منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد (https://hwazen.com/vb/t8128.html)

ام عبدالله وامنه 03-25-2015 02:21 PM

من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :-
السيِّد
وهو اسم مأثور في الحديث عن رسول الله ﷺ ، روى أبو داود بسند جيِّد ، عن عبدالله بن الشِّخيِّر رضي الله عنه قال : (( انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ﷺ فقلتا : أنت سيدنا ، فقال : السِّيد الله تبارك وتعالى ، قلنا : وأفضلنا فضلا ، وأعظمنا طولا ، فقال : قولوا بقولكم أو بعض قولكم ، ولا يَستجريَنَّكُم الشيطان )) ..
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في معنى قول الله تعالى :{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا [الأنعام : 164] : (( إلهًا سيِّدًا )) ..
وقال في قوله تعالى :{ اللهُ الصَّمَدُ } : (( إنه السيِّد الذي كَمُل في سؤْدده )) ..
ومراد النبي ﷺ بقولت : (( السيِّد الله )) أي : أن السُّؤدد حقيقة لله عزوجل ، فهو المالك المولى الرّب ، والخلق كلّهم عبيد له ، مملوكون مقهورون ليس بهم غنية عنه في بدء أمرهم وهو الوجود ، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا ، ولا في البقاء بعد الإيجاد ، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء ، محتاجون إليه في كل شؤونهم ، مفتقرون إليه في جميع حاجاتهم ، لا غنى لهم عنه طرفة عين ، والأمر كله إليه وحده ، والخلق كلهم طوع تدبيره وتحت تصرفه ، يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ، ويعزّ ويذلّ ، ويحيي ويميت ، ويأمر وينهى ، ويقبض ويبسط ، ويكرم ويهين ، ويهدي ويضل ، ويضحك ويبكي ، ويغني ويفقر ، الأمر أمره ، والملك ملكه ، والعبيد عبيده ، فهو وحده تبارك وتعالى الذي تحق له السيادة ملكًا وخلقًا وتدبيرًا ، وذلًا وخضوعًا وانكسارًا ..
فهو سبحانه السيِّد الذي له التصرف والتدبير في هذا الكون لاندّ له ، وهو سبحانه السيد الذي ينبغي أن تصرف له وحده الطاعة والذل والخضوع لا شريك له ، فكما أنه سبحانه السيد المتصرف في الخلق لاند له ، فكذلك يجب أن يكون السيد المعبود لاشريك له كما قال تعالى :{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ [الأنعام : 164] وقد تقدم قول ابن عباس رضي الله عنه : (( إلهًا سيِّدًا )) ..
قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية : (( يقول تعالى ذكره لنبيِّه محمد ﷺ : { قُلْ } يامحمد لهؤلاء العادلين بريهم الأوثان ، الداعيك إلى عبادة الأصنام واتباع خطوات الشيطان : { أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا } ، يقول : أسوى الله أطلب سيِّدًا يسُودُدني { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ } ، يقول : وهو سيِّد كلِّ شيء دونه ومدبره ومصلحه )) ..
وقال ابن كثير في تفسيرها : (( يقول تعالى : { قُلْ } يامحمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه : { أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا } ، أي : أطلب ربًّا سواه ، { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ } يربني ويحفظني ويكلؤني ، ويدبّر أمري ، أي : لا أتوكل إلاَّا عليه ، ولا أنيب إلَّا إليه ؛ لأنه رب كل شيء ومليكه ، وله الخلق والأمر )) ..
وهذا أدل الدّليل وأبين البرهان على بطلان الشرك وإتخاذ الأنداد ، إذ كيف يُتخذ المخلوق الضعيف ندًّا للسِّيد العظيم والخالق الجليل والرب القدير ، تعالى الله عمّا يشركون ..
{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ [191]
وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [192] وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ [193] إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [194] أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ [195] إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [196] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [الأعراف : 197]..
