منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~ (https://hwazen.com/vb/t7482.html)

أم لجين 02-03-2015 04:26 AM

بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 

http://store1.up-00.com/2015-02/1422941421722.gif


محاضرة بمسجد " السّلام " يوم الثّلاثاء 01 جماى الأولى 1433 هـ/ 12 مارس 2013 م



الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فموضوع هذه المحاضرة هو " بناتنا بين الواقع والمأمول " .. أو قل: بناتنا بين الآمال والآلام .. موضوع من أهمّ الموضوعات، يحتاج إلى دروس ومحاضرات؛ ذلك:

أوّلاً: لأنّه يتعلّق بالفتاة، ذلك الصّرح الّذي يعلّق عليه كلّ الآمال، الّتي سوف تصير في يوم ما زوجةً فيها السّكن والفيئ والظّلال، ثمّ أُمّاً تُعدّ لتربية الأجيال وصنع الأبطال.

ثانياً: هذا الهجوم الشّرس الّذي شُنّ على الأسرة المسلمة هذه الأزمان، وبخاصّة هذه الأيّام، فقد كان الأعداء سابقا يعجزون عن الوصول إلى عقول بناتنا لبثّ ما لديهم من سموم، وعَرْضِ ما عندهم من كفر وإلحاد ومجون، أمّا الآن فقد أصبحت تحمل أفكارُهم الرّياح: رياح مهلكة، بل أعاصير مدمّرة، تقصف بالمبادئ والقيم، وتدمّر الأديان والأخلاق، وتقتلع جذور الفضيلة والصّلاح من جذورها، وتجتثّ عروق الحق من أصولها.

إنّه غزو لا تشارك فيه الطّائرات ولا الدّبابات، ولا القنابل ولا المدرّعات، وليس له في صفوف الأعداء خسائر تُذْكر، بل خسائره في صفوفنا نحن المسلمين، إنّه غزو الشّهوات، والأفلام والمسلسلات، والأغاني والرّقصات، وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات.

الخطب خطب فادح *** والعيب عيب فاضح
وعارنا في النّاس لا *** تـحمله النّواضـح

وقد أدرك الأعداءأنّ الشّيء لا يُهدم إلاّ من داخله، وعمود الأسرة هي المرأة، ألا فليبدأ الغزوُ من المرأة ! لذلك قال قائلهم:" كأس وغانية يفعلان في أمّة محمّد ما لا يفعله الجيوش الجرّارة ".

لقد أدرك هؤلاء أنّ المرأة نصف المجتمع، وهي التي تلد وتحضن وتُأوي النّصف الآخر، فكانت هي المجتمع كلّه .. وأنّها بمثابة القلب إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد .. وهي حارسة القلاع، وحامية البقاع، فإذا نام الحارس أو ضاع، فقل على القلعة السّلام.

يقول خبثاء صهيون في بروتوكولاتهم: ( علينا أن نكسب المرأة، ففي أيّ يوم مدّت إلينا يدها ربحنا القضيّة ).
ويقول ميدروبيرغر:" إنّ المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلاميّ على جرّه إلى التحلّل والفساد ".
ويقول جان بوكارو في كتابه"الإسلام والغرب":" إنّ التأثير الغربيّ لا يكون له أثر مثل ما يكون على المرأة "..

ثالثا: هذا الكيد المبين، وهذا التّكالب العظيم على المرأة المسلمة، يقابله تساهل النّاس في شأن الفتاة، فقصّروا في القيام بواجبهم، حتّى كبرت المرأة وهي معتادة على لبس القصير، والخروج الكثير، والاختلاط بالرّجال، وأن تكون عُرضة للانحراف والضّلال.

لذلك فإنّ الحديث يوجّه أوّلاً إلى الوالدين، وبخاصّة الرّجل، فهو المسؤول قبلها عليها، وأنّ الحساب موجّه إليه أكثر ممّا هو موجّه إليها.
ألا ترى أنّ الله تبارك وتعالى نهى كلا الأبوين الكريمين آدم وحوّاء عن الأكل من الشّجرة، ثمّ عاتب آدم وحده فقال:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طـه:115]، وقال:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:37]، وقال:{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طـه:117].

