منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

عقوبات الذنوب

قال ابن القيم: "ومن عقوبات الذنوب المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ (أي في القبر) والعذاب في الأخرة"

لأن الله عزَّ وجلَّ قال {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124]
وفُسِّرَت المعيشة الضنك بعذاب القبر، ولاريب أنه من المعيشة الضنك والآية تتناول ما هو أعم من ذلك .... ابن القيم يقول: ليس فقط عذاب القبر بل أخطر من ذلك أيضًا، فالمُعرِض عنه له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه وإن تَنَعَّم في الدنيا بأصناف النعيم ففي القلب وَحشة.
لماذا ترضى بهذه المعيشة وهذا الذل وهذه الحسرات وهذه المعيشة الصعبة الضنك ؟؟
آخطار الذنوب
على أساس أننا في كل درس نبدأ بشحن قلوبنا للتوبة عن طريق أننا نعرف خطر من أخطار الذنب
ثم نتكلم في النهاية على بعض الطرق العملية التي نتواصى بها
لأنه دائما يجب أن تسير المسألة في الاتجاهين ويجب أن تُشحَن، لماذا ستتوب؟

 ما هي السعــــــادة؟ 
هل السعادة فعلاً في طاعة ربنا سبحانه وتعالى؟
السعادة أن يكون معك مال وتقضي شهواتك وحياتك وملذاتك وكل ما يأتي على بالك تفعله، فهل هؤلاء الذين يعيشون؟
أنت لا تفهم شيء مهم جدًا...ما أنت؟
إنسان...ما معنى إنسان؟
أي روح وجسد أي عقل ووجدان
فعندما تُلبي رغبة شيء على حساب شيء تعيش التعاسة
أي لا يصح أن أُلبي رغبات روحي ولا يوجد جسد، فبذلك ستتحول إلى رهبانية، لا بل تزوج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه بلغه أن رجالا يقول أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر . ويقول الآخر : وأما أنا فأقوم ولا أنام . ويقول الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم ، ويقول الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فهي معادلة اتزان
õنُلبي رغبات الجسد كما يفعل الغرب ولا يوجد روح ..إذًا تعيش أمثال الحيوان
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف:179]
ثم بعد ذلك قال {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى...} [الأعراف:180]ما معنى ذلك؟
أي أن الذي لن يتعلم أسماء وصفات ولا يتعرف على ربنا، سيعيش غافل ولا يرى طوال الوقت؛ لأنه لم يتعرف على ربنا وأعظم مطلوب في الدنيا وأصل الأصول هو معرفة الله
فالله خلقنا كي نعبده لكن عبادة عن معرفة، وليست عبادة جسد
فتصلي وتصوم وحسب وتمتنع عن الطعام والشراب والشهوة وتُصلي الخمس الصلوات كالآلة التي تتحرك وتخرج من مالك كي يُبارك لك الله في المال الباقي فتُخرجه لأنك تخاف على المال ليس إلا , وتحاول أن تُرضي ضميرك فتعمل عمرة أو أي عمل خير كي تكمل طريق الدنيا فتعيش السعادة في الدنيا بالشكل الذي تريده
لا الله خلقنا كي نعبده عن معرفة ونتعرف عليه ونعرف من هو، وكلما ازددنا منه معرفة كلما ازددنا سعادة لأننا نقرب منه سبحانه وتعالى
كيف تتوب توبة عملية؟! 
فبعض الناس تتصور أنه لو صلينا العشاء وقرأنا فيها بآيات وعيد وقرأنا بسورة ق {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [قـ:19]فبكيت وتخرج من المسجد وأنت سعيد بهذا البكاء الذي بكيته ثم تقول أنك بذلك تبت!
فالتوبة يجب أن تكون شيء عملي ولكنه يفهم أن التوبة أنه يوم عرفة يجب أن يبكي وإذا لم يبكي فالحج غير مقبول، فكيف أن جميع الناس تبكي وأنا جالس بدون بكاء هكذا ؟
فإذا بكيت انتهى الأمر !!!
التوبة ليست شيء يُلعب به .. ليست مزاح .. وهي ليست شيئًا سلبيَا
يجب أن تجد في التوبة {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً...} [مريم:60]ليس تاب وحسب،
والتوبة معناها أيضا الكلام الذي قاله العلماء ثلاثة أشياء :متعلقات بالزمن أن أندم على الماضي والذنب الحاضر أقلع عنه وأُصِّر على ترك هذه الذنوب في المستقبل..ثلاث أشياء أندم وأقلع ثم أُصِّر أنني لن أفعلها مرة ثانية هذه هي التوبة، ولو بها مظالم تَرُد المظالم.
هذا أول قانون نتعلمه، قال و إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية.
فصاحبنا يعمل ذنب في السر في الليل في جوف الليل فالحل أن تعمل طاعات في المقابل فلو أردت أن تتوب من العادة السيئة أو تتوب من المواقع الإباحية أو تتوب من ذنوب الخلوات فاعمل طاعات الخلوات وطاعات السر
ما هي طاعات السر؟
1-قيام الليل ولا أحد يطَّلِع عليك أغلق حجرتك عليك فتدخل غرفتك و تُطفيء الأنوار وتُشعر الناس أنك نائم وتقوم كي تُصلي ركعتين ولا أحد يطَّلع عليهما تمامًا
وقال النبي http://hanyhilmy.com/main/02%D9%85%D...s/image001.gif كما عند الضياء في المختارة "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل"

