منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية (https://hwazen.com/vb/t7111.html)

دكتورة سعاد 01-02-2015 01:24 PM

شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية
 
سفينة إنقاد المجتمعات الإسلامية:
سنتحدث في هذا الموضوع عن فضيلة عظيمة مهمة لكل مسلمة، وهي سبب صلاح المجتمعات الإسلامية من الفواحش والمنكرات، وعدها العلماء أصل من أصول الإسلام بها قوام الأمر وهلاكه، وهي التي تسمى شعيرة الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ.
فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر عبادة كبيرة المقام فرط فيها كثير من أهل الإسلام، فمنهم من تركها أصلا وظن أنه غير مكلف بها مادام أنه على حق، ومنهم من قصر بدعوى عدم أهليته لذلك، ومنهم من فرط فيها واشتغل عنها بسفاسف الأمور.
إن المنكر إذا انتشر في المجتمعات ولم يجد من يغيره ، إن هذا المجتمع الذي فشت فيه المنكرات يعمه الله بالعقوبة الشاملة والعذاب العام وإن كان فيه صالحون وطيبون وأخيار.
وهنا يتبين لنا خطورة المنكرات وانتشارها، وأنَّ فاعل المنكر ليس يظلم نفسه ويسئ إليها فقط بل هو يستجلب على امته ومجتمعه عقاب الله عز وجل ومقته ويتسبب لهذا المجتمع بسوء العاقبة في الدنيا قبل الأخرة.
ولا شك أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الدين، وأعظم أسباب التقوى، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ بنص القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة، قال الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس لماذا يا ربنا؟ وما الذي أهلنا لهذه الخيرية حتى صرنا خير الأمم، واسبقها يوم القيامة مع أننا آخرها في هذه الدنيا قال: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوْنَ بِالله فبين أنَّ سبب خيرية هذه الأمة قيامها بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قال أبي هريرة رضي الله عنه: كنتم خير الناس للناس تأمرونهم بالمعروف وتنهونهم عن المنكر، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها قال : أيها الناس من أحبه أن يكون من خير هذه الأمة فليؤدي شرط الله فيها  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوْنَ بِالله فخيرية الأمة مستمدة من هذه الشروط ، من الأمر بالمعروف بمعروف ومن النهي عن المنكرِ بمنكر، وتحقيق الإيمان بالله تعالى. والعجب أنَّ الله عز وجل ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل الإيمان بالله مع أنَّه لا يصلح عمل صالح ولا يكون مقبولا عنده إلاَّ بالإيمان ليبين سبحانه أنَّ القيام بهذا الواجب من أعظم شعائر الدين وأكبر أسباب التقوى.
بل إنَّ الله عز وجل جعل القيام بهذه الشعيرة العظيمة أخص صفات المؤمنين والمؤمنات قال عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ويقيمون الصلاة  وتأملوا أيضاً كيف قدم القيام بهذه الشعيرة على قيام الصلاة التي هي عمود الدين؛ لأنَّ إقامة الصلاة نفعها وعاقبتها يعود على الشخص نفسه فنفعها قاصر عليه، لكن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف نفعها متعدي إلى الأمة جمعا ومن الأمر بالمعروف الأمر بإقامة الصلاة.
وقال تعالى:وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
وقال جل وعلا: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ  .
وما أكثر الآيات الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه في قصة أصحاب السفينة خيرُ دليل على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال النبي صلى الله عليه وسلم:" مثل القائم على حدود الله (يعني الأمرَ بالمعروف والناهيَ عن المنكر) مثل القائم على حدود الله والواقِعِ فيها كمثل قوم استَهَموا على سفينة، فكان بعضهم أعلَاها ، وبعضهم أسفلَها ، فكان الذين في أسفلِها إذا استقوا من الماء مروا على مَن فوقَهم (إذا أرادوا الماء صعدوا إلى من فوق وأخذوا الماء من البحر ثمَّ نزلوا إلى مكانهم في الأسفل، فقالوا(أي من هم بأسفل السفينة) لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ مَن فوقَنا.(فكروا أن يخرقوا خرقاً صغيراً حتى يأتيهم الماء من أسفل ولا يؤدون من فوقهم بالصعود إليهم وأخذِ الماء منهم) يقول عليه الصلاة والسلام:"فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً"، سبحان الله مع أن هؤلاء، الذين أرادوا خرق السفينه ما قصدوا الإفساد بل أرادوا توفير من فوقهم وأن لا يحرجوهم ويؤدوهم بكثرة الترداد من عندهم ولكن انظر النتيجة إن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجو ونجو جميعا، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الذي فيه أخيارٌ وأشرار وصالحون وفاسقون بالسفينة التي بين الركاب، بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وشبه الفاسقين وهم الواقعون في المنكرات الممارسون لها بالقوم الذي أسفل السفيتة إشارة إلى نزول رتبتهم وانخفاض منزلتهم، وشبه المنكر الذي يرتكبونه بالفأس الذي تخرق به السفينه، وشبه الصالحين بالقوم الذين في أعلى السفينه إشارة إلى علو مكانتهم وارتفاع قدرهم، فإن هم أخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء ومنعوهم من خرق سفينة المجتمع نجى الأخذون والمأخوذ عليهم وإن هم تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، سبحان الله لو تُرك كل واحد في سفينة المجتمع يفعل على هواه تغرق السفينه، ويهلك الصالحون والطالحون جميعاً، قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً واعلموا أنَّ الله شديد العقاب  ، فئة مفسدة في المجتمع تريد أن تغرق السفينة عن قصد أو عن جهل، ومكمن الخطر أن فئة المصلحين من الصالحين يغض أحَدُهم الطرف عن هذا المنكرِ العظيم، وينظر معظمنا إلى المنكرات التي انتشرت واستشرت في المجتمع ويهز كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه، كلا كلا بل الأمر يعنيه حتى ولو كنت صالحاً في ذاتك؛ لأنك تركب نفس السفينة