شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد مساء الرضى والطاعة نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- الدَّيَّان وهو اسم ثابت لله عز وجلّ في سنَّة النّبيِّ ، روى الإمام أحمد في (( المسند )) والبخاريّ في (( الأدب المفرد )) وابن أبي عاصم في (( السنة )) والحاكم في (( المستدرك )) وغيرهم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : (( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله ﷺ فاشتريتُ بعيرًا ، ثم شددت عليه رحلي ، فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشّام ، فإذا عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه فقال للبواب : قل له : جابر على الباب ، فقال : ابن عبدالله ؟ قلت : نعم ، فخرج يطأ ثوبه ، فاعتنقني واعتنقته ، فقلت : حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القِصاص ، فخشيتُ أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : يحشر الناس يوم القيامة - أو قال : العباد - عراةً غرلا بهما ، قال : قلنا : ومابهما ؟ قال : ليس معهم شيء ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديَّان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقِصّه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه ، حتى اللطمة ، قال : قلنا : كيف وإنما نأتي الله عزّ وجلّ عراة غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات )) زاد الحاكم : (( وتلا رسول الله ﷺ : { الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ [غافر : 17] .. والدَّيَّان : معناه المجازي المحاسب ، والله جلّ وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامةعُراة ليس عليهم ثياب ، حفاة بلا نعال ، غرلاً أي : غير مختتنين ، بُهْما ليس معهم شيء من متاع الدُّنيا ، ثم يجازيهم ويحاسبهم على ماقدّموا في حياتهم الدنيا من أعمال ، إن خيرا فخير ، وإن شرًّا فشرّ . قال الله تعالى :{ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر : 17] وقال تعالى :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء : 47] .. وقال تعالى :{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [7] وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة : 8] .. وقال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء : 40] .. وقال تعالى :{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران : 30] .. ويوم القيامة يسمى يوم الدِّين ؛ لأنه يوم الجزاء والحساب ، قال الله تعالى :{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة : 4] أي : مالك يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها ، يدل على ذلك قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ [النور : 25] أي : حسابهم وقوله تعالى :{ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ [غافر :17] . وقوله تعالى :{الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية : 28].. وقوله :{ أَءِنَّا لَمَدِينُونَ} [ الصافات :53 ] أي : مجزيّون محاسبون .. وإذا عرف العاقل أن الرَّبَّ سبحانه ديَّان ، وأن يوم القيامة يومُ جزاءٍ وحساب ، وأنه سيلقى الله ذلك اليوم لا محالة ، وأنه في ذلك اليوم سيجد أعماله كلها محضرة خيرها وشرها ، حسنها وسيِّئها ؛ فإنه سيحسب لذلك اليوم حسابه ويعدُّ له عدَّته .. روى الإمام أحمد في (( الزهد )) عن أبي قلابة ، قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه قال : (( البِرُّ لا يبلى، والإثم لاينسى ، والديَّان لا ينام ، فكن كما شئت ، كما تدين تدان )) .. فالكيِّس من دان نفسه وحاسبها مادام في دار المهلة والعمل ، والعاجز من أهملها سادرة في غيهِّا وأتبعها هواها إلى أن يفجأه النّدم .. روى ابن أبي الدنيا في كتابه (( محاسبة النفس )) عن الخليفة الرّاشد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينَّوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )) .. أَوَلا يذكرُ الظّالم الغشوم هول المطلع وشَّدة الحساب وقول الديَّان سبحانه في ذلك اليوم : (( لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقِصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أُقِصَّه منه حتى اللطمة )) .. ولما سأل الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون الحساب حينئذ والناس إنما يقدمون إلى الله يوم القيامة عراةً غرلاً بهما قال : (( بالحسنات والسيِّئات )) ، أي : أنه سبحانه يأخذ للمظلوم من حسنات ظالمه ، فإن لم يكن عنده حسنات أخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه ثم طرح في النار ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال : (( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنِيتْ حسناتُه قبل أن يُقْضى ماعليه ، أُخِذ من خطاياهم فطرحتْ عليه ، ثم طُرحَ في النّار )) رواه مسلم .. وروى أيضا من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ قال : (( لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشّاة الجلحاء من الشاة القرناء )) .. وفي هذا المعنى يقول الشّاعر : أما والله إنَّ الظلم لؤمٌ ومازال المسيء هو الظلوم .. إلى ديَّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم .. ومن كمال مجازاة الربّ سبحانه في ذلك اليوم أنه يجيء بنفسه في ذلك اليوم للفصل بين العباد ، قال الله تعالى : { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [22] وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ [23]يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي [الفجر : 24] .. فتفكر أيّها العبد في هذا اليوم العظيم ، وتذكَّر أنّ الرّب سبحانه ديَّان ، وأن الحقوق ستؤدى في ذلك اليوم العظيم إلى اهلها، وأن ما ثَمَّ في ذلك اليوم إلَّا الحسنات والسيِّئات .. تذكَّر يوم تأتي الله فردًا وقد نُصبت موازين القضاءِ .. وهُتكت السُّتور عن المعاصي وجاء الذنبُ منكشفَ الغطاءِ .. اللَّهمَّ أجرنامن خزي يوم النّدامة ، ومن الفضيحة يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
01-08-2015 | #4 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان أم يعقوب عطر الجنة |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
01-09-2015 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان ناجية شكرا للمرور الكريم |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
01-12-2015 | #8 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان أسمهان |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى المحسن | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 8 | 01-09-2015 03:21 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
من أسماء الله الحسنى (الفتاح) | أمل شريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-31-2014 08:38 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |