منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   من أسماء الله الحسنى الجميل (https://hwazen.com/vb/t7681.html)

ام عبدالله وامنه 02-18-2015 07:47 PM

من أسماء الله الحسنى الجميل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساؤكم رضى وطاعة
مساؤكم جنة تحري من تحتها الأنهار ارجوها لكم
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :-
الجميل
وهو ثابت في سنة النبي ؛ روى مسلم في ((صحيحه)) عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر . قال رجلٌ : إنّ الرّجل يحب ُّ أن يكون ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنًا ، قال : إنَّ الله جميل يحبُّ الجمال ، الكبر بطر الحقّ وغمط الناس )) ..
وهذا الاسم الكريم يدلُّ على ثبوت الجمال لله سبحانه في أسمائه وصفاته وفي ذاته وأفعاله قال ابن القيِّم رحمه الله ( وجماله سبحانه على أربع مراتب :
جمال الذّات ،
وجمال الصفات ،
وجمال الأفعال ،
وجمال الأسماء ،
فأسماؤه كلُّها حسنى ، وصفاته كلّها صفات كمال ، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة ، وأما جمال الذات وما هو عليه فأمرٌ لا يدركه سواه ، ولا يعلمه غيرُه ، وليس عند المخلوقين منه إلَّا تعريفات تعرَّف بها إلى مَن أكرمه من عباده ، فإن ذلك الجمال مَصونٌ عن الأغيار محجوبٌ بستر الرِّداء والإزار ، كما قال رسوله فيما يحكي عنه ( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ....)) ،، فما ظنك بجمالٍ حُجبَ بأوصاف الكمال ، وسُتِر بنعوت العظمة والجلال ..
ومن هذا يفهم بعض معاني جمال ذاته ؛ فإن العبد يترقى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصّفات ، إلى معرفة الذات ، فإذا شاهد شيئًا من جمال الأفعال استدلَّ به على جمال الصِّفات ، ثم استدلَّ بجمال الصفات على جمال الذَّات ، ومن هنا يتبيَّن أنه سبحانه له الحمد كله ، وأن أحدا من خلقه لا يحصي ثناءً عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، وأنه يستحق أن يعبد لذاته ويحبُّ لذاته ويشكر لذاته ، وأنه سبحانه يحب نفسه ويثني على نفسه ويحمد نفسه ، وأن محبته لنفسه وحمده لنفسه وثناءه على نفسه وتوحيده لنفسه ؛ هو في الحقيقة الحمد والثناء والحب والتوحيد ، فهو سبحانه كما أثنى على نفسه وفوق مايثني به عليه خلقه ، وهو سبحانه كما يحب ذاته يحب صفاته وأفعاله ، فكل أفعاله حسن محبوب وإن كان في مفعولاته مايبغضه ويكرهه فليس في أفعاله ماهو مكروه مسخوط ، وليس في الوجود مايحب لذاته ويحمد لذاته إلا هو سبحانه ، وكل مايحب سواه فإن كانت محبته تابعة لمحبته سبحانه بحيث يحب لأجله فمحبته صحيحة وإلا فهي محبة باطلة ،وهذا هو حقيقة الإلهية ، فإن الإله الحق هو الذي يحب لذاته ويحمد لذاته ، فكيف إذا انضاف إلى ذلك إحسانه وإنعامه وحلمه وتجاوز عفوه وبره ورحمته ، فعلى العبد أن يعلم أنه لا إله إلا الله فيحبّه ويحمده لذاته وكماله ، وأن يعلم أنه لا محسن على الحقيقة بأصناف النعم الظاهرة والباطنة إلا هو فيحبه لإحسانه وإنعامه ، ويحمده الحقيقة بأصناف النعم الظاهرة والباطنة إلا هو فيحبه لإحسانه وإنعامه ، ويحمده على ذلك فيحبه من الوجهين جميعًا ، وكما أنه ليس كمثله شيء ، فليس كمحبته محبة ،
والمحبة مع الخضوع هي العبودية التي خلق الخلق لأجلها ، فإنها غاية الحب بغاية الذ ، لايصلح ذلك إلا له سبحانه ، والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لايغفره الله ولايقبل لصاحبه عملا )) ..
وقال رحمه الله ( والمحبة لها داعيان : الجمال والإجلال ، والرب تعالى له الكمال المطلق من ذلك فإنه جميل يحب الجمال ، بل الجمال كله له ، والإجلال كله منه فلا يستحق أن يحب لذاته من كل وجه سواه )) ..