التي يركبها سائر أفراد المجتمع، إن هلكت السفينه هلك الصالحون مع الطالحين، ويجب أن يأخد الصالحون على أيدي الطالحين لتنجو سفينة المجتمع، إن أخطر الأمراض بعد الشرك بالله مرض السلبيه (أنا مالي، انا بنغير الكون، خليني في حالي وخليك في حالك، انا نبي انعيش، انا نبي انربي اصغاري)، وقد أصبح أحدنا يرى المنكر أمام عينيه ولا يلتفت إليه ويهز بكتيفيه ويمضي، وصار الآخر ينظر إلى ذات المنكر وينظر إليه ويمضي، فاستفحل المنكر، واستشرى الباطل ، فما انتشر الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله، فأنت تسكن مع غيرك وتركب مع غيرك سفينة واحدة، إنَّها سفينة المجتمع، فأنت عندما تفعل شيئًا سلبيا تريد به إضرار غيرك من من هو في سفينتك فستكون أنت أول المنتظررين، ولابد أن نستشعر أن الخطر لا يقع على فرد واحد بل إن الخطر يعم الجميع قال تعالى وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا وقد روي في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول أدي إليَّ حقي أدي إليَّ حقي فيقول إليَّك عني والله لا أعرفك. فيقول بلى وجدتني على المنكر فلم تنهني عنه، هذا إذا كان الرجل من عامة الناس، فما بالك إذا كان ممن عليك عليهم حق الرعاية كالأم في بيتها تقول البنت لأمها رأيتيني أخرج للكلية وأنا متزينة غير ملتزمة باللباس الشرعي ولم تنهني بل شجعتيني على ذلك، وروى البخاري ومسلم حديثا عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا وهو يقول:" لا إله إلاَّ الله لا إله إلاَّ الله ويلٌ للعرب ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق النبي بين إصبعيه السبابة والإبهام، قال فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، فقالت أم المؤمنين زينب رضوان الله عنها، يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم. قال نعم. إذا كَثُرَ الخبث. ولا أحد يمكنه أن ينكر كثرة الخبث في زماننا هذا، الذي أصيب الصالحون فيه بسلبية قاتلة، وأصبح أحدونا يرى المنكر والباطل ولا يحرق هذا الباطل قلبه، ولا يحرك هذا المنكر جوارحه، وإنما لا يعنيه ما دام يأكل ويضحك وينام، ما دام أولاده وأطفاله يلعبون بجواره، وليفعل الأخرون ما يريدون، لا يعنيني شيء، ولن أغير الكون وغيرها من المبررات السلبية التي يتلفظ بها أغلب الناس هذه الأيام، بل ربما يحتج على ذلك بنصوصٍ من الكتاب والسنة ربما يقول ألم يقل الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ أبتعدّتى أختاه كثيرً عن فهم مراد الهي تعالى وقد خَشيَ أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذا الفهم المغلوط للآية فارتقى المنبر النبوي فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال: أيه الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده ثمَّ يدعونه فلا يُستجاب لهم، والحديث رواه أحمد وأبو داوود والترمذي بسند صحيح، هذا هو المفهوم الصحيح لمراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد فسر العلماء هذه الآية بأن المراد منها لا يضركم بعد أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر لا يضركم ضلال من ضل، بعد أن تأمري وبعد أن تنهى وتبرئ الذمة لا يضركي ضلال من ضل وعصيان من عصى فأنتِ فعلتي الذي أُمرتي به وأنكرتي المنكر، إن نظرنا إلى المنكرات التي انتشرت واستفحلت وإعراضنا عنها يعرضنا إلى غضب الله ولسخط الله بل وإلى لعنة الله ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم، روى الترمذي وابن ماجة بسند حسن من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول له: يا هذا أتق الله ودع ما تصنع فإنَّه لا يحل لك" (جميل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يقابل الرجل فيقول له: يا هذا أتق الله ودع ما تصنع أي من المنكرات فإنَّه لا يحل لك أن تفعل كذا) قال صلى الله عليه وسلم:" فإذا كان من الغد"(إذا لقي صاحبه من اليوم الثاني فلا يمنعه ذلك وهو على حاله التي كان عليها بالأمس)" فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده "(يؤاكله ويشابره ويجلس معه ويتباسط معه وكأنه نسي المنكر الذي ذكَّره به بالأمس ويراه عليه اليوم لكن لا يعنيه ) قال صلى الله عليه وسلم :"فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض". ثمَّ قرأ قول الله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون لذا يقسم الحبيب المصطفى وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى كما في الحديث الذي رواه الترمدي وأبي داوود بسند صحيح من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهوون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب منه ثمَّ تدعونه فلا يستجاب لكم" وفي رواية عائشة رضي الله عنها في سنن ابن ماجة بسند حسن أنَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعونه فلا يستجاب لكم " واقع مر نعيشه ونشاهده انتشرت واستشرت فيه المنكرات في مجتمعاتنا الإسلامية المحافظ ما نعايشة من ترك الكثير من بناتنا للصلاة واللباس الشرعي، وتركهنَّ للتعلم العلم الشرعي عبر القاعات الصوتية وتواجدهنَّ في قاعات السمر والدردشة المحرمة، وهذا قليل من كثير نحن المسؤولون عنه بتركنا لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم انكارنا للمنكر.
