منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

&#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91B&#93&#91COLOR=blue&#93كيف تحفظ درساً &#91/COLOR&#93&#91/B&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91COLOR=olive&#93محمد ولد أحمد جدو الشنقيطي &#91/COLOR&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 أما بعد فإن من ميزات هذه الأمة التي تميزت بها عن سائر الأمم – إن لم نقل من خصائصها – ميزة الحفظ والاستظهار، فكتاب هذه الأمة لم ينْزل كما كانت تنْزل الكتب السابقة مكتوباً جملة، بل نزل منجماً متلواً في ثلاث وعشرين سنة &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 ولحرص النبي –&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91IMG&#93http://im54gulfupcom/8XcrvBgif&#91/IMG&#93- على أن لا يضيع منه الوحي كان يحرك به لسانه عند نزوله، حتى أنزل الله عليه: &quotلاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ&quot، وتعهد الله له بأنه لن ينسى منه إلا ما أراد الله له أن ينساه لكونه نسخ &quotسَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ&quot، ومع ذلك فقد كان يدارسه جبريل القرآن كل سنة، ويعرضه عليه، وفي الحديث القدسي أن الله تعالى قال له: « وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان»1 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وفي صفة هذه الأمة في كتب أهل الكتاب: أناجيلهم في صدورهم 2 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقد كان السلف لا يعتبرون الرجل من طلاب العلم ما لم يكن يحفظ ويستظهر، قال عبد الرزاق: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فليس بعلم 3، وأنشد: &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93ليس بعلم ما حوى القمطر ** ما العلم إلا ما حواه الصدر4 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقال هشيم بن بشير: من لم يحفظ الحديث فليس هو من أهل الحديث، يجيء أحدهم بكتاب يحمله كأنه سجل مكاتب 5، ولمنصور الفقيه: &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93علمي معي حيث ما يممت يتبعني ** بطني وعاء له لا جوف صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ** وإن كنت في السوق كان العلم في السوق6 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 والآثار عن السلف في الحث على الحفظ والتحذير من الاعتماد على الكتب والتدوين في الدفاتر يطول ذكرها، ومن ذلك قول محمد بن يسير الأزدي: &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93إذا لم تكن واعياً حافظاً ** فجمعك للكتب لا ينفع أشاهد بالعي في مجلس ** وعلمي في البيت مستودع7 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91COLOR=blue&#93وإذا أردت أيها الطالب أن تحفظ حفظاً متقناً يبقى معك لفترة طويلة فاتبع الضوابط التالية: &#91/COLOR&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#931 اجعل الدرس صفحة من القرآن أو ما يوازيها من غيره إن كان نصاً نثرياً، أو عشرة أبيات على الأقل إن كان نظماً، ولا ينقص درسك عن ذلك، فإن الذي يقلل الدرس جداً يسهل عليه أن يسمعه بعد مراجعته مرات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهو يظن أنه قد حفظه، ولكن الواقع خلاف ذلك، وأضرب لك مثلاً: إنسان أمرته بحفظ قصيدة معينة فقال لك أسمعها لك بيتين بيتين إن قبلت له ذلك سوف يسمع لك قصيدة من مائة بيت في نصف ساعة، لأن حفظ بيتين لا يحتاج النظر فيهم أكثر من مرة أو مرتين، أفترى أن مثل هذا حفظ هذه القصيدة؟ إن أردت الوقوف على الحقيقة فمره بعد فترة وجيزة بتسميع بيتين فقط من هذه القصيدة فلن يستطيع ذلك في الغالب، أحرى أن يسمعها كاملة، ولا يستثنى من هذه القاعدة إلا الطالب الصغير الذي لا يزال مبتدئاً فلك أن تعطيه آية مثلاً أو آيتين حتى يتدرب على القراءة &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 2 راجع هذا الدرس من أوله إلى آخره دفعه واحدة ولا تجزئه تجزيئاً وليكن لك ورد معين في قراءة الدرس كأن تقرأه عشرين مرة في الجلسة الأولى مثلاً وعشرين في الثانية وهكذا &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 3 اجعل قراءتك لدرسك نظراً، ولا تجعل منها شيئاً غيباً &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 4 اجعل قراءتك بصوت مرتفع فإنه أسرع للحفظ، قال الزرنوجي رحمه الله: وينبغي أن لا يعتاد المخافتة في التكرار؛ لأن الدرس والتكرار ينبغي أن يكونا بقوة ونشاط، ولا يجهر جهراً يجهد نفسه كي لا ينقطع عن التكرار، فخير الأمور أوساطها &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقال العسكري: حكي لي عن أبي حامد أنه كان يقول لأصحابه: إذا درستم فارفعوا أصواتكم فإنه أثبت للحفظ وأذهب للنوم، وكان يقول: القراءة الخفية للفهم، والرفيعة للحفظ والفهم &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 5 لا تحاول أن تغتصب الحفظ اغتصاباً بل اجعل مراجعتك لدرسك في أوقات متفرقة، فمن كان مثلاً يحفظ الدرس من ستين مرة فليراجعه في اليوم الأول عشرين، والثاني عشرين، والثالث عشرين، وهكذا &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 أما أن يجلس الطالب بين المغرب والعشاء مثلاً ليحفظ درساً لم يراجعه قبل ذلك فسوف يجد صعوبة في استظهاره في جلسة واحدة، حتى وإن قرأه مائة مرة، بل قد تكون ستون مفرقة خيراً من مائة في وقت واحد &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وينبغي للطالب في البداية أن يجرب أمر نفسه حتى يعرف كم مرة يحتاج لكي يحفظ الدرس – فإن الناس ليسوا سواء؛ منهم قوي الحافظة والبليد وبين ذلك – فإذا عرف ذلك وزعه على أوراد في أوقات متفرقة &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 6 احذر من تجريب الحفظ في كل مرة فإنه مضيعة للوقت من غير طائل، والدرس إن حفظ سوف تشعر بذلك وأنت تقرؤه نظراً &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 7 اجعل نهاية درس أمس بداية درس اليوم، فإنك لم إن لم تفعل ذلك فسوف تكون دائماً كلما وصلت إلى نهاية درس توقفت، إن لم تتذكر بداية الدرس الذي بعده &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91COLOR=red&#93هذه هي الطريقة المثلى في الحفظ:&#91/COLOR&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 أن تحفظ الدرس بكثرة التكرار والترديد ويقابلها طريقة أخرى هي التي درج عليها كثير من الطالب اليوم، وأنا أسميها طريقة الحفظ بالتفكير ووصف هذه الطريقة كالتالي: &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 يعمد الطالب إلى الدرس فيكرر الآية الأولى منه أو البيت أو البيتين أو السطر أو السطرين قدراً قليلاً من التكرار لا يتجاوز في الغالب خمس مرات أو عشر مرات، ثم يكرر ما بعده ثم يربط بينهما ثم يكرر الفقرة الثالثة، ثم يربطها بالثانية، وهكذا إلى آخر الدرس &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وفي ما بين ذلك تراه كل مرة يرفع رأسه يجرب هل حفظ أم لا؟ يحفظ الدرس في جلسة واحدة فهو يغتصب الحفظ اغتصاباً، ثم إذا جاء لعرض الدرس على الشيخ غيباً أكثر التعتعة والتردد وتكرار الآيات والكلمات انتظاراً لتذكر ما بعدها &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وإذا كان في درسه غلط أو غلطان أو شك أو شكان اعتبر نفسه حافظاً، بل قد يعتبره شيخه كذلك أيضاً &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وإني لأعرف بعض الشيوخ إن شك الطالب في الدرس أو تردد لم يسمح له أن يمحوه من اللوح في ذلك اليوم، ولا أن يأخذ درساً جديداً حتى وإن رجع وأتقن حفظه وسمعه بإتقان &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وهذا الطالب الذي حفظ بهذه الطريقة لا يستطيع أن يفصل بين حفظه وتسميعه بوقت يسير نحو خمس دقائق، فإذا وجد غيره مثلاً يسمع وأمرته أن ينتظر حتى ينهي زميله لا بد أن يفتح المصحف أو الكتاب حتى يكون آخر عهده به، وإن ذهب لحاجة ثم رجع لا يستطيع أن يبدأ بالتسميع مباشرة حتى يراجع ولو قليلاً، بل إن بعضهم إذا أنهى الدرس ثم أمرته بأن يعيده ساء حفظه في المرة الثانية