أمّا بناتنا في الواقع:
فالواقع لا يخفى على ذي عينين، ولن يكون خلاف في وصفه بين اثنين، فبناتنا أمام هذا الغزو الفاضح أصناف ثلاثة:

- صنف على الفطرة، لا ترضى بالرّذيلة، وتحبّ كلّ سبل الفضيلة، ولكنّه صنفٌ لا يدري بما يُكاد له في وضح النّهار، كالرّيشة في مهبّ الرّيح ما لها من قرار.
- وصنف منهنّ تغيّرت فطرتهنّ، والشّيطان سكنهنّ، فرضيت بالدنيّة، والخزي والرزيّة.
- وصنف هنّ أنفس من كلّ عزيز، لا ترضى الواحدة منهنّ إلاّ أن تضع بصمتها على المجتمع، فترأب صدعَه، وتصلح فاسده.
همّتها عالية، وأحلامها غالية، وسؤالها ورجاؤها ما قالته أمّ سلمة للنبّيّ صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَسْمَعُ اللهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ والجهاد ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:195].
فالأمل معقودٌ على إيجاد هذا الصّنف من النّساء ..

فكيف السّبيل إلى تحقيق هذا الأمل ؟

أوّلا: الإكثار من الدّعاء.
قال الله تعالى:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} [الكهف: من الآية17]، وقال عزّ وجلّ: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السّجدة:من الآية13].

وتأمّل كلام عيسى عليه السّلام كما حكاه القرآن:{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}.

فانظر إلى قوله عليه السّلام: وجعلني، وجعلني، ولم يجعلني، فمن الّذي آتاه ؟ إنّه الله .. ومن الّذي آواه ؟ إنّه الله ..ومن الّذي جعله، والّذي لم يجعله ؟ إنّه الله.

واللهِ لو اجتمع المربّون من جميع الأقطار، والمعلّمون من جميع الأمصار، ما استطاع أحد منهم أن يهدي ولدك إلاّ بإذن الله:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56].

ثانيا: استحضار نعمة البنات:
فإنّ المسلم إذا نظر إلى البنات بأنّهنّ من نِعمِ الله العظيمة، سعَى إلى شكرها بتسخيرهنّ في طاعته وابتغاء مرضاته.

يقول المولى جل وعلا:{للهِ مُلْكُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَن يَشَاء إِنَـاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَـاثاً} [الشورى:49،50]، قال بعض السّلف: من بركة المرأة أن تلِد الإناث قبل الذّكور؛ لأنّ الله تعالى بدأ بذكرهنّ.

وقد حضّ الإسلام على الاعتناء بالبنات خاصّة ورعايتهنّ، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ )).

وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ))-وضمّ أصابعه-.

وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر مرفوعاً: (( لاَ تَكْرَهُوا البَنَاتِ؛ فَإِنَّهُنَّ المُؤْنِسَاتُ الغَالِيَاتُ )) ["الصّحيحة" (3206)].

ثالثا: الدنوّ منهنّ:
فالدنوّ علامة الحبّ والتّقدير والاحترام.

وخاصّة إذا بلغت الفتاة أشدّها، فقد روى أبو داود والترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: (( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا حَدِيثًا وَكَلَامًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ )).

وخير مثال يُذكر حال الخنساء مع أخيها صخر، فإنّها قالت في رثائه القصائد الطِّوال، وأبلغت في المقال، ولم تقل حرفاً فيمن استشهد من أولادها، ذلك لأنّ أخاها صخراً كان لها نِعْم المُعين والمؤنِس.
وينشأ من البعد عنهنّ:

- الجهل بأحكام الدّين: فإن رأت الفتاة بينها وبين والدها بعدا، وجعل بينه وبينها سدّا، فأنّى لها أن تقصده لتعلّم دينها ؟!
- خفاءالخطأ: فقد تكون الفتاة على خطأ، فيزداد نموّا مع مرور أيّامهم، لماذا ؟ لوجود ذلك الحاجز المنيع .. لا يصل صوت كلّ منهما إلى الآخر.
أمّا لو كان هناك احتكاك ومخالطة، ونقاش ومحادثة، فسيمكن للفتاة أن تفاتح والديها في الموضوع كصديق يحادث صديقه، ورفيق يناصح رفيقه:{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: من الآية 94].
- الفراغ المهلك: فإنّ الزّجاجة الفارغة إن لم تملأها بالماء العذب الزّلال، ملئت بالهواء وسوء الحال.
فإذا لم تكن حاضرا في حياة ابنتك مربّيا ومعلّما، وناصحا ومفهّما، فسيبحث كلّ منهما عن ناصح خارج البيت. ولك أن تتصوّر ما الّذي ستجده خارج البيت ؟!
وقد أثبتت الدّراسات النّفسيّة أنّ 80 % من الفتيات اللاّء يحرمن من حنان الأب والأخ يبحثن عنه خارج البيت.