قال صلى الله عليه وسلم :"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" والحديث رواه الإمام مسلم. وهذه مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسنبدأ في تبيين قواعد وأمور تأصيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكون أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر مضبوط بقواعد الشرع التي شرعها لنا الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة وهي ما يعرف بمراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإخلاص وحده لا يكفي، والحماس وحده لا يكفي بل لابد أن يكون الإخلاص والحماس منضبطين بضوابط الشرع حتى لو انطلقتي أختي المسلمة لتأمري بالمعروف وتنهى عن المنكر ليس من حقكي أن تتكلمي كلمه أو تخطي في هذا الطريق خطوه إلا بعلم وفهم وبصيرة وحكمه وفهم لهذه الأصول أصول وقواعد تغيير المنكر حتى لا تضري وأنتِ تريدين النفع، وحتى لا تُفسدي وأنتِ تريدين الإصلاح، فللتغيير مراتب، وأول مراتب تغيير المنكرات التغيير باليد قال صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده" والتغيير باليد لآحاد المسلمين ولكن ليعلم الجميع بأن التغيير باليد للمنكر له شروط وله ضوابط وله أصول وله قواعد حتى ولو كنتي أختي الفاضلة تغيرين المنكر في بيتكي أنتِ، لابد أن تتعلمي هذه القواعد والأصول قال الشيخ ابن القيم رحمه الله:"إن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب انكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله، نشرح قول ابن القيم:"إن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر( لماذا) ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله، وإذا كان إنكاري لهذا المنكر يترتب عليه منكر أكبر من المنكر الأصلي في هذه الحالة يكون تغييرك لهذا المنكر أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله وليس سعيا في طاعة الله ورسوله، حتى ولو كنتي تغيرين المنكر في بيتك أنتِ، منكر في البيت كتب طفلك على الحائط أو الصالون بقلم حبر وهو طفل لا يعي وأردت أن تعاقبه فعاقبته عقوبة كسرت فيها يده وقعتي وغيرتي هذا المنكر بمنكر أكبر، فحتى لو كنتي تغيرين المنكر في بيتكي فلا ينبغي أن تغيري المنكر بمنكر أكبر من المنكر الأصلي الذي شرعتي في تغييره وإنكاره، كيف تعاقبين ابنتك على ترك الصلاة وأنتِ لا تصلين، وكيف تعاقبين ابنتكِ على لبس الحجاب وأنتِ مفرطة في الحجاب، وكيف تريدي أن تربي ابنتك على الحياء وابنتك تسمعك تسئي اللفظ مع زوجك، كيف وكيف وكيف، أتنهى عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم، والأجمل من ذلك قوله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) نرجع لكلام ابن القيم: إن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسولِه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها" مرحلة من المراحل لو غيرتي في هذه المرحلة ربما يترتب على تغييرك ما هو أنكر من المنكر الأصلي، يقول ابن القيم: بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكةُ دار إسلام (بعد أن كانت مكة دار كفر) وعزم النبي على هدم البيت الحرام ورجه على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع قدرته على فعله؛ ذلك لأنَّ قريش كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام فلابد من مراعاة المصالح والمفاسد، بمعنى إن تعارضت المصالح والمفاسد فاعلمي بأن ذر المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإن انتفت المصالح فلنتحمل أدنى المفسدتين لنذرأ مفسدة أكبر فلابد أن نعي فقه التغيير باليد، وإذا كنتي لا تستطيعين التغيير باليد تنتقلي إلى المرتبة الثانية من تغيير المنكر وهي التغيير باللسان قال صلى الله عليه وسلم:"فإن لم يستطع فبلسانه" بكلمة جميلة مهذبة خلوقة مؤدبة، دعكي من السلبية، ابتسمي وأنتِ تغيرين المنكر، وتحركي بين الناس المرتكبة للمنكرات وغيري بكلمة مهذبة متواضعة جميلة يقول تعالى  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ما عليكي إلا أن تذكري ودعي النتائج إلى الله وهداية التوفيق ليست بيد أحد من البشر ولو كانت هداية التوفيق بيد أحد لهدى النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب، ولهدى إبراهيم عليه السلام أباه، ولهدى نبي الله نوح ولده، قال جل في علاه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم  إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ، بلغي ثم انطلقي، ذكِّري الناس بأدب واتركي النتائج إلى الله سبحانه وتعالى، جارتكي لا تصلي لماذا لا تذكرينها بالصلاة، جارتك غير متحجبة لماذا لا تذكرينها بحكم اللباس الشرعي، زميلتك في العمل تعلمين أنها على علاقة بشاب لماذا لا تذكرينها بحكم عملها وعقابه، فالتغيير باللسان واللسان عضو خطير، ولا ينبغي أن تستهيني بالكلمة التي هي سبب هدايتكِ، فبكلمة تدخلين دين الله، وبكلمه تخرجين من دين الله، وبكلمة تنالين رضوان الله وبكلمة تنالين سخط الله، قال تعالى  مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين :"إن العبد ليتكلم بكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم".
فإن لم تستطيعين أختي الفاضلة التغيير باللسان فغيري بقلبك لقوله صلى الله عليه وسلم " فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وهو المرتبة الثالثة من مراتب انكار المنكر فإن لم تستطيعين أن تغيري بيدكِ أو بلسانكِ فلتغيري بقلبكِ، وذلك أضعف الإيمان، ربما تسألين هذا السؤال وهل يتغير المنكر بالقلب؟ نعم. ويكون ذلك؟ بإنكاركِ لهذا المنكر بحيث يرى منكِ ربكِ جل وعلا بغضكِ وكرهكِ لهذا المنكر وعدم رضاكِ عنه، غيري بقلبكِ، قال تعالى:  وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ جلستي في مجلس باطل، ولا تستطيعين أن تغيري الباطل بيدكِ ولا تستطيعين أن تغيري الباطل بلسانكِ، فلو تكلمتي لتعرضتي للأذى فاتركي المكان، وإذا كنتِ لا تستطيعين أن تتركي المكان ومضطرة للجلوس، فماذا عليكِ أن تصنعي؟ عليك أن تُشهدي الله حينئذا أنكِ كارهة لهذا المنكر الذي لا تستطيعين أن تزيليه لا بيدك ولا بلسانك ولا تملكين أنتِ أن تزولي عنه. فمراحل تغيير المنكر تعتبر جهاد في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم:"من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من نبي بعته الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
وفي النهاية أسأل الله تعالى أن يردني وإياكنَّ إلى الحق ردا جميلا، اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى، اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وأرزقنا اجتنابه.