أكثر من الأولى &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 والطالب في هذه الطريقة يعتمد على ذهنه أكثر من تكراره، فهو يعتمد في تسميعه على ضبطه لبدايات الآيات والأسطر والأبيات والصورة المرتسمة للدرس في ذهنه، تلك الصورة التي سرعان ما تذهب أو يذهب بعضها؛ لذلك فإن هذه الطريقة مرهقة للذهن تجر السآمة والضجر والملل &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وما حفظ بهذه الطريقة سرعان ما يضيع، وإن تركه فترة طويلة كشهر مثلاً ثم أراد أن يعيده كان كأنما يحفظه من جديد يقول ابن الجوزي رحمه الله في ذلك: الطريق في إحكام المحفوظ كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك، فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، قال: وقد كان خلق كثير من سلفنا يحفظون الكثير من الأمر، فآل الأمر إلى أقوام يفرون من الإعادة ميلاً إلى الكسل، فإذا احتاج أحدهم إلى محفوظ لم يقدر عليه &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 ولقد تأملت على المتفقهة أنهم يعيدون الدرس مرتين أو ثلاثة فإذا مر على أحدهم يومان نسي ذلك، وإذا افتر إلى شيء من تلك المسألة في المناظرة لم يقدر على ذلك فذهب زمانه الأول ضائعاً ويحتاج أن يعيد الحفظ لما تعب فيه والسبب أنه لم يحكمه 8 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 ثم ليعلم الطالب أنه إذا لم يكن له ورد من مراجعة محفوظه فسوف يضيع، كما قال رسول الله –&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91IMG&#93http://im54gulfupcom/8XcrvBgif&#91/IMG&#93-: «تعاهدوا هذا القرآن فلهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها»9 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقديماً قيل: آفة العلم النسيان وخاصة إذا كان حفظاً جديداً فليجعل درسه الذي حفظ ورداً من المراجعة في اليومين الذين بعد يوم حفظه حتى يثبت حفظه ويرسخ، وقد ذكر لي أحد الطلاب أن طالباً سأل بعض المشايخ كيف يثبت حفظه، فقال: ما حفظت به الدرس من تكرار اضربه في عشرة ثم كرره قدر ذلك فلن يضيع منك &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 قال الزرنوجي: «وينبغي لطالب العلم أن يَعُد ويقدر لنفسه تقديراً في التكرار، فإنه لا يستقر في قلبه حتى يبلغ ذلك المبلغ، وينبغي لطالب العلم أن يكرر سبق الأمس خمس مرات، وسبق اليوم قبل أمس أربع مرات، والسبق الذي قبله ثلاث مرات، والذي قبله اثنين، والذي قبله مرة واحدة، فهذا أدعى للحفظ»10 قلت: وهذا قريب من طريقة طلاب المحاضر &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وحكى الحسن عن أبي بكر النيسابوري أن فقيهاً أعاد الدرس في بيته مراراً كثيرة، فقالت عجوز في بيته: قد والله حفظته أنا! فقال: أعيديه فأعادته، فلما كان بعد أيام قال: يا عجوز أعيدي ذلك الدرس فقالت: ما أحفظه فقال: أنا أكرر الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك11 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله: الغالب أن من حفظ سريعاً بدون تكرار فإنه ينسى سريعاً، ولقد كان الكثير من الطلاب قديماً يكرسون جهودهم في الحفظ، حتى كان أحدهم يقرأ الحديث أو الباب مائة مرة حتى يرسخ في ذاكرته، ثم بعد ذلك يكرر ما حفظ اهـ &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 فإذا حفظ الإنسان حفظاً متقناً على ما بينا وراجع محفوظه المراجعة التي ذكرنا في إنه في الغالب لا يكاد يضيع منه ما حفظ، وإن ضاع استعاده بأدنى مراجعة، فهذا عاصم بن أبي النجود يقول: مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت منه حرفاً 12 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91COLOR=blue&#93بقي أن نقول: إن هذا الذي نذكره هو أمور أغلبية لا قواعد كلية، فقد يكون بعض الناس حفظ بالطريقة الثانية التي وصفنا، وحفظه جيد ومتقن لأحد سببين: &#91/COLOR&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#931 إما لقوة حافظته – فإن من الناس من أعطاه الله موهبة في الحفظ وسرعة حتى إنه ليحفظ من المرة الواحدة فمثل هذا ليس كلامنا