إنّ معرفة الله عز وجل بالجمال من أعز أنواع المعرفة وأعظمها المعرفة وأعظمها شأنًا ؛ فإنَّ أتمَّ الناس (( معرفة من عرفه سبحانه بكماله ، وجلاله ليس كمثله شيء في سائر صفاته ، ولو فرضت الخلق كلهم على أجملهم صورة ، وكلهم على تلك الصورة ، ونسبت جمالهم الظاهر والباطن إلى جمال الرب سبحانه لكان أقل من نسبة سراجٍ ضعيفٍ إلى قرص الشمس ، ويكفي في جماله أنه لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سُبُحاتُه ماانتهى إليه بصره من خلقه ، ويكفي في جماله سبحانه أن كل جمال ظاهر وباطن في الدنيا والآخرة فمن آثار صنعته ، فما الظن بمن صدر عنه هذا الجمال ، ويكفي في جماله أنه له العزة جميعًا والقوة جميعًا والجود كله والإحسان كله والعلم كله والفضل كله ، ولنورِ وجهِه أشرقت الظلمات ، فهو سبحانه نور السموات والأرض ، ويوم القيامة إذا جاء لفصل القضاء تشرق الأرض بنوره )) ..
وقوله : (( إنَّ الله جميل يحبُّ الجمال )) يشتمل على أصلين عظيمين :
فأوله معرفة
وآخره سلوك ؛
فيعرف الله أولا بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ، ويعبده بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق ، فإنه سبحانه يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل ، وجوارحه بالطاعة ، وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظافر إلى غير ذلك ، فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه ، فالحديث يتناول جمال الثياب المسؤول عنه في الحديث نفسه ، ويدخل فيه بطريق العموم الجمال من كل شيء ، وفي (( السنن )) : (( إن الله يحبُّ أن يرى أثر نعماه على عبده )) وفيها عن أبي الأحوص الجشمي ، عن أبيه قال ( كنت جالسًا عند رسول الله ، فرآني رث الثياب ، فقال : ألك مال ؟ قلت : نعم يارسول الله ؛ من كلِّ المال ، قال : فإذا آتاك الله مالاً فلير أثره عليك )) ..
فهو سبحانه يحبُّ ظهور أثر نعمته على عبده ، فإنه من الجمال الذي يحبه ، وذلك من شكره على نعمه ، والشكر جمال باطن ، فيحب سبحانه أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها ،
ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباسا وزينة تجمِّل ظواهرهم ، وأمرهم بالتّقوى لتجمل بواطنهم ، فقال : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ [الأعراف : 26] ..
وقال في أهل الجنة : { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا [11]
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا [الانسان : 12]
فجمَّل وجوههم بالنّضرة وبواطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير ..
هذا؛ وتمام المنة على أهل الجنة ، وأعظم النعم رؤيتهم إلههم وربهم ومولاهم الجميل الجليل سبحانه ، فإنها أعظم مايعطون وأجل ماينالون ، وهي قرة العيون ، وبهجة النفوس ، وسرور القلوب ، ونضرة الوجوه ، وأعظم الإكرام ، وفي (( صحيح مسلم )) عن صهيب رضي الله عنه عن النبي قال : (( إذا دخل أهل الجنَّة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئًا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبيِّض وجوهَنا ، ألم تدخلنا الجنَّة وتنجنا مِنَ النار قال : فيكشفُ الحجاب فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل )) ..
اللّهم إنّا نسألك لذَّة النَّظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك ، في غير ضرَّاء مُضرَّة ولا فتنة مُضلَّة ..

اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك

ناجية عثمان 02-18-2015 09:18 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الجميل
 
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة

سلمت يداك ..

إسمهان الجادوي 02-19-2015 12:44 AM

رد: من أسماء الله الحسنى الجميل
 
http://store2.up-00.com/2014-10/1413534192713.gif

حمامة الاسلام 02-19-2015 12:42 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الجميل
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

ام عبدالله وامنه 02-19-2015 07:24 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الجميل
 
ناجية عثمان
أسمهان
حمامة الأسلام


http://im86.gulfup.com/oAqCyT.jpg


الساعة الآن 06:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)