شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه اسماء الله الحسنى الغني بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساؤكم سعادة ورضى نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- الغنيّ وقد ورد هذا الاسم في ثمانية عشر موضعًا من القرآن ، قال تعالى :{ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [ الأنعام : 133] ، وقال تعالى :{ يَٓأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر : 15] ، وقال تعالى :{ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ لقمان : 26] . ._ فهو تبارك وتعالى الغني بذاته ، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات ، لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه ، ولا يمكن إلا أن يكون غنيًّا ؛ لأن غناه من لوازم ذاته فكما لا يكون إلا خالقًا رازقًا رحيمًا محسنًا ؛ فلا يكون غنيًا عن جميع الخلق ، لا يحتاج إليهم بوجه من الوجوه ، ولا يمكن أن يكونوا كلهم إلا مفتقرين إليه من كل وجه ، لا يستغنون عن إحسانه وكرمه وتدبيره وتربيته العامة والخاصة طرفة عين ، وكلّ من في السموات والأرض عبيد له مقهورون بقهره ، مصرفون بمشيئته ، لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرّة .. فمن كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين ، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعًا مازاد ذلك في ملكه شيئًا ، ولو كفروا جميعًا لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا ،،، قال تعالى :{ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيُُّ كَرِيمُ }[ النمل:44] ، وقال تعالى : { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 6] .. وقال تعالى :{ فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّاسْتَغْنَى اللهُ واللهُ غَنِيُّ حَمِيدُ } [ التغابن : 6 ] .. وقال تعالى : { إِن تَكْفُرُوٓاْ أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدُ } [ إبراهيم :8 ] .. وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى :(( ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا )) ، وقال : (( ياعبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، ولن تبلغوا ضري فتضروني )) رواه مسلم .. _ومن كمال غناه أن إنفاق المنفقين وبذل الباذلين في سبيله وإبتغاء مرضاته لا ينفعه بشيء ، وكذلك شحُّ الشحيحين وبخل البخلاء لا يضره شيئًا ، قال الله تعالى : { ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم [محمد : 38] .. وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [البقرة : 267] .. _ومن كمال غناه تنزهه تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب ، فمن نسب إليه تعالى نقصًا فقد نسب إليه ماينافي غناه ، قال تعالى :{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ [يونس : 68] .. _ومن كمال غناه تنزّهه تبارك وتعالى عن الشركاء والأنداد ؛ إذ كيف يسوَّى التراب برب الأرباب ، وكيف يسوى الفقير بالذّات ، الضّعيف بالذّات ، العاجز بالذات ، المحتاج بالذات ، الذي ليس له من ذاته إلا العدم ؛ بالغني بالذّات ، القادر بالذّات ، الذي غناه وقدرته وملكه وجوده وإحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق التام من لوازم ذاته ، وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب ، الذي جميع رقاب العبيد تحت قبضته وطوع تدبيره ، قال الله تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17] .. _ومن كمال غناه أن خزائن السموات والأرض بيده ، وأن جوده على خلقه متواصل آناء الليل والنهار ، وأن يديه سحاء في كل وقت { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [لقمان : 26] .. _ومن كمال غناه أنه يدعو عباده إلى سؤاله كلّ وقت ، ويعدهم عند ذلك بالإجابة مهما عظم السؤال ، ويأمرهم بعبادته ويعدهم القبول والإثابة ، وهو تبارك وتعالى واسع الفضل ، جزيل النوال ، وقد آتاهم من كل ماسألوه ، وأعطاهم كل ماأرادوه وتمنوه .. _ومن كمال غناه لو اجتمع أهل السموات والأرض وأول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه كل ماتعلقت به مطالبهم فأعطاهم سؤلهم لم ينقص ذلك مماعنده ، ففي الحديث القدسي يقول تعالى :(( ياعبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم ، قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألته ، مانقص ذلك ممّا عندي ، إلّا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر )) رواه مسلم .. _ومن كمال غناه العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يمكن وصفه مايبسطه تبارك وتعالى على أهل الإيمان في جنات النعيم من صنوف اللذات وأنواع النعم وأطايب المنن ممالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة : 17] .. _فمن عرف ربَّه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه ، من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ، ومن عرف ربه بالقدرة التّامة عرف نفسه بالعجز التّام ، ومن عرف ربّه بالعزِّ التامّ عرف نفسه بالمسكنة التامّة ، ومن عرف ربَّه بالعلم التّام والحكمة عرف نفسه بالجهل ، وعِلْمُ العبد بافتقاره إلى الله الذي هو ثمرة هذه المعرفة هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة .. اللهم ياغنيّ اغننا بطاعتك عن معصيتك ،، وبفضلك عمن سواك اللهم علمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
12-14-2014 | #3 |
|
رد: من فقه اسماء الله الحسنى الغني جزاك الله خيرا ورفع الله قدرك نحن دوما في انتظار مايخطه قلمك |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-15-2014 | #4 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه اسماء الله الحسنى الغني |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
12-16-2014 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه اسماء الله الحسنى الغني |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
, , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 12-06-2014 02:54 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
من اسماء الله الحسني | نمرقه العوض | شعاع القران الكريم وعلومه | 3 | 02-28-2014 12:09 PM |