http://im53.gulfup.com/zqqyLY.jpg

ناجية عثمان 01-02-2015 01:55 PM

رد: شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية
 
http://www.mo3alem.com/vb/imgcache/81942.imgcache.gif

عطر الجنة 01-02-2015 09:05 PM

رد: شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية
 



بوركت غاليتي أمة الرحمن fgtr
نسأل الله السلامة في أمور ديننا

والخير والفلاح في مجتمعاتنا الاسلامية

نفع الله بك طرح قيم

جزاك الله خير الجزاااء

دكتورة سعاد 01-03-2015 02:02 AM

رد: شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية
 
http://im48.gulfup.com/k6ULtr.jpg

امي فضيلة 01-27-2015 12:52 PM

رد: شاركن في إنقاد سفية المجتمعات الإسلامية
 
حياك الله



جزاك الله خيرا على الطرح القيم





اللهم املأ بالإيمان قلوبنا.. وباليقين صدورنا..






وبالنور وجوهنا.. وبالحكمة عقولنا..






وبالحياء أبداننا.. واجعل
القرآن شعارنا..





والسنة طريقنا.. يا من يسمع دبيب النمل على الصفا..






ويُحصى وقع الطير في الهواء.. ويعلم ما في القلب





والكُلَى.. ويعطى العبد على ما نوى






اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطئنا وعمدينا وكل ذلك عندنا


أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم



وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما


الساعة الآن 01:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)