موجهاً له – وكما تقدم فإن على الطالب أن يختبر نفسه في أول أخذه في الحفظ حتى يعرف قدر نفسه وطاقتها، وكم مرة تحتاج من التكرار حتى تحفظ &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 يقول الخطيب البغدادي رحمه الله: اعلم أن القلب جارحة من الجوارح تحتمل أشياء وتعجز عن أشياء؛ كالجسم الذي يحتمل بعض الناس أن يحمل مائتي رطل ومنهم من يعجز عن عشرين رطلاً، وكذلك منهم من يمشي فارسخ في يوم ولا يعجزه، ومنهم من يمشي بعض ميل فيضر ذلك به، ومنهم من يأكل الطعام أرطالاً، ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه، فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة، ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في أيام، فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ مقدار عشر ورقات تشبهاً بغيره لحقه الملل وأدركه الضجر ونسي ما حفظ، ولم ينتفع بما سمع، فليقتصر كل امرئ من نفسه على مقدار يبقى فيه ما لا يستفرغ كل نشاطه فإن ذلك أعون له على التعليم، من الذهن الجيد والمعلم الحاذق13 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 2 وإما لأنه يصحب ذلك بكثير من التكرار فإن بعض الناس يقطع درسه آية آية أو بيتاً وبيتاً ولكنه يكرر كل بيت مائة مرة مثلاً ثم الذي بعده كذلك ثم يكررهما جميعاً مثل ذلك، فمثل هذا سوف يتقن ولا شك &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وإنما حذرت من تقطيع الدرس لأن الطالب إذا كرر القطعة من الدرس قليلاً وجد أنه قد حفظها، ولا داعي في نظره لزيادة التكرار، وإلا فالمهم كثرة التكرار على أي وجه حصلت &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93&#91COLOR=blue&#93وفي الختام أوصي الطالب باتباع أهم أسباب الحفظ، وهي: &#91/COLOR&#93&#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#931&#91COLOR=red&#93- الإخلاص&#91/COLOR&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 2&#91COLOR=red&#93- الدعاء، &#91/COLOR&#93فإن الإنسان متى أنزل حاجته بالله سبحانه وتعالى استجاب له وفتح عليه، قال الله تعالى: &quotوَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ&quot &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: شرب زمزم مرة وسألت الله وأنا حينئذ في بداية طلب الحديث أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد مدة تقرب من عشرين سنة، وأنا أجد من نفسي المزيد على تلك المرتبة، فسألته أعلى منها، فأرجو الله أن أنال ذلك14 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 3- &#91COLOR=red&#93ترك المعاصي&#91/COLOR&#93 فإن من أهم الأسباب المعينة على الحفظ اجتناب المعاصي وعمل الإنسان بما علم؛ والآثار عن السلف في ذلك كثيرة، منها قول ابن مسعود &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93qqqs: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعمله بالخطيئة يعملها 15، وللشافعي رحمه الله: &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91CENTER&#93&#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال بأن حفظ الشيء فضل ** وفضل الله لا يهدى لعاصي16 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقال الضحاك بن مزاحم: ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول: &quotوَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ&quot17، وقال الشعبي رحمه الله: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به 18، وقال الثوري: يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل 19 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومن الطرق التي تعين على حفظ العلم وضبطه أن يهتدي الإنسان بعلمه، قال الله تعالى: &quotوَالَّذِينَ اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ&quot، وقال: &quotوَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً&quot فكلما عمل الإنسان بعلمه زاده الله حفظاً وفهماً لعموم قوله: &quotزَاَدَهُمْ هُدىً&quot &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 4- &#91COLOR=red&#93اختيار الوقت المناسب:&#91/COLOR&#93 فقد قال الخطيب البغدادي رحمه الله: اعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد الحفظ أن يراعيها، فأجود الأوقات الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار، قال: وإنما اختاروا المطالعة بالليل لخلو القلب، فإن خلوه يسرع إليه الحفظ، ولهذا قال حماد بن زيد لما قيل له: ما أعون الأشياء على الحفظ؟ قال: قلة الغم &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وليس يكون قلة الغم إلا مع خلو السر وفراغ القلب، والليل أقرب الأوقات من ذلك 20 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 5- &#91COLOR=red&#93الحفظ في الصغر:&#91/COLOR&#93 قال قتادة رحمه الله: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقال معمر: سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت من تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري 21 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 6- &#91COLOR=red&#93الاهتمام:&#91/COLOR&#93 فإن من أعون الأشياء للطالب على الحفظ أن يجعل ما يريد أن يحفظه حل همه وحديث نفسه، قال الإمام البخاري رحمه الله: لا أعلم شيئاً أنفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر ثم قال: وذلك أني كنت بنيسابور مقيماً فكان ترد إلي من بخارى كتب، وكن قرابات لي يقرئن سلامهن في الكتب فكنت أكتب كتاباً إلى بخارى وأردت أن أقرئهن سلامي فذهبت علي أساميهن، حين كتبت كتابي، ولم أقرئهن سلامي، وما أقل ما يذهب عني من العلم 22 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 والبخاري هو القائل: تذكرت يوماً أصحاب أنس فحضرني في ساعة ثلاثمائة نفس 23، ولما قيل له: أنت الذي تقول إني أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر، ولا أجيئك بحديثك من الصحابة والتابعين إلا عرفتك بمولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم24 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 7- &#91COLOR=red&#93الصبر في البداية:&#91/COLOR&#93 على ما يصيب الطالب من صعوبة الحفظ والسآمة والملل، فإنه ما يلبث أن يزول ذلك عنه ويتعود الحفظ، ويسهل عليه، يقول محمد بن شهاب الزهري رحمه الله: إن الرجل ليطلب وقلبه شعب من الشعاب، ثم لا يلبث أن يصير وادياً لا يوضع فيه شيء إلا التهمة 25 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 وقال العسكري رحمه الله: مصداق ذلك ما أخبرنا الشيخ أبو أحمد الصولي عن الحارث بن أسامة قال: كان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئاً فإنه يضيق إلا القلب، فإنه كلما أفرغ فيه اتسع، قال: وكان الحفظ يتعذر علي حين ابتدأت، ثم عودته نفسي إلى أن حفظت قصيدة قريبة من مائتي بيت في ليلة 26 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 --------------------------------------------------- 1 أخرجه مسلم 2 مقدمة كتاب النشر لابن الجزري 3 الجامع للخطيب 2/250 4 الحث على الحفظ لابن الجوزي ص25-26 5 الكامل لابن عدي 1/95 6 جامع بيان العلم ص116 7 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/251 8 الحث على حفظ العلم لابن الجوزي ص12 9 أخرجه مسلم 1/545 ح791 10 الحث على الحفظ لابن الجوزي ص12 11 المرجع السابق ص21 12 سير أعلام النبلاء 5/258 13 الفقيه والمتفقه 2/107 14 انظر: جزء ماء زمزم لما شرب له لابن حجر ص37 15 سنن الدارمي 1/117 ح376 16 الجامع لأخلاق الراوي 2/258 17 فضائل القرآن لابن كثير ص138 18 جامع بيان العلم ص291 19 جامع بيان العلم ص290 20 الفقيه والمتفقه 2/103 21 سير أعلام النبلاء 7/6 22 سير أعلام النبلاء 12/406 23 هدي الساري ص488 24 الحث على طلب العلم لابن الجوزي ص68 25 الحث على طلب العلم ص71 26 الحث على طلب العلم ص71 &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93 &#91FONT=Traditial Arabic&#93&#91SIZE=6&#93 المصدر الاسلام اليوم &#91/SIZE&#93&#91/FONT&#93&#91/CENTER&#93