طاعات العلانية
فأنت كنت تفعل هذا الذنب جهارًا نهارًا، مثلاً شخص يُدخن او شخص يعاكس الفتيات جهرا فى الشارع .... فماذا عليه أن يفعل؟ عليه أن يُجاهر بالطاعة حينها من الممكن أن يتصدق بصدقة يعلمها الناس "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كان له أجرها وأجر من عمل بها ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا "[رواه مسلم]
1-يضع مال يا جماعة لنبني مسجد أو مستشفى أو نفعل كذا وكذا لتجميع شنط رمضان فأنا أفعل أمام الناس فتتشجع فيفعلوا مثلما أفعل فيكون له طاعات في الجمع

إذًا هذا أول قانون : الاعتراف يهدم الاقتراف
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي (أنك مُعترف ) الاعتراف يهدم الاقتراف
النبي صلى الله عليه وسلم قال لأمنا عائشة في حادثة الإفك " وإن كنت ألممت بذنب ، فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب ، تاب الله عليه"
ثان قانون : لماذا نذنب كى نعرف الله ( التواب – الغفور – الغفار )
فلماذا نُذنب؟..حتى يُعملنا الله بمغفرته وتوبته وفضله وإحسانه وكرمه علينا
ثالث قانون : إياك أن تيأس
ليس لدينا في قاموس المسلم كلمة اسمها يأس، وذكرنا الآيات الكثيرة التي وردت في هذا الباب التي تؤدي إلى هذا المعنى {...إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]
كل هذه المعاني تقول لك إياك أن تيأس في صحراء اليأس ابذُر بذور الأمل
رابع قانون : لا تمِّل
اكلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه و إن قل"
خامس قانون : لا تحقر ذنبك , وعظمه
هنا فمنهم من يدمن المخدرات ومن يسمع للأغاني وأنا لا أفعل مثل هذه الأشياء فقط أفعل الذنوب الخفيفة البسيطة التي يفعلها كل الناس " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى . مدرك ذلك لا محالة . فالعينان زناهما النظر . والأذنان زناهما الاستماع . واللسان زناه الكلام . واليد زناها البطش . والرجل زناها الخطا . والقلب يهوى ويتمنى . ويصدق ذلك الفرج ويكذبه."
فيقول أنا فقط أفعل الذنوب الخفيفة {...وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور:15]
" لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه"
سادس قانون : إذا عملت سيئة فاعمل بجانبها حسنة
السر بالسر والعلن بالعلن
سابع قانون : لا تقعد معهم
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه الكِرام أن يبتعدوا عن دواعي المعصية فقال : " إياكم والجلوس في الطرقات (كفاكم وقوف في الشوارع والنواصي) فقالوا : ما لنا بد ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها . قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر."
أين المشكلة ؟
يُقال أن :كل بلية في الزمان سببها رجلان رجلٌ فعل ورجلٌ سكت.
لابد أن تُفارق بيئة المعاصي، يجب أن تكون خارج نطاق بيئة المعاصي لابد أن تتوقف هنا فهذا جو مليء بالفيروسات فيقضي عليك فتحتاج لإعادة هيّكلة لابد أن تُغير بيئة المعاصي التي تتواجد بها، فارق دواعي المعاصي واجعل شعارك{...وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} [المزّمِّل: 10] الله جل وعلا قال : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ...} [الأنعام:68]
فبالتالي فارق دواعي المعصية صديقًا كان، مجلة، شريط، رقم هاتف، فيلم، مسلسل ، مجلس في مكان ما، فارق كل ما يدعوك إلى المعصية بالذات هذه الأماكن
ثامن قانون : اتقِّ شرارة الأعمال
ما هي شرارة الأعمال؟ الخواطر.
ابن القيم يقول لنا : أن الخواطر ثلاثة : خاطر رحمانيوخاطر شيطانيوخاطر نفساني