وبهذه الآيات ونظائرها يعلم أن اتخاذ الناس سيِّدًا غير الله سواء من المقبورين أو الأحياء ، يعتقدون فيه جلب النفع أو دفع الضر ، أو يعلقون به حاجاتهم ، أو ينزلون به طالباتهم ورغباتهم ، أو يصرفون له لجوءهم ودعواتهم ، أو يطلبون منه كشف غمومهم وكرباتهم ؛ يعدّ شركا بالله العظيم ، واتباعا للسبيل المفضية إلى الجحيم ، وهذا غاية الجهل والظلم ، إذ كيف يسوى التراب برب الأرباب ، وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب ، وكيف يسوى من لايملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا يملك نصرا ولاموتا ولا حياة ولا نشورا بالسيد العظيم الذي له مقاليد السموات والأرض ، وبيده أزمَّة الأمور لا شريك له ..
ولما بُليَ أقوامٌ بمثل هذا التعلُّق بالمقبورين أضفوا عليهم هذا اللقب ، معتقدين فيهم ، ملتجئين إليهم ، خاضعين ذليلين ، ناكثين بذلك توحيدهم ، متلوثين بما يناقضه ويضادُّه ..
وتأمَّل في الحديث المتقدِّم حمايةَ المصطفى ﷺ حمى التوحيد وصيانتَه لجنابه ، وسدَّه طرق ابشرك ، فلما قالوا له : (( أنت سيِّدُنا )) قال : (( السيِّد الله تبارك وتعالى )) ، ثم قال لهم : (( لايستجرينَّكم الشيطان )) مع أنهم لم يقولوا إلَّا حقًّا .
ونظيره ماروى الإمام أحمد ، والنسائي في (( الكبرى )) بسند جيِّد عن أنس رضي الله عنه : (( أن ناسًا قالوا لرسول الله ﷺ : ياخيرنا وابن خيرنا ، وياسيِّدنا وابن سيِّدنا . فقال رسول الله ﷺ : ياأيها الناس عليكم بقولكم ولا يستهوينَّكم الشيطان ؛ إنّي لا أريد أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تعالى ، أنا محمد بن عبدالله عبده ورسوله ))..
فهو عليه الصّلاة والسلام سيّد ولد آدم وأفضل عباد الله وإمام المتقين ، إلا أنه كره لهم ذلك لئلا يكون وسيلةً إلى الغلوِّ فيه والإطراء ، كما قال ﷺ : (( لا تُطروني كما أَطْرت النّصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبدالله ورسوله )) رواه البخاري ..
ونهى عن المدح وشدّد القول فيه ، كما في ((الصحيحين )) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه : (( أن رجلًا أثنى على رجل عند رسول الله ﷺ ، فقال له : ويحك قطعت عنق صاحبك ، يقوله مرارا )) وفي (( صحيح مسلم )) عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، أن النبي ﷺ قال : (( إذا رأيتم المدَّاحين فاحثُوا في وجوههم التراب )) ..
فمواجهة الممدوح بمدحه ولو بما فيه لا ينبغي ، لما قد تفضي إليه محبة المدح من تعاظم الممدوح في نفسه ، وذلك ينافي كمال التوحيد ، ويوقعه في أمر عظيم ينافي العبودية الخاصة ، فالنبي ﷺ لما أكمل الله له مقام العبودية صار يكره أن يُقابل بالمدح صيانةً لهذا المقام ، وإرشادا للأمة إلى ترك ذلك نصحًا لهم ، وحمايةً لمقام التوحيد عن أن يدخله مايفسده أو يضعفه من الشرك ووسائله ، بانصراف القلب إلى نوع من التعلق بالمخلوقين والذّل لهم والانكسارِ الذي لا يحل ولا يجوز صرفه إلَّا لله الواحد القهّار ..
الله علمنا ماينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله

ناجية عثمان 03-25-2015 02:49 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد
 
http://www6.0zz0.com/2012/02/11/16/782089115.jpg

حمامة الاسلام 03-25-2015 02:49 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

ام عبدالله وامنه 03-26-2015 03:19 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد
 
http://store1.up-00.com/2015-03/1427368719831.png


الساعة الآن 06:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)