منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   من أسماء الله الحسنى الحيَيّ (https://hwazen.com/vb/t7928.html)

ام عبدالله وامنه 03-13-2015 11:11 PM

من أسماء الله الحسنى الحيَيّ
 
http://store2.up-00.com/2015-03/1426273022591.gif


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :-
الحيَيّ

وقد ورد هذا الاسم في حديثين :
الأول : حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ رأى رجلا يغتسل بالبَراز بلا إزار ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ﷺ ( إن الله عزوجل حَييٌّ ستِّير يحبُّ الحياء والسِّتر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر )) ،، رواه أبو داود والنسائي ..
الثاني : حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردّهما صفرًا )) رواه أبو داود وابن ماجه ..
وفي هذا الاسم الكريم دلالة على ثبوت الحياء صفةً لله عز وجل على مايليق بجلاله وكماله ، وهو سبحانه في صفاته كلِّها لا يماثل أحدا من خلقه ، ولا يماثله أحدٌ من خلقه، كما قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى : 11]
وقال تعالى : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم : 65]...
فحياؤه سبحانه وصفٌ يليق به ، ليس كحياء المخلوقين ..
وقد ورد ذكر الحياء في القرآن والسنة بصيغة الفعل مضافا إلى الله عز وجل ، قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ [البقرة : 26]
وفي (( الصحيحين )) عن أبي واقد اللّيثي ، أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفرٍ ، فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ ، وذهب واحد ، قال : فوقفا على رسول الله ﷺ ، فأما أحدهما فرأى فرجةً في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله ﷺ قال : (( ألا اخبركم عن النفر الثلاثة ؟ أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه إليه ، وأما الآخر فاستحيا من الله فاستحيا الله منه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )) ..
والقول في هذه الصّفة كالقول في سائر صفات الرب سبحانه ، فكما أنا نثبت لله سبحانه علما لا كعلمنا ، وبصرًا لا كبصرنا ، وسمعا لا كسمعنا ، وإرادة لا كإرادتنا فكذلك نثبت له حياءً لا كحيائنا ؛ إذ كلُّ ماأثبته سبحانه لنفسه وأثبته له رسوله ﷺ حق لا ريب فيه ..
قال ابن القيم رحمه الله : (( وقد وصف نفسه بالحياء ووصفه رسوله ﷺ فهو الحيي الكريم ، كما قال النبي ﷺ : (( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا )) ،،
وقالت أمُّ سليم : (( يارسول الله إن الله لا يستحي من الحقّ )) ، وأقرّها على ذلك ، وقال النبي ﷺ : (( إن الله لا يستحيي من الحق ، لا تأتوا النساء في أعجازهن )) ..
وقال رحمه الله : (( وأمّا حياء الرّب تعالى من عبده فذاك نوع آخر لا تدركه الأفهام ، ولا تكيفه العقول ؛ فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال ، فإنَّه تبارك وتعالى حييٌّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ، ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام ، وكان يحيى بن معاذ يقول : سبحان من يذنب عبدُه ويستحيي هو، وفي أثر : من استحى من الله استحى الله منه )) ..
والله سبحانه وتعالى يحب أسماءه وصفاته ، ويحب ظهور آثارها في خلقه ؛ فإن ذلك من لوازم كماله ، فهو سبحانه حيي يحب أهل الحياء ، كريم يحب الكرماء ، شكور يحب الشاكرين ، محسن يحب المحسنين ، عفو يحب العفو وأهله ، حليم يحب أهل الحلم ، ولمحبته سبحانه لأسمائه وصفاته أمر عباده بموجبها ومقتضاها ، فأمرهم بالحياء والإحسان والرحمة والكرم والعفو ، وأحبُّ عبادِه إليه من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يكرهها ، ويستثنى من ذلك من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت ؛ لأن اتصاف العبد بها ظلم إذ لا تليق به هذه الصفات ولاتحسن منه لمنافاتها لصفات العبد ، ولتعدي من اتصف بها طوره وحدَّه ، ولمفارقته مقامه ورتبته ، رتبة العبودية والذّل .
وقد تكاثرت النصوص في الأمر بالحياء والحث عليه والترغيب فيه ،وعدِّه من شعب الإيمان ، وبيان ثماره العظيمة وآثاره المباركة ، وأنه خير كلُّه ..
ففي (( الصحيحين )) عن أبي هريرة وضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها : قول : لا إله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من شعب الإيمان )) ..
وفيهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء ، فقال رسول الله ﷺ : (( دعه فإنَّ الحياء من الإيمان )) ..
وفيهما عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : (( الحياء لا يأتي إلا بخير )) ، وفي لفظ : (( الحياء كله خير )) ..
وكان عليه الصلاة والسلام أشد الناس حياءً ، ففي (( الصحيحين )) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله ﷺ أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها )) ..
والحياء في العبد خُلق جميل يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حقِّ ذي الحق ، ولهذا قال ﷺ : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ماشئت )) رواه البخاري ،
أي : من لم يستحي صنع ماشاء من الفواحش والمنكرات ؛ لأن الحياء هو المانع من فعلها ..
وأعظم الحياء وأوجبه الحياء من الله عز وجل ففي الترمذي وغيره عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( استحيوا من الله حق الحياء ، قال : قلنا : يارسول الله ، إنا نستحي والحمد لله ، قال : ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء )) رواه أحمد والترمذي ..
وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات ، وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرم ، وحفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب ، وحفظ الفرج عن الفواحش ، قال بعضهم : استحيي من الله على قدر قربه منك ، وخف الله على قدر قدرته عليك )) ..
رَزَقنا الله الحياء منه ، ووفَّقنا لتحقيق خشيته في الغيب والشّهادة والسّر والعلانية ..
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك

ناجية عثمان 03-14-2015 12:51 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الحيَيّ
 
مشكور ة والله يعطيك الف عافيه

حمامة الاسلام 03-14-2015 01:01 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الحيَيّ
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

ام عبدالله وامنه 03-16-2015 12:38 PM

رد: من أسماء الله الحسنى الحيَيّ
 

يسعدني مروركم الكريم أخواتي الغاليات
tgy tgy tgy


الساعة الآن 11:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)