11-30-2014
|
|
سبع و عشرون خريفا..
[center][ft=traditial arabic][size=6]
سبع و عشرون خريفا
سَبعٌ و عِشرونَ استَوتْ خَيبَاتِي تَستنزِفُ الإشْراقَ من مِشكَاتِي
سَبعٌ و عِشرونَ انتَهيْنَ و ما انتَهتْ بَينَ الصَّبابَةِ و الأسَى مَأسَاتي
أَمشِي و أَزرعُ في القَصيدِ مَواجعِي و أُعتقُ الأَحزانَ في أَبياتِي
أَخطُو على جَمرِ القَوافِي حَافيا تَندسُّ بَينَ حُروفِها أَنَّاتي
يَنْثالُ مَاءُ الشِّعرِ بَينَ أَصابعِي مِثلَ الرُّؤى تَنثالُ في مِرآتِي
أو كَالضِّياءِ أَسُحُّهُ أَرْوِي بهِ ظَمأَ المَغيبِ و لَوْعةَ النَّجماتِ
و أَنَا هُنَا الظَّمآنُ أَشربُ حَسرتِي و أُسِيغُهَا بِمَوالِحِ الدَمعاتِ
و أُدثّر الشَّوقَ القَديمَ بِجُبَّتِي أُخفيهِ عن صَحبي و حِقدِ عِداتِي
و أُكتِّمُ الآهَات خَوفَ شَماتةٍ فَتعودُ تَصهلُ في دَمِي آهَاتِي
مَازلتُ في وَطنِي رَهينَ بطَالتِي مُتخبّطًا في الظُّلمِ و الظُّلماتِ
وَطنِي يُشرِّدُ نَسلهُ يَرمِي بِهِ فَوقَ القَواربِ لِلمحِيطِ العَاتِي
و يُبيحُ لِلأغرَابِ مَاءَ عُيونهِ و يَخصُّهمْ بِالدِّفءِ و الخَيراتِ
يَغتالُ أَحلامِي و يَمشِي بَاسمًا في نَعيهَا مُتراقصَ الخُطواتِ
وَطنِي فَديتكَ لا تَكنْ أُلعوبةً في كفِّ قُرصَانٍ و عُهرِ بُغاةِ
وَطنِي أُجِلُّكَ أن تَظلَّ أَسيرَهمْ حَاشَاكَ أن تَرضَى بِحكمِ طُغاةِ
وَطنِي و أَستَجدِي حَنانكَ عَاتبًا فَتضيعُ في تِيهِ الصَّدَى صَرخَاتِي
عِشرونَ جُرحًا و الهُمومُ تَشدُّنِي و تَضمُّ في أَحضَانهَا مِرسَاتِي
عِشرونَ جُرحًا ما انحَنيتُ و لم تَزلْ خَفَّاقةً في أُفقهَا رَاياتِي
لنْ تنتهي تَغرِيبتِي حتى أُوسَّدَ في قُلوبِ أَحبَّتِي و عِداتِي
يا لَيتَ أُمِّي لم تَلدْنِي شَاعرًا أَسقِي الغَمامَ و أَشتهِي قَطراتِ
احمد مطر
[/size][/ft][/center]
|