رابعاً:التّعليم والتأديب.

فإنّ الله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]، قال عليّ رضي الله عنه في هذه الآية:" علّموا أهليكم الخير "، وقال مجاهد رحمه الله:" أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدّبوهم ".

وكان يقال:" من أدّب ولده أرغم أنف عدوّه "
ومنزلة التَّأدب من أديبٍ *** بمنزلة السِّلاح من الشُّجاع

وقد عظّم الله تعالى لقمان الحكيم في كتابه من أجل وصيّته الغالية لابنه.
وعليك بالقصص الهادف البنّاء: كقصص الصّالحات، من أمثال امرأة فرعون في صبرها على الزّوج الطّاغية، وأمّ سليم في صبرها على فقد الأحباب، وأمّ شريك في ثباتها، وغيرهنّ.

فهي أخبارٌ تزيد المرأة ثباتا على ثبات، شعارها: الاستقامة إلى الممات .. أخبارٌ تصل حاضرها بماضيها، والقلوب بناصرها وباريها .. أخبار تناديها أنّه قد سبقك على هذا الدّرب نساءٌ تسمعين أخبارَهم، فاتّبعي واقتفي آثارهم.
وفي مقام العلم وطلبه: حدِّثها عن أمّهات المؤمنين، قال الذّهبي رحمه الله عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" لا أعلم في أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، بل ولا في النّساء مطلقا امرأةً أعلم منها " ["سير أعلام النّبلاء" (2/140)].

وقال مسروق:" رأينا مشيخة أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسألونها عن الفرائض "، وقال عطاء: كانت عائشة أفقه النّاس.
وما كان علمها قد حوّلها إلى آلة كما حوّل رجال زماننا ونساءه، ولكنّه علم ورّث عملا، قال ابن أخيها القاسم بن محمّد بن أبي بكر رضي الله عنه:" كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة، فأسلّم عليها، فإذا هي قائمة تصلّي وتقرأ:{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27]، وتدعو وتبكي، وتردّدها، فقمت حتّى مللت القيام، فذهبت إلى السّوق لحاجتي، ثمّ رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلّي وتبكي "!.
وكانت تتصدّق بمالها كلّه، ثمّ تقول لها جاريتها: لم تتركي لنا شيئا نأكله، فتقول: لو ذكّرتني لفعلت ؟!

- وهذه حفصة بنت سيرين، فلا تسل عن حسن عبادتها وتمامها، ويكفينا وصف تلكم الجارية السّندية الّتي اشترتها، فقيل لها: كيف رأيت مولاتك ؟ فذكرت كلاما بالفارسيّة معناه: أنّها امرأة صالحة، إلاّ أنّها أذنبت ذنبا. فسئلت: ما هو ؟ قالت: لا أدري، ولكنّني أراها وأسمعها تبكي اللّيل كلّه !
- وإذا أردْتَ ترغيبها في التستّر والحجاب، فما عليك إلاّ أن تذكّرها بما رواه الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنهاقالت:" كنت أدخل بيتي الّذي دُفِن فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي، فأضع ثيابي، وأقول: إنّما هو زوجي وأبي، فلمّا دفن معهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما دخلت إلاّ وأنا مشدودة عليّ ثيابي حياء من عمر..!
وذكِّرها بما رواه البخاري عن عطاء قال: قال لي ابنُ عبّاس رضي الله عنه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت:بلى، قال: هذه المرأة السّوداء، أتت النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إنّي أُصرع وإني أتكشّف، فادع الله لي ! فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك ))، قالت:أصبر، ولكن ادع الله لي ألاّ أتكشّف - وفي رواية قالت: إني أخاف هذا الخبيث أن يجرّدني - فدعا لها.
فقد هان عليها صرع العفاريت ولا ترضى أن يبدو شيء من بدنها رضي الله عنها وأرضاها.

