منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - ابو الاسود الدؤلي عالم النحو

http://www9.0zz0.com/2012/04/14/16/914786261.png
أبو الأسود الدؤلي عالم النحو
نسبه:
أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن جلس بن نفاثة بن عدي بن الدؤل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، و أمه الطويلة من بني عبد الدار بن قصّي. أما الدؤل فهي نسبة إلى الدؤل، وهو دابة.

ولد ظالم بن عمرو في الجاهلية، قبل النبوة الكريمة بثلاث سنوات، فكانت ولادته قبل الهجرة بحوالي ستة عشر عاما. أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، و روي أنه " كان ممّن أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" وروى أبو عبيدة أنه شهد بدرا مع المسلمين.
هاجر إلى البصرة على عهد الخليفة عمر بن الخطاب، و شهد واقعة الجمل وصفين مع الإمام علي.
قال عنه الجاحظ: " كان حكيما أديبا وداعيا أريبا". و " كان قد جمع شدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول الشعر والظرف"، و "كان من المقدمين في العلم".
أخذ أبو الأسود علم الفقه والنحو عن الإمام علي، وروى الحديث عنه وعن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وأبي ذر الغفاري. و عنه أخذ النحـو عدد من التلاميـذ و رَوَوْا عنه، وكان منهم: أبو حرب بن أبي الأسود، وحمران بن أعين، وسعد بن الرابية...الخ.
كان أبو الأسود أول من نقط المصاحف. و هو أول من أسس العربية ونهج سبلها و وضع قياسها. و هو أول من عمل في النحو كتابا و كان أول ما وضع أبو الأسود باب الفاعل والمفعول.
وقد عمل ذلك كله بتلقين من الإمام علي رضي الله عنه، والذي يعد بحق أول من وضع النحو وسنّ العربية. و قد روي عن أبي الأسود أنه قيل له: من أين لك هذا العلم؟ فقال: "لـقـّنت حدوده من علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-" وفي رواية أخرى: "ألقي إلي عليٌّ أصولا احتذيت عليها".
وكان من جملة تلك الأصول- في رواية ياقوت – ما حدّث به أبو الأسود نفسه قال: " دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فرأيته مطرقا مفكرا: فقلت: فيما تفكر يا أمير المؤمنين؟ قال "إني سمعت ببلدكم هذا لحنـــــــــا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فألقي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف: والاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل". قال: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، وكان من ذلك الحروف النصب، فكان منها: إنَّ وأنَّ و ليت و لعل و كأن، ولم أذكر لكنَّ، فقال لي لمَ تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها فزدها فيها".
سبب تسميةْ النحو؟
- يقول أبو الأسود: " واستأذنته أن أصنع نحو ما صنع، فسمي ذلك نحواً" وعلى الرغم من اتفاق المعنيين من السلف و تظافر نصوصهم على تأكيد أنه كان واضع علم النحو، حتى عدَّها ابن فارس من متواتر الروايات، نجد بين الكتَّاب المتأرخين من شك في ذلك. فهم يزعمون أن أبا الأسـود أعرب المصحف بالنقط فقط، و ادّعوا أنه لا يعرف من النحو شيئًا أو أي مصطلح نحوي. على أن هناك حقيقتان دامغتان تثبتان أسبقيته:
الأولى: كثرة الروايات التي جاءت بنسبة النحو إلى أبي الأسود، حتى قاربت الإجماع، وبعض هذه الروايات لمؤرخين كانوا قريبي العهد إلى عصر أبي الأسود، وقد يكون ما روي نقل طبعة عن أخرى، ولم تتعدد هذه الطبقات لينفذ إليها الشك.
الثانية: ما ذكره النحاة في كتبهم من ذكر اصطلاحات نحوية وقواعد عرفت بالنقل عن البادئين الأولين، والناقلون من أوثق الثقات كالخليل بن أحمد وأبي عمرو بن العلاء، فقد درس هؤلاء على رجال الطبقة النحوية الثانية وعلى رأسهم عيسى بن عمر الثقفي وابن أبي إسحاق الحضرمي الذين أخذوا من تلامذة أبي الأسود، ونقلوا الرواية ودرسوا كتبهم وما وضعوا.
ويدل أيضا أن أبا الأسود وضع غير قليل من هذه المصطلحات النحوية وأسماء للمرفوعات والمنصوبات والمجرورات وللأفعال والأدوات.وعلى هذا العلم وفرّع وأكثر العلل والقياس حتى تكامل ونضج.
وفاته:
توفي أبو الأسود في الطاعون الجارف سنة69 هـ بالبصرة وهو ابن خمس وثمانين سنة. وقيل مات بعلة الفالج قبل الطاعون، وقد صحح ياقوت وفاته سنة67هـ. وكان له من الأولاد عطاء وحرب (أو أبو حرب) و ابنتان.

من كتاب: موسوعة عباقرة الإسلام في النحو واللغة والفقه للدكتور: رحاب خضر عكاوي

منقول من مجلة النورالاسلامية(مسجد نور الاسلام-الجزائر-)