من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر http://im86.gulfup.com/XLqoXU.gif بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد والريحان والكادي نكمل اخواتي دورتنا في فقه الاسماء الحسنى :- المتكبِّر وقد ورد هذا الأسم في موضع واحد من القرآن ، وهو قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر : 23] _ (( المتكبِّر )) اسمٌ يدلُّ على وصفه سبحانه بالتكبُّر والكبرياء ، والتاء في (( المتكبر )) ليست تاء التعاطي والتكُّلف ، وإنما هي تاء التفرُّد والاختصاص ، فالكبرياء وصفه سبحانه الذي لايليق إلَّا به ، ولذا سيأتي ذكر الوعيد الشديد للمتكبرين ، وعقوبات الله لهم المعجلة والمؤجَّلة .. _قال قتادة :هو الذي تكبَّر عن كلِّ سوء )) ، وقال أيضا :الذي تكبر عن السيئات )) ، وقال أيضًا : (( الذي تكبَّر عن كلّ شر )) ، وقال مقاتل : (( المتعظِّم عن كلِّ سوء )) ، وقال أبو إسحاق السبيعي : (( الذي يَكبٰر عن ظلم عباده )) وقال ميمون بن مهران : (( تكبَّر عن السُّوء والسيِّئات ، فلا يصدر إلَّا الخيرات )) .. وجماع ذلك أنَّ هذا الاسم يدلُّ على تعالِي الله عن صفات الخلق ، وتعظُّمِه سبحانه عن مماثلتهم أو أن يماثلوه ، ورفعته سبحانه عن كلِّ نقص وعيب ، فهو المتكبر عن الشرِّ وعن السوء وعن الظُّلم وعن كل نقص ، وهذا متضمِّنٌ ثبوتَ الكمال له سبحانه في اسمائه وصفاتِه وأفعالِه .. _والتكبر لا يليق إلَّا به سبحانه ؛ لأنه وحده الملك وماسواه مملوك ، وهو وحده الربُّ وماسواه مربوب ، وهو الخالقُ وحده وماسواه مخلوق ، وهو وحده المتفرِّدُ بصفات الكمال والجمال والعظمة والجلال ، نجم ساطعكما كان يجمع ذلك رسول الله ﷺ في تسبيحه لربِّه سبحانه في ركوعه وسجوده حيث كان يقول : (( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياءِ والعظمة )) .. _فالمنزَّه عن النقائص الذي له الملك والتصرُّف والتدبير والعظمة في أسمائه وصفاته وأفعاله هو وحده المتكبِّر لا شريك له .. _وأمَّا العبد المخلوق فمقامُه العبوديَّةُ والخضوعُ والذلُّ والانكسار والركوع والسجود للكبير المتعال العظيم ذي الجلال ، ولعلَّ في هذا سرًّا من أسرار ذكر الله بالتكبير عند الخفض للركوع والخفض والسجود ، وذكرِ كبريائه سبحانه وعظمته حالَ الركوع والسجود .. وأمَّا - والعياذ بالله - إذا استكبر العبد ولاسيما عن الغاية التي أُوجد لأجلها وخلق لتحقيقها ، وهي عبادة الله وإفراده وحده بالذّل والخضوع والانكسار ؛ فإن الله يعاقبه بأعظم العقاب ، ويخزيه في الدّنيا والآخرة .. _وقد ذكر سبحانه في مواضع عديدة من كتابه العزيز أنواع العقوبات التي يُحلُّها بالمستكبرين ، قال تعالى :{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر : 60] ، أي : صاغرين ذليلين ، وقال تعالى :{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر : 60] .. وقال تعالى :{ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر : 72] .. وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الأعراف : 36] ... وقال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ [الأعراف : 40] .. _وذكر سبحانه في كتابه العزيز نماذج من المستكبرين من الأشخاص والأمم ، وبيَّن ما أحل بهم في الدنيا مِن العقاب ، وماأعدَّ لهم في الآخرة من النَّكال ، وذلك لتستبين سبيلُ المجرمين ، وليكون في ذكر حالهم عظة للمتَّعِظين ، وعبرة للمعتبرين .. فذكر سبحانه إمام المستكبرين إبليس عدوَّ الله وعدوَّ دينه وعدوَّ عباده المؤمنين ، قال تعالى :{ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [ص : 74] .. وذكر فرعون وتكبُّرَه على الحقِّ هو وجنوده ، قال تعالى :{ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص : 39] .. وذكر سبحانه من المتكبرين الوليدَ بنَ المغيرة معاندَ الحقِّ والمبارزَ لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقَّة ، فذمَّه الله ذمًّا لم يذمَّه غيرَه ، وهذا جزاء المعاندين المستكبرين ، قال تعالى :{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا [11]وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا [12]وَبَنِينَ شُهُودًا [13] وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا [14]ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ [15]كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا [16]سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا [17]إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ [18]فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ [ 19]ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ [20] ثُمَّ نَظَرَ [21] ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ [ 22] ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ [23] فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ [ 24]إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ [25]سَأُصْلِيهِ سَقَرَ [المدثر : 26] ... وذكر أيضًا تكبُّر الأمم الماضية على الحقّ ، فقال عن قوم نوح عليه السلام : { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا [6]وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا [نوح : 7] ... وقال عن قوم هود عليه السلام :{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [فصلت : 15] وقال عن قوم شعيب عليه السلام :{ ۞ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ [الأعراف : 88] ، وقال تعالى عن قوم صالح عليه السلام :{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [75]قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف : 76] .. _وعجبًا ثم عجبًا ثم هؤلاء الطغام سفهاء العقول والأحلام كيف رضوا لأنفسهم الاستكبار عن عبادة الواحد القهار ، والاستنكاف عن الإخلاص للعزيز الغفَّار ، ثم صرفوا عبادتهم وذلَّهم وخضوعهم لحجر من الأحجار ، أو شجرة من الأشجار ، أو لأي مخلوق ليس له إلَّا الذلّ والافتقار ، فلا إله إلّا الله كيف ذهبت عقولهم عن الحق والهدى ، وعميتْ أبصارهم عن النُّور والضياء ، وسبحان الله ماأشنعها من حال .. يقول الله تعالى :{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الزمر : 45] .. وقال تعالى :{ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [35]وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [الصافات : 36] .. وقال تعالى :{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا [الإسراء : 46] .. أَلَا ما أَسفَهها مِن عقول ، نعوذ بالله من الضلال ، ونسأله سبحانه أن يرزقنا الذلَّ لجنابه ، وأن يُعيذنا من سبيل المستكبرين ، فهو وحده تبارك وتعالى المانُّ والمعين .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله http://im67.gulfup.com/ACWjcC.gif |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر أثااابك الله ونفع بك .. uhnpأختي الطيب كلهuhnp جزاااك الله خير الجزاااء |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر جزاك الله خيرا على الطرح القيم اللهم املأ بالإيمان قلوبنا.. وباليقين صدورنا.. وبالنور وجوهنا.. وبالحكمة عقولنا.. وبالحياء أبداننا.. واجعل القرآن شعارنا.. والسنة طريقنا.. يا من يسمع دبيب النمل على الصفا.. ويُحصى وقع الطير في الهواء.. ويعلم ما في القلب والكُلَى.. ويعطى العبد على ما نوى اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطئنا وعمدينا وكل ذلك عندنا أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير ddddddddddddddddddddd سلمت يداكِ نجمةنجمةنجمة |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر |
الساعة الآن 02:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)