üخاطر رحماني: وهذا ما نقول عليه واعظ الله في قلبك
فهذا عندما تقول لنفسك قم صلِّ ركعتين نحن أصبحنا في رجب إلى متى ستظل كذلك صُم الاثنين للخميس أو صُم يوم وافطر يوم ، صم الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر 13، 14، 15 افعل شيء....هذا يُسمى خاطر رحماني
üوهناك خاطر شيطاني الذي تكلمنا عليه خاطر بالفواحش والمنكرات وكذا ...
üوهناك خاطر نفساني: وهي الرؤى والأحلام لا يُفكر في شيء سيء لكن هذا الخاطر ساحبه في الأماني أتمنى أن أكون كذا وكذا وهو لا يفعل شيئًا وكل الدنيا عنده "أتمنى" هذا العام إن شاء الله إمتياز في الجامعة وإن شاء الله أفعل كذا وكذا...يا أخي قم لتُذاكر لم يتبقى سوى يومان أو ثلاثة على الامتحانات ماذا تفعل؟ يقول إن شاء الله سأفعل، فهذه هي الخواطر النفسانية وهي الرؤى والأحلام، قال لك هذه الخواطر أمرها عظيم بسبب شيئين أولاً: لأن الله مُطَّلِع عليها ... ...... الله جل وعلا : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]
لأن هذه هي الشرارة الأولى ، فماذا نفعل معها ؟ قال لك أوقفها وتوقيفها بثلاثة أشياء
أول شيء فى حراسة الخواطر: تفريغ القلب بعدم الالتفات
ابن القيميلا تجعل قلبك كالإسفنجة تتشرب كل شيء ولكن اجعله كالقارورة المُصفطة
تحتاج الى تدريب على كيفية التحكم في الذهن ، أتعرف أين يحدث هذا التدريب ؟ تدريب عملي تفعله كل يوم خمس مرات في الصلاة طبعًا فعندما تبدأ بالصلاة تُركز في " الله أكبر" الله أكبر من كل شيء والآن تُركِّز في معاني الفاتحة كل كلمة الله يرد عليك فيها "حمدني عبدي" "مجدني عبدي" "أثنى عليَّ عبدي" فتعيش مع كل كلمة هذا الحوار وتحسه وعندما تكون راكع وتقول "سبحان ربيَّ العظيم" وتستشعر حقارة نفسك وعِظَمه سبحانه وتعالى وتقول " سبحان رربيَّ الأعلى" وتستشعر سفول نفسك مع علوِّه سبحانه، تستشعر في كل كلمة في تسبيحه وتحميده
ثاني شيء فى حراسة الخواطر : فرغ قلبك ..
وإذا فرغته لا تتركه فارغ فسيعود مرة أخرى بوضع شيء آخر إنما لابد أن تملأه
املأه بشيء من الأربعة :
1) تدبر آية
ولا شيء أصلح لقلب العبد من أن يتفكَّر ويتدبر في آية من القرآن ولربما آية بتدبر خيرٌ له من خاتمة
2) تدبر وتفكَّر في اسم من أسماء الله
إذًا نحن نحتاج أن نتعلم الأسماء والصفات ( القدوس – المنان – العفو )
3) تفكَّر في نعمة
سنأخذ نعمة الستر لأن نعمة الستر بالذات تأت بالحياء
فكَّر في عيّب نفسك وأن هذا العيّب يُهلكك {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:89]
4) فكَّر في واجب الوقت
إذًا واجب الوقت فكر الآن ما المطلوب مني لأفعله

ثالث شئ فى حراسة الخواطر : تصُد
احمي خاطرك من الحرام والخطيئة بطريقتين
1-أن تبتعد عن دواعي الحرام ومواطنه
2-عمل موازنة بين العواقب والنتائج
بين لذة الذنب ولذة العِفة بين لذة الانتصار على الشيطان ، اعمل موازنة ما بين الأمرين وأين أنت فيهما؟ لو وازنت ما بين الأمرين وبلُغة النتائج تخرج خاسر خسرت نفسك {...فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا...} [الأنعام:71] شارد فبذلك كم تكون قد خسرت؟ وازن ما بين هذا وما بين حالة الطُمأنينة والسكينة والهدوء النفسي وراحة البال وحالة الصُلح مع الله ولا يكون لدي هذا النزاع النفسي ، أيهما؟ لتطرُد هذا الخاطر عنك.

وبذلك نكون أخذنا 8 خطوات عملية
1) أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي
2) افهم لماذا تُذنب
3) لا تمل
4) لا تيأس
5) عظِم ولا تُحقِّر
6) إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة
7) لا تقعد معهم
8) اصلِح خواطرك