12-27-2014
|
|
عانس في لقب زوجة
بسم الله الرحمن الرحيم
إمرأة في العقد الخامس من العمر بدأت في سرد حكايتها، "عانس في لقب زوجة" هكذا اطلقت على روايتها...عشرون عام من الالام، مع زوج بددت خيانته كل الأحلام....استمرت خوفا على أطفالها الخمس، متجرعة يوما وراء يوم قساوة الحاضر و مرارة الأمس...أفنت حياتها حفاظا على سنابلها...لم تأتني باحثة عن علاج أو حل أو إرشاد، ففي نظرها قد فات و ولي الميعاد...أعياها لهثه وراء الشقراء و السمراء و البيضاء و ضاعت أنوثتها بين نزواته الحمقاء...اختارت من الصبر لها عنوان، و جاءتني بعد فوات الأوان...إمرأة مهلهلة تحولت حياتها إلى درب شائك من الأحزان، سجنت محاصرة خلف القضبان...ترى، كيف ترعرع خمس من الأطفال في ذلك الجو من عدم الإستقرار...و ماذا عنهم هم، ترى أداويهم بأي عقار؟ ما أبشع أن تنبت بذرة طفل في هذا الجو من عدم الأمان، بين أنانية أب و دموع أم قد نطق من صمتها كل ساكن و جماد...أي زواج هذا تتحطم فيه معاني الأدمية جمعاء؟ و ها هي "عانس في لقب زوجة" تنتظر عدالة السماء... تنتظر بين عشية و ضحاها إنتقام مولاها...بالفعل، ما أكثر الناس و ما أندر الإنسان و ما أعجب أمرك أيها الإنسان، تأتي إلى الدنيا وحيداً، و ترحل أيضاً وحيداً، لمن و لماذا إذا ترتضي أن تكون رهيناً؟ تفاصيل حياتك الصغيرة هي من تكون ملامحك و توضح هويتك و تدل الأخرين على كيفية التعامل مع شخصيتك... إن اهملت مفرداتك أو احتياجاتك أو تناسيتها أو ارتضيت العيش بدونها، فاعلم أن الألم قادم قادم لا محال، فلقد أكرمنا و فضلنا رب العباد بالعقل و التمييز و إختيار الأفضل و الأنسب في كل مجال....حياتنا بين معركتين، إحداهما "كبرى مع النفس" و الأخرى "صغرى مع الحياة" فاظفر بالأولى لتنعم بالثانية، و حتى تقوى على مواجهة أي محن و أي رياح عاتية...كن صامداً صلباً عن حق في مبادئك و مواقفك و أفعالك وقراراتك، مرناً في عفوك و تسامحك ومشاعرك و أفكارك...حياتك ليست فقط بلونين و ليست بين اختيارين، هي حياة أبلغ من أن أسردها في عبارتين...أطلق العنان لابداعك و مواهبك، تألق فيما تحب، إجتهد و اصبو نحو أهدافك...طور ذاتك...جدد حياتك...غلف يومك بالبهجة و اسكب على نفسك قدراً من التقوى، و اطرق أبواب روحك و إفتح نوافذك واسعى على يقين بالبركة... إن تناسيت نفسك، و ارتضيت الهوان فلا تلومن إلا سواها... فإن جرحك هذا أو ذاك فقبلت و صمت، فاعلم أنك أنت من اعتزلت حياتك و اخترت أن تفقدها معناها... تحت أي حال من الأحوال، لا تجعل من الحزن نغمة لك أو منوال...إختر لنفسك الطيب أيها الطيب...و إجعل أفعالك إشراقة نور و بطاقة عبور إلى ما يسكن روحك و يطيب خاطرك، فإنك أنت من تصنع باختياراتك حاضرك....فإختر لنفسك الطيب أيها الطيب.... |