خامسا: الرّفق في التّعليم.
فالرّفق ما كان في شيءٍ إلاّ زانه، وإنّ الله إذا أراد بأهل بيتٍ خيرا أدخل فيهم الرّفق.

سادساً: ثمّ عليك بالحزم، فهو عين الحكمة.
ولا يعنِي الرّفق أن نتساهل فيما فرضه الله تعالى علينا تُجاه البنات من مراقبتهنّ، وتذكيرهنّ.

فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عدّ المرأة كلّها عورة، وينبغي للإنسان أن يستر عورته، فقد روى التّرمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ )).
وعلى الوالدين أن يتذكّرا أنّها ناقصة عقل ودين: ففي الصّحيحين عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ))، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قال: (( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )).
وهذا الخطاب موجّه إلى الكُمَّل من نساء العالم، من رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ، فكيف بغيرهنّ ؟
ومعلوم ممّن لحظ واقع المرأة اليوم أنّ المرأة سريعة الانقياد وراء عواطفها، ممّا سهّل المهمّة على أعداء هذا الدّين في استغلالها لضرب تعاليم الإسلام، وهدم صروح الإيمان. ولو وعظتها لسمعت، ولو سمعت لنسيت.
وغير ذلك من الأمور الّتي تبيّن لنا أنّ المرأة لا بدّ من الاعتناء بها، وعدم التّساهل معها.

والله تعالى نسأل أن يُقرّ أعيُنَنا ببناتنا، وفلذات أكبادنا، وأن يجعلهنّ صالحاتٍ مصلحاتٍ، إنّه وليّ ذلك ومولاه.



دكتورة سعاد 02-03-2015 08:50 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
الموضوع أكثر من رائع، ويمسّ صميم حياة المرء اليومية.
فبورك في كاتبه، وناقله، وقارئه، ومطبق ما فيه.
فلا يخفى على كلِّ ذي لبٍّ أنَّ فتنة النِّساء هي من أخطر الفتن الَّتي يتعرض لها المسلم، بل هي أشدُّ الفتن على الإطلاق كما ورد ذلك في الحديث، فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرِّجال من النِّساء» [متفقٌ عليه]، وفي زماننا هذا اشتدَّ وطيس فتنة النِّساء، وقوي عودها، وانتشر في الأركان شرَّها، حتَّى تملكت قلوب الغافلين، وعبثت بعقول التَّائهين، ولم تزل تفتك بخيرة شباب المسلمين حتَّى ضيعت عليهم دينهم، وهتكت عرضهم، وهدت جهدهم، وتركتهم حيارى في الطُّرقات، يتحسسون الفواحش في الممرات، ويلتمسون الفساد في الأسواق في الصُّبحيات والأمسيات، ولربما أقاموا الأسفار والرَّحلات، وتحملوا النَّصب والتَّعب؛ ليفوزوا بشهواتهم الجامحة، ونزواتهم الدَّنية، وينقلبوا على أدبارهم خاسرين.

ولا شكَّ أنَّ فتنة النِّساء هي أوَّل شرارات الفساد في المجتمع، وهي مبدأ الرَّذيلة والانحلال وسبب كلِّ منكرٍ وفحشاءٍ وكلِّ ضرٍّ وبلاءٍ؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خضرةٌ. وإنَّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء، فإن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء» [رواه مسلم 2742].

وإنَّما كانت فتنة النِّساء أشدُّ على الرِّجال؛ لأنَّ المرأة تمتلك من وسائل الإغراء ما تستميل به قلب الرَّجل بنظرةٍ أو لفظةٍ، ولأن مجرد النَّظر إلى المرأة يحرك غرائز الرَّجل ويشدُّ انتباهه، ويقوِّي ميله إليها. وتلك فطرة خلقها الله في قلوب البشر امتحانًا وابتلاءً فمن صبر له أجره ومن مال فعليه وزره.
نسأل الله السلامة من الفتن

عطر الجنة 02-03-2015 09:30 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
بوركت أناملك غاليتي /أم لجين
طرح أكثر من رااائع
بمجمل مضمونه القيم والمفيد

نسأل الله أن ينير بصائرنا وأن يثبتنا على الحق





http://store2.up-00.com/2015-02/1422940943471.gif


http://store1.up-00.com/2015-02/1422941421671.gif

عطر الجنة 02-03-2015 09:33 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
fgyrنقل للقسم المناسبfgyr

