من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق http://store2.up-00.com/2015-03/1427821085471.gif بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://a.gfx.ms/emoji_1F339.pngمساء الورد http://a.gfx.ms/emoji_1F339.png نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- http://a.gfx.ms/emoji_1F4CD.pngالرَّفيق http://a.gfx.ms/emoji_1F4CD.png وهو من الأسماء الحسنى الثابتة في السنَّة ، روى البخاري في (( صحيحه)) عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( استأذن رهطٌ من اليهود على النبي ﷺ فقالوا : السَّام عليك ، فقلت : بل عليكم السّام واللّعنة ، فقال : ياعائشةُ إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه ، قلت : أو لم تسمع ماقالوا ؟ قال : قلت : وعليكم )) .. وروى مسلم في (( صحيحه )) عن عمرة بنت عبدالرحمن ، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال : (( ياعائشة إنَّ الله رفيقٌ ، ويعطي على الرّفق مالا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على ماسواه )) .. ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق ووصفه بالرفق ، وأن له من هذا الوصف أعلاه وأكمله ومايليق بجلاله وكماله سبحانه .. http://a.gfx.ms/emoji_1F536.pngوالرِّفق : اللّين والسهولة والتأني في الأمور والتمهل فيها ، وضده العنف والتشديد، فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها ، والله سبحانه رفيق في قدره وقضائه وأفعاله ، رفيق في أوامره وأحكامه ودينه وشرعه .. http://a.gfx.ms/emoji_1F352.pngومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلَّها بالتدرج شيئًا فشيئًا ، بحسب حكمته ورفقه ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ، وهو دليل على حلم الله وحكمته وعلمه ولطفه ، وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم حمدهم لله عزوجل على رفقه في الخلق وتصريفه الدائم للمخلوقات ، وأنه لم يجعل الخلق ثابتا على هيئة واحدة .. روى ابن أبي الدنيا بسندٍ جيِّد عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : (( كانوا يقولون - يعني أصحاب النبي ﷺ - : الحمد لله الرّفيق الذي لو جعل هذا الخلق خلقًا دائمًا لا يتصرف لقال الشاكُّ في الله : لو كان لهذا الخلق ربًّا يحادثه ، وإن الله عزوجل قد حادث بما ترون من الآيات : إنه جاء بضوء طبَّقَ مابين الخافقين ، وجعل فيها معاشا ، وسراجا وهّاجا ، ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق ، وجاء بظلمٍة طبَّقت مابين الخافقين ، وجعل فيها سكنا ونجوما وقمرا منيرا ، وإذا شاء بنى بناءً جعل فيه من المطر والبرق والرعد والصواعق ماشاء ، وإذا شاء صرف ذلك ، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس ، وإذا شاء ذهب به بذلك ، وجاء بحرٍّ يأخذ بأنفاس الناس ليعلم الناس أن لهذا الحلق ربًّا هو يحادثه بما يرون من الآيات ، كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة )) .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وأصحاب رسول الله ﷺ عرفوا ذلك وبيَّنوه للناس ، وعرفوا أنَّ حدوث الحوادث اليومية المشهودة تدل على أن العالَم مخلوق ، وأن له ربًّا خلقه ويحدث فيه الحوادث )) .. ثم أورد أثر الحسن المتقدم وعلق عليه تعليقًا مختصرًا .. http://a.gfx.ms/emoji_1F352.pngومن رفق الله بعباده رفقه سبحانه بهم في أحكامه وأمره ونهيه ، فلا يكلف عباده مالا يطيقون ، وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة ، وأسقط عنهم كثيرًا من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقا بهم ورحمة ، ولم يأخذ عباده بالتكاليف دفعة واحدة ، بل تدرّج بهم من حال إلى حال حتى تألفَ النفوسُ وتلين الطباع ويتمَّ الانقياد .. http://a.gfx.ms/emoji_1F352.pngومن رفقه سبحانه إمهالُه راكبَ الخطيئة ومقترفَ الذنب وعدمُ معاجلته بالعقوبة لينيب إلى ربه وليتوب من ذنبه وليعود إلى رشده .. قال تعالى : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا [الكهف : 58].. وقال تعالى :{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [النحل : 61] .. فبيَّن سبحانه أنه لو يؤاخذ الناس بما كسبوا من الذّنوب كالكفر والمعاصي لعجّل لهم العذاب لشناعة مايرتكبونه ، ولكنه حليم رفيق لا يعجل بالعقوبة بل يمهل ولا يهمل .. http://a.gfx.ms/emoji_1F352.pngومن رفقه سبحانه أن دينه كلَّه رفق ويسر ورحمة ، وأمر عباده بالرفق ، ويعطيهم على الرفق مالا يعطي على الشّدة ، ولا يكون في شيء من الأمور إلَّا زانه ، ومن حرمه حرم الخير ، ولذا ينبغي على كل مسلم أن يكون رفيقا في أموره كلها ، وأحواله جميعها ، بعيدًا عن العجلة والتّسرع والتّعور والاندفاع ، فإنَّ العجلة من الشيطان ، ولا يبوء صاحبها إلا بالخيبة والخسران ، وكفى بالرّفق نبلا وفضلا أنه حبيب للرحمن ، فهو سبحانه رفيق يحب الرفق .. وقد جاءت السنة النبويّة بالحث على الرفق في الأمور كلها ، ففي (( صحيح مسلم )) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال : (( إنَّ الرّفق لا يكون في شيء إلَّا زانه ، ولا ينزع من شيء إلَّا شانه )) .. وفيه عن جرير رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال (( من يُحْرم الرِّفقَ يُحْرم الخير )) .. وفي (( المسند )) عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ﷺ قال : (( إنه من أعطي حظَّه مِنَ الرِّفق فقد أعطي حظه من خير الدّنيا والآخرة ، وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الدِّيار ، ويزيدان في الأعمار )) .. وكان نبيُّنا محمد ﷺ أرفق النّاس ، وشواهد رفقه في سنته ظاهرة ، ودلائل حلمه وأناته في سيرته واضحة ، بل إنه ضرب أروع الأمثلة في تحقيق الرِّفق والأناة في تعامله مع الناس ودعوته إلى دين الله ، ومعالجته لما قد يقع من أخطاء أو مخالفات ، ومن ذلكم مارواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال : (( بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله ﷺ : مه مه ، قال : قال رسول الله ﷺ لاتُزرمُوه دعوه ، فتركوه حتى بال ، ثم إنَّ رسول الله ﷺ دعاه فقال له : إنَّ هذه المساجدَ لا تصلح لشيءٍ من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عزوجل والصلاة وقراءة القرآن )) ورواه البخاريّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه : (( أنَّ النبي ﷺ قال لهم : دعوه وهَرِيقُوا على بَوله سَجْلًا من ماء - أو ذَنوبًا من ماء - ، فإنما بُعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين )).. فربّنا سبحانه رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ، وديننا رفق ويسر كلُّه ، ونبيُّنا ﷺ إمام أهل الرِّفق وقدوتهم ، وواجبنا أنْ نتحلَّى بالرِّفق في شأننا كلِّه ، والله وحده الموفق لا شريك له ... http://a.gfx.ms/emoji_1F33A.pngاللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق سبحان الله بارك الله فيك أختي الطيب كله أم عبد الله نفعنا الله بما قدمتِ |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
الساعة الآن 07:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)