانه بيوم الحساب والجزاء, " ولا أقسم بالنفس اللوامة "
وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعة وفعل الموبقات . " أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه "
أيظن هذا الإنسان الكافر أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها؟ " بلى قادرين على أن نسوي بنانه "
بلى سنجمعها , قادرين على أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئا واحدا مستويا كخف البعير. " بل يريد الإنسان ليفجر أمامه "
بل ينكر الإنسان البعث , يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره, " يسأل أيان يوم القيامة "
يسأل هذا الكافر مستبعدا قيام الساعة: متى يكون يوم القيمة؟ " فإذا برق البصر "
فإذا تخير البصر ودهش فزعا مما رأى من أهوال يوم القيامة , " وخسف القمر "
وذهب نور القمر, " وجمع الشمس والقمر "
وقرن بين الشمس والقمر في الطلوع من المغرب مظلمين, " يقول الإنسان يومئذ أين المفر "
يقول الإنسان وقتها: أين المهرب من العذاب؟ " كلا لا وزر "
ليس الأمر كما تتمناه- أيها الإنسان من طلب الفرار , " إلى ربك يومئذ المستقر "
لا ملجأ لك ولا منجى إلى الله وحده مصير الخلائق يوم القيامة ومستقرهم , فيجازي كلا بما يستحق " ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر "
يخبر الإنسان في ذلك اليوم بجميع أعماله: من خير وشر , ما قدمه منها في حياته وما أخره. " بل الإنسان على نفسه بصيرة "
بل الإنسان حجة واضحة على نفسه تلزمه بما فعل أو ترك , " ولو ألقى معاذيره "
ولو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن إجرامه , فإنه لا ينفعه ذلك. " لا تحرك به لسانك لتعجل به "
لا تحرك- يا محمد- بالقرآن لسانك حين نزول الوحي.
لأجل أن تتعجل بحفظه, مخافة أن يتفلت منك. " إن علينا جمعه وقرآنه "
إن علينا جمعه في صدرك , ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت. " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه "
فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل فاستمع لقراءته وأنصت له , ثم اقرأه كما أقرأك إياه, " ثم إن علينا بيانه "
ثم إن علينا توضيح ما أشكل عليك فهمه من معانيه وأحكامه. " كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ "
ليس الأمر كما زعمتم- يا معشر المشركين- أن لا بعث ولا جزاء , بل أنتم قوم تحبون الدنيا وزينتها , " وتذرون الآخرة "
وتتركون الآخرة ونعيمها. " وجوه يومئذ ناضرة "
وجوه أهل السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة ناعمة, " إلى ربها ناظرة "
ترى خالقها ومالك أمرها, فتمتع بذلك. " ووجوه يومئذ باسرة "
ووجوه الأشقياء يوم القيامة عابسة كالحة, " تظن أن يفعل بها فاقرة "
تتوقع أن تنزل بها مصيبة عظيمة, تقصم فقار الظهر. " كلا إذا بلغت التراقي "
حقا إذا وصلت الروح إلى أعالي الصدر , " وقيل من راق "
وقال بعض الحاضرين لبعض: هل من راق يرقيه ويشفيه مما هو فيه؟ " وظن أنه الفراق "
وأيقن المحتضر أن الذي نزل به هو فراق الدنيا لمعاينته ملائكة الموت , " والتفت الساق بالساق "
واتصلت ضده آخر الدنيا بشدة أول الآخرة, " إلى ربك يومئذ المساق "
إلى الله تعالى مساق العباد يوم القيامة: إما إلى الجنة وإما إلى النار. " فلا صدق ولا صلى "
فلا آمن الكافر بالرسول والقرآن , ولا أدى لله تعالى فرائض الصلاة, " ولكن كذب وتولى "
ولكن كتب بالقرآن , وأعرض عن الإيمان , " ثم ذهب إلى أهله يتمطى "
ثم مضى إلى أهله يتبختر مختالا في مشيته. " أولى لك فأولى "
هلاك لك فهلاك , " ثم أولى لك فأولى "
ثم هلاك لك فهلاك. " أيحسب الإنسان أن يترك سدى "
أيظن هذا الإنسان المنكر للبعث أن يترك هملا لا يؤمر ولا ينهى , ولا يحاسب ولا يعاقب؟ " ألم يك نطفة من مني يمنى "
ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين يراق ويصب في الأرحام , " ثم كان علقة فخلق فسوى "
ثم صار قطعة من دم جامد , فخلقه الله بقدرته وسوى صورته في أحسن تقويم؟ " فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى "
فجعل من هذا الإنسان الصنفين: الذكر والأنثى , " أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى "
أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بلى إنه - سبحانه وتعالى- لقادر على ذلك. | | | | | |