حمامة الاسلام 02-03-2015 01:03 PM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
بارك الله فيك ونفعك و نفع بك

أم يعقوب 02-04-2015 12:16 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
http://img.rjeem.com/imgcache/2013/09/263099.gif

أم لجين 02-26-2015 12:41 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتورة سعاد (المشاركة 57676)
الموضوع أكثر من رائع، ويمسّ صميم حياة المرء اليومية.
فبورك في كاتبه، وناقله، وقارئه، ومطبق ما فيه.
فلا يخفى على كلِّ ذي لبٍّ أنَّ فتنة النِّساء هي من أخطر الفتن الَّتي يتعرض لها المسلم، بل هي أشدُّ الفتن على الإطلاق كما ورد ذلك في الحديث، فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرِّجال من النِّساء» [متفقٌ عليه]، وفي زماننا هذا اشتدَّ وطيس فتنة النِّساء، وقوي عودها، وانتشر في الأركان شرَّها، حتَّى تملكت قلوب الغافلين، وعبثت بعقول التَّائهين، ولم تزل تفتك بخيرة شباب المسلمين حتَّى ضيعت عليهم دينهم، وهتكت عرضهم، وهدت جهدهم، وتركتهم حيارى في الطُّرقات، يتحسسون الفواحش في الممرات، ويلتمسون الفساد في الأسواق في الصُّبحيات والأمسيات، ولربما أقاموا الأسفار والرَّحلات، وتحملوا النَّصب والتَّعب؛ ليفوزوا بشهواتهم الجامحة، ونزواتهم الدَّنية، وينقلبوا على أدبارهم خاسرين.

ولا شكَّ أنَّ فتنة النِّساء هي أوَّل شرارات الفساد في المجتمع، وهي مبدأ الرَّذيلة والانحلال وسبب كلِّ منكرٍ وفحشاءٍ وكلِّ ضرٍّ وبلاءٍ؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خضرةٌ. وإنَّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء، فإن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء» [رواه مسلم 2742].

وإنَّما كانت فتنة النِّساء أشدُّ على الرِّجال؛ لأنَّ المرأة تمتلك من وسائل الإغراء ما تستميل به قلب الرَّجل بنظرةٍ أو لفظةٍ، ولأن مجرد النَّظر إلى المرأة يحرك غرائز الرَّجل ويشدُّ انتباهه، ويقوِّي ميله إليها. وتلك فطرة خلقها الله في قلوب البشر امتحانًا وابتلاءً فمن صبر له أجره ومن مال فعليه وزره.
نسأل الله السلامة من الفتن


اللهم آمين أجمعين يا رب العالمين

بارك الله فيك أستاذة سعاد على وقوفك على طرحي و كلامتك زادتنا حرصا على أن نتقي الله في أنفسنا و في الرجال
و قد لامستي حقائق نشهدها كل يوم و قد غدت شيئا طبيعيا في أوساط مجتمعاتنا و الله المستعان
فنسأل الله السلامة و العافية و جزاك الله خيرا

أم لجين 02-26-2015 12:43 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الجنة (المشاركة 57678)
بوركت أناملك غاليتي /أم لجين
طرح أكثر من رااائع
بمجمل مضمونه القيم والمفيد

نسأل الله أن ينير بصائرنا وأن يثبتنا على الحق





http://store2.up-00.com/2015-02/1422940943471.gif


http://store1.up-00.com/2015-02/1422941421671.gif


اللهم آمين أجمعين يا رب العالمين
و بـورك في مرورك أختي عطر الجنة و جزاك الله خيرا

أم لجين 02-26-2015 12:43 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمامة الاسلام (المشاركة 57692)
بارك الله فيك ونفعك و نفع بك

آمين اجمعين يا رب العالمين
و فيكم بارك الله و جزاكم الله خيرا أختي حمامة الاسلام

أم لجين 02-26-2015 12:45 AM

رد: بناتنا بين الواقع والمأمول .~لشيخنا عبد الحليم توميـات .~
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يعقوب (المشاركة 57771)

اللهم آمين أجمعين يا رب العالمين
و فيك بارك الله و جزاك الله خيرا عزيزتي أم يعقوب .


~سعيدة بمروركن جميعا~


الساعة الآن 04:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)